LU8MAAN Telegram 1170
🔹 أسباب انحراف الأولاد وعلاجها 🔹
قلم: فريق تحرير لقمان
✍🏻

كثيرًا ما يشتكي بعض الآباء والأمَّهات من جنوح أبنائهم ووقوعهم في المعاصي والدَّنايا، وميلهم إلى الانحراف وعدم طاعة الوالدين والتمرُّد على القيم والأخلاق، ورفض العادات الحسنة التي كان عليها آباؤهم، والواقع أن هناك أسبابًا تدفع هؤلاء الأبناء للانحراف ومِن أهمِّ ذلك:

١. إهمال النفقة على الأولاد أو التقتير عليهم:

وهذا من شأنه أن يدفع بالأولاد إلى استكمال هذا النقص لِمُحاكاة الآخَرين فيلجؤون إلى أسهل الطرق في تحصيل مُرادِهم وهو العدوان على غيرهم وارتكاب الجرائم والمُخالَفات في سبيل ذلك، وهذا ما يُسمَّى بجنوح الأولاد.

والإسلام بأسلوبه الحكيم قد حذَّر أشدَّ التحذير من تضييع الرجل مَن يعول.
عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، إِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ، عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ». [مسلم].


٢. النِّزاع والشِّقاق بين الآباء والأمَّهات أمام الأولاد:

لا شكَّ أنَّ هذا الأمر مذموم شرعًا وعقلًا وعُرفًا، والفتنة نائمة تستيقظ بالإشاعة والإذاعة.


٣. حالات الطلاق وما يصاحبها من ضياع الحقوق:

إذ إنَّ الطلاق لا يُلجأ إليه إلا عند الضرورة، وإذا توفرت الأسباب الداعية إليه.
وقد أساء البعض استخدام حقِّ الطلاق حتَّى كثرت حالات المُطلَّقات من النِّساء، الأمر الذي يؤدِّي إلى تشرُّد الأبناء ووقوعهم في أوحال الرذيلة والجريمة.


٤. الفراغ الذي يتحكَّم في الأطفال والمُراهِقين:

وهو سبب مهمٌّ في زَيغ الأبناء وانحرافهم، والطفل من طبيعته يُحبُّ اللَّهو واللَّعب، فإذا لم يُشغَل، وتُهيَّأ له فرصة اللَّهو المباح واللَّعب البريء؛ فإنَّه في الغالب سيبحث عن بدائل أخرى وربَّما لا يجد هذه البدائل إلَّا عند رُفقاء السوء الَّذين سيقعون به حتمًا إلى الانحراف والفساد، وقد وجَّه الإسلامُ المؤمنَ إلى شَغْل فراغه بما ينفَعه في الدُّنيا والآخِرة.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِك». [صحيح الجامع].

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ». [البخاري].


٥. الخُلطة الفاسدة ورُفقاء السوء:

وهذا عامل خطير في هدم أخلاق الناشئين وإفسادهم، ويتحمَّل الوالدان المسؤوليَّة الكبرى في ترك أبنائهم يُصاحبون رفقاء الشرِّ؛ إذ من مسؤوليَّة الأبوَين اختيار الرُّفقة الصالحة لأبنائهم ليكتسبوا منهم كلَّ خُلُقٍ كريم وأدب رفيع.
قال الله -تعالى- -محذِّرًا من رفقاء السوء-: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} .

يُبَيِّنُ اللهُ -تَعَالَى- أَنَّ كُلَّ صَدَاقَةٍ وَصُحْبَةٍ فِي الدُّنْيَا تَنْقَلِبُ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَى عَدَاوَةٍ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْهَا فِي اللهِ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهَا تَبْقَى فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ دَائِمَةً بِدَوَامِ اللهِ -تَعَالَى-.

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ». [صحيح أبي داود].

وعَنْ أَبِى مُوسَى -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ، لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ: إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الْحَدَّادِ: يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ ، أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً». [البخاري].


٦. سوء معاملة الأبوَينِ للولد:

فقد يُسيءُ الوالدانِ مُعاملَة أولادهم -سواء عن قصد أو غير قصد- بالقسوة والتحقير والازدراء والسخرية، ولهذه المعاملة الأثر السيِّئ على نفسيَّة الولد وعلى سلوكه وتصرُّفاته ممَّا قد يُنشئ عنده ردود فعل تكون عواقبها وخيمة.

والإسلامُ بمنهجه الحكيم يدعو المُربِّين ولا سيَّما الآباء والأمهات إلى أن يتحلَّوا بالأخلاق العالية، والمعامَلة الحسنة التي تفيض بالرحمة والشفَقَة والحنان؛ حتَّى ينشأ الأولاد على الاستقامة ويتربَّوا على الجرأة واستقلال الشخصيَّة؛ حتَّى يشعروا بكرامتهم واحترامهم عند آبائهم.

وقد وجَّه الإسلام إلى حُسْن المُعامَلة مع كلِّ الناس ولا سيَّما الأقربِين:
👍51👌1



tgoop.com/Lu8maan/1170
Create:
Last Update:

🔹 أسباب انحراف الأولاد وعلاجها 🔹
قلم: فريق تحرير لقمان
✍🏻

كثيرًا ما يشتكي بعض الآباء والأمَّهات من جنوح أبنائهم ووقوعهم في المعاصي والدَّنايا، وميلهم إلى الانحراف وعدم طاعة الوالدين والتمرُّد على القيم والأخلاق، ورفض العادات الحسنة التي كان عليها آباؤهم، والواقع أن هناك أسبابًا تدفع هؤلاء الأبناء للانحراف ومِن أهمِّ ذلك:

١. إهمال النفقة على الأولاد أو التقتير عليهم:

وهذا من شأنه أن يدفع بالأولاد إلى استكمال هذا النقص لِمُحاكاة الآخَرين فيلجؤون إلى أسهل الطرق في تحصيل مُرادِهم وهو العدوان على غيرهم وارتكاب الجرائم والمُخالَفات في سبيل ذلك، وهذا ما يُسمَّى بجنوح الأولاد.

والإسلام بأسلوبه الحكيم قد حذَّر أشدَّ التحذير من تضييع الرجل مَن يعول.
عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، إِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ، عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ». [مسلم].


٢. النِّزاع والشِّقاق بين الآباء والأمَّهات أمام الأولاد:

لا شكَّ أنَّ هذا الأمر مذموم شرعًا وعقلًا وعُرفًا، والفتنة نائمة تستيقظ بالإشاعة والإذاعة.


٣. حالات الطلاق وما يصاحبها من ضياع الحقوق:

إذ إنَّ الطلاق لا يُلجأ إليه إلا عند الضرورة، وإذا توفرت الأسباب الداعية إليه.
وقد أساء البعض استخدام حقِّ الطلاق حتَّى كثرت حالات المُطلَّقات من النِّساء، الأمر الذي يؤدِّي إلى تشرُّد الأبناء ووقوعهم في أوحال الرذيلة والجريمة.


٤. الفراغ الذي يتحكَّم في الأطفال والمُراهِقين:

وهو سبب مهمٌّ في زَيغ الأبناء وانحرافهم، والطفل من طبيعته يُحبُّ اللَّهو واللَّعب، فإذا لم يُشغَل، وتُهيَّأ له فرصة اللَّهو المباح واللَّعب البريء؛ فإنَّه في الغالب سيبحث عن بدائل أخرى وربَّما لا يجد هذه البدائل إلَّا عند رُفقاء السوء الَّذين سيقعون به حتمًا إلى الانحراف والفساد، وقد وجَّه الإسلامُ المؤمنَ إلى شَغْل فراغه بما ينفَعه في الدُّنيا والآخِرة.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِك». [صحيح الجامع].

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ». [البخاري].


٥. الخُلطة الفاسدة ورُفقاء السوء:

وهذا عامل خطير في هدم أخلاق الناشئين وإفسادهم، ويتحمَّل الوالدان المسؤوليَّة الكبرى في ترك أبنائهم يُصاحبون رفقاء الشرِّ؛ إذ من مسؤوليَّة الأبوَين اختيار الرُّفقة الصالحة لأبنائهم ليكتسبوا منهم كلَّ خُلُقٍ كريم وأدب رفيع.
قال الله -تعالى- -محذِّرًا من رفقاء السوء-: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} .

يُبَيِّنُ اللهُ -تَعَالَى- أَنَّ كُلَّ صَدَاقَةٍ وَصُحْبَةٍ فِي الدُّنْيَا تَنْقَلِبُ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَى عَدَاوَةٍ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْهَا فِي اللهِ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهَا تَبْقَى فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ دَائِمَةً بِدَوَامِ اللهِ -تَعَالَى-.

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ». [صحيح أبي داود].

وعَنْ أَبِى مُوسَى -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ، لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ: إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الْحَدَّادِ: يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ ، أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً». [البخاري].


٦. سوء معاملة الأبوَينِ للولد:

فقد يُسيءُ الوالدانِ مُعاملَة أولادهم -سواء عن قصد أو غير قصد- بالقسوة والتحقير والازدراء والسخرية، ولهذه المعاملة الأثر السيِّئ على نفسيَّة الولد وعلى سلوكه وتصرُّفاته ممَّا قد يُنشئ عنده ردود فعل تكون عواقبها وخيمة.

والإسلامُ بمنهجه الحكيم يدعو المُربِّين ولا سيَّما الآباء والأمهات إلى أن يتحلَّوا بالأخلاق العالية، والمعامَلة الحسنة التي تفيض بالرحمة والشفَقَة والحنان؛ حتَّى ينشأ الأولاد على الاستقامة ويتربَّوا على الجرأة واستقلال الشخصيَّة؛ حتَّى يشعروا بكرامتهم واحترامهم عند آبائهم.

وقد وجَّه الإسلام إلى حُسْن المُعامَلة مع كلِّ الناس ولا سيَّما الأقربِين:

BY لقمان


Share with your friend now:
tgoop.com/Lu8maan/1170

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Your posting frequency depends on the topic of your channel. If you have a news channel, it’s OK to publish new content every day (or even every hour). For other industries, stick with 2-3 large posts a week. The group’s featured image is of a Pepe frog yelling, often referred to as the “REEEEEEE” meme. Pepe the Frog was created back in 2005 by Matt Furie and has since become an internet symbol for meme culture and “degen” culture. Telegram channels fall into two types: Add up to 50 administrators How to Create a Private or Public Channel on Telegram?
from us


Telegram لقمان
FROM American