LEGALPLATFORM Telegram 254718
وتصبح علاقة المحامي بالقاضي غير متكافئة على نحو يخل بمنظومة العدالة، إذ قد يمتنع المحامي عن مجادلة القاضي أو تقديم دفع جريء دفاعًا عن موكلہ خشية عقوبة تعسفية. وقد أكدت نقابة المحامين أن هذہ الممارسات تمثّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الدفاع وتمس استقلال مهنة المحاماة وكرامتها
فاستقلال المحامي في أداء دورہ هو جزء لا يتجزأ من حق المتقاضي في محاكمة عادلة؛ وأي انتقاص منہ ينعكس مباشرةً على ميزان العدالة.

وتزداد خطورة هذہ الظاهرة في ضوء التعديلات الأخيرة على قانون السلطة القضائية التي سُنّت في صنعاء عام 2024. فقد تضمنت تلك التعديلات نصوصًا غير مسبوقة تمنح القضاة صلاحية معاقبة المحامين بالمنع من مزاولة المرافعات مدة تصل إلى سنة كـجزاء على ما أعد "دفوعًا كيدية" أو إعاقة للتقاضي
واقل ما توصف هذہ التعديلات بأنها مخالفة صريحة للدستور وتمثل تهديدًا خطيرًا لمبدأ الفصل بين السلطات
ولعل أخطر ما فيها أنها تُقيّد حق التقاضي والدفاع من خلال ترهيب المحامين وإقصائهم، بما يعيد إلى الأذهان ممارسات عفا عليها الزمن حين كان الوكلاء الشرعيون (غير المؤهلين قانونيًا) بديلًا مفروضًا على المتقاضين

إنها باختصار ردّة قانونية تنتقص من مكتسبات استقلال القضاء والمهنة المكتسبة عبر عقود من الزمن.

▪️وخلاصة القول: إن قيام بعض القضاة بإصدار قرارات منع المحامين من الترافع خارج إطار مجلس التأديب يفتقر إلى السند القانوني ويناقض مبادئ العدالة وحقوق الدفاع. وإذا كان المشرّع قد وضع نظامًا خاصًا لمحاسبة المحامي يضمن التدرج في العقوبة وحق الدفاع والرقابة القضائية على الإجراءات، فلا يجوز الالتفاف على هذا النظام عبر اجتهادات فردية تخرج عن روح القانون ونصّہ. كما أن محاولة شرعنة هذہ التجاوزات عبر تعديلات تشريعية غير دستورية تعد خطوة في الاتجاہ الخاطئ تستوجب التراجع عنها. إن سيادة القانون تقتضي أن يخضع الجميع لأحكامہ – قضاةً ومحامين – دون تغوّل طرف على صلاحيات الآخر. الحفاظ على حق المتقاضين في الدفاع وعلى كرامة مهنة المحاماة يستلزم وقف أي إجراءات أو نصوص تمنح سلطة عقابية مطلقة لقاضٍ تجاہ محامٍ خارج الضوابط المقررة. وفي الوقت نفسہ، لا بد من تفعيل دور المجالس التأديبية المستقلة لمحاسبة كل من يثبت عليہ انتهاكٌ فعلي للقانون أو آداب المهنة، تحقيقًا للتوازن بين محاسبة المخطئ وصون حقوق الدفاع وسيادة القانون. فبهذا التوازن وحدہ تُصان هيبة القضاء وكرامة المحاماة معًا، وترتقي منظومة العدالة لمستوى أحكام الدستور ومبادئ العدالة الناجزة.



tgoop.com/LegalPlatform/254718
Create:
Last Update:

وتصبح علاقة المحامي بالقاضي غير متكافئة على نحو يخل بمنظومة العدالة، إذ قد يمتنع المحامي عن مجادلة القاضي أو تقديم دفع جريء دفاعًا عن موكلہ خشية عقوبة تعسفية. وقد أكدت نقابة المحامين أن هذہ الممارسات تمثّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الدفاع وتمس استقلال مهنة المحاماة وكرامتها
فاستقلال المحامي في أداء دورہ هو جزء لا يتجزأ من حق المتقاضي في محاكمة عادلة؛ وأي انتقاص منہ ينعكس مباشرةً على ميزان العدالة.

وتزداد خطورة هذہ الظاهرة في ضوء التعديلات الأخيرة على قانون السلطة القضائية التي سُنّت في صنعاء عام 2024. فقد تضمنت تلك التعديلات نصوصًا غير مسبوقة تمنح القضاة صلاحية معاقبة المحامين بالمنع من مزاولة المرافعات مدة تصل إلى سنة كـجزاء على ما أعد "دفوعًا كيدية" أو إعاقة للتقاضي
واقل ما توصف هذہ التعديلات بأنها مخالفة صريحة للدستور وتمثل تهديدًا خطيرًا لمبدأ الفصل بين السلطات
ولعل أخطر ما فيها أنها تُقيّد حق التقاضي والدفاع من خلال ترهيب المحامين وإقصائهم، بما يعيد إلى الأذهان ممارسات عفا عليها الزمن حين كان الوكلاء الشرعيون (غير المؤهلين قانونيًا) بديلًا مفروضًا على المتقاضين

إنها باختصار ردّة قانونية تنتقص من مكتسبات استقلال القضاء والمهنة المكتسبة عبر عقود من الزمن.

▪️وخلاصة القول: إن قيام بعض القضاة بإصدار قرارات منع المحامين من الترافع خارج إطار مجلس التأديب يفتقر إلى السند القانوني ويناقض مبادئ العدالة وحقوق الدفاع. وإذا كان المشرّع قد وضع نظامًا خاصًا لمحاسبة المحامي يضمن التدرج في العقوبة وحق الدفاع والرقابة القضائية على الإجراءات، فلا يجوز الالتفاف على هذا النظام عبر اجتهادات فردية تخرج عن روح القانون ونصّہ. كما أن محاولة شرعنة هذہ التجاوزات عبر تعديلات تشريعية غير دستورية تعد خطوة في الاتجاہ الخاطئ تستوجب التراجع عنها. إن سيادة القانون تقتضي أن يخضع الجميع لأحكامہ – قضاةً ومحامين – دون تغوّل طرف على صلاحيات الآخر. الحفاظ على حق المتقاضين في الدفاع وعلى كرامة مهنة المحاماة يستلزم وقف أي إجراءات أو نصوص تمنح سلطة عقابية مطلقة لقاضٍ تجاہ محامٍ خارج الضوابط المقررة. وفي الوقت نفسہ، لا بد من تفعيل دور المجالس التأديبية المستقلة لمحاسبة كل من يثبت عليہ انتهاكٌ فعلي للقانون أو آداب المهنة، تحقيقًا للتوازن بين محاسبة المخطئ وصون حقوق الدفاع وسيادة القانون. فبهذا التوازن وحدہ تُصان هيبة القضاء وكرامة المحاماة معًا، وترتقي منظومة العدالة لمستوى أحكام الدستور ومبادئ العدالة الناجزة.

BY المنبر القانوني⚖


Share with your friend now:
tgoop.com/LegalPlatform/254718

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Those being doxxed include outgoing Chief Executive Carrie Lam Cheng Yuet-ngor, Chung and police assistant commissioner Joe Chan Tung, who heads police's cyber security and technology crime bureau. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. Although some crypto traders have moved toward screaming as a coping mechanism, several mental health experts call this therapy a pseudoscience. The crypto community finds its way to engage in one or the other way and share its feelings with other fellow members. Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). For crypto enthusiasts, there was the “gm” app, a self-described “meme app” which only allowed users to greet each other with “gm,” or “good morning,” a common acronym thrown around on Crypto Twitter and Discord. But the gm app was shut down back in September after a hacker reportedly gained access to user data.
from us


Telegram المنبر القانوني⚖
FROM American