KEL7AD Telegram 97
▫️
تصر "جعفر توك" (في آخر صيحاتها) على وضعنا بين خيارين اثنين لا ثالث لهما:
إذا تعارض العلم مع الدين، لمن تلجأ/ين؟

طيب هل يمكن أن نقلب السؤال فنقول: هل تختار والدك أم والدتك؟
أو بطريقة أخرى: هل تشرب القهوة أم الشاي؟

لماذا تخيِّر الإنسان بين والده ووالدته، ألا يمكن أن يختارهما معا؟ ولماذا تخيِّره بين القهوة والشاي؟ ألا يمكن أن يشرب العصير مثلا؟

هذه بالضبط هي مغالطة الحصر الخادع، حينما يضعك المُغالِطُ بين خيارين كلاهما غير صحيح، أو يتسع الاختيار لغيرهما. فيسوق لك سؤالا ملغومًا يفترض أن العلم والدين يتعارضان، وأنه عليك أن تختار بينهما، فأنت في نهاية المطاف إما لاهوتي ميتافيزيقي خرافي رجعي، وإما عقلاني متنور معتقد في الحقائق الوضعية والمنهجية العلمية. هذا هو المغزى الحقيقي من السؤال، وهي المصادرة الثاوية فيه، لأننا باختصار، أمام بوقٍ يروج لكل الأيديولوجيات الفاسدة، وعلى رأسها، العقيدة البائسة التي طمَّت العالم= العلموية (The Scientism).

طيب، هل العلماء الكبار الذين أثَّروا في تاريخ العلوم الطبيعية (عدد كبير منهم على الأقل)، كانت لهم رِدَّة مثلا؟ هل ألحدوا؟ هل خرج إسحاق نيوتن من الدين عندما صاغ لنا قوانين الفيزياء والحركة؟ هل اختار جيمس كلارك ماكوسيل بين النصرانية والكهرومغناطيسية؟

يقول الأستاذ دايلي غابريال Daly Gabriel في حديثه عن واحد من أعظم الكيميائيين والفيزيائيين: «كان مايكل فاراداي رجلاً شديد التدين. وكانت في منزله غرفتان يتردد عليهما باستمرار: مختبر وغرفة للصلاة. وأجد أن المختبر وقاعة الصلاة رمزان مفيدان للتعبير عن العلاقة بين العلم والدين. من الجلي أن فاراداي لم ير أي تناقض في الانتقال من غرفة إلى أخرى. نفس الشخص استعمل الغرفتين، على الرغم من اختلاف العمل الذي مارسه في كل غرفة، لا شك أنه عندما كان يؤدي الصلاة، كان يستحضر من حين لآخر بعض الظواهر التي كشفت عنها دراساته العلمية ويمتدح الإله على إبداع الخلق.»
Daly, Gabriel. “Science, Religion and Scientism.” The Irish Review (1986-), no. 27 (2001): 50.

لكن يبدو أن دعاة الوثنية الجديدة (مقدِّسةُ العلم الطبيعي) يسعون لحبسنا في غرفة واحدة، ومن الواضح أنها غرفة المادية، وإن شئت قل: غرفة العدمية.

ولذلك كنت ومازلت أقول، إن العلموية هي أخطر وأكبر فتنة وثنية منتشرة في العصر الحديث، وهي الباب الأوسع للإلحاد. وللموضوع عودة، بل عودات.

Mohamed Amine Khoulal



tgoop.com/KEL7AD/97
Create:
Last Update:

▫️
تصر "جعفر توك" (في آخر صيحاتها) على وضعنا بين خيارين اثنين لا ثالث لهما:
إذا تعارض العلم مع الدين، لمن تلجأ/ين؟

طيب هل يمكن أن نقلب السؤال فنقول: هل تختار والدك أم والدتك؟
أو بطريقة أخرى: هل تشرب القهوة أم الشاي؟

لماذا تخيِّر الإنسان بين والده ووالدته، ألا يمكن أن يختارهما معا؟ ولماذا تخيِّره بين القهوة والشاي؟ ألا يمكن أن يشرب العصير مثلا؟

هذه بالضبط هي مغالطة الحصر الخادع، حينما يضعك المُغالِطُ بين خيارين كلاهما غير صحيح، أو يتسع الاختيار لغيرهما. فيسوق لك سؤالا ملغومًا يفترض أن العلم والدين يتعارضان، وأنه عليك أن تختار بينهما، فأنت في نهاية المطاف إما لاهوتي ميتافيزيقي خرافي رجعي، وإما عقلاني متنور معتقد في الحقائق الوضعية والمنهجية العلمية. هذا هو المغزى الحقيقي من السؤال، وهي المصادرة الثاوية فيه، لأننا باختصار، أمام بوقٍ يروج لكل الأيديولوجيات الفاسدة، وعلى رأسها، العقيدة البائسة التي طمَّت العالم= العلموية (The Scientism).

طيب، هل العلماء الكبار الذين أثَّروا في تاريخ العلوم الطبيعية (عدد كبير منهم على الأقل)، كانت لهم رِدَّة مثلا؟ هل ألحدوا؟ هل خرج إسحاق نيوتن من الدين عندما صاغ لنا قوانين الفيزياء والحركة؟ هل اختار جيمس كلارك ماكوسيل بين النصرانية والكهرومغناطيسية؟

يقول الأستاذ دايلي غابريال Daly Gabriel في حديثه عن واحد من أعظم الكيميائيين والفيزيائيين: «كان مايكل فاراداي رجلاً شديد التدين. وكانت في منزله غرفتان يتردد عليهما باستمرار: مختبر وغرفة للصلاة. وأجد أن المختبر وقاعة الصلاة رمزان مفيدان للتعبير عن العلاقة بين العلم والدين. من الجلي أن فاراداي لم ير أي تناقض في الانتقال من غرفة إلى أخرى. نفس الشخص استعمل الغرفتين، على الرغم من اختلاف العمل الذي مارسه في كل غرفة، لا شك أنه عندما كان يؤدي الصلاة، كان يستحضر من حين لآخر بعض الظواهر التي كشفت عنها دراساته العلمية ويمتدح الإله على إبداع الخلق.»
Daly, Gabriel. “Science, Religion and Scientism.” The Irish Review (1986-), no. 27 (2001): 50.

لكن يبدو أن دعاة الوثنية الجديدة (مقدِّسةُ العلم الطبيعي) يسعون لحبسنا في غرفة واحدة، ومن الواضح أنها غرفة المادية، وإن شئت قل: غرفة العدمية.

ولذلك كنت ومازلت أقول، إن العلموية هي أخطر وأكبر فتنة وثنية منتشرة في العصر الحديث، وهي الباب الأوسع للإلحاد. وللموضوع عودة، بل عودات.

Mohamed Amine Khoulal

BY كهنة الإلحاد و العلمانية




Share with your friend now:
tgoop.com/KEL7AD/97

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). The creator of the channel becomes its administrator by default. If you need help managing your channel, you can add more administrators from your subscriber base. You can provide each admin with limited or full rights to manage the channel. For example, you can allow an administrator to publish and edit content while withholding the right to add new subscribers. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Write your hashtags in the language of your target audience. On Tuesday, some local media outlets included Sing Tao Daily cited sources as saying the Hong Kong government was considering restricting access to Telegram. Privacy Commissioner for Personal Data Ada Chung told to the Legislative Council on Monday that government officials, police and lawmakers remain the targets of “doxxing” despite a privacy law amendment last year that criminalised the malicious disclosure of personal information.
from us


Telegram كهنة الإلحاد و العلمانية
FROM American