tgoop.com/JamilAlkaml/1328
Last Update:
مقالة مختصرة بعنوان:
(دور السيّد عبد الملك بدر الدين الحوثي في إحياء روح نهج البلاغة في الواقع العملي و التربوي)
في زمنٍ غابت فيه المعاني الحيّة وانزوت النصوص في بطون الكتب، جاء السيّد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليعيد لنهج البلاغة روحه، ويحرر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من سجن الحوزات وقاعات الدرس الأكاديمي الجاف، إلى فضاء الحياة الواسع، حيث تمارس القيم وتُعاش في الواقع.
لم يكن تعاطي السيّد القائد مع نهج البلاغة تقليديًّا يقتصر على الشرح اللفظي أو البيان البلاغي، بل كان تعاطيًا إحيائيًا تربويًا، أحيا به المعاني التي كادت أن تتحجّر في أروقة التراث، وحرّك بها وعي الأمة، وأيقظ بها العقول والضمائر. لقد جعل من خطب الإمام علي عليه السلام مشروعًا تربويًا لبناء الإنسان القرآني، وجعل من وصاياه نبراسًا لمسيرة جهادية تتخلق بالقيم وتنهض بالأمة.
تميّز السيّد عبد الملك في تناوله لنهج البلاغة بعدّة جوانب:
1. البعد القرآني التربوي: لم يكن الإمام علي عنده مجرد خطيب مفوه أو رجل حروب، بل كان إنسانًا قرآنيًا ناطقًا باسم القيم الإلهية، وتجسيدًا حيًا للإيمان العملي. فاستخرج من كلماته قيم التربية والتهذيب، وربطها بالميدان والسلوك والعمل.
2. الوظيفة الجهادية للكلمة: شرح خطب الإمام علي كموجهات للموقف، وسياج لحركة الأمة في وجه الطغيان والباطل، مستنطقًا النصوص لا كأدب رفيع، بل كدستور حياة ومصدر وعي ثوري.
3. التفعيل في الواقع: جعل من خطب الإمام علي مادة تُدرّس لا لتُحفظ فقط، بل لتُمارس. وأدخلها في مناهج الثقافة القرآنية و"منتقيات من نهج البلاغة" لتكون نبضًا في عقل الطالب ووجدانه، لا حروفًا جامدة على الورق.
4. التحرر من الجمود التراثي: أعاد قراءة نهج البلاغة قراءةً حيةً غير مقيدة بإطار المذهبية الضيقة أو الصياغات التقليدية، بل انطلق به إلى أفق إنساني شامل يخاطب الإنسان من حيث هو إنسان.
لقد استطاع السيّد القائد أن يجعل من الإمام علي صوتًا حاضرًا في معركة الوعي والكرامة، وشاهدًا على حاجتنا المستمرة إلى نهج يعلّمنا كيف نكون أحرارًا، مسؤولين، ناطقين بالحق، عاملين بالعدل.
وهكذا، لم يعد نهج البلاغة كتابًا يُدرّس، بل حياة تُعاش.
BY الشاعر جميل الكامل
Share with your friend now:
tgoop.com/JamilAlkaml/1328