tgoop.com/JamilAlkaml/1306
Last Update:
كنتم عربا .
فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة ؟
قال أقولك أنا الذي أقاتلكم و أنتم تقاتلونني ، و النساء ليس عليهن جناح ، فامنعو عتاتكم و جهّالكم عن التعرّض لحرمي ما دمت حيّا .
فصاح شمر بأصحابه : تنحّوا عن حرم الرجل و اقصدوه بنفسه ، فلعمري هو كفو كريم ، فتراجع القوم .
ثم بدأوا يرشقونه بالسهام و النبال حتى صار درعه كالقنفذ ، فوقف ليستريح ساعة و قد ضعف عن القتال فبينما هو واقف إذ أتاه حجرٌ فوقع على جبهته ، فاخذ الثوب ليمسح الدم عن عينه فأتاه سهم محدّد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره على قلبه ، فقال الحسين : بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملّة رسول الله ، ثم رفع رأسه إلى السماء و قال : الهي إنك تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن نبيّ غيره .
ثم أخذ السهم و أخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت دماً رمى به إلى السماء ، ثم وضع يده على الجرح ثانياً فلما امتلأت لطّخ به رأسه و لحيته و قال هكذا أكون حتى ألقى جدّي رسول الله و أنا مخضوب بدمي أقول : يا رسول الله قتلني فلان و فلان .
فعند ذلك طعنه صالح بن وهب على خاصرته طعنة ، فسقط عن فرسه على خده الأيمن و هو يقول : بسم الله و بالله و في سبيل الله و على ملّة رسول الله ، ثم جعل يجمع التراب تحت يده كالوسادة فيضع خدّه عليها ثم يناجي ربّه قائلاً :
صبراً على قضائك و بلائك ، يا رب لا معبود سواك ، ثم وثب ليقوم للقتال فلم يقدر ، فنادى : وا جدّاه وا محمّداه ، وا أبتاه وا عليّاه ، وا غربتاه وا قلّة ناصراه ، أ اُقتل مظلوماً و جدّي محمد المصطفى ؟ ءأذبح عطشانا و أبي عليّ المرتضى ؟ ءأترك مهتوكاً و أمي فاطمة الزهراء ؟
ثم خرجت زينب من الفسطاط و هي تنادي : وا أخاه ، وا سيداه ، وا أهل بيتاه ، ليت السماء أطبقت على الأرض ، ليت الجبال تدكدكت على السهل ، اليوم مات جدّي اليوم ماتت أمي .
ثم نادت : ويحك يابن سعد أيقتل أبو عبد الله و أنت تنظر إليه ؟ فلم يجبها عمرو بشيء ، فنادت : ويحكم أما فيكم مسلم ؟ فلم يجبها أحد .
فخرج عبد الله بن الحسن و هو غلامٌ لم يراهق من عند النساء ، فشدّ حتى وقف إلى جنب عمّه الحسين ، فلحقته زينب بنت علي لتحسبه ، فقال لها الحسين : احبسيه يا أختي فابى و امتنع عليها امتناعاً شديداً و قال : والله لا أفارق عمي ، و اهوى أبحر بن كعب إلى الحسين بالسيف فقال له الغلام : ويلك يابن الخبيثة أتقتل عمّي فضربه أبحر بالسيف فأتقاه الغلام بيده و أطنّها الى الجلد فإذا هي معلّقة ، و نادى الغلام : يا عمّاه يا أبتاه فأخذه الحسين فضمّه إليه و قال : يابن أخي صبراً على ما نزل بك و احتسب في ذلك الأجر فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين فرماه حرملة بسهم فذبحه في حجر عمّه الحسين .
ثم صاح عمر بن سعد بأصحابه : ويلكم إنزلوا و حزّوا رأسه ، و قال لرجل : ويلك إنزل إلى الحسين و أرحه . فأقبل عمرو بن الحجاج ليقتل الحسين فلمّا دنى ونظر إلى عينيه ولّى راجعاً مدبراً ، فسألوه عن رجوعه ؟ قال : نظرتُ إلى عينيه كأنهما عينا رسول الله . و اقبل شبثُ بن ربعي فارتعدت يده و رمى السيف هارباً ، فعند ذلك أقبل شمرٌ و جلس على صدر الحسين و وقعت المصيبة الكبرى التي يعجز القلم عن وصفها ..
ثم سبيت بنات محمد ووضعوهن على اقتاب الابل مكشوفات الراس واقتادوا من تبقى مقيدين مشيا على الاقدام في الصحراء بين السلب والضرب من العراق الى الشام حيث قصر يزيد بن معاوية، رافعين سبعة عشر رمحا عليه رؤوس الهواشم مقدمتهم ابناء علي عليهم السلام ،
فلما وصلوا ادخل الراس مع ال بيت النبي من زوجات وبنات وابناء الحسين وغيرهم من ال البيت الى عدوالله يزيد فقال احدهم ان نسآوهم حلال لنا فقال علي ابن الحسين كذبت والله الا ان تخرج من مله الاسلام فتستحل ذلك بغيرها، ثم امر يزيد بآدخال النساء الى نساءة وحين دخلن اخذا يتمثل براس الحسين عليه السلام ويردد ابيات عدة منها ابيات الحصين ابن الغمام المري وابن الزيعري فارحا مهلالا بما صنع في الحسين وال بيتة فقال:
ليت اشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الاسل،
لاهلوا واستهلوا فرحا ،
ولقالوا يايزيد لاتشل،
قد قتلنا النصف من سادتهم،
وعدلنا مثل بدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا،
خبر جاء ولا وحي نزل،
لست من خندف ان لم انتقم
من بني احمد ماكان فعل.
حتى قامت زينب بنت علي خاطبة في ملأ الناس وقد هزت عرش يزيد لعنه الله حتى امر باسكاتها.
خطبة الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في منبر الجامع الاموي :
قال الامام زين العابدين عليه السلام يايزيد ائذن لي ان اصعد هذه الاعواد (اي المنبر) فاتكلم بكلمات لله فيهن رضى ولهؤلاء الجلساء فيهن اجر وثواب ، فأبى يزيد عليه ذلك ، فقال الناس : إإذن له انه فتى ماذا عسى ان يفعل
BY الشاعر جميل الكامل
Share with your friend now:
tgoop.com/JamilAlkaml/1306