الشيخ حازم العطواني

#أم_عامر

يحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها، وكان العرب يطلقون عليها "أم عامر". وكان يومها الجو شديد الحر، فلجأت أنثى الضبع إلى بيت رجل أعرابي. فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة، فخرج شاهراً سيفه، وسأل القوم: "ما بالكم؟".

فقالوا: "طريدتنا ونريدها".
فقال الأعرابي الشهم، الذي رق قلبه على الحيوان المفترس: "إنها قد أصبحت في جواري، ولن تصلوا إليها ما دام هذا السيف بيدي". فانصرف القوم.

ونظر الأعرابي إلى "أم عامر" فوجدها جائعة، فحلب شاته وقدم لها الحليب، فشربت حتى ارتدت لها العافية، وأصبحت في وافر الصحة.

وفي الليل، نام الأعرابي مرتاح البال فرحاً بما فعل للضبع من إحسان. لكن أنثى الضبع، بفطرتها المفترسة، نظرت إليه وهو نائم، ثم انقضت عليه، وبقرت بطنه وشربت من دمه، وبعدها تركته وسارت.

وفي الصباح، حينما أقبل ابن عم الأعرابي يبحث عنه، وجده مقتولاً، وعلم أن الفاعلة هي "أم عامر" أنثى الضبع.
فاقتفى أثرها حتى وجدها، فرماها بسهم فأرداها قتيلة.
وقد أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلاً يردده الناس حتى وقتنا هذا:

ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلقى الذي لاقاه مجير أم عامر

أدام لها حين استجارت به
طعاماً وألبان اللقاح الدرائر

وسمنها حتى إذا ما تكاملت
فرته بأنياب لها وأظافر

فقل لذوي المعروف هذا جزاء من
يبادر بصنع المعروف في غير شاكر.



#ملاحظة

رغم ما قيل في هذه القصة من عدم صنع المعروف الا لأهله أو في محله إلا أن أهل البيت (عليهم السلام) قالو اصنع المعروف لأهله ولغير أهله بشرط إن يكون حالهم غير معروف عندك

رُوي عن الإمام عن الرضا (ع) عن آبائه، عن الإمام عليٍّ (عليهم السلام) عن النبيِّ (صلَّى الله عليه وآله) قال: "اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله، فإنْ كان أهله فهو أهله، وإنْ لم يكن أهلَه فأنتَ أهلُه"

📚وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج16 / ص 265

✍الشيخ حازم العطواني

#تنبيه

عند نقل الموضوع لا نجيز التصرف فيه ولا حذف الرابط


💠تابعونا على التلگرام

https://www.tgoop.com/Hazimali

❤9👍4🍓2

www.tgoop.com/Hazimali/7348

434 viewsعلي مع الحق والحق مع علي, Nov 9, 2024 at 19:59

#أم_عامر

يحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها، وكان العرب يطلقون عليها "أم عامر". وكان يومها الجو شديد الحر، فلجأت أنثى الضبع إلى بيت رجل أعرابي. فلما رآها وجدها مجهدة من الحر الشديد، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة، فخرج شاهراً سيفه، وسأل القوم: "ما بالكم؟".

فقالوا: "طريدتنا ونريدها".
فقال الأعرابي الشهم، الذي رق قلبه على الحيوان المفترس: "إنها قد أصبحت في جواري، ولن تصلوا إليها ما دام هذا السيف بيدي". فانصرف القوم.

ونظر الأعرابي إلى "أم عامر" فوجدها جائعة، فحلب شاته وقدم لها الحليب، فشربت حتى ارتدت لها العافية، وأصبحت في وافر الصحة.

وفي الليل، نام الأعرابي مرتاح البال فرحاً بما فعل للضبع من إحسان. لكن أنثى الضبع، بفطرتها المفترسة، نظرت إليه وهو نائم، ثم انقضت عليه، وبقرت بطنه وشربت من دمه، وبعدها تركته وسارت.

وفي الصباح، حينما أقبل ابن عم الأعرابي يبحث عنه، وجده مقتولاً، وعلم أن الفاعلة هي "أم عامر" أنثى الضبع.
فاقتفى أثرها حتى وجدها، فرماها بسهم فأرداها قتيلة.
وقد أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلاً يردده الناس حتى وقتنا هذا:

ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلقى الذي لاقاه مجير أم عامر

أدام لها حين استجارت به
طعاماً وألبان اللقاح الدرائر

وسمنها حتى إذا ما تكاملت
فرته بأنياب لها وأظافر

فقل لذوي المعروف هذا جزاء من
يبادر بصنع المعروف في غير شاكر.



#ملاحظة

رغم ما قيل في هذه القصة من عدم صنع المعروف الا لأهله أو في محله إلا أن أهل البيت (عليهم السلام) قالو اصنع المعروف لأهله ولغير أهله بشرط إن يكون حالهم غير معروف عندك

رُوي عن الإمام عن الرضا (ع) عن آبائه، عن الإمام عليٍّ (عليهم السلام) عن النبيِّ (صلَّى الله عليه وآله) قال: "اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله، فإنْ كان أهله فهو أهله، وإنْ لم يكن أهلَه فأنتَ أهلُه"

📚وسائل الشيعة -الحر العاملي- ج16 / ص 265

✍الشيخ حازم العطواني

#تنبيه

عند نقل الموضوع لا نجيز التصرف فيه ولا حذف الرابط


💠تابعونا على التلگرام

https://www.tgoop.com/Hazimali

BY الشيخ حازم العطواني