tgoop.com/FatimaaAlameer/71317
Last Update:
﴿ إِنَّ رَبِّی لَطِیفࣱ لِّمَا یَشَاۤءُۚ ﴾ [يوسف : ١٠٠]
كلما قرأت هذه الآية شعرت بلطف الله الخفي الذي يحيطنا كثيرًا دون أن نشعر، كنسمةٍ تمرّ على القلب فتُطفئ فيه لهيب القلق.
فقد يُخيَّل إليك أن الدنيا قد بعثرت أوراقك، وأن الرياح نثرت أحلامك في كل اتجاه، فترى نفسك في منتصف العمر كمسافرٍ أضاع طريقه في صحراءٍ من الغبار، يحدّق في الأفق البعيد ولا يرى سوى السراب.
تمضي متعبًا، تتعثر بخيوط الأيام المتشابكة، تُمسك بخيطٍ واحدٍ فينقطع منك ألفُ خيط، وتهمس لنفسك: أين المخرج؟ وأين الطريق؟
لكن هناك، خلف الغيم، ربٌّ لطيف يدبّر أمرك بصمتٍ بديع، كنسيم الفجر حين يمرّ على القلوب فيترك فيها برد الطمأنينة.
ينسج لك من خيوط الغيب قدرًا جميلاً، ويغزل لك من رحم الغيم مطرًا يُنبت أمانك من جديد.
قد لا تسمع همس الأقدار، ولا تُبصر خيوط الرحمة وهي تُحاك في الخفاء، لكنك تشعر بطمأنينته تتسلل إلى روحك كما يتسلل الضوء إلى قلب الزهرة في الصباح.
تظنّك تائهًا بين كركبة الأيام، وما ضلّ من كان الله دليلَه.
وربما أُغلِقَ في وجهك بابٌ، لتفتح لك أبوابًا لم تكن في الحسبان.
وربما أبطأت أقدارك، لأن أقدار الله اللطيفة كانت تُعيد ترتيب مشهد حياتك لتليق بحلمٍ خبأته بين دموع دعائك.
فلا تحزن إن بدا كل شيءٍ فوضويًّا…
ففي ميزان الله، الفوضى ترتيب، وفي علمه، التأخير عناية، وفي رحمته، كل ما خِلتَه ضياعًا هو في الحقيقة طريقُ نجاة.
اطمئنّ... فالتدبير الإلهي لا يخطئ طريقه إلى قلبك، وما ظننته تيهًا، ما كان إلا طريقًا مختصرًا إلى الطمأنينة التي وعدك الله بها.
#علمتني_آية
#رسائل_قرآنية
#فاطمة_الأمير
شاركونا الأجر في نشر رابط القناة
https://www.tgoop.com/FatimaaAlameer
رابط القناة على الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029Van5kyc0LKZDTHjTLE3
BY قناة الكاتبة فاطمة الأمير - Fatima Alameer


Share with your friend now:
tgoop.com/FatimaaAlameer/71317