tgoop.com/EyadQunaibi/4519
Last Update:
تتعالى الأصوات بأن "هؤلاء النشطاء من غير المسلمين الذين يناصرون غزة هم أفضل من هذه الأمة الإسلامية المتخاذلة"، هكذا بتعميم.
تكرار هذا المعنى يكرس الشعور بفقدان الخيرية في أمة محمد ﷺ، وكأن أمتنا أصبحت دون غيرها من الأمم، وكأن الإسلام وجودَه وعدمه ليس مؤثراً في خيرية الإنسان، إضافة إلى ما في ذلك من تعميم جائر. وكما قال نبينا ﷺ: (من قال "هلك الناس" فهو أهلكُهم.
لا شك أن هناك كثيرا ممن ينتسبون إلى الإسلام وهم لا يعيشون قضايا أمتهم ولا يبالون إلا بأهوائهم، وهؤلاء غثاء كغثاء السيل.
ولا شك أن هناك من ينتسبون زوراً إلى أمة محمد ﷺ وهم يشاركون في التضييق على إخواننا، وهؤلاء برآء من الأمة وهي بريئة منهم.
لكن في المقابل من الإجحاف أن ننسى الخير الكثير الذي يتعرض لخنقٍ وتعتيم ومحاصرة ممنهجة..
كم في الأمة من أصحاب قلوبٍ حية ناصروا غزة وضحوا وكان مصيرهم الاعتقال والإهانة والأحكام بالسجن الطويل، مع ما فيه من أسىً ومعاناة لأطفالهم وأزواجهم وآبائهم وأمهاتهم..
كم فيها ممن خرجوا في مظاهرات ووقفات، وممن قدموا تبرعاتٍ لو وصلت لكفَتْ بلداً بأكملها لا لغزة وحدها..
كم فيها من أطباء وعمال إغاثة وإعلاميين خاطروا بحياتهم وتركوا دنيا رغيدة ليطببوا إخوانهم ونقلوا معاناتهم
..
كم في أمتنا من دعاة وعلماء حُبسوا من بعد الثورات العربية، تكتظ بهم السجون بعشرات الآلاف، حَزِن عليهم من يعرفهم زمناً ثم نسوهم إلا من رحم ربي، وكان لهم جهد عظيم وخير كثير منتشر..
كم في أمتنا من أناس يصبحون ويُمسون يتحرقون ألماً وقهراً على أحوال إخوانهم ولديهم استعداد حقيقي صادق للتضحية لو وجدوا سبيلاً..
عبارات اليأس من الأمة وتفضيل غيرها عليها قد تصدر عن البعض بحسن نية ألماً وقهراً مما يحدث، لكن الألم لا ينبغي أن يجعلنا نشوه المفاهيم، ونزدري أمتنا وخيريتها..
نقدر كثيراً وقوف هؤلاء النشطاء من غير المسلمين مع أهلنا في غزة، ونسأل الله أن يهديهم ويشرح صدرهم للإسلام لأننا نحب لهم الخير كما أحبوه لإخواننا. ونحفز أنفسنا كمسلمين على استمرار النصرة بكل شكل ممكن، دون تحطيم وجلد سلبي للذات لا يزيدنا إلاضعفاً.
ونسأل الله أن يعامل كل من ساهم في منع مناصرة إخواننا بما يستحقه دنيا وآخرة، وأن يمكننا من نصرة إخواننا نصرة يرضى بها عنا.
BY د. إياد قنيبي
Share with your friend now:
tgoop.com/EyadQunaibi/4519