EYADQUNAIBI Telegram 4491
لو كان موسى عليه السلام في زمن "رفع العقوبات"

لما جاء موسى لفرعون قال له فرعون: (ألم نُربِّك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين)
"بيحمله جميلة" على عدم قتله كسائر أولاد بني إسرائيل الذين كان فرعون يقتلهم، وعلى اختصاصه بالإنعام والإكرام في القصر الفرعوني!

فكان من رد موسى عليه: (وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) ؟! (سورة الشعراء).

يعني: وما الذي أوصلني إلى قصرك يا فرعون إلا أنك استعبدت أهلي وناسي بني إسرائيل حتى اضطرت أمي لقذفي في البحر؟! تَمُنُّ عليَّ بوضعٍ أليم أنت سببه! وظلمٍ أنت نشرته! ثم لما استثنيتني من ظلمك هذا لسائر قومي تمن علي؟! تريدني أن أنسى أهلي وناسي وأكون أنانيا لا أفكر إلا في نفسي؟ تريد أن تغطي على قبح ظلمك لشعب بأكمله بالإحسان إلى فردٍ منهم؟!
كأنه يقول له: "جميلتك على حالك"!

الظَّلَمة يسومون الشعوب سوء العذاب بامتهان كرامتهم ونهب ثرواتهم وطمس هويتهم وتظليم مستقبل أولادهم. ثم بعد ذلك يختارون أفرادا من شعب، أو شعباً من بين الشعوب المسحوقة لـ"يُنعموا" عليه بشيء مما هو حقه أصلاً !
وكما وصف الله فرعون: (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيَعا يستضعف طائفة منهم)
قال ابن عاشور: "جعل أهل المملكة شيعاً وفرّقهم أقساماً وجعل منهم شيعاً مقربين منه ويفهم منه أنه جعل بعضهم بضد ذلك وذلك فساد في الأمة لأنه يثير بينها التحاسد والتباغض، ويجعل بعضها يتربص الدوائر ببعض"

كان لدى موسى عليه السلام ولاء وانتماء..
ولاءٌ لشعب مسحوق ضائع دُمِّر حاضره ويراد سرقة مستقبله!
وانتماء لأهله وناسه وأبناء دينه، بألا ينساهم وينسى معاناتهم مهما "أحسن" إليه فرعون الذين نهب ما لديهم ليمتن بعد ذلك بالفتات على أفراد منهم!



tgoop.com/EyadQunaibi/4491
Create:
Last Update:

لو كان موسى عليه السلام في زمن "رفع العقوبات"

لما جاء موسى لفرعون قال له فرعون: (ألم نُربِّك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين)
"بيحمله جميلة" على عدم قتله كسائر أولاد بني إسرائيل الذين كان فرعون يقتلهم، وعلى اختصاصه بالإنعام والإكرام في القصر الفرعوني!

فكان من رد موسى عليه: (وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) ؟! (سورة الشعراء).

يعني: وما الذي أوصلني إلى قصرك يا فرعون إلا أنك استعبدت أهلي وناسي بني إسرائيل حتى اضطرت أمي لقذفي في البحر؟! تَمُنُّ عليَّ بوضعٍ أليم أنت سببه! وظلمٍ أنت نشرته! ثم لما استثنيتني من ظلمك هذا لسائر قومي تمن علي؟! تريدني أن أنسى أهلي وناسي وأكون أنانيا لا أفكر إلا في نفسي؟ تريد أن تغطي على قبح ظلمك لشعب بأكمله بالإحسان إلى فردٍ منهم؟!
كأنه يقول له: "جميلتك على حالك"!

الظَّلَمة يسومون الشعوب سوء العذاب بامتهان كرامتهم ونهب ثرواتهم وطمس هويتهم وتظليم مستقبل أولادهم. ثم بعد ذلك يختارون أفرادا من شعب، أو شعباً من بين الشعوب المسحوقة لـ"يُنعموا" عليه بشيء مما هو حقه أصلاً !
وكما وصف الله فرعون: (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيَعا يستضعف طائفة منهم)
قال ابن عاشور: "جعل أهل المملكة شيعاً وفرّقهم أقساماً وجعل منهم شيعاً مقربين منه ويفهم منه أنه جعل بعضهم بضد ذلك وذلك فساد في الأمة لأنه يثير بينها التحاسد والتباغض، ويجعل بعضها يتربص الدوائر ببعض"

كان لدى موسى عليه السلام ولاء وانتماء..
ولاءٌ لشعب مسحوق ضائع دُمِّر حاضره ويراد سرقة مستقبله!
وانتماء لأهله وناسه وأبناء دينه، بألا ينساهم وينسى معاناتهم مهما "أحسن" إليه فرعون الذين نهب ما لديهم ليمتن بعد ذلك بالفتات على أفراد منهم!

BY د. إياد قنيبي


Share with your friend now:
tgoop.com/EyadQunaibi/4491

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Unlimited number of subscribers per channel How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Telegram iOS app: In the “Chats” tab, click the new message icon in the right upper corner. Select “New Channel.” With the administration mulling over limiting access to doxxing groups, a prominent Telegram doxxing group apparently went on a "revenge spree." Among the requests, the Brazilian electoral Court wanted to know if they could obtain data on the origins of malicious content posted on the platform. According to the TSE, this would enable the authorities to track false content and identify the user responsible for publishing it in the first place.
from us


Telegram د. إياد قنيبي
FROM American