tgoop.com/EyadQunaibi/4410
Last Update:
التقيت مؤخراً بطبيبين قادمَين من أمريكا بِنِيَّة الدخول لغزة وتقديم المساعدة الطبية، لكن تم منعهما، فبقيا في عمان ليحاولا محاولة أخرى. أحدهما لم يدخلها بعد، والآخر دخل غزة 4 مرات منذ بداية الحرب، وهو مع ذلك يقول: "نحن لا نقدم شيئاً، فقط نبقى أسبوعين كل مرة ثم نعود، بينما الدكتور الفلاني ترك زوجته وأبناءه في بريطانيا ودخل غزة ويرفض أن يغادرها من شهور طويلة".
في اليوم الذي تم إرجاع الطبيبين من الحدود ورفض دخولهما تم قصف المستشفى الذي كانا متوجهين إليه! يعني كأن الله نجاهما من الوفاة. فقيل للذي يحاول الدخول لأول مرة: "سبحان الله! كأن الله نجاكما من الموت"..فانظر بماذا رد..وبالمناسبة، هذا الأخ بالإضافة إلى تميزه في تخصصه الطبي فقيه صاحب اطلاع إسلامي واسع..قال لنا:
"اجتمع يوما وهيب بن الورد وسفيان الثوري ويوسف بن أسباط رحمهم الله تعالى،
فقال الثوري: "كنت أكره موت الفجأة ووددت اليوم أني مت"
فقال له يوسف بن أسباط: لِمَ؟
قال: "لـِمَا أتخوف من الفتنة في الدين"
فقال يوسف: "لكني أحب الحياة وطول البقاء"
فقال له سفيان: "لِمَ؟
قال: "لَعَلِّي أن أصادفَ يوما أتوب فيه وأعمل صالحاً".
فقيل لوهيب: "أي شيء تقول أنت؟"
فقال: " أَحَبُّهُ إليهِ أحبُّه إليَّ"..
يعني: أنا لا أختار شيئاً، وإنما أحب لنفسي ما يحبه الله عز و جل لي.
يقصد أخونا الطبيب أنه حتى لو قُدر له أن يدخل -يوم منعوه- وقُصف المستشفى وتوفي فإن ذلك خير إن كان الله يحب ذلك له.
فما أجمل صحبة الصالحين -فيما نحسبهم- وما أعظم أثرها في تررقيق القلب ورفع الهمة!
نموذجان من نماذج خيِّرة كثيييييرة في هذه الأمة الولَّادة.
BY د. إياد قنيبي
Share with your friend now:
tgoop.com/EyadQunaibi/4410