tgoop.com/EyadQunaibi/4388
Last Update:
رأيت خبراً من أيام لرجل من أهل الكرك في الأردن "عبد الكريم الحباشنة"، والذي توفي ابنه، رحمه الله، في حادث سير وهو في زهرة شبابه، في الحادية والعشرين من عمره. اللطرف الآخر في الحادث كان امرأة، فتم توقيفها في النَّظَارة "الحبس المؤقت" بحسب القانون.
ماذا فعل هذا الرجل الشهم؟ ذهب لقسم الشرطة وقال للمرأة:
"قومي، أنا أبوكي يا عمي، والله غير تفطري عند عيالك بعون الله. أنا طالب عوضي من الله. بناتنا ما بِنَامِن في السجن".
يعني: والله سوف تفطرين عند أبنائك بعون الله، بناتنا لا يَنَمْنَ في السجن.
هذا الرجل المسلم تأبى عليه نخوته أن يدع امرأة تبيت في السجن وهو قادر أن يخرجها، ويعتبر بنات المسلمين بناته، فلا يرضى لهن إلا ما يرضاه لبناته. ويتحامل على جرحه وألمه على ابنه الذي توفي لِتَوِّه.
نموذج مشرف يحتذى ويستحق أن يشاد به ويُتناقل لإحياء معاني الغيرة على النساء وتجنيبهن مواقف لا تناسبهن.
الذي أنقذ المرأة من هذا المكان ليس الدعوات النسوية المفسدة، ولا دعوات "تمكين المرأة"بجعلها نداً للرجل رافضاً لقوامته، ولا اتفاقية سيداو ولا اتفاقيات الأمم المتحدة ولا منح الدول الأوروبية التي هدفها تدمير الأسرة تحت شعار حرية المرأة وحفظ حقوقها.
بل الذي انقذها هو نخوة في صدر هذا الرجل، غذاها ورعاها الإسلام الذي يكرم المرأة ويأمر بالاستئساد في الدفاع عنها وعن عرضها.
ثم نقول: كم من بنات المسلمين في فلسطين وغيرها يتعرضن للأسر والإذلال والاعتداء عليهن، لا ساعات، بل شهوراً وسنين، ولا يجدن مثل نخوة عبد الكريم الحباشنة لإنقاذهن مما هم فيه.
قال الإمام مالك: "واجب على الناس أن يَفْدوا الأسارى بجميع أموالهم، وهذا لا خلاف فيه، لقوله عليه السلام : "فُكُّوا العاني".
فكيف بالأسيرات؟!
فاللهم اجزِ خيراً كل من سعى في فكاك مسلمة من الأسر، وأيده على عدوك وعدوه.
وأذلَّ يا ربنا من أعان على أسر مسلمة أو خذلها وهو يقدر أن ينصرها أو والى عدوك وعدوها ومكنه من أن يستقوي على نساء المسلمين.
وارحم ابن عبد الكريم وعوض أهله خيراً.
BY د. إياد قنيبي
Share with your friend now:
tgoop.com/EyadQunaibi/4388