EYADQUNAIBI Telegram 4375
Forwarded from رسائل..
لا يمكن أن يخطئ صاحب بصيرة في القرآن والسيرة في إدراك أن الإسلام جاء ليهيمن على تصور الإنسان لهذا الوجود، وفهمه لعالم الشهادة في ضوء عالم الغيب، وتوحيد مرجعيته في معرفة الصواب والخطأ وردها إلى الله تعالى وحده

ولا ينبغي أن يخطئ صاحب بصيرة أيضا فهم حقيقة الفكر السائد لدي كثير من البشر اليوم، وأنه يأتي على نقيض ذلك تماما، حيث يسوغ اعتناق أي نظام فكري بشرط أن لا يفرض نفسه ويهيمن على الصواب المطلق، ولا مشكلة مع الإسلام إن أدخله صاحبه في هذا الإطار وقدمه على أنه إسهام بشري ضمن بقية الإسهامات، لا على أنه حق رباني وغيره باطل، وهذا في الحقيقة يجرد الإسلام من حقيقته! ويتناقض أشد التناقض مع حديث القرآن عن طبيعة هذا الدين وما يطلبه ممن اعتنقه!

ومن أشد من يحتاج للتبصر في هذا اليوم بعض النخب التي تهتم بإسهام علوم الشريعة في حل مشكلات الإنسان المعاصر، خاصة ممن يحتك بغير المسلمين من فلاسفة وقانونيين، إذ يلحظ عند بعضهم لغة التوسل لوضع الإسلام موضع المشاركة وقبوله كمكون غير مهيمن، جنبا إلى جنب مع الأديان والفلسفات الأخلاقية والقوانين الوضعية، وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون للإسلام، في حين يجردونه من أهم خصائصه!

نفهم أن يتبنى بعض غير المسلمين هذا الطرح وأنه بذلك يكون أقرب وأعقل ممن يناصب الإسلام العداء ويشوهه، ولكن أن يتحول هذا الموقف إلى أطروحة شرعية يقدمها مسلم، فهذا أمر مغاير تماما، حين يقدمه مسلم فهو يفقد هويته ويتحول إلى موقف أشبه بالموقف العلماني الذي يلغي هيمنة الدين ويجعله مجرد مكون ثقافي

وليتذكر هؤلاء أن شدة الغربة واحتدام الصراعات الفكرية تتطلب تقوية النفس ونصرة الحق، والضعف في هذا ليس كالضعف في غيره، والإسلام هو دين الله تعالى، وواجبنا معه البلاغ، ليس منتجا شخصيا يصوغه المفكر كما شاء!

وحقيق بأصحاب البصائر ان يصححوا فهم الإسلام وطبيعته المهمينة لجميع الناس، فتشويه هذه الحقيقة أمر شائع لا يقتصر على النخب، بل صار يبث على أنه ثقافة عامة لتقزيم قيمة الإسلام في نفوس الناس وتحجيم تأثيره على الحياة العامة، حذرا من أن يفسد بدمغه للباطل جو إلغاء الهيمنة للدين الحق

ومن الطرق النافعة في معرفة بطلان هذه النظرة للإسلام أن يقرأ العاقل المشهد على أنه هيمنة مضادة، فالذي يحدث الآن ليس اختفاء لفكرة الهيمنة تماما، بل نقل لها من الدين إلى نظام فكري بشري آخر ليهيمن هو على تفكير الناس وطريقة تحليلهم لمشاكلهم، فتحييد الدين أصبح هو الإطار المهيمن الذي لا يجوز الاقتراب منه، وإعطاء الدين صفة الهيمنة أمر مجرم في هذا الفكر أشد التجريم !

إن هذه الفكرة هي بذاتها فلسفة حياة وطريقة تفسير لكل شيء، وكونها مهيمنة بهذه الطريقة وحاكمة على غيرها عند أهلها يجعلها بمنزلة الدين المهيمن عندهم، والخضوع فيها هو لأهواء البشر ليكون الإنسان هو المتفرد في تقرير مصيره وفق ذلك، مترنما بتراتيل التعايش والتعددية التي تقصي هيمنة الحق، وكأن ما يحدث ليس صورة أخرى لهيمنة الفكرة، مع كونها غير مبرهنة ولا مبررة عقليا بأي صورة كانت، فالعبودية لغير الله أسخف فكرة وأشد جهل في الوجود..

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل



tgoop.com/EyadQunaibi/4375
Create:
Last Update:

لا يمكن أن يخطئ صاحب بصيرة في القرآن والسيرة في إدراك أن الإسلام جاء ليهيمن على تصور الإنسان لهذا الوجود، وفهمه لعالم الشهادة في ضوء عالم الغيب، وتوحيد مرجعيته في معرفة الصواب والخطأ وردها إلى الله تعالى وحده

ولا ينبغي أن يخطئ صاحب بصيرة أيضا فهم حقيقة الفكر السائد لدي كثير من البشر اليوم، وأنه يأتي على نقيض ذلك تماما، حيث يسوغ اعتناق أي نظام فكري بشرط أن لا يفرض نفسه ويهيمن على الصواب المطلق، ولا مشكلة مع الإسلام إن أدخله صاحبه في هذا الإطار وقدمه على أنه إسهام بشري ضمن بقية الإسهامات، لا على أنه حق رباني وغيره باطل، وهذا في الحقيقة يجرد الإسلام من حقيقته! ويتناقض أشد التناقض مع حديث القرآن عن طبيعة هذا الدين وما يطلبه ممن اعتنقه!

ومن أشد من يحتاج للتبصر في هذا اليوم بعض النخب التي تهتم بإسهام علوم الشريعة في حل مشكلات الإنسان المعاصر، خاصة ممن يحتك بغير المسلمين من فلاسفة وقانونيين، إذ يلحظ عند بعضهم لغة التوسل لوضع الإسلام موضع المشاركة وقبوله كمكون غير مهيمن، جنبا إلى جنب مع الأديان والفلسفات الأخلاقية والقوانين الوضعية، وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون للإسلام، في حين يجردونه من أهم خصائصه!

نفهم أن يتبنى بعض غير المسلمين هذا الطرح وأنه بذلك يكون أقرب وأعقل ممن يناصب الإسلام العداء ويشوهه، ولكن أن يتحول هذا الموقف إلى أطروحة شرعية يقدمها مسلم، فهذا أمر مغاير تماما، حين يقدمه مسلم فهو يفقد هويته ويتحول إلى موقف أشبه بالموقف العلماني الذي يلغي هيمنة الدين ويجعله مجرد مكون ثقافي

وليتذكر هؤلاء أن شدة الغربة واحتدام الصراعات الفكرية تتطلب تقوية النفس ونصرة الحق، والضعف في هذا ليس كالضعف في غيره، والإسلام هو دين الله تعالى، وواجبنا معه البلاغ، ليس منتجا شخصيا يصوغه المفكر كما شاء!

وحقيق بأصحاب البصائر ان يصححوا فهم الإسلام وطبيعته المهمينة لجميع الناس، فتشويه هذه الحقيقة أمر شائع لا يقتصر على النخب، بل صار يبث على أنه ثقافة عامة لتقزيم قيمة الإسلام في نفوس الناس وتحجيم تأثيره على الحياة العامة، حذرا من أن يفسد بدمغه للباطل جو إلغاء الهيمنة للدين الحق

ومن الطرق النافعة في معرفة بطلان هذه النظرة للإسلام أن يقرأ العاقل المشهد على أنه هيمنة مضادة، فالذي يحدث الآن ليس اختفاء لفكرة الهيمنة تماما، بل نقل لها من الدين إلى نظام فكري بشري آخر ليهيمن هو على تفكير الناس وطريقة تحليلهم لمشاكلهم، فتحييد الدين أصبح هو الإطار المهيمن الذي لا يجوز الاقتراب منه، وإعطاء الدين صفة الهيمنة أمر مجرم في هذا الفكر أشد التجريم !

إن هذه الفكرة هي بذاتها فلسفة حياة وطريقة تفسير لكل شيء، وكونها مهيمنة بهذه الطريقة وحاكمة على غيرها عند أهلها يجعلها بمنزلة الدين المهيمن عندهم، والخضوع فيها هو لأهواء البشر ليكون الإنسان هو المتفرد في تقرير مصيره وفق ذلك، مترنما بتراتيل التعايش والتعددية التي تقصي هيمنة الحق، وكأن ما يحدث ليس صورة أخرى لهيمنة الفكرة، مع كونها غير مبرهنة ولا مبررة عقليا بأي صورة كانت، فالعبودية لغير الله أسخف فكرة وأشد جهل في الوجود..

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل

BY د. إياد قنيبي


Share with your friend now:
tgoop.com/EyadQunaibi/4375

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Add up to 50 administrators Hashtags are a fast way to find the correct information on social media. To put your content out there, be sure to add hashtags to each post. We have two intelligent tips to give you: The visual aspect of channels is very critical. In fact, design is the first thing that a potential subscriber pays attention to, even though unconsciously. 6How to manage your Telegram channel? SUCK Channel Telegram
from us


Telegram د. إياد قنيبي
FROM American