tgoop.com/EyadQunaibi/4226
Last Update:
"خايف أفرح بتحرير سوريا"
ردود أفعال كثير من المسلمين تجاه أحداث سوريا دون المطلوب، وذلك لعدم قدرتهم على الفصل بين الأمور. قد يكون لديك:
1. تساؤل عن دور القوى السياسية في تحرير سوريا دعماً أو غض طرف.
2. أو موقف من الفصائل التي قامت بعملية التحرير أو عدم دراية بحالها.
3. أو خوفٌ مما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة.
وقد يكون في نفسك هذا كله.
شوف يا أخي: ندرك تماماً..تماماً..صعوبة المرحلة، وشدة الكيد، ولا نعلم ما سيكون ممن قاموا بالتحرير في قابل الأيام -نسأل الله لهم السداد والرشاد والعون والتوفيق واجتماع الكلمة على طاعته.
نعلم هذا كله. لكن هذا كله يجب ألا يحرمك من مشاركة إخوانك في الشام فرحتهم بـ :
1. تطهير بيوت الله التي كان المجرمون شذاذ الآفاق قد نهبوها ودنسوها، تطهيرها ورفع الأذان وإقامة الصلوات فيها من جديد.
2. إخراج عشرات الآلاف من إخوانك المعتقلين والمعتقلات الذين كانوا يعانون ما يذوب له الصخر!
3. فرحة أهالي المعتقلين باجتماع شملهم بآبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأبنائهم وبناتهم.
4. سقوط السفاح المسعور وهروبه ذليلاً.
5. تنسُّم أهل الشام أنسام الحرية والكرامة بعد حرمانهم منها 54 عاماً.
6. دفعة الأمل التي هبت في قلوب الشعوب المسلمة وهي ترى نظاماً ظهر أنه عميق الجذور، رأته ينهار كبيت العنكبوت.
هذه كلها أمورٌ يحبها الله تعالى، ويفرح لها المؤمن.
فرحك لها ليس سذاجة سياسية وانسياقاً وراء المشاعر بلا تفكير كما قد يُهيأ لك! بل عدم فرحك لها هو اختلال في التفكير والمشاعر.
التحفظ إلى درجة تمنعك من إظهار الفرح ليس حكمة وعقلانيةً كما قد يُهيأ لك! بل هو جمودٌ يحرمك من مشاركة إخوانك المؤمنين مشاعرهم المستحقة المبررة.
وإلا فما معنى (إنما المؤمنون إخوة)؟ أليس من مقتضيات الأخوة أن تفرح لما يُفرحهم وتحزن لما يُحزنهم؟ ألا تعلم أن امتناعك من إظهار الفرح يحزنهم ويحدث جفوة بينك وبينهم؟
أمس نشرت منشورات كتابية فعلق أحد الإخوة في سوريا: (ما بيكفي يا دكتور إياد، بدنا تصورلنا فيديو وانتا عبتحضكلنا).
وكرمال هذا الأخ وباقي إخواننا من أهل الشام أصور وأضحك لكم وأبارك لكم.
قد تقول:
"لكني خايف أن تأتي الأيام بأحداث تنسينا هذا الفرح وتُحدث انتكاسة في نفوس الناس".
حتى لو حصل ما حصل. لا تجعله ينسيك نشوة الانتصار وفرحة تنزل رحمات الله.
حَرِصَ أعداؤنا على أن ينسونا إياها في غزة، وسيحرصون على أن ينسونا إياها في الشام، حتى يقطعوا أي أمل لنا في التحرر، ويخيفونا من أية محاولة لكسر قيودهم.
امتناعك عن الفرح هو استجابة لمخططاتهم.
رأينا هذه الأيام كيف بعض المعتقلين كان لما يأتي إخواننا لإخراجه ويكسرون قفل بابه ويقولون له: "اخرج، تحررت" كان يخاف ويتردد ويشك، مش متصور أنه أتى اليوم الذي يتحرر فيه.
لا نريد أن نصبح نحن كذلك، نتصور أنه لا يمكن أن نتحرر، وأنه لا يحصل على هذه الأرض إلا ما تريده القوى التي مهما عظمت فالله من ورائهم محيط.
هم يمكرون بلا شك، لكن: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). ودورنا أن نستغل كل حدث لا أن نبقى متوجسين منكرين.
من المهم المحافظة على زخم المشاعر في هذه الأيام لأن الإنسان يأخذ الدروس والعبر لما يكون في حالة شعورية قوية. لازم نتعلم مما حصل ونتفاعل معه ونفهم مقومات النصر ولا نظل متوجسين جامدين.
حصول الانتكاسات في الأيام القادمة أمرٌ وارد، وهو جزء من التدافع والتمحيص وإنضاج التجارِب.
ولنا في أفغانستان عبرة: تحررت من الروس بعد صراع طويل وآلام، ثم اقتتل إخوة الأمس فيما بينهم وتنازعوا على السلطة، ثم خرج من بين الأفغان من يحررهم من هذه الفئات المتناحرة، ثم احتُلت أفغانستان من قوى العالم من جديد، ورأى الأفغان منها الأهوال، لكنهم صبروا ودافعوا الاحتلال عشرين عاماً إلى أن تحرروا من جديد.
وفي تجرِبة أفغانستان أيضاً، كانت أمريكا قد ظنت أنها اشترت ولاء المقاتلين وأنهم لن يخرجوا عن طوعها، وأن الخطة قد أُحكمت. لكن أطماعها خابت وذلت على أيديهم وخرجت مهزومة بعد 20 عاماً.
سيميز الله الخبيث من الطيب، إلى أن يتم نعمته على عباده المستضعفين.
ليس هناك أسوأ من الرزوح في قيود العبودية للطواغيت. ليس هناك أسوأ من موت روح الجهاد في الأمة.
فجمعك لمشاعر الفرح باللحظة الحاضرة والتأهب والاستعداد للمستقبل ليس تناقضاً بل توازن.
فرحك لإخوانك في الشام مع حزنك لإخوانك في غزة ليس تناقضاً بل توازن.
فافرحوا وأظهروا فرحكم، وسلوا الله أن يجعل عاقبة الشام وفلسطين والسودان وبلاد المسلمين أجمعين عاقبة خير، وأن يستعملنا جميعاَ في ذلك.
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
BY د. إياد قنيبي
Share with your friend now:
tgoop.com/EyadQunaibi/4226