EYADQUNAIBI Telegram 4002
لاحظت أن البعض يهنئ طلاب الثانوية العامة مستشهداً بقوله تعالى: (‌‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) فأحببت، غَيرة على كتاب الله أن تُحمل آياته على غير معناها، ونصيحة لإخواني، أن أنبه على أمور:
1. ليس "العلم" الذي يتلقاه أبناؤنا في المدارس هو الذي يرفع الله به، هذا إذا صحَّ أن نسميه علماً! بل كثير من مناهج المدارس تلقين جاف لا يُنَمي التفكير الناقد ولا الربط ولا التحليل ولا القدرة على الابتكار. هذا عدا عن أنه لا يعلمهم أهم ما تنجح به حياتهم دينيا واجتماعياً. والهشاشةُ النفسية والفشل الذريع في العلاقات الأُسرية والخطبة والزواج وجهلُ أبناء المسلمين بالأدلة على صحة دينهم، وسهولةُ تشكيكهم في اليقنيات الكبرى، كل ذلك دالٌّ على أن ما يتلقونه في المدارس ليس هو "العلم" الذي يرفع اللهُ به درجات!
2. يعني ليس فيما يتعلمه أبناؤنا في المدراس أي نفع؟ بلى، لكنه يقينا وقطعا لا يستحق 14 سنة من حياتهم! وهو مخلوط بكثير من "السموم"، كما أن عامة ما هو نافعٌ منه فهو من العلوم التي لا تُحمد لذاتها وإنما تُحمد بمقدار ما يتحقق بها من نفع.
3. الرفعُ درجاتٍ كما في الآية مشروط بالاستجابة لأوامر الله تعالى في مطلع الآية، ومنها: (وإذا قيل انشُزوا فانشُزوا). ولن نُفَصل في سبب نزولها، وإنما كما قال ابن عاشور في تفسيره لها: "وسبب النزول لا يخصص العام ولا يقيد المطلق". وعليه، فإن الذين يرفعهم الله درجات هم الذين ينهضون للخير، ولا يكتفون بتكديس العلم في أذهانهم! قال القرطبي في تفسير (وإذا قيل انشُزوا فانشُزوا): "وقال قتادة : المعنى: أجيبوا إذا دعيتم إلى أمر بمعروف، وهذا هو الصحيح".
4. طيب لماذا إذن نفرح بنجاح أبنائنا في الثانوية العامة؟ لأنهم ببساطة يجتازون مرحلة مفروضة ضمن منظومة غير سَوِيَّة تلزمهم بالقفز عن هذا "الحاجز" ليتمكنوا من دراسة تخصصات في الجامعات، هي الأخرى فيها ما فيها من مشاكل وخلل كبير. لكن النظام الرأسمالي الذي يحكم العالم يجعل هذه المراحل متطلبة لكسب المال. هذا مع أن الخير كثيرا ما يكون في الخروج من هذه الصناديق. لكن لعدم وجود بديل ناضج واضحِ الملامح لدى عامة الآباء فإنهم لا يرون أمامهم إلا هذه المنظومة المهترئة.
5. نفرح باجتياز أبنائنا للثانوية العامة لأن ذلك يعبر عن جِدِّيَّتهم ونجاح عزمهم وإصرارهم. وعلينا أن نجعل تركيزهم منصباً على تطبيق هذه الجدية في البرامج النافعة واكتساب العلم النافع حقيقة، مما تعتدل به حياتهم الدنيوية والأخروية، النفسية والاجتماعية والأُسرية، ومما يجعل لديهم تفكيرا عملياً ناقدا، يركز على النفع الحقيقي وعمارة الأرض وإغناء الأمة عن أعدائها.
6. إذا كان نجاحهم في الثانوية العامة بداية حياة جامعية "أحادية التركيز"، "أحادية الاهتمامات" يحرص فيها الابن أو البنت على النجاح في الجامعة أيضاً دون توازن ودون تحقيق النجاحات الحقيقية التي ذكرنا، فهذا بداية الفشَل!
7. وقد فصَّلنا كثيراً في إشكاليات النظام التعليمي وفي الآفاق الرحبة التي نحتاج أن نعلمها أبناءنا في حلقات المرأة، خصوصاً "بس تربية؟"، "المدارس، تعليم أم تعليب؟!" "المدارس، جذور المشكلة وملامح العلاج".
8. في المحصلة، لا تستدلوا بالآيات في غير موضعها! ولا تخدورا أنفسكم عن واجبكم من تحويل اهتمام أبنائكم وبناتكم إلى العلم الحقيقي النافع،
والله المستعان.



tgoop.com/EyadQunaibi/4002
Create:
Last Update:

لاحظت أن البعض يهنئ طلاب الثانوية العامة مستشهداً بقوله تعالى: (‌‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) فأحببت، غَيرة على كتاب الله أن تُحمل آياته على غير معناها، ونصيحة لإخواني، أن أنبه على أمور:
1. ليس "العلم" الذي يتلقاه أبناؤنا في المدارس هو الذي يرفع الله به، هذا إذا صحَّ أن نسميه علماً! بل كثير من مناهج المدارس تلقين جاف لا يُنَمي التفكير الناقد ولا الربط ولا التحليل ولا القدرة على الابتكار. هذا عدا عن أنه لا يعلمهم أهم ما تنجح به حياتهم دينيا واجتماعياً. والهشاشةُ النفسية والفشل الذريع في العلاقات الأُسرية والخطبة والزواج وجهلُ أبناء المسلمين بالأدلة على صحة دينهم، وسهولةُ تشكيكهم في اليقنيات الكبرى، كل ذلك دالٌّ على أن ما يتلقونه في المدارس ليس هو "العلم" الذي يرفع اللهُ به درجات!
2. يعني ليس فيما يتعلمه أبناؤنا في المدراس أي نفع؟ بلى، لكنه يقينا وقطعا لا يستحق 14 سنة من حياتهم! وهو مخلوط بكثير من "السموم"، كما أن عامة ما هو نافعٌ منه فهو من العلوم التي لا تُحمد لذاتها وإنما تُحمد بمقدار ما يتحقق بها من نفع.
3. الرفعُ درجاتٍ كما في الآية مشروط بالاستجابة لأوامر الله تعالى في مطلع الآية، ومنها: (وإذا قيل انشُزوا فانشُزوا). ولن نُفَصل في سبب نزولها، وإنما كما قال ابن عاشور في تفسيره لها: "وسبب النزول لا يخصص العام ولا يقيد المطلق". وعليه، فإن الذين يرفعهم الله درجات هم الذين ينهضون للخير، ولا يكتفون بتكديس العلم في أذهانهم! قال القرطبي في تفسير (وإذا قيل انشُزوا فانشُزوا): "وقال قتادة : المعنى: أجيبوا إذا دعيتم إلى أمر بمعروف، وهذا هو الصحيح".
4. طيب لماذا إذن نفرح بنجاح أبنائنا في الثانوية العامة؟ لأنهم ببساطة يجتازون مرحلة مفروضة ضمن منظومة غير سَوِيَّة تلزمهم بالقفز عن هذا "الحاجز" ليتمكنوا من دراسة تخصصات في الجامعات، هي الأخرى فيها ما فيها من مشاكل وخلل كبير. لكن النظام الرأسمالي الذي يحكم العالم يجعل هذه المراحل متطلبة لكسب المال. هذا مع أن الخير كثيرا ما يكون في الخروج من هذه الصناديق. لكن لعدم وجود بديل ناضج واضحِ الملامح لدى عامة الآباء فإنهم لا يرون أمامهم إلا هذه المنظومة المهترئة.
5. نفرح باجتياز أبنائنا للثانوية العامة لأن ذلك يعبر عن جِدِّيَّتهم ونجاح عزمهم وإصرارهم. وعلينا أن نجعل تركيزهم منصباً على تطبيق هذه الجدية في البرامج النافعة واكتساب العلم النافع حقيقة، مما تعتدل به حياتهم الدنيوية والأخروية، النفسية والاجتماعية والأُسرية، ومما يجعل لديهم تفكيرا عملياً ناقدا، يركز على النفع الحقيقي وعمارة الأرض وإغناء الأمة عن أعدائها.
6. إذا كان نجاحهم في الثانوية العامة بداية حياة جامعية "أحادية التركيز"، "أحادية الاهتمامات" يحرص فيها الابن أو البنت على النجاح في الجامعة أيضاً دون توازن ودون تحقيق النجاحات الحقيقية التي ذكرنا، فهذا بداية الفشَل!
7. وقد فصَّلنا كثيراً في إشكاليات النظام التعليمي وفي الآفاق الرحبة التي نحتاج أن نعلمها أبناءنا في حلقات المرأة، خصوصاً "بس تربية؟"، "المدارس، تعليم أم تعليب؟!" "المدارس، جذور المشكلة وملامح العلاج".
8. في المحصلة، لا تستدلوا بالآيات في غير موضعها! ولا تخدورا أنفسكم عن واجبكم من تحويل اهتمام أبنائكم وبناتكم إلى العلم الحقيقي النافع،
والله المستعان.

BY د. إياد قنيبي


Share with your friend now:
tgoop.com/EyadQunaibi/4002

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Select “New Channel” Members can post their voice notes of themselves screaming. Interestingly, the group doesn’t allow to post anything else which might lead to an instant ban. As of now, there are more than 330 members in the group. While some crypto traders move toward screaming as a coping mechanism, many mental health experts have argued that “scream therapy” is pseudoscience. Scientific research or no, it obviously feels good. 6How to manage your Telegram channel? With the sharp downturn in the crypto market, yelling has become a coping mechanism for many crypto traders. This screaming therapy became popular after the surge of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May or early June. Here, holders made incoherent groaning sounds in late-night Twitter spaces. They also role-played as urine-loving Goblin creatures.
from us


Telegram د. إياد قنيبي
FROM American