tgoop.com/Eclil7/8001
Last Update:
((ليلة النصف من شعبان))
السؤال/ هل إن قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها بدعة أو مشروع؟
الجواب/
أولا – قيام ليلة النصف من شعبان أمر مشروع فقد وردت أحاديث صحيحة في قيامها نذكر منها ما يأتي:-
1. ما روى الطبراني وابن حبان في صحيحه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((يطلّع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
2. ما روى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال: يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قلت: قد قلت وما بي ذلك؛ ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب).
وبهذا يتبين أن قول من يقول لم يصح فيها حديث فيه نظر؛ لأن من حفظ، حجةٌ على من لا يحفظ.
ثانيا: أما صوم يوم النصف: فإنه قد ورد فيه حديث ضعيف السند، وهو ما روى ابن ماجة عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفرٌ فاغفر له، ألا مسترزقٌ فارزقه، ألا مبتلىً فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر))، فإن في مسنده ابن أبي سبرة قال فيه احمد بن حنبل وابن معين يضع الحديث إلا أن متنه يقوى بما يأتي:-
1- القيام ثبتت فيه أحاديث صحيحة كما تقدم، أما الصوم فإنه وإن كان سند الحديث فيه ضعفا إلا أنه يقوى وتثبت مشروعيته؛ لأنه يوم من الأيام البيض ولا خلاف في مشروعيتها، وأيضا إنه يوم من أيام شعبان وقد ثبت مشروعية صيام شعبان بما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استكمل صيام شهر إلا رمضان، و ما رأيته أكثر صياما منه في شعبان).
2- وبما روي أيضا عن أبي سلمة أنّ عائشة رضي الله عنها حدثته قالت: لم يكن النبي (صلى الله عليه وسلم) يصوم شهرا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله، ويقول خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملّوا، وأحبُّ الصلاة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ما دووم عليه وإن قلت، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها)).
3- وبما روي أيضا عن عمران عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنّه سأله (هل صمت من سُرر شعبان؟، قال: لا يا رسول الله، قال: فإذا أفطرت فصم يومين) والسُرر قد يراد بها أول الشهر أو أخره لاستمرار القمر فيها؛ ولكن أبا داود وغيره رجّح أنّ المراد به وسط الشهر؛ لأن سُرّة الشيء وسطه مؤيدا ذلك بأنها من أيام البيض.
أما ما جاء من النهي عن صيام النصف الثاني من شعبان بما رواه أبو هريرة مرفوعا (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره فيجاب عنه بما يلي:-
1. إن نصف شعبان هو الخامس عشر وهو داخل ضمن النصف الأول من شعبان والنصف الثاني يبدأ من اليوم السادس عشر.
2. إن الحديث معارض بما سبق من الأحاديث الصحيحة في مشروعية صيام شعبان كله.
3. إن الحديث هذا ضعّفه الإمام أحمد وابن معين وقالا هو منكر، وضعّفه البيهقي والطحاوي ورجّحا حديث الجواز كما ضعفه ابن رجب الحنبلي.
4. وعلى فرض صحته فإنه يحمل على مَن يُضعِفه الصوم إذا صام النصف الأخير من شعبان عن صيام رمضان، أو لمن لا يصوم قبل النصف ثم يتعمد صيام النصف.
والله تعالى اعلم
أ.د عبد الملك عبد الرحمن السعدي
BY أَكاليلُ الرَّبِيع 💐
Share with your friend now:
tgoop.com/Eclil7/8001