tgoop.com/Easternphilosophies/4047
Last Update:
▫️
"القمر الدموي..
حين تتحول الظواهر الكونية إلى تجارة روحية"
لماذا كان الناس يخافون من لون القمر الأحمر؟ وهل هو حقًا نذير شؤم أم مجرد لعبة ضوء وظل؟
الخسوف الكلي للقمر المعروف بـ"القمر الدموي". هذه الظاهرة الطبيعية، التي يعيد "أهل الطاقة" ومدربو العصر الجديد تسويقها بلباس حديث، إحياء جذورها في الوثنية والباطنية القديمة .
□ فما الحقيقة العلمية لهذه الظاهرة؟
يحدث الخسوف الكلي عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر فتحجب أشعة الشمس عن القمر. ورغم ذلك لا يختفي القمر، بل يظهر بلون أحمر أو برتقالي . وقد أكدت وكالة ناسا: "يظهر القمر باللون الأحمر خلال الخسوف بسبب تشتت أشعة الشمس في الغلاف الجوي للأرض، وهو السبب نفسه وراء حمرة الشفق".
إذ يتشتت الموجات القصيرة ( الأزرق )وتصل الموجات الطويلة (الأحمر والبرتقالي) إلى سطح القمر. هذا تماما كما حمرة الشروق والغروب.
□ الجذور التاريخية والدينية
🔸الحضارات القديمة: في بابل ومصر والهند ارتبط الخسوف بالدماء والحروب والقرابين.
🔸الأساطير الشعبية: في الصين وأمريكا اللاتينية قيل إن وحشا يبتلع القمر،لذا يضربون الطبول لطرده.
🔸الموروث اليهودي والمسيحي: في سفر يوئيل: "تتحول الشمس إلى ظلمة، والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم" .
□ في الفلسفات الباطنية:
🔹الهرمسية
ترى الهرمسية أن القمر وسيط بين "العالم الأعلى" و"العالم الأدنى".
لونه الأحمر في الخسوف يرمز عندهم للتحولات الكبرى، والعبور من حالة قديمة إلى ميلاد جديد. كما يوصف القمر بأنه "مرآة النفس"، وأن الظلال التي تغطيه ترمز إلى الظلال التي يجب أن يواجهها الإنسان داخله.
من هنا نشأت الطقوس التأملية في الليالي القمرية، التي ربطت بين أطوار القمر ودورات الحياة والأنوثة.
🔹الكابالا والتنجيم
في الكابالا اليهودية، القمر رمز أنثوي وسحري، وتغير أطواره ارتبط بالتراتيل والأعداد السرية.
كما فسروا هذه الظاهرة كنذير بأزمات سياسية واجتماعية.
🔹العصر الجديد :
تم التسويق له كوقت مثالي للتأمل والتطهير الكارمي ، بوابة طاقية، واستدعاء وتفعيل الطاقات.
□ وهذا ما نجده في تصريحات الروحانين:
ديباك شوبرا: يصف الخسوف بأنه "دعوة كونية لموائمة الذبذبات الداخلية مع إيقاع الكون".
منصة Moon Omens تقول: "القمر الدموي يفتح بوابات للشفاء الكارمي والتحرر من الماضي".
"ماسترات الطاقة"في العالم العربي :
امتلئت صفحاتهم بدعوات لجلسات وطقوس يزعمون : "ليلة القمر الدموي فرصة نادرة لإطلاق نواياكم وتحقيق الوفرة".
تُنظم جلسات بعنوان: "تفعيل طاقة الأنوثة في خسوف القمر" أو "تحقيق الانسجام تحت البدر الدموي".
وتنتشر عبارات مثل: "دعوا نور القمر يخترق هالتكم ويحرر طاقاتكم الراكدة".
🔺🔻هكذا يعيد هؤلاء إنتاج نفس الرمزية الهرمسية القديمة، لكن بواجهة "تطوير الذات" و"التنمية الروحية"و " طاقة الأنوثة".
♦️ قال نبينا محمد ﷺ: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة» (متفق عليه).
فالخسوف آية تذكير بعظيم قدرة وافعال الله عزوجل ، لا علاقة له بفتح البوابات ولا الطاقات ولا بتغيير الأقدار.
♦️قال ابن تيمية: "التنجيم الذي يُستدل به على الحوادث الأرضية من حركة الكواكب باطل، وهو من جنس السحر والكهانة".
□ لذا توجب التحذير من هذه الممارسات :
🚫إحياء الخرافة والشركيات تحت ستار "العلم والطاقة".
🚫 استبدال صلاة الخسوف بطقوس جماعية وتأملات.
🚫 استغلال خوف الناس أو فضولهم لتحقيق مكاسب مادية.
🚫 الترويج لفلسفات الوثنية، الهرمسية والكابالا والسحر، لكن بواجهة "جلسات ودورات ".
وفي الختام :
بين وهم الدماء وحقيقة الضوء، يبقى القمر آية لله لا أداة للسحرة ولا سلعة للمدربين.
http://www.tgoop.com/Easternphilosophies
▫️
BY فلسفات شرقية
Share with your friend now:
tgoop.com/Easternphilosophies/4047