فلسفات شرقية

⏬
من الكابالا إلى الشفرة العكسية ..
موروثات السحرية استغلال الأنبياء لترويج السحر الباطني  /1

أثار مقطع نشرته المغنية شمس الكويتية عبر صفحتها في "فيسبوك" جدلاً واسعًا، بعدما تحدثت فيه عن ما يسمى "العلاج بالشفرة العكسية" وربطته بعلوم قديمة وبأنبياء بني إسرائيل. هنا نحاول تفكيك ما ورد في ذلك المقطع، عبر تتبّع الجذور التاريخية والفلسفية والباطنية للأفكار المذكورة، وبيان مصادرها و خطورتها :

□ من أساليب التسويق لمروّجي علوم الطاقة الباطنية، ربط خرافاتهم بـ "العصور القديمة" أو "الأجداد" أو" علوم الأنبياء " لإعطائها قداسة وجذب انتباه المتابع.
□ علوم الأنبياء :
لشرعنة الممارسه ( الطلاسم، أسرار الحروف،و الأعداد)، وأنها مجرد "علوم روحية عليا".
الإدعاء أن إدريس عليه السلام أول من عرف "علم الحروف والأرقام"، وأنه "سلّم للبشر سرّ الأبجدية والأعداد" التي بها تُفك الأكوان.
وهذه رواية باطنية مصدرها الغنوصية القديمة ، و الكابالا!!
إدريس عليه السلام نبي كريم، وهو أول من خط بالقلم وعُلّم بعض الصناعات (كما ورد عند ابن كثير وغيره).
كذا نسبتها لموسى عليه السلام ، فقد جاء بالتوراة وهي شرع الله في زمانه، وليس بالكابالا كما تدعى، بل بالتوحيد .
كما زعموا أن سليمان عليه السلام امتلك "علم العناصر الأربعة" وأنه عرف "الشفرة العظمى" أو "مفتاح الأكوان"
الحقيقة:
قال تعالى : ﴿وَسَخَّرْنَا لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ...﴾ [ص:36]، ﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ...﴾ [سبأ:12].
فالمصدر إعجاز إلهي، وليس علماً سحرياً أو طاقة عناصر.

□ مفهوم الشفرة العكسية "opest code" أو "العلاج بالشفرة العكسية":
  باعتباره علمًا قديمًا يقوم على افتراض أن الإنسان يحمل "شفرات" تفسيره مرتبطة بآلامه وأمراضه، وأن فكّ هذه الشفرات أو عكسها يحقق الشفاء. هذه الفكرة مأخوذه من الفكر الغنوصي الذي يرى أن لكل إنسان سرًّا داخليًا يجب كشفه، والعكس مأخوذ من الفلسفة الثنائية (dualism) التي تقول لكل شيء ضد: مرض/شفاء، موجب/سالب، نور/ظلمة....

مصادرها بحسب تصريحاتها :

1⃣ الكابالا :
حيث أشارت إلى أن الكابالا علمًا قديمًا من "علوم الأنبياء"من. غير أن الكابالا في حقيقتها فلسفة صوفية يهودية باطنية ظهرت في العصور الوسطى، تقوم على تقسيم الوجود إلى ثنائيات، وتعتبر الحروف والأرقام والرموز  مفاتيح للكون . وقد ورثت عن السحر البابلي فكرة التعامل مع الطلاسم والأسماء السريةللوصول إلى التوازن الروحي .  قال تعالى:
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾ [البقرة: 102].
لذلك من يروّج للكابالا اليوم ،تحت ستار "علم روحاني"هو ترويج لتعليم السحر تحت مسميات مختلفة.

2⃣ الكلدانيين :
ما يسمى "بالحسابات الكلدانية في التشافي" الكلدانيين في بابل، اشتهروا بالتنجيم والكهانة وربط مصير الإنسان بالنجوم والكواكب( علم الحرف والرقم - علوم السحر البابلية الكلدانية ) . هذه الممارسات انتقلت إلى اليهود في فترة السبي البابلي وتسرّبت لاحقًا إلى نصوص الكابالا. وقال ابن تيمية :  "علم الحروف المشتمل على أسماء مجهوله ، هذا من السحر الباطل باتفاق أهل العلم"   (مجموع الفتاوى 19/64).

3⃣ فيثاغورس :
حيث طرح (القرن السادس ق.م) في مدرسته السرية فكرة "قداسة العدد"، واعتبر الأعداد جوهر الكون. امتزجت هذه الفكرة بالرياضيات والموسيقى الكونية وتناسخ الأرواح، ثم تبنتها الغنوصية والكابالا لاحقًا، حيث اعتُبر العدد والحرف مفتاحًا لفهم "السر الكوني" (كُرنفورد، تاريخ الفلسفة اليونانية).

4⃣ الصابئة :
الصابئة الكلدانيون ربطوا بين الحروف والأرقام والكواكب، فكل حرف عندهم يقابل رقمًا، وكل رقم يقابل كوكبًا، والكواكب بدورها تتحكم في مصير الإنسان، ووضعوا لذلك جدولاً وأرقاماّ . من هنا نشأ الربط بين اسم الشخص وتاريخ ميلاده ومصيره. وقد تسرّبت هذه التصورات إلى نصوص يهودية لاحقة عبر الأسر البابلي، وتطورت إلى للكابالا ،عن ابن تيمية رحمه الله قال :
"وأصل السحر من اليهود، فهم أعظم الناس اشتغالاً به، وهو من تعليم الشياطين." (مجموع الفتاوى 19/64).

http://www.tgoop.com/Easternphilosophies

⏬

👍5

www.tgoop.com/Easternphilosophies/4041

398 viewsSep 2 at 18:05

⏬
من الكابالا إلى الشفرة العكسية ..
موروثات السحرية استغلال الأنبياء لترويج السحر الباطني  /1

أثار مقطع نشرته المغنية شمس الكويتية عبر صفحتها في "فيسبوك" جدلاً واسعًا، بعدما تحدثت فيه عن ما يسمى "العلاج بالشفرة العكسية" وربطته بعلوم قديمة وبأنبياء بني إسرائيل. هنا نحاول تفكيك ما ورد في ذلك المقطع، عبر تتبّع الجذور التاريخية والفلسفية والباطنية للأفكار المذكورة، وبيان مصادرها و خطورتها :

□ من أساليب التسويق لمروّجي علوم الطاقة الباطنية، ربط خرافاتهم بـ "العصور القديمة" أو "الأجداد" أو" علوم الأنبياء " لإعطائها قداسة وجذب انتباه المتابع.
□ علوم الأنبياء :
لشرعنة الممارسه ( الطلاسم، أسرار الحروف،و الأعداد)، وأنها مجرد "علوم روحية عليا".
الإدعاء أن إدريس عليه السلام أول من عرف "علم الحروف والأرقام"، وأنه "سلّم للبشر سرّ الأبجدية والأعداد" التي بها تُفك الأكوان.
وهذه رواية باطنية مصدرها الغنوصية القديمة ، و الكابالا!!
إدريس عليه السلام نبي كريم، وهو أول من خط بالقلم وعُلّم بعض الصناعات (كما ورد عند ابن كثير وغيره).
كذا نسبتها لموسى عليه السلام ، فقد جاء بالتوراة وهي شرع الله في زمانه، وليس بالكابالا كما تدعى، بل بالتوحيد .
كما زعموا أن سليمان عليه السلام امتلك "علم العناصر الأربعة" وأنه عرف "الشفرة العظمى" أو "مفتاح الأكوان"
الحقيقة:
قال تعالى : ﴿وَسَخَّرْنَا لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ...﴾ [ص:36]، ﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ...﴾ [سبأ:12].
فالمصدر إعجاز إلهي، وليس علماً سحرياً أو طاقة عناصر.

□ مفهوم الشفرة العكسية "opest code" أو "العلاج بالشفرة العكسية":
  باعتباره علمًا قديمًا يقوم على افتراض أن الإنسان يحمل "شفرات" تفسيره مرتبطة بآلامه وأمراضه، وأن فكّ هذه الشفرات أو عكسها يحقق الشفاء. هذه الفكرة مأخوذه من الفكر الغنوصي الذي يرى أن لكل إنسان سرًّا داخليًا يجب كشفه، والعكس مأخوذ من الفلسفة الثنائية (dualism) التي تقول لكل شيء ضد: مرض/شفاء، موجب/سالب، نور/ظلمة....

مصادرها بحسب تصريحاتها :

1⃣ الكابالا :
حيث أشارت إلى أن الكابالا علمًا قديمًا من "علوم الأنبياء"من. غير أن الكابالا في حقيقتها فلسفة صوفية يهودية باطنية ظهرت في العصور الوسطى، تقوم على تقسيم الوجود إلى ثنائيات، وتعتبر الحروف والأرقام والرموز  مفاتيح للكون . وقد ورثت عن السحر البابلي فكرة التعامل مع الطلاسم والأسماء السريةللوصول إلى التوازن الروحي .  قال تعالى:
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾ [البقرة: 102].
لذلك من يروّج للكابالا اليوم ،تحت ستار "علم روحاني"هو ترويج لتعليم السحر تحت مسميات مختلفة.

2⃣ الكلدانيين :
ما يسمى "بالحسابات الكلدانية في التشافي" الكلدانيين في بابل، اشتهروا بالتنجيم والكهانة وربط مصير الإنسان بالنجوم والكواكب( علم الحرف والرقم - علوم السحر البابلية الكلدانية ) . هذه الممارسات انتقلت إلى اليهود في فترة السبي البابلي وتسرّبت لاحقًا إلى نصوص الكابالا. وقال ابن تيمية :  "علم الحروف المشتمل على أسماء مجهوله ، هذا من السحر الباطل باتفاق أهل العلم"   (مجموع الفتاوى 19/64).

3⃣ فيثاغورس :
حيث طرح (القرن السادس ق.م) في مدرسته السرية فكرة "قداسة العدد"، واعتبر الأعداد جوهر الكون. امتزجت هذه الفكرة بالرياضيات والموسيقى الكونية وتناسخ الأرواح، ثم تبنتها الغنوصية والكابالا لاحقًا، حيث اعتُبر العدد والحرف مفتاحًا لفهم "السر الكوني" (كُرنفورد، تاريخ الفلسفة اليونانية).

4⃣ الصابئة :
الصابئة الكلدانيون ربطوا بين الحروف والأرقام والكواكب، فكل حرف عندهم يقابل رقمًا، وكل رقم يقابل كوكبًا، والكواكب بدورها تتحكم في مصير الإنسان، ووضعوا لذلك جدولاً وأرقاماّ . من هنا نشأ الربط بين اسم الشخص وتاريخ ميلاده ومصيره. وقد تسرّبت هذه التصورات إلى نصوص يهودية لاحقة عبر الأسر البابلي، وتطورت إلى للكابالا ،عن ابن تيمية رحمه الله قال :
"وأصل السحر من اليهود، فهم أعظم الناس اشتغالاً به، وهو من تعليم الشياطين." (مجموع الفتاوى 19/64).

http://www.tgoop.com/Easternphilosophies

⏬

BY فلسفات شرقية