فلسفات شرقية

▫️

عندما يُزيَّن الوهم بمساحيق العلم

في حسابها نشرت نور كايزن ، محتوى تم تقديمه بقالب علمي جذاب  ، لكنه في الحقيقة خليطاً من الروحانيات الحديثة والعلم الزائف (pseudoscience).
قدمت نموذجا حقيقياً لما يسمى " العلم المزخرف " وذلك بتحريف المفاهيم العلمية :
• استخدام مصطلحات علمية حقيقية مثل "المرونة العصبية"، "الخلايا الدماغية"، و"المعتقدات"
•  تفريغها من معناها العلمي التجريبي.
• إضافة تأويل أو تخمين روحاني إليها .
•  ثم إعادة تشكيلها ، وتقديم الخليط النهائي كوصفة مضمونة لتغيير الواقع .

◇◇ تقدم نور كايزن طرحا شاعريا لكنه مضلل بقولها : 
" هكذا تنشأ المعتقدات ، العقل الباطن حسب شرح د. سبنسر بالثيتا هيلنغ ، عند اي تفكير ، تبدا الخلايا تطلق روابط عصبية مستقبلات عصبية تشبهها بأصابع اليد وعندما تشتبك مع خليه اخرى يتشكل المعتقد عندك، عندما تقولي انا اتخلى عن هذه الفكرة تختفي هذه الفكرة ، صيدي نفسك  !! "

♦️ هذه العبارة تبدو جذّابة بسيطة وساحرة،تظهر كيف يتحوّل العلم إلى مجرد ديكور يُزيّن به خطاب روحاني للطاقيين.

♻️ بداية من هو جو ديسبنزا (Joe Dispenza)؟
هو محاضر وكاتب تنمية ذاتية والتأمل ، أمريكي من مواليد 1962، يعمل كمعالج تقويم عمود فقري (DC) وليس طبيبًا إكلينيكيًا أو باحثًا أكاديميًا في علم الأعصاب.
▪︎تم تحريف أفكاره ؛  حيث يعترف ديسبنزا - أن التغيير ليس لحظيا بل يتطلب ممارسة وتأملا كثيرا - بتضخيم تأثير العقل على الجسد ، و الخلط بين التأثير النفسي والتغيير البيولوجي .

▪︎ كما تم نقده علميا :
•  مجلة Skeptical Inquirer تصفه بأنه "يخلط بين العلم الحقيقي والتخمينات الروحانية".
•  موقع "Science-Based Medicine" يصنفها كعلم زائف

🔺🔻الحقيقة العلمية :
• الخلايا العصبية تتواصل عبر تشابكات عصبية (Synapses)، وهي عملية كهربائية-كيميائية معقدة.
• التفكير المتكرر قد يُقوّي روابط موجودة بالفعل، لكن لا يُنشئ أصابع أو روابط جديدة مباشرة كما يُوصف.
• التوقف عن التفكير السلبي لا "يحذف" الروابط، بل قد يضعف استخدامها بمرور الوقت.
🔹 هذه المفاهيم حقيقية ضمن ما يُعرف بـ "المرونة العصبية"، لكنها لا تعمل بالخيال اللحظي، بل بالتكرار، التمرين، والانخراط النفسي العميق.، وليس بالتحكم المباشر
🔹 كل فكرة بتكررها تقوي المسار العصبي الذي يسير فيه التفكير. وبتوقف تكررها، تضعف وتخف. 

♦️♦️ الأفكار السلبية بحد ذاتها ؛
ليست مستقبلات عصبية، بل أنماط من النشاط الكهربائي-الكيميائي في شبكات الدماغ. لا يمكن «حذفها» بإرادة فورية، بل يمكن إعادة تنظيم طريقة التفكير ،بطرق مثبتة مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يعتمد على إعادة تقييم الأفكار وتغيير السلوك بشكل تدريجي ومنظّم.

♻️ نور كايزن في خطابها خلطته مع تقنية الثيتا هيلينغ (Theta Healing) التي أسستها فيانا سيابتل في التسعينيات. تقوم هذه التقنية على الاعتقاد بأن الإنسان يمكنه «إصدار أمر» للفكرة أو العاطفة أن تختفي فورًا أثناء حالة تأمل خاصة عندما يكون الدماغ في موجات ثيتا.
أما عن حقيقة وخطورة الثيتا هيلنغ هنا
https://www.tgoop.com/Easternphilosophies/3152


♦️ إن تقديم فكرة «يمكنك إلغاء معتقداتك السلبية بلحظة» يوحي للمتلقي بقدرات سحرية للعقل ، بينما الواقع أكثر تعقيدًا:
• فالمعتقدات لا تُبنى في لحظة، بل عبر تجارب وذكريات وعوامل اجتماعية ونفسية متداخلة.
• التأثير النفسي قد يحدث أحيانًا كأثر وهمي (Placebo)، لكنه لا يعني توقف نقاط التشابك العصبي لحظيًا.
• التغيير الحقيقي يحتاج إلى عمل منتظم، لا «تخيل» سريع.
•• ولتقريب الصورة:
الدماغ يشبه طريق في حيّك؛ كلما مشيت فيه، صار أوضح وأسهل. وإن أهملته، تراجع وضعف. لكنك لن تهدم الشارع فجأة بتخيلك، بل بإهماله تدريجيًا.

💢 في الختام :
نور كايزن تمثّل نموذجاً صريحاً من الخلط بين العلم الحقيقي والعلم الزائف
والنتيجة: إضفاء طابع علمي على ادعاءات لا تستند إلى منهجية تجريبية موثوقة.

💢 كيف التحقق من مثل هذه الادعاءات؟
✔ البحث عن مصادر موثوقة في علم النفس أو علوم الأعصاب.
✔ التحقق من مؤهلات المتحدث : هل هو عالم أعصاب أو طبيب نفسي معتمد؟ أم مجرّد «مدرّب روحاني»؟
✔ احذر من العبارات السحرية:  عالج جذور نفسية عميقة بجلسة واحدة، هو غالبًا خدعة تسويقية لا أكثر.

💢 بين العلم المزخرف والعلم الحقيقي فرق كبير:
الأول يجذبك بالكلمات البراقة، والثاني يُثبت نفسه بالدليل

https://www.tgoop.com/Easternphilosophies

▫️

🔥3

www.tgoop.com/Easternphilosophies/3984

704 viewsJul 10 at 15:41

▫️

عندما يُزيَّن الوهم بمساحيق العلم

في حسابها نشرت نور كايزن ، محتوى تم تقديمه بقالب علمي جذاب  ، لكنه في الحقيقة خليطاً من الروحانيات الحديثة والعلم الزائف (pseudoscience).
قدمت نموذجا حقيقياً لما يسمى " العلم المزخرف " وذلك بتحريف المفاهيم العلمية :
• استخدام مصطلحات علمية حقيقية مثل "المرونة العصبية"، "الخلايا الدماغية"، و"المعتقدات"
•  تفريغها من معناها العلمي التجريبي.
• إضافة تأويل أو تخمين روحاني إليها .
•  ثم إعادة تشكيلها ، وتقديم الخليط النهائي كوصفة مضمونة لتغيير الواقع .

◇◇ تقدم نور كايزن طرحا شاعريا لكنه مضلل بقولها : 
" هكذا تنشأ المعتقدات ، العقل الباطن حسب شرح د. سبنسر بالثيتا هيلنغ ، عند اي تفكير ، تبدا الخلايا تطلق روابط عصبية مستقبلات عصبية تشبهها بأصابع اليد وعندما تشتبك مع خليه اخرى يتشكل المعتقد عندك، عندما تقولي انا اتخلى عن هذه الفكرة تختفي هذه الفكرة ، صيدي نفسك  !! "

♦️ هذه العبارة تبدو جذّابة بسيطة وساحرة،تظهر كيف يتحوّل العلم إلى مجرد ديكور يُزيّن به خطاب روحاني للطاقيين.

♻️ بداية من هو جو ديسبنزا (Joe Dispenza)؟
هو محاضر وكاتب تنمية ذاتية والتأمل ، أمريكي من مواليد 1962، يعمل كمعالج تقويم عمود فقري (DC) وليس طبيبًا إكلينيكيًا أو باحثًا أكاديميًا في علم الأعصاب.
▪︎تم تحريف أفكاره ؛  حيث يعترف ديسبنزا - أن التغيير ليس لحظيا بل يتطلب ممارسة وتأملا كثيرا - بتضخيم تأثير العقل على الجسد ، و الخلط بين التأثير النفسي والتغيير البيولوجي .

▪︎ كما تم نقده علميا :
•  مجلة Skeptical Inquirer تصفه بأنه "يخلط بين العلم الحقيقي والتخمينات الروحانية".
•  موقع "Science-Based Medicine" يصنفها كعلم زائف

🔺🔻الحقيقة العلمية :
• الخلايا العصبية تتواصل عبر تشابكات عصبية (Synapses)، وهي عملية كهربائية-كيميائية معقدة.
• التفكير المتكرر قد يُقوّي روابط موجودة بالفعل، لكن لا يُنشئ أصابع أو روابط جديدة مباشرة كما يُوصف.
• التوقف عن التفكير السلبي لا "يحذف" الروابط، بل قد يضعف استخدامها بمرور الوقت.
🔹 هذه المفاهيم حقيقية ضمن ما يُعرف بـ "المرونة العصبية"، لكنها لا تعمل بالخيال اللحظي، بل بالتكرار، التمرين، والانخراط النفسي العميق.، وليس بالتحكم المباشر
🔹 كل فكرة بتكررها تقوي المسار العصبي الذي يسير فيه التفكير. وبتوقف تكررها، تضعف وتخف. 

♦️♦️ الأفكار السلبية بحد ذاتها ؛
ليست مستقبلات عصبية، بل أنماط من النشاط الكهربائي-الكيميائي في شبكات الدماغ. لا يمكن «حذفها» بإرادة فورية، بل يمكن إعادة تنظيم طريقة التفكير ،بطرق مثبتة مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يعتمد على إعادة تقييم الأفكار وتغيير السلوك بشكل تدريجي ومنظّم.

♻️ نور كايزن في خطابها خلطته مع تقنية الثيتا هيلينغ (Theta Healing) التي أسستها فيانا سيابتل في التسعينيات. تقوم هذه التقنية على الاعتقاد بأن الإنسان يمكنه «إصدار أمر» للفكرة أو العاطفة أن تختفي فورًا أثناء حالة تأمل خاصة عندما يكون الدماغ في موجات ثيتا.
أما عن حقيقة وخطورة الثيتا هيلنغ هنا
https://www.tgoop.com/Easternphilosophies/3152


♦️ إن تقديم فكرة «يمكنك إلغاء معتقداتك السلبية بلحظة» يوحي للمتلقي بقدرات سحرية للعقل ، بينما الواقع أكثر تعقيدًا:
• فالمعتقدات لا تُبنى في لحظة، بل عبر تجارب وذكريات وعوامل اجتماعية ونفسية متداخلة.
• التأثير النفسي قد يحدث أحيانًا كأثر وهمي (Placebo)، لكنه لا يعني توقف نقاط التشابك العصبي لحظيًا.
• التغيير الحقيقي يحتاج إلى عمل منتظم، لا «تخيل» سريع.
•• ولتقريب الصورة:
الدماغ يشبه طريق في حيّك؛ كلما مشيت فيه، صار أوضح وأسهل. وإن أهملته، تراجع وضعف. لكنك لن تهدم الشارع فجأة بتخيلك، بل بإهماله تدريجيًا.

💢 في الختام :
نور كايزن تمثّل نموذجاً صريحاً من الخلط بين العلم الحقيقي والعلم الزائف
والنتيجة: إضفاء طابع علمي على ادعاءات لا تستند إلى منهجية تجريبية موثوقة.

💢 كيف التحقق من مثل هذه الادعاءات؟
✔ البحث عن مصادر موثوقة في علم النفس أو علوم الأعصاب.
✔ التحقق من مؤهلات المتحدث : هل هو عالم أعصاب أو طبيب نفسي معتمد؟ أم مجرّد «مدرّب روحاني»؟
✔ احذر من العبارات السحرية:  عالج جذور نفسية عميقة بجلسة واحدة، هو غالبًا خدعة تسويقية لا أكثر.

💢 بين العلم المزخرف والعلم الحقيقي فرق كبير:
الأول يجذبك بالكلمات البراقة، والثاني يُثبت نفسه بالدليل

https://www.tgoop.com/Easternphilosophies

▫️

BY فلسفات شرقية