DHAIFSALMAN Telegram 8933
الحوثيون، أو أنصار الله، أثبتوا أنهم من أذكى الحركات الإسلامية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.
‏بغضّ النظر عن موقفك منهم، أو حتى من حملتهم في دعم غزة…
‏بل حتى لو كنت ملحداً، تكره الله ورسوله، وتقف مع عاهرات العرب وإسرائيل – إنصافاً، لا يمكن لأي إنسان يفهم شيئاً في التاريخ أو العلوم السياسية أن يتجاهل ما فعله أنصار الله!

‏لقد حققوا ما لم تستطع تحقيقه لا دول، ولا إمبراطوريات، ولا حتى قوى عظمى غزت القارات:
‏لقد جمعوا بين الشرعية الأخلاقية الكونية – التي تتجاوز الدين والانتماء – وبين الشرعية الواقعية المادية القائمة على قوة السلاح والنفوذ العسكري والقدرة على التأثير الجغرافي.

‏دعمهم لغزة، لم يكن مجرد موقف إعلامي أو شعار عاطفي كما تفعل الأنظمة المهترئة في الخليج، بل كان حملة عسكرية استراتيجية.
‏ضربوا الموانئ الإسرائيلية، وعطلوا أهم طرق التجارة العالمية، واستنفروا أساطيل الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب كله… فقط لدعم غزة!

‏وهنا الفارق: لم يرسلوا بيانات تعاطف، بل أرسلوا صواريخ، وطائرات مسيرة، وزعزعوا موازين الاقتصاد البحري العالمي.
‏هذا وحده، منحهم شرعية أخلاقية أمام الشعوب حتى في الغرب، حيث بات المواطن الأوروبي يسمع بـ”أنصار الله” لا كـ”جماعة دينية” بل كقوة تقول وتفعل.
‏وبالمقابل، نالت الجماعة شرعية “واقعية”، لا يمكن تجاوزها: سيطرت على البحر الأحمر، فرضت معادلات جديدة، وصعدت في الترتيب الاستراتيجي العالمي رغم الحصار والفقر.

‏تاريخياً، لا ينجح بهذا الجمع الخطير بين الأخلاق والقوة إلا من تركوا بصمة لا تُمحى:
‏الفيتناميون عندما هزموا أميركا في سايغون،
‏الثوار الجزائريون عندما حوّلوا الاستعمار الفرنسي إلى جثة سياسية في باريس،
‏الثوار الإيرانيون بعد 1979 عندما دمجوا “القدس” بالـ”صواريخ”،
‏وها هم أنصار الله اليوم، يضعون أنفسهم ضمن هذا السِياق النادر.

‏لقد هزموا الفكرة الخليجية: أن البقاء في الحكم يقتضي الاستسلام للغرب وإسرائيل.
‏وأثبتوا أن القوة لا تحتاج بالضرورة إلى نفط، أو مليارات، أو دعم استخباراتي… بل إلى إرادة، وعقيدة، ودهاء.

‏فمن كان يتخيل، أن جماعة من جبال صعدة ستجعل قادة البنتاغون يُعلنون نشر أساطيلهم في البحر الأحمر، لأنهم عجزوا عن تحجيمها؟
‏ومن كان يتوقع أن تصير قضية “غزة” عبئاً على كل من تاجر بها كلاماً، ومجداً لكل من ترجمها أفعالاً؟

‏في زمن تهاوت فيه معايير الشرف، وذُبحت فيه المقاومة على موائد التطبيع، كان لا بد أن يظهر لاعب جديد، يُعيد تعريف معنى:
‏أن تكون قوياً… وأن تكون على حق.

منقووووول
39👍5



tgoop.com/Dhaifsalman/8933
Create:
Last Update:

الحوثيون، أو أنصار الله، أثبتوا أنهم من أذكى الحركات الإسلامية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.
‏بغضّ النظر عن موقفك منهم، أو حتى من حملتهم في دعم غزة…
‏بل حتى لو كنت ملحداً، تكره الله ورسوله، وتقف مع عاهرات العرب وإسرائيل – إنصافاً، لا يمكن لأي إنسان يفهم شيئاً في التاريخ أو العلوم السياسية أن يتجاهل ما فعله أنصار الله!

‏لقد حققوا ما لم تستطع تحقيقه لا دول، ولا إمبراطوريات، ولا حتى قوى عظمى غزت القارات:
‏لقد جمعوا بين الشرعية الأخلاقية الكونية – التي تتجاوز الدين والانتماء – وبين الشرعية الواقعية المادية القائمة على قوة السلاح والنفوذ العسكري والقدرة على التأثير الجغرافي.

‏دعمهم لغزة، لم يكن مجرد موقف إعلامي أو شعار عاطفي كما تفعل الأنظمة المهترئة في الخليج، بل كان حملة عسكرية استراتيجية.
‏ضربوا الموانئ الإسرائيلية، وعطلوا أهم طرق التجارة العالمية، واستنفروا أساطيل الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب كله… فقط لدعم غزة!

‏وهنا الفارق: لم يرسلوا بيانات تعاطف، بل أرسلوا صواريخ، وطائرات مسيرة، وزعزعوا موازين الاقتصاد البحري العالمي.
‏هذا وحده، منحهم شرعية أخلاقية أمام الشعوب حتى في الغرب، حيث بات المواطن الأوروبي يسمع بـ”أنصار الله” لا كـ”جماعة دينية” بل كقوة تقول وتفعل.
‏وبالمقابل، نالت الجماعة شرعية “واقعية”، لا يمكن تجاوزها: سيطرت على البحر الأحمر، فرضت معادلات جديدة، وصعدت في الترتيب الاستراتيجي العالمي رغم الحصار والفقر.

‏تاريخياً، لا ينجح بهذا الجمع الخطير بين الأخلاق والقوة إلا من تركوا بصمة لا تُمحى:
‏الفيتناميون عندما هزموا أميركا في سايغون،
‏الثوار الجزائريون عندما حوّلوا الاستعمار الفرنسي إلى جثة سياسية في باريس،
‏الثوار الإيرانيون بعد 1979 عندما دمجوا “القدس” بالـ”صواريخ”،
‏وها هم أنصار الله اليوم، يضعون أنفسهم ضمن هذا السِياق النادر.

‏لقد هزموا الفكرة الخليجية: أن البقاء في الحكم يقتضي الاستسلام للغرب وإسرائيل.
‏وأثبتوا أن القوة لا تحتاج بالضرورة إلى نفط، أو مليارات، أو دعم استخباراتي… بل إلى إرادة، وعقيدة، ودهاء.

‏فمن كان يتخيل، أن جماعة من جبال صعدة ستجعل قادة البنتاغون يُعلنون نشر أساطيلهم في البحر الأحمر، لأنهم عجزوا عن تحجيمها؟
‏ومن كان يتوقع أن تصير قضية “غزة” عبئاً على كل من تاجر بها كلاماً، ومجداً لكل من ترجمها أفعالاً؟

‏في زمن تهاوت فيه معايير الشرف، وذُبحت فيه المقاومة على موائد التطبيع، كان لا بد أن يظهر لاعب جديد، يُعيد تعريف معنى:
‏أن تكون قوياً… وأن تكون على حق.

منقووووول

BY الشاعر ضيف الله سلمان


Share with your friend now:
tgoop.com/Dhaifsalman/8933

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Select “New Channel” To edit your name or bio, click the Menu icon and select “Manage Channel.” How to Create a Private or Public Channel on Telegram? So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image.
from us


Telegram الشاعر ضيف الله سلمان
FROM American