DRR_8_8 Telegram 5152
🎤قناة أبي يوسف نجيب الأحمدي الشرعبي 🎤:
🌴 بسم الله الرحمن الرحيم 🌴

*📋 #فتاوى_نصية ✍🏻*

*🎙️ أجــــــاب عــنـه 🔷️ أبو يوسف نجيب بن عبده بن قاسم الأحمدي الشرعبي حفظه الله، وغفر الله له ولوالديه، وللمؤمنين والمؤمنات، ونفع به الإسلام والمسلمين 🔶*

🔸 السؤال🔸

انتشرت في الغرب ظاهرة، وهي: ما يسمى بـ "الدعوة الشارعية"، تقوم جماعة أو فرد من الأفراد بدعوة الناس إلى الإسلام في الشارع العام، بحيث يقف أحدهم في مكان ازدحام، كمحطة قطار، فيوزع إعلانات على المارِّين رجالًا ونساءً، ويشرح لهم تعاليم الإسلام على حسب حالهم وإشكالاتهم، وفي كثير من الحالات يؤدي ما ذكرنا إلى خصومات ومناظرات فيما بينهم، بل هناك حديقة معروفة في بريطانيا اشتهرت بمكان تناظر فيه كل طائفة عن نحلتها!.

وفي هولندا لم تكن هذه الطريقة معروفة إلا عند النصارى، ثم اتبعهم على ذلك بعض المتحمسين من أبناء المسلمين.

فهل كان السلف يستخدمون مثل هذه الطرق في الدعوة إلى الله؟

وهل هي من وسائل الدعوة المشروعة؟

🔹 الجواب 🔹

دعوة الكفار إلى الإسلام قربة عظيمة وعبادة جليلة متعدية النفع.

قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: ١٠٨].

وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: ٣٣].

وقال تعالى: {قُلْ يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍۢ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِۦ شَيْـًٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران: ٦٤].

والدعوة إلى الله تعالى تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والدفع بالتي هي أحسن، كما قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}[النحل: ١٢٥].

وقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}[فصلت: ٣٤].

وإن كان في الدعوة في الشارع أو في المناظرة مصلحة راجحة، يرجى أن يحصل بها تأثير ونفع واستجابة وقبول للإسلام فلا بأس بها.

والمناظرة طريقة سلفية مشروعة في الدعوة إلى الله، دلَّت عليها أدلة شرعية، منها قوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: ١٢٥]، وقوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت:٤٦].

لكن ينبغي التحلي بآداب المناظرة، والتي منها: الحرص على السكينة.

يُنسَب إلى الإمام الشافعي رحمه الله:

إِذا ما كُنتَ ذا فَضـلٍ وَعِـلمِ
بِما اختَلَفَ الأَوائِلُ وَالأَواخِرْ

فَناظِر مَن تُناظِرُ في سُكونٍ
حَليمًا لا تُلِـــحُّ وَلا تُكـــابِـــرْ

وليس كل من يتصدر للدعوة إلى الإسلام يكون أهلًا لذلك، بل ينبغي أن يكون متسلحًا بالعلم والمعرفة بشبهات الكفار والمكنة العلمية في الرد عليها؛ ولهذا فقد نبَّه النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذَ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن على حال المدعويين من أهل الكتاب؛ ليتهيأ للطريقة المناسبة في دعوتهم إلى الإسلام؛ فإن لأهل الكتاب من بين سائر الكفار خصوصية في هذا المقام؛ لأن لهم حظًّا من علم؛ ولديهم من القدرة على إثارة الشبه والمجادلة بالباطل ما ليس لدى بقية الكفار.

في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى ٱله وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن، قال: «إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عزَّ وجل، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم...».

وفي رواية للبخاري (٧٣٧١): «فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يُوَحِّدوا الله تعالى».

والحديث فيه ذكر جملة من ٱداب الدعوة إلى الله عز وجل، لا سيما دعوة الكافرين إلى الإسلام، وعلى وجه الخصوص: أهل الكتاب منهم، ففيه:

- التنبيه على التحصن والتسلح بالعلم الشرعي الذي يتمكن معه صاحبه من إفحام المخالف وإقناعه ورد شبهه وأغاليطه.

- وأن التوحيد أعظم واجب، وأنه يبدأ به قبل غيره.

- والتدرُّج في الدعوة والتعليم.

ولْيُحْذَرْ من شطحات وجهالات وضلالات أهل الأهواء التي عُرِفوا بها في هذا الباب، كإثارتهم لمسألة التحذير من البدع وأهلها في أوساط الكفار، لا لقصد تقرير الحق فيها، ولكن لقصد الشَّغْب والإنكار والتشنيع على من يدعو إلى الكتاب والسنة على منهج سلف الأمة، ويحذر من الأهواء وأهلها، واضطرابهم واختلافهم فيما بينهم، مما قد ينعكس ذلك سلبًا على أثر الدعوة، بنفور المدعو إلى الإسلام منه، والله المستعان!.



tgoop.com/DRR_8_8/5152
Create:
Last Update:

🎤قناة أبي يوسف نجيب الأحمدي الشرعبي 🎤:
🌴 بسم الله الرحمن الرحيم 🌴

*📋 #فتاوى_نصية ✍🏻*

*🎙️ أجــــــاب عــنـه 🔷️ أبو يوسف نجيب بن عبده بن قاسم الأحمدي الشرعبي حفظه الله، وغفر الله له ولوالديه، وللمؤمنين والمؤمنات، ونفع به الإسلام والمسلمين 🔶*

🔸 السؤال🔸

انتشرت في الغرب ظاهرة، وهي: ما يسمى بـ "الدعوة الشارعية"، تقوم جماعة أو فرد من الأفراد بدعوة الناس إلى الإسلام في الشارع العام، بحيث يقف أحدهم في مكان ازدحام، كمحطة قطار، فيوزع إعلانات على المارِّين رجالًا ونساءً، ويشرح لهم تعاليم الإسلام على حسب حالهم وإشكالاتهم، وفي كثير من الحالات يؤدي ما ذكرنا إلى خصومات ومناظرات فيما بينهم، بل هناك حديقة معروفة في بريطانيا اشتهرت بمكان تناظر فيه كل طائفة عن نحلتها!.

وفي هولندا لم تكن هذه الطريقة معروفة إلا عند النصارى، ثم اتبعهم على ذلك بعض المتحمسين من أبناء المسلمين.

فهل كان السلف يستخدمون مثل هذه الطرق في الدعوة إلى الله؟

وهل هي من وسائل الدعوة المشروعة؟

🔹 الجواب 🔹

دعوة الكفار إلى الإسلام قربة عظيمة وعبادة جليلة متعدية النفع.

قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: ١٠٨].

وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: ٣٣].

وقال تعالى: {قُلْ يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍۢ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِۦ شَيْـًٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران: ٦٤].

والدعوة إلى الله تعالى تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والدفع بالتي هي أحسن، كما قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}[النحل: ١٢٥].

وقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}[فصلت: ٣٤].

وإن كان في الدعوة في الشارع أو في المناظرة مصلحة راجحة، يرجى أن يحصل بها تأثير ونفع واستجابة وقبول للإسلام فلا بأس بها.

والمناظرة طريقة سلفية مشروعة في الدعوة إلى الله، دلَّت عليها أدلة شرعية، منها قوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: ١٢٥]، وقوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت:٤٦].

لكن ينبغي التحلي بآداب المناظرة، والتي منها: الحرص على السكينة.

يُنسَب إلى الإمام الشافعي رحمه الله:

إِذا ما كُنتَ ذا فَضـلٍ وَعِـلمِ
بِما اختَلَفَ الأَوائِلُ وَالأَواخِرْ

فَناظِر مَن تُناظِرُ في سُكونٍ
حَليمًا لا تُلِـــحُّ وَلا تُكـــابِـــرْ

وليس كل من يتصدر للدعوة إلى الإسلام يكون أهلًا لذلك، بل ينبغي أن يكون متسلحًا بالعلم والمعرفة بشبهات الكفار والمكنة العلمية في الرد عليها؛ ولهذا فقد نبَّه النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم معاذَ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن على حال المدعويين من أهل الكتاب؛ ليتهيأ للطريقة المناسبة في دعوتهم إلى الإسلام؛ فإن لأهل الكتاب من بين سائر الكفار خصوصية في هذا المقام؛ لأن لهم حظًّا من علم؛ ولديهم من القدرة على إثارة الشبه والمجادلة بالباطل ما ليس لدى بقية الكفار.

في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى ٱله وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن، قال: «إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عزَّ وجل، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم...».

وفي رواية للبخاري (٧٣٧١): «فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يُوَحِّدوا الله تعالى».

والحديث فيه ذكر جملة من ٱداب الدعوة إلى الله عز وجل، لا سيما دعوة الكافرين إلى الإسلام، وعلى وجه الخصوص: أهل الكتاب منهم، ففيه:

- التنبيه على التحصن والتسلح بالعلم الشرعي الذي يتمكن معه صاحبه من إفحام المخالف وإقناعه ورد شبهه وأغاليطه.

- وأن التوحيد أعظم واجب، وأنه يبدأ به قبل غيره.

- والتدرُّج في الدعوة والتعليم.

ولْيُحْذَرْ من شطحات وجهالات وضلالات أهل الأهواء التي عُرِفوا بها في هذا الباب، كإثارتهم لمسألة التحذير من البدع وأهلها في أوساط الكفار، لا لقصد تقرير الحق فيها، ولكن لقصد الشَّغْب والإنكار والتشنيع على من يدعو إلى الكتاب والسنة على منهج سلف الأمة، ويحذر من الأهواء وأهلها، واضطرابهم واختلافهم فيما بينهم، مما قد ينعكس ذلك سلبًا على أثر الدعوة، بنفور المدعو إلى الإسلام منه، والله المستعان!.

BY أحوال الرجال والمجروحين عند أهل السنة والجماعة




Share with your friend now:
tgoop.com/DRR_8_8/5152

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Step-by-step tutorial on desktop: Deputy District Judge Peter Hui sentenced computer technician Ng Man-ho on Thursday, a month after the 27-year-old, who ran a Telegram group called SUCK Channel, was found guilty of seven charges of conspiring to incite others to commit illegal acts during the 2019 extradition bill protests and subsequent months. A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first. A Telegram channel is used for various purposes, from sharing helpful content to implementing a business strategy. In addition, you can use your channel to build and improve your company image, boost your sales, make profits, enhance customer loyalty, and more. In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013.
from us


Telegram أحوال الرجال والمجروحين عند أهل السنة والجماعة
FROM American