tgoop.com/DRR_8_8/4520
Last Update:
بعض الناس ينكرون عذاب القبر ويصفونه بأنه مجرد "مرقد"، مستدلين على ذلك بشبهات لا تستند إلى أدلة شرعية ثابتة. ومن تلك الشبهات أن القبر يكون مكانًا للراحة فقط، وكأنه مرقد لمن يوضع فيه. وللرد على هذه الشبهة، نقول:
أولاً، إذا كان القبر عندهم مرقدًا، فنقول لكل من يؤمن بهذا: هل تجهزت له كما تتجهز للنوم في فراشك؟ هل أعددت وسادة وبطانية ووصيت بأن تدفن معك؟ إن كانت نظرتك للقبر بهذه البساطة، فأين الأدلة الشرعية التي تدعم هذا الفهم؟
ثانيًا، الحقيقة التي جاءت بها النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تُثبت بوضوح أن القبر ليس مجرد مكان للراحة، بل هو مرحلة من مراحل الحساب والعذاب أو النعيم. فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد" (رواه الترمذي).
كذلك وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أدلة صريحة تثبت وجود عذاب القبر أو نعيمه، ومنها قوله تعالى: "النار يُعرَضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" (غافر: 46)، حيث يثبت العرض على النار في البرزخ قبل يوم القيامة.
ثالثًا، الأدلة من السنة النبوية واضحة وصريحة حول عذاب القبر، كما في الحديث الذي رواه البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيه تفاصيل ما يحدث للميت في قبره، سواء كان من أهل النعيم أو من أهل العذاب. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار" (رواه الترمذي).
إذن، عذاب القبر أو نعيمه حقيقة مثبتة في الكتاب والسنة، ولا يجوز إنكارها أو الاستهزاء بها. على المسلم أن يحذر من اتباع الشبهات واتباع اهل البدع والأهواء
كتبه: صادق بن هادي
التاريخ: 24 ربيع الأولى 1446 هـ
BY أحوال الرجال والمجروحين عند أهل السنة والجماعة
Share with your friend now:
tgoop.com/DRR_8_8/4520