tgoop.com/DRR_1_1/3727
Last Update:
مراحل عظيمة ومنها مرحلة تصويره، بعد مرحلة النطفة ثم العلقة ثم المضغة ثم التصوير، كما في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أدلت هذه الأدلة على أن المصور اسم الله، وأن من صفاته التصوير، والتصوير هو الخلق، وهذا من خصائصه :{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)}[الأعراف:54].
فهو خالق السماوات والأرض وما فيهن،{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ}[الزمر:38].
قال:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)}[الزمر:62].
الخلق من خصائص رب العالمين سبحانه وتعالى :{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)}[الدخان:38،39].
خلق الجان، خلق الإنسان، خلق جميع المخلوقات،{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}[الذاريات:56]. فليس الخلق إلا له،{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (3)}[فاطر:3].
قال:{وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)}[الذاريات:49]
ولهذا منازعة الله عز وجل في هذه الصفة من صفاته صفة التصوير صفة خلق التصوير أو التقدير هذه عظيمة من عظائم الذنوب، وقد أدخل أهل العلم تصوير ذوات الأرواح في كتب العقيدة، في كتب التوحيد لكون التصوير مضاهاة لخلق الله لما هو من خصائصه، وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي :" العز إزاري والكبرياء ردائي من ينازعني في شيء منهما عذبته، وفي هذا الموضع الذي ينازع الله عز وجل في هذه الصفة ويضاهي رب العالمين واقع فيما هو مخلخل للتوحيد، واقع في التشبه بالكافرين، فإن التصوير كان عند قوم نوح، فيهم أناس صالحون ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا، تلك الأسماء أسماء قوم صالحين فصورهم قومهم بعد موتهم لتذكرهم والاستئناس بهم وأتاهم الشيطان بعد حين فعبدوهم فكان أول من أوائل الشرك بالله سبحانه وتعالى تصوير ذوات الأرواح كما في صحيح البخاري، فإن التصوير تشبه بتلك الأمة التي لعب عليهم الشيطان حتى استدرجهم إلى عبادة غير الله وهو تشبه بالمشركين، فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فرأى سورة إبراهيم وسورة إسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال: كذبوا والله ما استقسما، أي كذب المشركون والله ما استقسم إبراهيم ولا إسماعيل، وأخذ خرقة ومسحها، مسح تلك الصور وغيرها وأنكر ذلك المنكر.
تصوير ذوات الأرواح تشبه بالنصارى واليهود، ففي الصحيحين أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم ما رأتاه في الحبشة من التصاوير في الكنيسة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله.
وهذا يفعله اليهود والنصارى، أولئك شرار الخلق عند الله، وقد جاء أنهم يصورون فيها صورة مريم وصورة عيسى وغيرها من التصاوير والأسماء فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أشد نكير، وحذر منه أعظم تحذير، لأن هذه الطريقة طريقة استدراج الشيطان لعبودية غير الله سبحانه وتعالى، ولما كان التصوير بهذه المثابة وكان مضاهاة لخلق الله أدخله أهل العلم في كتب التوحيد، كما فعل العلامة النجدي رحمه الله إذ أدخله في الباب رقم (60) من كتابه التوحيد واستدل على أن هذا يخلخل التوحيد بأربعة أدلة
الدليل الأول : حديث أبي هريرة في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل" ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلفي. ومن أظلم وهذه كقول الله عز وجل :{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}[الأنعام:21].
وكقول الله:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}[لقمان:13].
فدل على عظم هذه الكبيرة كبيرة تصوير ذوات الأرواح، كبيرة التصوير ومن أظلم من ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة وليخلقوا حبة وليخلقوا شعيرة، أمر تعجيز على سبيل التحدي أنهم لا يستطيعون أن يخلقوا هؤلاء المضاهون لخلق الله كذبة لا يستطيعون أن يخلقوا كخلق الله، ولكنهم يفعلون منكرا من القول وزورا، ويضاهون ويحاولون مضاهات خلق الله، فمن هنا صار إدخالها في التوحيد في كتب العقيدة، لكونه يحاول ذلك المصور أن يأتي بشيء كخلق الله ويصوره، هذه مضاهاة.
وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وكنت قد سترت سهوة لي بقرام فيه تصاوير، فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه هتكه وتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهتكه، ثم قال : يا عائشة إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله، يضاهئون أن يشابهون خلق الله، فهذه طريقة محاولة شركية، محاولة مضاهات خلق الله فيما هو من
BY فتنة التصوير - ذوات الأرواح
Share with your friend now:
tgoop.com/DRR_1_1/3727