tgoop.com/Bnfs8/8654
Last Update:
من أكثر الأشياء التي تثير الدهشة في نفسي في هذا العالم، هي كيف يعجز بعض الناس عن إدراك مقدار المحبة والمعزة التي نحملها لهم في قلوبنا. نحبهم بصدق، نحملهم في دواخلنا كأغلى ما نملك، نراعي مشاعرهم حتى ونحن بعيدون، ندعو لهم في صمت، ونذكرهم بالخير في غيابهم، لكنهم لا يشعرون. لا يدركون. أو ربما يدركون ولا يُعيرون الأمر اهتمامًا.
لهذا، أصبحت لا أرى أي ضرورة أن أُخبر أحدهم كم أعزه، أو كم أكنّ له من مشاعر صافية، ولا أجد فائدة في أن أُبرر لنفسي أو له لماذا لا زلت أذكره بلطف رغم البُعد، أو لماذا لا زلت أحمله في قلبي كشيء جميل لم تُفسده الأيام!
أتذكّر أكثر إنسان حملت له حبًا نقيًا ومعزة صافية طوال عمري، ولم يُقدّر ذلك يومًا. لم ينتبه لحجم الشعور الذي كان يُمنح له دون مقابل، ولم يرَ النور الذي كان يُشع في حضوره. ومع ذلك، رغم كل هذا الجفاء، لازلت أحمل له نفس الشعور، بنفس الطهارة، ونفس الهدوء. لم أطلب منه أن يقدّر، ولم أعاتبه لأنه لم يشعر، ولم أضع الحب في كفّ الانتظار ليرده لي!
ليست فارقة _في قرارة نفسي _ معي في شيء إن كان يعلم أو لا يعلم، إن كان يُحبني أو لا يُحبني، إن كان يعترف بوجودي أو يتجاهله. فأنا في كل الأحوال أحمل هذا الشعور، وهذا الشأن، في قلبي وحدي. هو شعور خاص جدًا، لا يُقاس بالردود ولا بالتفاعلات ولا بالكلمات. هو حالة وجدانية أعيشها وحدي، وأحترم وجودها كما هي.
أنا لا أُحب لأُقدّر، ولا أُعزّ لأُكافأ، ولا أحنّ لأُفهم. أنا فقط أشعر، وهذا يكفيني. يكفيني أن أكون صادقًا مع نفسي، نقيًّا في شعوري، أمينًا على ما يحمله قلبي، حتى لو لم يكن لذلك أي صدى في الطرف الآخر.
وأنا لا أبحث عن مخرج من هذا الإحساس، ولا أحاول دفنه أو نسيانه. لا أجد فيه ضعفًا، بل أجد فيه رقيًا إنسانيًا نادرًا. أن تحمل شعورًا نقيًا دون حاجة لردّ أو اعتراف، هذا سمو.
أن تُحب من قلبك، بصمت، بثبات، رغم التغيّرات والخذلان، هذا شيء لا يُدرّس ولا يُفهم بسهولة.
إن أحبّ هذا الشعور أو لا، إن قبِله مني أو لم يقبله، فإنني باقٍ عليه! ليس عن عناد، بل عن قناعة. لأن مشاعرنا ليست مشروطة بموافقة الآخرين، ولا يُمكن للقلوب الصادقة أن تُطفئ نفسها بناءً على ردود أفعال باردة!
هذا شعور قلبي المسكين، شعور إنساني جدًا، صادق جدًا، بسيط جدًا... وعميق جدًا.
#عبدالسلام_يس
BY بنفسج💜
Share with your friend now:
tgoop.com/Bnfs8/8654