tgoop.com/Alispary/330031
Last Update:
﷽
عِبْرَةٌ وعِظَةٌ
💥 الوَجْهُ الآخَر 💥
✍ كانَ هُناكَ ثَلاثَةُ أَصْدِقاءٍ، الأَوَّلُ غَنِيٌّ، وَالثّانِي وَالثّالِثُ فُقَراءُ.
فَقَرَّرَ الغَنِيُّ أَنْ يَكُونَ إِفْطارُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ في بَيْتٍ واحِدٍ.
كانَ اليَوْمُ الأَوَّلُ مِنْ نَصِيبِهِ، فَأَخْبَرَ الخَدَمَ أَنْ يُنَظِّفوا البَيْتَ، وَأَوْصى الطَّبّاخَ أَنْ يُهَيِّئَ لَهُم أَفْخَمَ وَأَطْيَبَ الأَكْلاتِ، وَفِعْلاً تَمَّ ما يُريدُ، وَحَضَرَ أَصْدِقاؤُهُ وَأَكَلوا ما لَذَّ وَطابَ.
جاءَ اليَوْمُ الثّانِي، وَكانَ مِنْ نَصِيبِ الصَّدِيقِ الثّانِي. فَأَخْبَرَ والِدَتَهُ وَطَلَبَ مِنْها أَنْ تُهَيِّئَ لَهُ مِنَ الطَّعامِ ما لا يَقِلُّ عَنْ صَدِيقِهِ الغَنِيِّ.
فَقالَتْ لَهُ: "مِنْ أَيْنَ نَأْتِي بِأَرْقَى الطَّعامِ وَنَحْنُ لا نَمْلِكُ نُقوداً؟"
فَصَرَخَ بِوَجْهِها وَقالَ: "دَبِّري حالَكِ، لا أُريدُ أَنْ أَكُونَ أَقَلَّ مِنهُ وَأَظْهَرَ بِمَظْهَرِ الفَقِيرِ أَمامَهُ."
فَذَهَبَتْ وَاسْتَدَانَتْ مِنْ جارَتِها، وَقامَتْ بِشِراءِ أَطْيَبِ الفَواكِه وَطَبَخَتْ أَلَذَّ الطَّعامِ، وَتَمَّتِ الدَّعْوَةُ بِسَلامٍ.
في اليَوْمِ الثّالِثِ كانَ مِنْ نَصِيبِ الصَّديقِ الثّالِثِ.
فَأَخْبَرَ والِدَتَهُ بِالأَمْرِ، فَغَضِبَتْ وَقالَتْ: "عَلَيْكَ أَنْ لا تَحْضُرَ دَعْوَتَهُما مِنَ البِدايَةِ حَتّى لا تَضْطَرَّ لِهذا المَوْقِفِ المُحْرِجِ، فَمِنْ أَيْنَ سَنَأْتِي بِالطَّعامِ وَالشَّرابِ الَّذِي يُلائِمُهُما؟"
فَاعْتَذَرَ مِنْها وَقَبَّلَ رَأْسَها وَقالَ: "لَقَدْ أُحْرِجْتُ يَا أُمِّي وَاللَّهِ، وَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَرْفُضَ، فَقَدْ وُضِعْتُ أَمامَ الأَمْرِ الواقِعِ، وَصَدِّقِينِي لَمْ أُرِدْ أَنْ أَكُونَ في مَوْقِفٍ مِثْلَ هذا، وَلَكِنْ ما بِاليَدِ حِيلَةٌ.
أَحْضِرِي ما نَأْكُلُ كُلَّ يَوْمٍ، وَسَيَأْكُلونَ مِمّا هُوَ مَوْجودٌ، فَهذا حالِي وَلا أَخْجَلُ مِنهُ."
آتَيا وَإِذا عَلَى السُّفْرَةِ صَحْنٌ فيهِ تَمْرٌ، وَكَأْساتٌ مِنَ اللَّبَنِ وَالماءِ، وَبَعْضُ الخُبْزِ وَبَيْضٌ مَسْلوقٌ.
حانَ وَقْتُ أَذانِ المَغْرِبِ، أَكْمَلوا صَلاتَهُم، وَدَخَلوا إِلَى الغُرْفَةِ، فَتَفاجَآ بِما هُوَ مَوْجودٌ عَلَى السُّفْرَةِ.
جاءَ الصَّديقُ الثّانِي وَنَظَرَ إِلَى الطَّعامِ وَقالَ: "أَهَذا هُوَ احْتِرامُكَ لَنا؟ لَوْ كُنّا نَعْلَمُ أَنَّ دَعْوَتَكَ هَكَذا، ما كُنّا أَتَيْنا!"
في هذِهِ الأَثْناءِ، تَقَدَّمَ الغَنِيُّ إِلَى السُّفْرَةِ وَشَكَرَ صاحِبَ الدَّعْوَةِ وَبَدَأَ يَأْكُلُ قائِلاً: "أَتُصَدِّقُ أَنَّنِي لَمْ أَذُقْ طَعْمَ البَيْضِ مُنْذُ سَنَواتٍ؟ كَمْ هُوَ لَذِيذٌ." وَبَدَأَ يَأْكُلُ بِشَراهَةٍ.
تَعَجَّبَ الثّانِي مِنْ كَلامِ الغَنِيِّ وَانْزَعَجَ وَقالَ: "سَأَذْهَبُ إِلَى أَقْرَبِ مَطْعَمٍ حَتّى أُفْطِرَ، فَطَعامُكَ هذا لا يَفِي بِالغَرَضِ."
فَخَرَجَ، وَبَقِيا وَحْدَهُما. أَكَلا، وَبَعْدَ أَنْ انْتَهَيا مِنَ الطَّعامِ، سَأَلَ صاحِبُ البَيْتِ صَدِيقَهُ الغَنِيَّ: "لِماذا بَقِيتَ؟ وَلِماذا لَمْ تَفْعَلْ كَما فَعَلَ صَدِيقُنا؟"
فَقالَ الغَنِيُّ: "يا أَخِي، المالُ وَالطَّعامُ لا يُحَدِّدانِ قِيمَةَ الشَّخْصِ، فَهذِهِ الأُمورُ وَقْتِيَّةٌ، وَسَيَأْتِي يَوْمٌ رُبَّما تَكُونُ أَغْنَى مِنِّي.
بِالمُناسَبَةِ، أَنا تَعَمَّدْتُ أَنْ يَكُونَ إِفْطارُنا كُلَّ يَوْمٍ في بَيْتٍ، وَكُنْتُ أَعْلَمُ بِحالَتِكُما المادِّيَّةِ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْتَبِرَ وُجُوهَكُما الأُخْرى.
وَأُريدُ أَنْ أَشْكُرَكَ جِدّاً عَلَى عَزُومَتِكَ لِلَّذِي كانَ صَدِيقَنا، فَفِي هَذا اليَوْمِ عَرَفْتُ وَجْهَهُ الحَقِيقِيَّ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ لا يَسْتَحِقُّ الصَّداقةَ، فَكَمَا شاهَدْتَ بِعَيْنَيْكَ، أَحْرَجَكَ أَمامِي وَتَخَلّى عَنْكَ، وَباعَ الصَّداقةَ بِطَعامٍ لا يُعْجِبُهُ، مَعَ أَنَّ وَضْعَكَ وَوَضْعَهُ مُتَساويانِ، لَكِنَّهُ لَبِسَ ثَوْبَ التَّكَبُّرِ لِيُوهِمَنِي أَنَّهُ غَنِيٌّ، وَلا يَعْلَمُ أَنَّ والِدَهُ وَإِخْوَتَهُ يَعْمَلونَ في مَصْنَعٍ يَعودُ لِوالِدِي.
أَمّا أَنْتَ، فَإِنَّكَ شَخْصٌ واقِعِيٌّ تَعيشُ حَياتَكَ واضِحَةً دُونَ أَيِّ تَصَنُّعٍ أَمامَ الجَميعِ، لَمْ تَخْجَلْ كَونَكَ أَقَلَّ مِنِّي، وَهَذا ما أَعْجَبَنِي فِيكَ جِدّاً.
لِذلِكَ قَرَّرْتُ أَنْ تَكُونَ شَرِيكِي في مَشْرُوعي الجَدِيدِ. كُنْتُ حائِراً في مَن أَخْتارُ مِنْكُما، وَمَوْقِفُ اليَوْمِ خَدَمَنِي جِدّاً."
❄ العِبْرَة ❄
🔘 لا تَخْجَلْ مِنْ حَياتِكَ مَهْما كانَتْ.
🔘 وَلا تَتَصَنَّعْ، وَكُنْ عَلَى طَبِيعَتِكَ.
🔘 وَلْيَكُنْ لَكَ وَجْهٌ واحِدٌ في كُلِّ الأَحْوالِ وَالظُّروفِ.
عِبْرَةٌ وعِظَةٌ
BY 🔘 قـناة عــبق الانـــتظار 313🔘

Share with your friend now:
tgoop.com/Alispary/330031