ALISPARY Telegram 329144
‎﷽

عِبْرَةٌ وعِظَةٌ

قصة قصيرة من الأدب الروسي.بعنوان: الصياد والذئب

للأديب الروسي: ليف تولستوي

ترجمة: صياح الجهيم

طارد الصيادون ذئباً،
صدم الذئب في فراره، فلاحاً كان يخرج من مخزنه ومعه مدقة وكيس.

- قال الذئب: ايها الرجل، خبئني؛ فالصيادون يطاردونني.

أشفق الفلاح عليه وخبّأه في الكيس الذي ألقاه على كتفه. ووصل الصيادون عدواً، وسألوا:
- هل رأيت الذئب؟

أجاب: الفلاح:
لم أر ذئباً.

وانصرف الصيادون، فوثب الذئب من الكيس وأراد أن يفترس الفلاح.

-يا ذئب، لا بد أن تكون بلا ضمير: لقد أنقدتك وتريد أن تفترسني!

فرد عليه الذئب: معروف الآخرين سرعان ما ينسى.

- كلا ، اسأل الناس يقولون لك إن المعروف الذي أسدي إليك لا ينسى.

- اقترح الذئب:
لنمض في طريقنا معاً، وسنطرح على أول عابر طريق السؤال التالي:

هل ينسى بسرعة المعروف الذي أسدي إلينا أو لا ينسى؟

- فإذا كان الجواب: لا يُنسى تركتك وشأنك؛ لكن إذا كان الجواب: يُنسى بسرعة، التهمتك.

- صادفا فرساً مُسنّةً لا تكاد ترى طريقها. سألها الفلاح:

- قولي لنا، يا فرس ما رأيك: هل يُنسى المعروف الذي أسدي إلينا قديماً، أو لا يُنسى؟

أجابت الفرسُ: لقد عشت اثنتي عشرة سنة عند . معلمي، وأعطيته اثني عشر مهراً، دون أن أكفّ عن النقل والحراثة، وفي العام الماضي، فقدت بصري، لكنني تابعت عملي، كنتُ أطحن الحبوب. وفي ذات يوم لم أعد أحتمل الدوران ووقعتُ.تحت العجلة. فكم لطمتُ، وكم ضربت سحبوني بذيلي إلى الوادي وقذفوني فيه.

- وجدتُ نفسي فجأة في هذا القاع، ولم أخرج منه إلا بشق النفس، وإلى أين أذهب؟ لست أدري.

قال الذئب: انت ترى أيها الرجل! معروف الآخرين، سرعان ما يُنسى.

أجاب الفلاح

انتظر، ولنسأل أيضاً.

وجدوا على طريقهم بعد ذلك كلباً مسناً يجر نفسه على مؤخرته جرا ويتقدم ببطء. قال له الفلاح: قل لي ما رأيك يا كلـ.ـب هلْ يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدى، أو لا يُنسى.

- لقد عشتُ عند معلمي خمسة عشر عاماً، حرستُ فيها البيت، ونبحت في الوقت المناسب، وهجمتُ لأعض. لكنني كبرتُ، وفقدت أسناني، فطردوني من المزرعة، ثم أوسعوني ضرباً بعريش مكسور. وها أنت ترى أنني أسير بقدر ما أستطيع، على غير هدى، وعلى كل حال سأتوقف في موضع هو

ابعد ما يكون عن معلمي القديم.

قال الذئب إذ ذاك:
- سمعته؟

لكن الفلاح كرّر:

- انتظر أيضاً اللقاء الثالث.

لقيا ثعلباً. قال الفلاح له:

- يا ثعلب، ما رأيك بهذه القضية: هل يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدّى إلينا أو لا ينسى؟

قال الثعلب:

ماذا يهمك من ذلك؟ لمَ هذا السؤال؟ لماذا؟

الذئب الذي تراه كان هارباً من الصيادين. توسل إليّ فخبأته في هذا الكيس. وهو يريد أن يأكلني في هذه الساعة.

- ذئب كبير في هذا الكيس الصغير، قل هذا لغيري! هذا غير ممكن. لو رأيت ذلك، إذن لقلت لكما من المحق منكما.

اجاب الفلاح: إنه يدخل بكامله في الكيس: ما عليك إلا أن تسأله.

- قال الذئب: هذا صحيح.

- قال الثعلب حينئذ: لن أصدق شيئاً من ذلك ما لم أره بعيني. أرني كيف فعلت لتدخل ذلك الكيس!

أدخل الذئب رأسه إلى الكيس. قال:

- هكذا فعلت.
- قال الثعلب: قلتُ لك: ادخل بكاملك؛ لست أرى بعد كيف استطعت أن تفعل.

- دخل الذئب بكامله في الكيس. حينئذ قال الثعلب للفلاح:

- الآن، اربط الكيس ربطة محكمة.

ربط الفلاح الكيس بحبل. فقال الثعلب:

- يا فلاح، حان الوقت لتُريَ إن كنت تعرف كيف يدق الفمحُ على البيدر.

سُرَّ الفلاح كثيراً وأخذ مدقته ودق الذئب.

ولما كفَّ الذئب عن الحركة التفت إلى الثعلب وقال له:

يا ثعلب، أتريد أن تعلم كيف يُدقّ القمح على البيدر. وضربه الفلاح بالمدقة ضربة قاضية مات منها الثعلب. قال الفلاح في نفسه: 

من المؤكّد أن المعروف الذي يُسدى سرعان ما ينسى!

العبرة: المعروف ينسى عند البشر ويبقى أجره على رب البشر ؛ ولا ننسى مصانع المعروف تقى مصارع السوء
افعل الخير فإن لم يكن هم أهله فأنت أهله

عِبْرَةٌ وعِظَةٌ



tgoop.com/Alispary/329144
Create:
Last Update:

‎﷽

عِبْرَةٌ وعِظَةٌ

قصة قصيرة من الأدب الروسي.بعنوان: الصياد والذئب

للأديب الروسي: ليف تولستوي

ترجمة: صياح الجهيم

طارد الصيادون ذئباً،
صدم الذئب في فراره، فلاحاً كان يخرج من مخزنه ومعه مدقة وكيس.

- قال الذئب: ايها الرجل، خبئني؛ فالصيادون يطاردونني.

أشفق الفلاح عليه وخبّأه في الكيس الذي ألقاه على كتفه. ووصل الصيادون عدواً، وسألوا:
- هل رأيت الذئب؟

أجاب: الفلاح:
لم أر ذئباً.

وانصرف الصيادون، فوثب الذئب من الكيس وأراد أن يفترس الفلاح.

-يا ذئب، لا بد أن تكون بلا ضمير: لقد أنقدتك وتريد أن تفترسني!

فرد عليه الذئب: معروف الآخرين سرعان ما ينسى.

- كلا ، اسأل الناس يقولون لك إن المعروف الذي أسدي إليك لا ينسى.

- اقترح الذئب:
لنمض في طريقنا معاً، وسنطرح على أول عابر طريق السؤال التالي:

هل ينسى بسرعة المعروف الذي أسدي إلينا أو لا ينسى؟

- فإذا كان الجواب: لا يُنسى تركتك وشأنك؛ لكن إذا كان الجواب: يُنسى بسرعة، التهمتك.

- صادفا فرساً مُسنّةً لا تكاد ترى طريقها. سألها الفلاح:

- قولي لنا، يا فرس ما رأيك: هل يُنسى المعروف الذي أسدي إلينا قديماً، أو لا يُنسى؟

أجابت الفرسُ: لقد عشت اثنتي عشرة سنة عند . معلمي، وأعطيته اثني عشر مهراً، دون أن أكفّ عن النقل والحراثة، وفي العام الماضي، فقدت بصري، لكنني تابعت عملي، كنتُ أطحن الحبوب. وفي ذات يوم لم أعد أحتمل الدوران ووقعتُ.تحت العجلة. فكم لطمتُ، وكم ضربت سحبوني بذيلي إلى الوادي وقذفوني فيه.

- وجدتُ نفسي فجأة في هذا القاع، ولم أخرج منه إلا بشق النفس، وإلى أين أذهب؟ لست أدري.

قال الذئب: انت ترى أيها الرجل! معروف الآخرين، سرعان ما يُنسى.

أجاب الفلاح

انتظر، ولنسأل أيضاً.

وجدوا على طريقهم بعد ذلك كلباً مسناً يجر نفسه على مؤخرته جرا ويتقدم ببطء. قال له الفلاح: قل لي ما رأيك يا كلـ.ـب هلْ يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدى، أو لا يُنسى.

- لقد عشتُ عند معلمي خمسة عشر عاماً، حرستُ فيها البيت، ونبحت في الوقت المناسب، وهجمتُ لأعض. لكنني كبرتُ، وفقدت أسناني، فطردوني من المزرعة، ثم أوسعوني ضرباً بعريش مكسور. وها أنت ترى أنني أسير بقدر ما أستطيع، على غير هدى، وعلى كل حال سأتوقف في موضع هو

ابعد ما يكون عن معلمي القديم.

قال الذئب إذ ذاك:
- سمعته؟

لكن الفلاح كرّر:

- انتظر أيضاً اللقاء الثالث.

لقيا ثعلباً. قال الفلاح له:

- يا ثعلب، ما رأيك بهذه القضية: هل يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدّى إلينا أو لا ينسى؟

قال الثعلب:

ماذا يهمك من ذلك؟ لمَ هذا السؤال؟ لماذا؟

الذئب الذي تراه كان هارباً من الصيادين. توسل إليّ فخبأته في هذا الكيس. وهو يريد أن يأكلني في هذه الساعة.

- ذئب كبير في هذا الكيس الصغير، قل هذا لغيري! هذا غير ممكن. لو رأيت ذلك، إذن لقلت لكما من المحق منكما.

اجاب الفلاح: إنه يدخل بكامله في الكيس: ما عليك إلا أن تسأله.

- قال الذئب: هذا صحيح.

- قال الثعلب حينئذ: لن أصدق شيئاً من ذلك ما لم أره بعيني. أرني كيف فعلت لتدخل ذلك الكيس!

أدخل الذئب رأسه إلى الكيس. قال:

- هكذا فعلت.
- قال الثعلب: قلتُ لك: ادخل بكاملك؛ لست أرى بعد كيف استطعت أن تفعل.

- دخل الذئب بكامله في الكيس. حينئذ قال الثعلب للفلاح:

- الآن، اربط الكيس ربطة محكمة.

ربط الفلاح الكيس بحبل. فقال الثعلب:

- يا فلاح، حان الوقت لتُريَ إن كنت تعرف كيف يدق الفمحُ على البيدر.

سُرَّ الفلاح كثيراً وأخذ مدقته ودق الذئب.

ولما كفَّ الذئب عن الحركة التفت إلى الثعلب وقال له:

يا ثعلب، أتريد أن تعلم كيف يُدقّ القمح على البيدر. وضربه الفلاح بالمدقة ضربة قاضية مات منها الثعلب. قال الفلاح في نفسه: 

من المؤكّد أن المعروف الذي يُسدى سرعان ما ينسى!

العبرة: المعروف ينسى عند البشر ويبقى أجره على رب البشر ؛ ولا ننسى مصانع المعروف تقى مصارع السوء
افعل الخير فإن لم يكن هم أهله فأنت أهله

عِبْرَةٌ وعِظَةٌ

BY 🔘 قـناة عــبق الانـــتظار 313🔘


Share with your friend now:
tgoop.com/Alispary/329144

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

‘Ban’ on Telegram With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. “Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group. The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said. 6How to manage your Telegram channel?
from us


Telegram 🔘 قـناة عــبق الانـــتظار 313🔘
FROM American