#إمارة_جبال_الألب_الإسلامية :
#مثال_على_حيوية_أمة_الإسلام :
إمارة جبل القلال التي يتحدث عنها ابن حوقل فيقول : (ولجبل القلال الذي بنواحي إفرنجة بأيدي المجاهدين عمارة وحرث ومياه وأراض تقوت من لجأ إليهم ، فلما وقع عليه المسلمون عمروه ، وصاروا في وجوه الأفرنجة والوصول إليهم ممتنع لأنهم يسكنون في وجه الجبل، فلا طريق إليهم ولا متسلق عليهم إلا من جهة هم منها آمنون، ومقداره في الطول نحو يومين).
وهذه الإمارة الإسلامية هي التي تطلق عليها المصادر الغربية اسم فراكسينتوم Fraxinetum وهو اسم القلعة التي كانت قاعدة هذه الإمارة، والراجح أن هذه القلعة كانت تقع في نفس الموقع الذي تقع عليه حاليا قرية جارد فرينيةLa Garde-Freinet في سفوح جبال الألب في جنوب فرنسا ، إلى الشمال من ميناء طولون الفرنسي.
ويرجع تأسيس هذه الإمارة إلى جماعة من المجاهدين المسلمين الأندلسيين يقدر عددهم بعشرين مجاهداً ، قذفت الريح بمركبهم فرسوا في سنة ٢٧٨هـ/٨٩١م على ساحل بروفانس Provence في خليج سان – توربيس Saint-tropes، فنزلوا إلى البر ليلاً وأغاروا على قرية تروبيس ، ثم صعدوا في أحد جبال الألب ويسمى موروسMurus، واتخذوا منه قاعدة وبنوا قلعتهم الشهيرة ، وبعثوا رسولاً إلى الأندلس يحث الراغبين في الجهاد على الإلتحاق بهم ، فتوافدت عليهم أعداد أخرى من الأندلس ومن شمال أفريقيا فشدوا من أزرهم وتوسعوا جميعاً في غاراتهم ، ولم يلبثوا أن سيطروا على معظم الممرات التي تربط إيطاليا ببقية قارة أوربا عبر جبال الألب وبنوا المزيد من الحصون، وغزوا مناطق كثيرة في شمال إيطاليا وجنوب فرنسا وألمانيا ، وبلغت غزواتهم بحيرة جنيف ، وفرضوا الأتاوات على الراغبين في المرور بسلام عبر جبال الألب من الغربيين ، وظلوا زهاء خمس وثمانين سنة يشكلون قلقاً شديداً للقوى الأوروبية المجاورة لهم ، لدرجة أن أوتِّو ملك ألمانيا وأقوى ملوك أوروبا النصرانية في عصره أرسل عدة سفارات إلى عبدالرحمن الناصر في الأندلس يشكو من غزوات تلك الإمارة الإسلامية ويطلب كف المجاهدين عن غزواتهم لكن عبدالرحمن الناصر اعتذر بأنهم مستقلون عنه وأنه لا سيطرة له عليهم.
وكانت نهاية هذه الإمارة الإسلامية العجيبة بسبب ماحدث ليلة السادس من شوال سنة ٣٦١هـ/٢١ يوليه ٩٧٢م، عندما أسر المجاهدون المسلمون عددا كبيراً من الزوار الغربيين كانوا عائدين من روما إلى فرنسا عبر أحد ممرات جبال الألب ، وكان على رأس أولئك الأسرى رئيس دير كلوني مايول Maiolud Of Cluny,، ولم يطلق المسلمون سراح مايول وأصحابه إلا بعد دفع فدية كبيرة وكان لتلك الحادثة دوي هائل في الغرب ، لا سيما في برجنديا وبروفانس، فتقدم المحاربون من تلك المناطق وغيرها وهاجموا إمارة فراكسينتوم ، وبعد حرب ضروس دامت ثلاث سنوان قطع خلالها العبيديون في شمال افريقيا المدد البشري عن هذه الإمارة وتمكن المحاربون الفرنسيون من اقتحام تلك القلعة في سنة ٣٦٤هـ/٩٧٥م وقتلوا معظم المسلمين من أهلها ومن بقي على قيد الحياة فقد تعرضوا للإسترقاق وأُجبروا على التَّنصُّر.
كتبه أ.د.علي بن محمد عودة الغامدي.
#مثال_على_حيوية_أمة_الإسلام :
إمارة جبل القلال التي يتحدث عنها ابن حوقل فيقول : (ولجبل القلال الذي بنواحي إفرنجة بأيدي المجاهدين عمارة وحرث ومياه وأراض تقوت من لجأ إليهم ، فلما وقع عليه المسلمون عمروه ، وصاروا في وجوه الأفرنجة والوصول إليهم ممتنع لأنهم يسكنون في وجه الجبل، فلا طريق إليهم ولا متسلق عليهم إلا من جهة هم منها آمنون، ومقداره في الطول نحو يومين).
وهذه الإمارة الإسلامية هي التي تطلق عليها المصادر الغربية اسم فراكسينتوم Fraxinetum وهو اسم القلعة التي كانت قاعدة هذه الإمارة، والراجح أن هذه القلعة كانت تقع في نفس الموقع الذي تقع عليه حاليا قرية جارد فرينيةLa Garde-Freinet في سفوح جبال الألب في جنوب فرنسا ، إلى الشمال من ميناء طولون الفرنسي.
ويرجع تأسيس هذه الإمارة إلى جماعة من المجاهدين المسلمين الأندلسيين يقدر عددهم بعشرين مجاهداً ، قذفت الريح بمركبهم فرسوا في سنة ٢٧٨هـ/٨٩١م على ساحل بروفانس Provence في خليج سان – توربيس Saint-tropes، فنزلوا إلى البر ليلاً وأغاروا على قرية تروبيس ، ثم صعدوا في أحد جبال الألب ويسمى موروسMurus، واتخذوا منه قاعدة وبنوا قلعتهم الشهيرة ، وبعثوا رسولاً إلى الأندلس يحث الراغبين في الجهاد على الإلتحاق بهم ، فتوافدت عليهم أعداد أخرى من الأندلس ومن شمال أفريقيا فشدوا من أزرهم وتوسعوا جميعاً في غاراتهم ، ولم يلبثوا أن سيطروا على معظم الممرات التي تربط إيطاليا ببقية قارة أوربا عبر جبال الألب وبنوا المزيد من الحصون، وغزوا مناطق كثيرة في شمال إيطاليا وجنوب فرنسا وألمانيا ، وبلغت غزواتهم بحيرة جنيف ، وفرضوا الأتاوات على الراغبين في المرور بسلام عبر جبال الألب من الغربيين ، وظلوا زهاء خمس وثمانين سنة يشكلون قلقاً شديداً للقوى الأوروبية المجاورة لهم ، لدرجة أن أوتِّو ملك ألمانيا وأقوى ملوك أوروبا النصرانية في عصره أرسل عدة سفارات إلى عبدالرحمن الناصر في الأندلس يشكو من غزوات تلك الإمارة الإسلامية ويطلب كف المجاهدين عن غزواتهم لكن عبدالرحمن الناصر اعتذر بأنهم مستقلون عنه وأنه لا سيطرة له عليهم.
وكانت نهاية هذه الإمارة الإسلامية العجيبة بسبب ماحدث ليلة السادس من شوال سنة ٣٦١هـ/٢١ يوليه ٩٧٢م، عندما أسر المجاهدون المسلمون عددا كبيراً من الزوار الغربيين كانوا عائدين من روما إلى فرنسا عبر أحد ممرات جبال الألب ، وكان على رأس أولئك الأسرى رئيس دير كلوني مايول Maiolud Of Cluny,، ولم يطلق المسلمون سراح مايول وأصحابه إلا بعد دفع فدية كبيرة وكان لتلك الحادثة دوي هائل في الغرب ، لا سيما في برجنديا وبروفانس، فتقدم المحاربون من تلك المناطق وغيرها وهاجموا إمارة فراكسينتوم ، وبعد حرب ضروس دامت ثلاث سنوان قطع خلالها العبيديون في شمال افريقيا المدد البشري عن هذه الإمارة وتمكن المحاربون الفرنسيون من اقتحام تلك القلعة في سنة ٣٦٤هـ/٩٧٥م وقتلوا معظم المسلمين من أهلها ومن بقي على قيد الحياة فقد تعرضوا للإسترقاق وأُجبروا على التَّنصُّر.
كتبه أ.د.علي بن محمد عودة الغامدي.
كان لليهود والمجوس يد طولى في تأسيس الدولة العبيدية المسماة بالفاطمية في شمال افريقية سنة 297 هجرية ، واتخذوا من مدينة المهدية عاصمة لهم وانتشر الدعاة العبيديون في شمال افريقية وتمكنوا بأستخدام السحر والشعوذة من تحويل كثير من قبائل البربر الى العقيدة الباطنية الاسماعيلية وحول العبيديون تلك القبائل من موقف الجهاد والرباط في جنوب القارة الاوربية لتنقلب مغيرة مدمرة على قلب العالم الاسلامي وعلى الولايات الاسلامية .
وأرسل العبيديون جيوشهم الكثيرة للسيطرة على صقلية الاسلامية فدمروا المدن والقلاع والحصون وقتلوا بكل وحشية معظم سكان صقلية من اهل السنة ومن اشهر ولاة العبيديين على صقلية خليل بن اسحاق الذي حكمها من سنة 326 الى سنة 329 وقتل خلال ولايته مليون مسلم من اهل السنة بدون شفقة ولا رحمة.
وقد افتخر خليل بن اسحاق بمذابحه امام خليفته المسمى المعز لدين الله الفاطمي دون خجل او وجل فقال( قتلت في ولايتي على صقلية الف الف انسان)
وقد رد على خليل بن إسحاق أحد عقلاء تلك الدولة الرافضية وهو أبوعبدالله المؤدب فقال : لك يا ابا العباس في قتل نفس واحدة مايكفيك .
واصبحت صقلية الاسلامية لاحراك فيها قليلة السكان الامر الذي مكن النورمان النصارى من الاستيلاء عليها بسهولة في القرن التالي واقاموا فيها مملكتهم .
ذلك ان المسلمين وصلوا في فتوحاتهم قبل قيام الدولة العبيدية الى حدود روما سنة 239 واصاب احد سهام المسلمين بوابة الفاتيكان ودفع البابا الجزية ولم يقتصر الامر على ضياع صقلية وجنوب ايطاليا بسبب العبيديين بل ضاعت امارة في جبال الالب اقامها المسلمون سنة 278 واستمرت الى سنة 364 هجرية وقد سقطت امارة جبال الالب الاسلامية بسبب قطع العبيديين للمدد البشري عنها من شمال افريقية التي كانت الخزان البشري لللاندلس وبقية الولايات .
واقسى من ذلك تواطؤ العبيديين على اسقاط امارة كريت الاسلامية بأيدي الروم سنة 351 هجرية وهي الامارة البطلة التي ظلت خنجرا في خاصرتهم140سنة .
فقد فتح المسلمون جزيرة كريت سنة 212 واقاموا فيها وانشأوا اسطولا قويا وغزوا القسطنطينية وحاصروها مرات عديدة ودمروا اساطيل الروم التي هاجمتهم .
وفي سنة 351 هاجم الروم كريت بـ 3000 سفينة و300 ألف مقاتل فطلب أهل كريت المدد البشري والغذائي من العبيديين فلم يسعفوهم ولابرجل واحد ولاحبة قمح وسقطت كريت بيد الروم بعد مقاومة مستميتة استمرت عدة أشهر وهي مقاومة قل نظيرها في التاريخ ولو تلقى أهل كريت مؤنا غذائية لهزموا الروم .
وقام الروم بتنصير من بقي من أهل كريت قسرا وهكذا ضاعت هذه الجزيرة من المسلمين بفضل التحالف غير المرئي بين الروم والعبيديين .
ولم تقتصر مساوئ الدولة العبيدية على ما فعلته في افريقيا وماضيعته من الولايات الإسلامية في أوربا وتحالفها مع دولة الروم بل مساوئ اخرى فالأيدي المجوسية اليهودية التي اسستها كانت تنشئ في ذلك الوقت فرقة القرامطة الباطنية داخل جزيرة العرب لتصبح الخنجر الثاني داخل جسد المسلمين فقد كان القرامطة يدينون بنفس العقيدة الإسماعيلية الباطنية التي يدين بها العبيديون ويعتبرون الخليفة العبيدي إمامهم الشرعي الذي يجب طاعته .
وهاجم القرامطة سنة 317 مكة في يوم التروية وقتلوا ألوف من الحجاج وأهل مكة والقوا مئات القتلى في بئر زمزم وقلعوا الحجر الأسود وكسروا باب البيت ووقف زعيم القرامطة المسمى أبو طاهر في باب الكعبة يلعب بسيفه ويقول : أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأقتلهم أنا .
وأخذ القرامطة الحجر الأسود معهم الى القطيف وظل عندهم حتى اعادوه الى مكة سنة 339 وقالوا : أخذناه بأمر ورددناه بأمر (أي بأمر الخليفة العبيدي)
وقطع القرامطة طرق الحج وشنوا غارات مدمرة على العراق والشام الأمر الذي اضعف أهل تلك البلاد وشغلهم عن دعم الثغور المواجهة للروم حلفاء اسيادهم
#العبيديون قال عنهم الأستاذ عبدالعزيز الثعالبي : ” ولم يَجْن أحَدٌ على الإسلام ما جناه عليه هؤلاء العبيديون، أو الفاطميون “. ويُقَدِّم الأستاذ الثعالبي أدلة تاريخية كثيرة دامغة على هذه الجناية ، ومن ضمنها هذا الدليل فيقول :
“وفي عهد أبي القاسم بن عبيدالله المهدي عيّن لولاية أوربا خليل بن إسحاق الطاغية فقضى في الحكم أربعة أعوام ارتكب فيها من الجور والفساد مالم يُسْمَع بمثله ، وجعل المسلمون يفرون أفواجاً إلى البلاد النصرانية ويتنَصَّرون. ويحدثنا المؤرخون أنه لما عاد سنة ٣٢٩ هجرية إلى شمال افريقية…
كان يفتخر بمظالمهِ فقد حضر مجلساً من وجوه الدولة العبيدية في قصر الإمارة وكانوا يتباحثون في شئون الدولة فقال : إني قتلت في إمارتي ألف ألف نسمة – أي مليون نسمة ، فرد عليه أبو عبدالله المؤدب ، وكان من عقلاء الرجال في الدولة الشيعية : لك يا ابا العباس في قتل نفس واحدة ما يكفيك “.
وأرسل العبيديون جيوشهم الكثيرة للسيطرة على صقلية الاسلامية فدمروا المدن والقلاع والحصون وقتلوا بكل وحشية معظم سكان صقلية من اهل السنة ومن اشهر ولاة العبيديين على صقلية خليل بن اسحاق الذي حكمها من سنة 326 الى سنة 329 وقتل خلال ولايته مليون مسلم من اهل السنة بدون شفقة ولا رحمة.
وقد افتخر خليل بن اسحاق بمذابحه امام خليفته المسمى المعز لدين الله الفاطمي دون خجل او وجل فقال( قتلت في ولايتي على صقلية الف الف انسان)
وقد رد على خليل بن إسحاق أحد عقلاء تلك الدولة الرافضية وهو أبوعبدالله المؤدب فقال : لك يا ابا العباس في قتل نفس واحدة مايكفيك .
واصبحت صقلية الاسلامية لاحراك فيها قليلة السكان الامر الذي مكن النورمان النصارى من الاستيلاء عليها بسهولة في القرن التالي واقاموا فيها مملكتهم .
ذلك ان المسلمين وصلوا في فتوحاتهم قبل قيام الدولة العبيدية الى حدود روما سنة 239 واصاب احد سهام المسلمين بوابة الفاتيكان ودفع البابا الجزية ولم يقتصر الامر على ضياع صقلية وجنوب ايطاليا بسبب العبيديين بل ضاعت امارة في جبال الالب اقامها المسلمون سنة 278 واستمرت الى سنة 364 هجرية وقد سقطت امارة جبال الالب الاسلامية بسبب قطع العبيديين للمدد البشري عنها من شمال افريقية التي كانت الخزان البشري لللاندلس وبقية الولايات .
واقسى من ذلك تواطؤ العبيديين على اسقاط امارة كريت الاسلامية بأيدي الروم سنة 351 هجرية وهي الامارة البطلة التي ظلت خنجرا في خاصرتهم140سنة .
فقد فتح المسلمون جزيرة كريت سنة 212 واقاموا فيها وانشأوا اسطولا قويا وغزوا القسطنطينية وحاصروها مرات عديدة ودمروا اساطيل الروم التي هاجمتهم .
وفي سنة 351 هاجم الروم كريت بـ 3000 سفينة و300 ألف مقاتل فطلب أهل كريت المدد البشري والغذائي من العبيديين فلم يسعفوهم ولابرجل واحد ولاحبة قمح وسقطت كريت بيد الروم بعد مقاومة مستميتة استمرت عدة أشهر وهي مقاومة قل نظيرها في التاريخ ولو تلقى أهل كريت مؤنا غذائية لهزموا الروم .
وقام الروم بتنصير من بقي من أهل كريت قسرا وهكذا ضاعت هذه الجزيرة من المسلمين بفضل التحالف غير المرئي بين الروم والعبيديين .
ولم تقتصر مساوئ الدولة العبيدية على ما فعلته في افريقيا وماضيعته من الولايات الإسلامية في أوربا وتحالفها مع دولة الروم بل مساوئ اخرى فالأيدي المجوسية اليهودية التي اسستها كانت تنشئ في ذلك الوقت فرقة القرامطة الباطنية داخل جزيرة العرب لتصبح الخنجر الثاني داخل جسد المسلمين فقد كان القرامطة يدينون بنفس العقيدة الإسماعيلية الباطنية التي يدين بها العبيديون ويعتبرون الخليفة العبيدي إمامهم الشرعي الذي يجب طاعته .
وهاجم القرامطة سنة 317 مكة في يوم التروية وقتلوا ألوف من الحجاج وأهل مكة والقوا مئات القتلى في بئر زمزم وقلعوا الحجر الأسود وكسروا باب البيت ووقف زعيم القرامطة المسمى أبو طاهر في باب الكعبة يلعب بسيفه ويقول : أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأقتلهم أنا .
وأخذ القرامطة الحجر الأسود معهم الى القطيف وظل عندهم حتى اعادوه الى مكة سنة 339 وقالوا : أخذناه بأمر ورددناه بأمر (أي بأمر الخليفة العبيدي)
وقطع القرامطة طرق الحج وشنوا غارات مدمرة على العراق والشام الأمر الذي اضعف أهل تلك البلاد وشغلهم عن دعم الثغور المواجهة للروم حلفاء اسيادهم
#العبيديون قال عنهم الأستاذ عبدالعزيز الثعالبي : ” ولم يَجْن أحَدٌ على الإسلام ما جناه عليه هؤلاء العبيديون، أو الفاطميون “. ويُقَدِّم الأستاذ الثعالبي أدلة تاريخية كثيرة دامغة على هذه الجناية ، ومن ضمنها هذا الدليل فيقول :
“وفي عهد أبي القاسم بن عبيدالله المهدي عيّن لولاية أوربا خليل بن إسحاق الطاغية فقضى في الحكم أربعة أعوام ارتكب فيها من الجور والفساد مالم يُسْمَع بمثله ، وجعل المسلمون يفرون أفواجاً إلى البلاد النصرانية ويتنَصَّرون. ويحدثنا المؤرخون أنه لما عاد سنة ٣٢٩ هجرية إلى شمال افريقية…
كان يفتخر بمظالمهِ فقد حضر مجلساً من وجوه الدولة العبيدية في قصر الإمارة وكانوا يتباحثون في شئون الدولة فقال : إني قتلت في إمارتي ألف ألف نسمة – أي مليون نسمة ، فرد عليه أبو عبدالله المؤدب ، وكان من عقلاء الرجال في الدولة الشيعية : لك يا ابا العباس في قتل نفس واحدة ما يكفيك “.
ويمكنكم الاطلاع على المزيد من الجنايات التي اقترفتها الدولة العبيدية بحق المسلمين في ولاية أوربا وشمال افريقيا في كتاب : الأمير شكيب أرسلان ؛ تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط ، ص ٢٨٥ – ٢٨٦ .
رفع_الملام_عن_شيخ_الإسلام_بن_تيمية_د_محمد_عمارة.pdf
2.4 MB
رفع الملام عن شيخ الإسلام بن تيمية - د. محمد عمارة.pdf
#من_مخازي_العبيديين_وعقيدتهم .
مخازي العبيديين ( الفاطميين ) وسلبيات حكمهم لا تكاد تدخل تحت حصر ، وكان لها نتائج سيئة في التاريخ الاسلامي كله.
ومن أشهر خلفائهم المسمى بالحاكم بأمر الله والذي قرب اليهود والنصارى واستوزر وزيرا يهودياً هو يعقوب بن كلس فقرب الوزير قومه اليهود وعهد اليهم بكثير من الوظائف وابعد عنها المسلمين , ثم استوزر الحاكم وزيراً نصرانياً هو عيسى بن نسطورس فقرب قومه النصارى مثلما فعل اليهودي وسيطر اليهود والنصارى على الدولة العبيدية واضطهدوا المسلمين وظلموهم ومن الذين وقع عليهم الظلم امرأة مسلمة فكتبت تلك المرأة رقعة الى الخليفة الحاكم وقالت فيها : ( أسألك بالله الذي أعز اليهود بيعقوب بن كلس وأعز النصارى بعيسى بن نسطورس ، وأذلنا بك أن ترد علىَّ ظلامتي) وربطت الرقعة بحجر ورمتها داخل حديقة قصر الحاكم فأخذها وقرأها فأحدثت عنده ردة فعل عنيفة تجاه اليهود والنصارى واضطهدهم ونكل بهم وكان وقع الاضطهاد شديداً على النصارى في فلسطين حتى انهم هربوا الى بلاد الروم كما هدم الحاكم كنيسة القيامة في فلسطين ثم أدعى الألوهية ونشأت عن دعوته نحلة الدروز الملحدة التي تعبده من دون الله .
كما اتخذ النصارى في الغرب الصليبي من اضطهاده للنصارى ذريعة لشن الحروب الصليبية ضد المسلمين وهي الحروب التي استمرت قرونا دون انقطاع وعندما تفتح اي كتاب لمؤلف غربي قديما وحديثا عن تلك الحروب تجده يبرر شن تلك الحروب بأضطهاد المسلمين للنصاري بهذه الحادثة التي قام بها خليفة شاذ ملحد لايمت للاسلام بصلة .
في حين عاش النصارى اكثر من اربعة قرون في أمن وسلام وتسامح تحت حكم المسلمين ولكنه حكم هؤلاء الباطنية الذي جلب الشرور على المسلمين حتى بعد زوال دولتهم وسقوطها!!!!!
عقيدة العبيديين (الفاطميين ).
المؤرخ يحيى بن سعيد الأنطاكي الذي كان بطريركاً لكنيسة الأسكندرية ومعاصراً لخليفتهم الحاكم " بأمره " الذي ادّعى الألوهية.وقد علّق الأنطاكي على دعواه بأن تلك دعوى أبائه بأنهم آلهة حلُّوا على الأرض في أشباح بشرية ومن العليّ لهم نور لاهوتي حالّ فيهم ويظهر في كل عصر وزمان في صور شخص من الأشخاص البشرية.
ولم يزالوا يكتمون مذهبهم هذا عن من يخالفهم ويُظهِرون لغيرهم من عامة المسلمين أن صاحب الأمر منهم هو إمام الله وخليفته في أرضه وحُجَّته على خلقه، وأن الإمامة أجَلّ قَدْراً من النبوة وأنها كانت في آدم وانتقلت الى نوح والى إبراهيم وإلى موسى، والى فلان والى فلان…ومنه الى ولده الحسين.
وإلى واحدِِ بعد واحد من ولده مديداً إلى عبدالله المهدي العلوي الظاهر بالمغرب…ثم إلى واحدٍ بعد واحدٍ من القائمين بالأمر من بعده من ولده، وعلى ذلك يجري الأمر عندهم سرمداً وأنه سيقوم منهم من يملك المسكونة بأسرها ويجمع الأمر على رأيه ، ويخلُد في مُلْكه إلى أن يبعث الله من في القبور.
فلما كان زمان الحاكم عوَّل على إظهار مذهبه وإشهار ما كان أباؤه يسترونه منه ويُخفونه، ورأى أن يدرج الناس إلى ما يقصده، وأقام له من الهيبة في نفوس الكافّة لشدة سطوته وتسرُّعه إلى سفك الدماء، وأنه لا يبقى على ما صغُُر ذنبه وقلّ فضلاً عمّن عظُم جُرْمُه وجَلً واستحلّ ما لم يكن لغيره.
المصدر : يحيى بن سعيد الأنطاكي ، تحقيق عمر عبدالسلام تدمري ، ص ٣٣٤ – ٣٣٦ .
مخازي العبيديين ( الفاطميين ) وسلبيات حكمهم لا تكاد تدخل تحت حصر ، وكان لها نتائج سيئة في التاريخ الاسلامي كله.
ومن أشهر خلفائهم المسمى بالحاكم بأمر الله والذي قرب اليهود والنصارى واستوزر وزيرا يهودياً هو يعقوب بن كلس فقرب الوزير قومه اليهود وعهد اليهم بكثير من الوظائف وابعد عنها المسلمين , ثم استوزر الحاكم وزيراً نصرانياً هو عيسى بن نسطورس فقرب قومه النصارى مثلما فعل اليهودي وسيطر اليهود والنصارى على الدولة العبيدية واضطهدوا المسلمين وظلموهم ومن الذين وقع عليهم الظلم امرأة مسلمة فكتبت تلك المرأة رقعة الى الخليفة الحاكم وقالت فيها : ( أسألك بالله الذي أعز اليهود بيعقوب بن كلس وأعز النصارى بعيسى بن نسطورس ، وأذلنا بك أن ترد علىَّ ظلامتي) وربطت الرقعة بحجر ورمتها داخل حديقة قصر الحاكم فأخذها وقرأها فأحدثت عنده ردة فعل عنيفة تجاه اليهود والنصارى واضطهدهم ونكل بهم وكان وقع الاضطهاد شديداً على النصارى في فلسطين حتى انهم هربوا الى بلاد الروم كما هدم الحاكم كنيسة القيامة في فلسطين ثم أدعى الألوهية ونشأت عن دعوته نحلة الدروز الملحدة التي تعبده من دون الله .
كما اتخذ النصارى في الغرب الصليبي من اضطهاده للنصارى ذريعة لشن الحروب الصليبية ضد المسلمين وهي الحروب التي استمرت قرونا دون انقطاع وعندما تفتح اي كتاب لمؤلف غربي قديما وحديثا عن تلك الحروب تجده يبرر شن تلك الحروب بأضطهاد المسلمين للنصاري بهذه الحادثة التي قام بها خليفة شاذ ملحد لايمت للاسلام بصلة .
في حين عاش النصارى اكثر من اربعة قرون في أمن وسلام وتسامح تحت حكم المسلمين ولكنه حكم هؤلاء الباطنية الذي جلب الشرور على المسلمين حتى بعد زوال دولتهم وسقوطها!!!!!
عقيدة العبيديين (الفاطميين ).
المؤرخ يحيى بن سعيد الأنطاكي الذي كان بطريركاً لكنيسة الأسكندرية ومعاصراً لخليفتهم الحاكم " بأمره " الذي ادّعى الألوهية.وقد علّق الأنطاكي على دعواه بأن تلك دعوى أبائه بأنهم آلهة حلُّوا على الأرض في أشباح بشرية ومن العليّ لهم نور لاهوتي حالّ فيهم ويظهر في كل عصر وزمان في صور شخص من الأشخاص البشرية.
ولم يزالوا يكتمون مذهبهم هذا عن من يخالفهم ويُظهِرون لغيرهم من عامة المسلمين أن صاحب الأمر منهم هو إمام الله وخليفته في أرضه وحُجَّته على خلقه، وأن الإمامة أجَلّ قَدْراً من النبوة وأنها كانت في آدم وانتقلت الى نوح والى إبراهيم وإلى موسى، والى فلان والى فلان…ومنه الى ولده الحسين.
وإلى واحدِِ بعد واحد من ولده مديداً إلى عبدالله المهدي العلوي الظاهر بالمغرب…ثم إلى واحدٍ بعد واحدٍ من القائمين بالأمر من بعده من ولده، وعلى ذلك يجري الأمر عندهم سرمداً وأنه سيقوم منهم من يملك المسكونة بأسرها ويجمع الأمر على رأيه ، ويخلُد في مُلْكه إلى أن يبعث الله من في القبور.
فلما كان زمان الحاكم عوَّل على إظهار مذهبه وإشهار ما كان أباؤه يسترونه منه ويُخفونه، ورأى أن يدرج الناس إلى ما يقصده، وأقام له من الهيبة في نفوس الكافّة لشدة سطوته وتسرُّعه إلى سفك الدماء، وأنه لا يبقى على ما صغُُر ذنبه وقلّ فضلاً عمّن عظُم جُرْمُه وجَلً واستحلّ ما لم يكن لغيره.
المصدر : يحيى بن سعيد الأنطاكي ، تحقيق عمر عبدالسلام تدمري ، ص ٣٣٤ – ٣٣٦ .
هذا الملف يعتبر كنز لمن يحفظ القرآن وميسرا لحفظه بمشيئة الله تعالى
ملف متشابهات سورة البقرة وانفراداتها
https://cutt.us/08mtd
ملف ضبط متشابهات سورة البقرة مع ارباعها
https://cutt.us/pINen
كتاب طريقة إبداعية لتثبيت سورة البقرة للشيخة حنان الديب
https://cutt.us/fcyLk
بطاقات حفظ سورة البقرة
https://cutt.us/4m2pv
ملف متشابهات سورة آل عمران وانفراداتها
https://cutt.us/30xEe
ملف متشابهات سورة آل عمران مع سورة البقرة
https://cutt.us/i1VjV
ملف متشابهات سورة النساء وانفراداتها
https://cutt.us/g9M8P
ملف متشابهات سورة المائدة وانفراداتها
https://cutt.us/XeXoN
ملف متشابهات سورة الأنعام وانفراداتها
https://cutt.us/uhwiV
ملف متشابهات سورة اﻷعراف وانفراداتها
https://cutt.us/Je4ea
ملف متشابهات سورة اﻷنفال وانفراداتها
https://cutt.us/VmR03
ملف متشابهات سورة التوبة وانفراداتها
https://cutt.us/bP9JR
ملف متشابهات سورة يونس وانفراداتها
https://cutt.us/wsoWw
ملف متشابهات سورة هود وانفراداتها
https://cutt.us/JkSLo
ملف متشابهات سورة يوسف وانفراداتها
https://cutt.us/ugauA
ملف متشابهات سورة الرعد وانفراداتها
https://cutt.us/Eyclu
ملف متشابهات سورة ابراهيم وانفراداتها
https://cutt.us/NXPUg _
ملف متشابهات سورة الحجر وانفراداتها
https://cutt.us/SksVK
ملف متشابهات سورة النحل وانفراداتها
https://cutt.us/o9fG9
ملف متشابهات سورة اﻹسراء وانفراداتها
https://cutt.us/9Z5yq
ملف متشابهات سورة الكهف وانفراداتها https://cutt.us/qSkAp
ملف متشابهات سورة مريم وانفراداتها
https://cutt.us/9ZWH4
ملف متشابهات سورة طه وانفراداتها
https://cutt.us/2Zaii
ملف متشابهات سورة الأنبياء
https://cutt.us/WHUJ4
ملف متشابهات سورة الحج
https://cutt.us/Cs3Uk
ملف متشابهات سورة المؤمنون
https://cutt.us/1PI1U
ملف متشابهات سورة النور
https://cutt.us/MdpSn
ملف متشابهات سورة الفرقان
https://cutt.us/YGoNa
ملف متشابهات سورة الشعراء
https://cutt.us/2htDQ
ملف متشابهات سورة النمل
https://cutt.us/fKtlR
ملف متشابهات سورة القصص
https://cutt.us/rik7X
ملف متشابهات سورة العنكبوت
https://cutt.us/PCINw
ملف متشابهات سورة الروم
https://cutt.us/f5VZY
ملف متشابهات سورة لقمان
https://cutt.us/sfcaS
ملف متشابهات سورة السجدة
https://cutt.us/uIE8J
ملف متشابهات سورة الأحزاب
https://cutt.us/DZmyK
ملف متشابهات سورة سبأ
https://cutt.us/jUCqs
ملف متشابهات سورة فاطر وانفراداتها
https://cutt.us/6QUhX
ملف متشابهات سورة يس
https://cutt.us/TqEEk
ملف متشابهات سورة الصافات
https://cutt.us/I0ym1
ملف متشابهات سورة الصافات مع غيرها
https://cutt.us/dzf9l
متشابهات ربع يس كاملاً في ملف واحد
https://cutt.us/J69SS
ملف متشابهات سورة ص
https://cutt.us/ZvGE2
ملف متشابهات سورة الزمر
https://cutt.us/Vq7Ac
ملف متشابهات سورة غافر
https://cutt.us/afrR
ويليه ملف متشابهات سورة غافر مع غيرها
https://cutt.us/Iit9H
ملف متشابهات سورة فصلت
https://cutt.us/u57ZR
ملف متشابهات سورة الشورى
https://cutt.us/mlBnf
ملف متشابهات سورة الزخرف
https://cutt.us/G2yvh
ملف متشابهات سورة الدخان
https://cutt.us/zuZgd
ملف متشابهات سورة الجاثية
https://cutt.us/mHc5I
ملف متشابهات سورة الأحقاف
https://cutt.us/VB4Nb
ملف متشابهات سورة محمد
https://cutt.us/QdZgt
ملف متشابهات سورة الفتح والحجرات و ق
https://cutt.us/luh0H
ملف متشابهات سور جزء الذاريات
https://cutt.us/yzJ3q
ملف الانفرادات جزء الذاريات
https://cutt.us/Ii7Ve
ملف متشابهات سور جزء قد سمع
https://cutt.us/zzLfH
ملف الانفرادات جزء قد سمع
https://cutt.us/IV5ad
ملف متشابهات سور جزء تبارك
https://cutt.us/DLCV8
ملف الانفرادات جزء تبارك
https://cutt.us/rLMq4
ملف متشابهات سور جزء عمَّ
https://cutt.us/rjENr
ملف الانفرادات جزء عمَّ
https://cutt.us/fk3uV
ملف انفرادات السور الجزء اﻷول من سورة البقرة إلى سورة الكهف
https://cutt.us/i1VjV
ملف انفرادات السور الجزء الثاني من سورة مريم إلى سورة الناس
https://cutt.us/UAt5c
ملف متشابهات القرآن الكريم كاملاً
https://cutt.us/KeLCj
مصحف زاد للمتشابهات اللفظية
https://cutt.us/znGXz
ملف متشابهات سورة البقرة وانفراداتها
https://cutt.us/08mtd
ملف ضبط متشابهات سورة البقرة مع ارباعها
https://cutt.us/pINen
كتاب طريقة إبداعية لتثبيت سورة البقرة للشيخة حنان الديب
https://cutt.us/fcyLk
بطاقات حفظ سورة البقرة
https://cutt.us/4m2pv
ملف متشابهات سورة آل عمران وانفراداتها
https://cutt.us/30xEe
ملف متشابهات سورة آل عمران مع سورة البقرة
https://cutt.us/i1VjV
ملف متشابهات سورة النساء وانفراداتها
https://cutt.us/g9M8P
ملف متشابهات سورة المائدة وانفراداتها
https://cutt.us/XeXoN
ملف متشابهات سورة الأنعام وانفراداتها
https://cutt.us/uhwiV
ملف متشابهات سورة اﻷعراف وانفراداتها
https://cutt.us/Je4ea
ملف متشابهات سورة اﻷنفال وانفراداتها
https://cutt.us/VmR03
ملف متشابهات سورة التوبة وانفراداتها
https://cutt.us/bP9JR
ملف متشابهات سورة يونس وانفراداتها
https://cutt.us/wsoWw
ملف متشابهات سورة هود وانفراداتها
https://cutt.us/JkSLo
ملف متشابهات سورة يوسف وانفراداتها
https://cutt.us/ugauA
ملف متشابهات سورة الرعد وانفراداتها
https://cutt.us/Eyclu
ملف متشابهات سورة ابراهيم وانفراداتها
https://cutt.us/NXPUg _
ملف متشابهات سورة الحجر وانفراداتها
https://cutt.us/SksVK
ملف متشابهات سورة النحل وانفراداتها
https://cutt.us/o9fG9
ملف متشابهات سورة اﻹسراء وانفراداتها
https://cutt.us/9Z5yq
ملف متشابهات سورة الكهف وانفراداتها https://cutt.us/qSkAp
ملف متشابهات سورة مريم وانفراداتها
https://cutt.us/9ZWH4
ملف متشابهات سورة طه وانفراداتها
https://cutt.us/2Zaii
ملف متشابهات سورة الأنبياء
https://cutt.us/WHUJ4
ملف متشابهات سورة الحج
https://cutt.us/Cs3Uk
ملف متشابهات سورة المؤمنون
https://cutt.us/1PI1U
ملف متشابهات سورة النور
https://cutt.us/MdpSn
ملف متشابهات سورة الفرقان
https://cutt.us/YGoNa
ملف متشابهات سورة الشعراء
https://cutt.us/2htDQ
ملف متشابهات سورة النمل
https://cutt.us/fKtlR
ملف متشابهات سورة القصص
https://cutt.us/rik7X
ملف متشابهات سورة العنكبوت
https://cutt.us/PCINw
ملف متشابهات سورة الروم
https://cutt.us/f5VZY
ملف متشابهات سورة لقمان
https://cutt.us/sfcaS
ملف متشابهات سورة السجدة
https://cutt.us/uIE8J
ملف متشابهات سورة الأحزاب
https://cutt.us/DZmyK
ملف متشابهات سورة سبأ
https://cutt.us/jUCqs
ملف متشابهات سورة فاطر وانفراداتها
https://cutt.us/6QUhX
ملف متشابهات سورة يس
https://cutt.us/TqEEk
ملف متشابهات سورة الصافات
https://cutt.us/I0ym1
ملف متشابهات سورة الصافات مع غيرها
https://cutt.us/dzf9l
متشابهات ربع يس كاملاً في ملف واحد
https://cutt.us/J69SS
ملف متشابهات سورة ص
https://cutt.us/ZvGE2
ملف متشابهات سورة الزمر
https://cutt.us/Vq7Ac
ملف متشابهات سورة غافر
https://cutt.us/afrR
ويليه ملف متشابهات سورة غافر مع غيرها
https://cutt.us/Iit9H
ملف متشابهات سورة فصلت
https://cutt.us/u57ZR
ملف متشابهات سورة الشورى
https://cutt.us/mlBnf
ملف متشابهات سورة الزخرف
https://cutt.us/G2yvh
ملف متشابهات سورة الدخان
https://cutt.us/zuZgd
ملف متشابهات سورة الجاثية
https://cutt.us/mHc5I
ملف متشابهات سورة الأحقاف
https://cutt.us/VB4Nb
ملف متشابهات سورة محمد
https://cutt.us/QdZgt
ملف متشابهات سورة الفتح والحجرات و ق
https://cutt.us/luh0H
ملف متشابهات سور جزء الذاريات
https://cutt.us/yzJ3q
ملف الانفرادات جزء الذاريات
https://cutt.us/Ii7Ve
ملف متشابهات سور جزء قد سمع
https://cutt.us/zzLfH
ملف الانفرادات جزء قد سمع
https://cutt.us/IV5ad
ملف متشابهات سور جزء تبارك
https://cutt.us/DLCV8
ملف الانفرادات جزء تبارك
https://cutt.us/rLMq4
ملف متشابهات سور جزء عمَّ
https://cutt.us/rjENr
ملف الانفرادات جزء عمَّ
https://cutt.us/fk3uV
ملف انفرادات السور الجزء اﻷول من سورة البقرة إلى سورة الكهف
https://cutt.us/i1VjV
ملف انفرادات السور الجزء الثاني من سورة مريم إلى سورة الناس
https://cutt.us/UAt5c
ملف متشابهات القرآن الكريم كاملاً
https://cutt.us/KeLCj
مصحف زاد للمتشابهات اللفظية
https://cutt.us/znGXz
سترى تحت هذه التغريدة كيف أزال الظاهر بيبرس في ساعة يوم 4 رمضان 666 هجرية دولة انطاكية الصليبية التي تزيد مساحتها عن فلسطين التي يحتلها الصهاينة .
انطاكية من اكثر مدن الشام تحصينا تحيط بها المرتفعات من الجنوب والشرق ويكتنفها نهر العاصي من الغرب وتكثر بها الغابات والمستنقعات من جهة الشمال ويحرسها سور مرتفع بالغ التحصين طوله 12ميلا وبه 360 برجا وتقع قلعة انطاكية على قمة الجبل داخل اسوار المدينة وقد زاد الصليبيون في تحصينها كثيرا.
ولم ينجح الصليبيون في احتلالها قبل 175سنة الا بعد حصار طويل ومعارك دامية استمرت اكثر من ثمانية اشهر مع أهل السنة من الاتراك والعرب والاكراد.
وتعتبر انطاكية من المدن المقدسة في عالم النصرانية ولذلك اتجهت اليها جيوش الصليبيين قبل القدس , وكانت انطاكية من أغنى وأبهى الامارات الصليبية .
وقد انساق امير انطاكية الصليبي بوهمند السادس وراء حميه هيثوم ملك الارمن في التحالف مع المغول بقيادة هولاكو ضد المسلمين وشاركت قواته معهم في احتلال بغداد سنة 656 وحلب سنة 658 هجرية كما كان بنفسه مع كتبغا وحميه هيثوم في احتلال دمشق سنة 658 وشاركت قواته في التنكيل بالمسلمن مثل المغول.
وقد انتقم الظاهر بيبرس من ملك الارمن هيثوم سنة 664 هجرية فأرسل الجيش الى بلاده في جنوب جبال طوروس ودمرها وعاد ومعه 40 ألف اسير وغنائم لاتحصى.
وقد ارتقى السلطان الظاهر بيبرس بتدريب الجيش المسلم ورفع قدرته القتالية حتى بلغ درجة لم يبلغها من قبل لا في عهد نور الدين ولا في عهد صلاح الدين .
خرج الظاهر بيبرس بجيشه من مصر في 3 جمادى الاخرة 666 هجرية دون ان يفصح لاحد من قادته عن هدفه ووصل الى يافا فتسلمها من الصليبيين بدون قتال.
ثم سار شمالا وحاصر قلعة الشقيف واستولى عليها ثم تسلم بيروت سلما من الصليبيين الذين وقع الرعب في قلوبهم فطلبوا منه الامان فاجابهم الى طلبهم.
وتوجه بيبرس بجيشه الى طرابلس الصليبية وقتل الصليبيين خارجها ودمر قراها وقطع اشجارها وغور مياهها وانهارها بهدف اضعافها حتى يسهل فيما بعد فتحها وتسلم بيبرس من فرسان الاسبتارية الصليبيين حصن الاكراد وانطرطوس وصافينا بالامان بعد ان وقع الرعب في قلوبهم ثم ارتحل بيبرس من عند طرابلس في 24 شعبان دون ان يعرف احد هدفه الحقيقي فوصل الى حمص ومنها الى حماة وقسم جيشه الى ثلاثة اقسام للاطباق على انطاكية .
قسم أمره ان يستولي على ميناء السويدية وهو ميناء انطاكية ليمنع وصول أي نجدة او حملة قادمة من الغرب لنجدة انطاكية او من دولة قبرص الصليبية.
وقسم يطوق انطاكية من الشمال ليمنع اي مساعدة من جانب الارمن في جنوب جبال طوروس.
وقسم قاده بيبرس بنفسه للهجوم على انطاكية وانتزاعها من الصليبيين.
وفي يوم الاربعاء أول رمضان 666 أصبح بيبرس امام انطاكية فخرج قائد الصليبيين سيمون بفرقة لمواجهة جيش بيبرس فانزلوا به الهزيمة واسروه واحضروه امام بيبرس فطلب منه ان يعود الى المدينة ليطلب من أهلها تسليمها بالامان حقنا لدمائهم فعاد سيمون الى انطاكية وترك ابنه رهينة لدى بيبرس.
ولم ينجح سيمون ومن معه من رجال الدين باقناع الصليبيين بالتسليم بالامان.
وفي الساعة الرابعة من يوم السبت 4 رمضان 666 أمر بيبرس جنوده بالهجوم وتسلق الجنود اسوار انطاكية بطريقة اسطورية غير مسبوقة وكأنهم الفهود والنمور مما يدل على التدريب الشاق المسبق والعالي لهذه العملية الفريدة .
وبسرعة البرق فتحوا الابواب وتدفقت قوات البطل الظاهر بيبرس الى داخل انطاكية وشرعت في حصد الصليبيين بلا هوادة ولم يبقوا من الصليبيين احدا.
اما نساء وابناء الصليبيين فقد اصبحوا رقيقا للمسلمين وبلغوا من الكثرة ان سعر الغلام انخفض الى 12دينار والجارية الى 6 دنانير والجاموسة درهمين .
اما الاموال من الذهب والفضة والحلي فبلغت من الكثرة حدا انها وزعت على الجنود بالطاسات وليس بالعدد لان انطاكية كانت اغنى الامارات الصليبية.
واستسلمت للظاهر بيبرس سائر القرى والحصون التابعة لانطاكية وحصل منها على غنائم اخرى وفيرة.
اما امير انطاكية بوهمند الذي كان في طرابلس فلم يعلم بسقوط امارتة الا من الرسالة التي ارسلها اليه الظاهر بيبرس يشرح له تفاصيل هذا الفتح الذي تم كما قال في رسالته في التاريخ المشار اليه .
رسالة بيبرس إلى الامير بوهمند السادس
« قد علم القومص الجليل [ المبجل المعزز الهمام ، الأسد الضرغام ، بيمند فخر الأمة المسيحية ، رئيس الطائفة الصليبية كبير الأمة العيسوية بيمند المنتقلة مخاطبته بأخذ أنطاكية [ منه ] من البرنسية إلى القومصية ، ألهمه اللَّه رشده ، وقرن بالخير قصده ، وجعل النصيحة محفوظة عنده .
انطاكية من اكثر مدن الشام تحصينا تحيط بها المرتفعات من الجنوب والشرق ويكتنفها نهر العاصي من الغرب وتكثر بها الغابات والمستنقعات من جهة الشمال ويحرسها سور مرتفع بالغ التحصين طوله 12ميلا وبه 360 برجا وتقع قلعة انطاكية على قمة الجبل داخل اسوار المدينة وقد زاد الصليبيون في تحصينها كثيرا.
ولم ينجح الصليبيون في احتلالها قبل 175سنة الا بعد حصار طويل ومعارك دامية استمرت اكثر من ثمانية اشهر مع أهل السنة من الاتراك والعرب والاكراد.
وتعتبر انطاكية من المدن المقدسة في عالم النصرانية ولذلك اتجهت اليها جيوش الصليبيين قبل القدس , وكانت انطاكية من أغنى وأبهى الامارات الصليبية .
وقد انساق امير انطاكية الصليبي بوهمند السادس وراء حميه هيثوم ملك الارمن في التحالف مع المغول بقيادة هولاكو ضد المسلمين وشاركت قواته معهم في احتلال بغداد سنة 656 وحلب سنة 658 هجرية كما كان بنفسه مع كتبغا وحميه هيثوم في احتلال دمشق سنة 658 وشاركت قواته في التنكيل بالمسلمن مثل المغول.
وقد انتقم الظاهر بيبرس من ملك الارمن هيثوم سنة 664 هجرية فأرسل الجيش الى بلاده في جنوب جبال طوروس ودمرها وعاد ومعه 40 ألف اسير وغنائم لاتحصى.
وقد ارتقى السلطان الظاهر بيبرس بتدريب الجيش المسلم ورفع قدرته القتالية حتى بلغ درجة لم يبلغها من قبل لا في عهد نور الدين ولا في عهد صلاح الدين .
خرج الظاهر بيبرس بجيشه من مصر في 3 جمادى الاخرة 666 هجرية دون ان يفصح لاحد من قادته عن هدفه ووصل الى يافا فتسلمها من الصليبيين بدون قتال.
ثم سار شمالا وحاصر قلعة الشقيف واستولى عليها ثم تسلم بيروت سلما من الصليبيين الذين وقع الرعب في قلوبهم فطلبوا منه الامان فاجابهم الى طلبهم.
وتوجه بيبرس بجيشه الى طرابلس الصليبية وقتل الصليبيين خارجها ودمر قراها وقطع اشجارها وغور مياهها وانهارها بهدف اضعافها حتى يسهل فيما بعد فتحها وتسلم بيبرس من فرسان الاسبتارية الصليبيين حصن الاكراد وانطرطوس وصافينا بالامان بعد ان وقع الرعب في قلوبهم ثم ارتحل بيبرس من عند طرابلس في 24 شعبان دون ان يعرف احد هدفه الحقيقي فوصل الى حمص ومنها الى حماة وقسم جيشه الى ثلاثة اقسام للاطباق على انطاكية .
قسم أمره ان يستولي على ميناء السويدية وهو ميناء انطاكية ليمنع وصول أي نجدة او حملة قادمة من الغرب لنجدة انطاكية او من دولة قبرص الصليبية.
وقسم يطوق انطاكية من الشمال ليمنع اي مساعدة من جانب الارمن في جنوب جبال طوروس.
وقسم قاده بيبرس بنفسه للهجوم على انطاكية وانتزاعها من الصليبيين.
وفي يوم الاربعاء أول رمضان 666 أصبح بيبرس امام انطاكية فخرج قائد الصليبيين سيمون بفرقة لمواجهة جيش بيبرس فانزلوا به الهزيمة واسروه واحضروه امام بيبرس فطلب منه ان يعود الى المدينة ليطلب من أهلها تسليمها بالامان حقنا لدمائهم فعاد سيمون الى انطاكية وترك ابنه رهينة لدى بيبرس.
ولم ينجح سيمون ومن معه من رجال الدين باقناع الصليبيين بالتسليم بالامان.
وفي الساعة الرابعة من يوم السبت 4 رمضان 666 أمر بيبرس جنوده بالهجوم وتسلق الجنود اسوار انطاكية بطريقة اسطورية غير مسبوقة وكأنهم الفهود والنمور مما يدل على التدريب الشاق المسبق والعالي لهذه العملية الفريدة .
وبسرعة البرق فتحوا الابواب وتدفقت قوات البطل الظاهر بيبرس الى داخل انطاكية وشرعت في حصد الصليبيين بلا هوادة ولم يبقوا من الصليبيين احدا.
اما نساء وابناء الصليبيين فقد اصبحوا رقيقا للمسلمين وبلغوا من الكثرة ان سعر الغلام انخفض الى 12دينار والجارية الى 6 دنانير والجاموسة درهمين .
اما الاموال من الذهب والفضة والحلي فبلغت من الكثرة حدا انها وزعت على الجنود بالطاسات وليس بالعدد لان انطاكية كانت اغنى الامارات الصليبية.
واستسلمت للظاهر بيبرس سائر القرى والحصون التابعة لانطاكية وحصل منها على غنائم اخرى وفيرة.
اما امير انطاكية بوهمند الذي كان في طرابلس فلم يعلم بسقوط امارتة الا من الرسالة التي ارسلها اليه الظاهر بيبرس يشرح له تفاصيل هذا الفتح الذي تم كما قال في رسالته في التاريخ المشار اليه .
رسالة بيبرس إلى الامير بوهمند السادس
« قد علم القومص الجليل [ المبجل المعزز الهمام ، الأسد الضرغام ، بيمند فخر الأمة المسيحية ، رئيس الطائفة الصليبية كبير الأمة العيسوية بيمند المنتقلة مخاطبته بأخذ أنطاكية [ منه ] من البرنسية إلى القومصية ، ألهمه اللَّه رشده ، وقرن بالخير قصده ، وجعل النصيحة محفوظة عنده .
ما كان من قصدنا طرابلس وغزونا له في عقر الدار ، وما شاهده بعد رحيلنا من إخراب العمائر ، وهدم الأعمار ، وكيف كنست تلك الكنائس من بساط الأرض ، ودارت الدوائر على كل دار ، وكيف جعلت تلك الجزائر من الأجساد على ساحل البحر كالجزائر ، وكيف قتلت الرجال ، واستخدمت الأولاد ، وتملكت الحرائر ، وكيف قطعت الأشجار ، ولم يترك إلا ما يصلح لأعواد المجانيق [ إن شاء اللَّه ] والستائر ، وكيف نهبت لك ولرعيتك الأموال والحريم والأولاد والمواشي ، وكيف استغنى الفقير وتأهل العازب واستخدم الخديم وركب الماشي » .
« هذا وأنت تنظر نظر المغشى عليه من الموت ، وإذا سمعت صوتا قلت فزعا :
على هذا الصوت ، وكيف رحلنا عنك رحيل من يعود ، وأخرناك وما كان تأخيرك إلا لأجل معدود . وكيف فارقنا بلادك ، وما بقيت ماشية إلا وهى لدينا ماشية ، ولا جارية إلا وهى في ملكنا جارية ، ولا سارية إلا وهى في أيدي المعاول سارية ، ولا زرع إلا وهو محصود ، ولا موجود لك إلا وهو منك مفقود ، ولا منعت تلك المغاير التي هي في رؤس الجبال الشاهقة ، ولا تلك الأودية التي هي في التخوم مخترفة وللعقول خارقة . وكيف سقنا عنك ولم يسبقنا إلى مدينتك أنطاكية خبر .
وكيف وصلنا إليها وأنت لا تصدق أننا نبعد عنك ، وأن بعدنا فسنعود على الأثر . وها نحن نبلغك بماتم ، ونفهمك بالبلاء الذي عم »
« كان رحيلنا عنك عن طرابلس يوم الأربعاء رابع عشرين شعبان ، ونزولنا أنطاكية في مستهل شهر رمضان . وفى حالة النزول خرجت عساكرك المبارزة فكسروا ، وتناصروا فما نصروا ، وأسر من بينهم كندا اسطبل ، فسأل مراجعة أصحابك . فدخل إلى المدينة ، فخرج هو وجماعة من رهبانك وأعيان أعوانك فتحدثوا معنا ، فرأيناهم على رأيك في إتلاف النفوس بالغرض الفاسد ، وأن رأيهم في الخير مختلف ، وقولهم في الشر واحد ، فلما رأيناهم قد فات فيهم الفوت ، وأنهم قد قدر اللَّه عليهم الموت رددناهم وقلنا : « نحن الساعة لكم نحاصر ، وهذا هو الأول في الإنذار والآخر » فرجعوا متشبهين بفعلك ومعتقدين أنك تدركهم بخيلك ورجلك ، ففي بعض ساعة مر شأن المرشان ، وداخل الرهب الرهبان ، ولان للبلاء القسطلان ، وجاءهم الموت من كل مكان » .
« وفتحناها بالسيف في الساعة الرابعة من يوم السبت رابع شهر رمضان ، وقتلنا كل من أخترته لحفظها والمحاماة عنها ، وما كان أحد منهم إلا وعنده شئ من الدنيا ، فما بقي أحد منا إلا وعنده شئ منهم ومنها . فلو رأيت خيّالتك وهم صرعى تحت أرجل الخيول ، وديارك والنهاية فيها تصول ، والكسّابة فيها تجول ، وأموالك وهى توزن بالقنطار ، وداماتك وكل أربع منهن تباع ، فتشترى من مالك بدينار ، ولو رأيت كنائسك وصلبانها قد كسرت ونشرت ، وصحفها من الأناجيل المزورة قد نثرت ، وقبور البطارقة قد بعثرت. ولو رأيت عدوك المسلم وقد داس مكان القداس والمدبح ، وقد ذبح فيه الراهب والقسيس والشماس ، والبطارقة وقد دهموا بطارقة ، وأبناء الملوك وقد دخلوا في المملكة . ولو شاهدت النيران وهى في قصورك تخترق ، والقتلى بنار الدنيا قبل الآخرة تحترق ، وقصورك وأحوالها قد حالت ، وكنيسة بولص وكنيسة القسيان قد زلَّت كل منها وزالت ، لكنت تقول : « يا ليتني كنت ترابا ، ويا ليتني لم أوت بهذا الخبر كتابا » ، ولكانت نفسك تذهب من حسرتك ، ولكنت تطفى تلك النيران بماء عبرتك . ولو رأيت مغانيك وقد أقفرت من معانيك ، ومراكبك وقد أخذت في السويدية بمراكبك ، فصارت سوانيك من من شوانيك ، لتيقنت أن الإله الذي أنطاك أنطاكية منك استرجعها ، والرب الذي أعطاك قلعتها منك قلعها ، ومن الأرض أقتلعها . ولتعلم أنا قد أخذنا بحمد اللَّه منك ما كنت أخذته من حصون الإسلام وهو : دير كوش ، وشقيف تلميس ، وشقيف كفردنين ، وجميع ما كان من بلاد أنطاكية ، واستنزلنا أصحابك من الصياصي وأخذناهم بالنواصي ، وفرقناهم في الداني والقاصى ، ولم يبق شئ يطلق عليه اسم العصيان إلا النهر ، فلو استطاع لما سمى بالعاصي ، وقد أجرى دموعه ندما ، وكان يذرفها عبرة صافية ، فهو أجراها بما سفكناه فيه دما ».
« وكتابنا هذا يتضمن البشرى لك بما وهبك اللَّه من السلامة وطول العمر ، بكونك لم تكن لك في أنطاكية في هذه المدة إقامة ، وكونك ما كنت بها فتكون إما قتيلا ، وإما أسيرا ، وإما جريحا ، وإما كسيرا . وسلامة النفس هي التي يفرح بها الحي ، إذا شاهد الأموات ، ولعل اللَّه ما أخرك إلا لأن تستدرك من الطاعة والخدمة ما فات . ولما لم يسلم أحد يخبرك بما جرى خبّرناك ، ولما لم يقدر أحد يباشرك بالبشرى بسلامة نفسك وهلاك ما سواها باشرناك بهذه المفاوضة وبشّرناك ، لتتحقق الأمر على ما جرى . وبعد هذه المكاتبة لا ينبغي لك أن تكذب لنا خبرا ، كما أن بعد هذه المخاطبة يجب أن لا تسأل غيرها مخبرا »
« هذا وأنت تنظر نظر المغشى عليه من الموت ، وإذا سمعت صوتا قلت فزعا :
على هذا الصوت ، وكيف رحلنا عنك رحيل من يعود ، وأخرناك وما كان تأخيرك إلا لأجل معدود . وكيف فارقنا بلادك ، وما بقيت ماشية إلا وهى لدينا ماشية ، ولا جارية إلا وهى في ملكنا جارية ، ولا سارية إلا وهى في أيدي المعاول سارية ، ولا زرع إلا وهو محصود ، ولا موجود لك إلا وهو منك مفقود ، ولا منعت تلك المغاير التي هي في رؤس الجبال الشاهقة ، ولا تلك الأودية التي هي في التخوم مخترفة وللعقول خارقة . وكيف سقنا عنك ولم يسبقنا إلى مدينتك أنطاكية خبر .
وكيف وصلنا إليها وأنت لا تصدق أننا نبعد عنك ، وأن بعدنا فسنعود على الأثر . وها نحن نبلغك بماتم ، ونفهمك بالبلاء الذي عم »
« كان رحيلنا عنك عن طرابلس يوم الأربعاء رابع عشرين شعبان ، ونزولنا أنطاكية في مستهل شهر رمضان . وفى حالة النزول خرجت عساكرك المبارزة فكسروا ، وتناصروا فما نصروا ، وأسر من بينهم كندا اسطبل ، فسأل مراجعة أصحابك . فدخل إلى المدينة ، فخرج هو وجماعة من رهبانك وأعيان أعوانك فتحدثوا معنا ، فرأيناهم على رأيك في إتلاف النفوس بالغرض الفاسد ، وأن رأيهم في الخير مختلف ، وقولهم في الشر واحد ، فلما رأيناهم قد فات فيهم الفوت ، وأنهم قد قدر اللَّه عليهم الموت رددناهم وقلنا : « نحن الساعة لكم نحاصر ، وهذا هو الأول في الإنذار والآخر » فرجعوا متشبهين بفعلك ومعتقدين أنك تدركهم بخيلك ورجلك ، ففي بعض ساعة مر شأن المرشان ، وداخل الرهب الرهبان ، ولان للبلاء القسطلان ، وجاءهم الموت من كل مكان » .
« وفتحناها بالسيف في الساعة الرابعة من يوم السبت رابع شهر رمضان ، وقتلنا كل من أخترته لحفظها والمحاماة عنها ، وما كان أحد منهم إلا وعنده شئ من الدنيا ، فما بقي أحد منا إلا وعنده شئ منهم ومنها . فلو رأيت خيّالتك وهم صرعى تحت أرجل الخيول ، وديارك والنهاية فيها تصول ، والكسّابة فيها تجول ، وأموالك وهى توزن بالقنطار ، وداماتك وكل أربع منهن تباع ، فتشترى من مالك بدينار ، ولو رأيت كنائسك وصلبانها قد كسرت ونشرت ، وصحفها من الأناجيل المزورة قد نثرت ، وقبور البطارقة قد بعثرت. ولو رأيت عدوك المسلم وقد داس مكان القداس والمدبح ، وقد ذبح فيه الراهب والقسيس والشماس ، والبطارقة وقد دهموا بطارقة ، وأبناء الملوك وقد دخلوا في المملكة . ولو شاهدت النيران وهى في قصورك تخترق ، والقتلى بنار الدنيا قبل الآخرة تحترق ، وقصورك وأحوالها قد حالت ، وكنيسة بولص وكنيسة القسيان قد زلَّت كل منها وزالت ، لكنت تقول : « يا ليتني كنت ترابا ، ويا ليتني لم أوت بهذا الخبر كتابا » ، ولكانت نفسك تذهب من حسرتك ، ولكنت تطفى تلك النيران بماء عبرتك . ولو رأيت مغانيك وقد أقفرت من معانيك ، ومراكبك وقد أخذت في السويدية بمراكبك ، فصارت سوانيك من من شوانيك ، لتيقنت أن الإله الذي أنطاك أنطاكية منك استرجعها ، والرب الذي أعطاك قلعتها منك قلعها ، ومن الأرض أقتلعها . ولتعلم أنا قد أخذنا بحمد اللَّه منك ما كنت أخذته من حصون الإسلام وهو : دير كوش ، وشقيف تلميس ، وشقيف كفردنين ، وجميع ما كان من بلاد أنطاكية ، واستنزلنا أصحابك من الصياصي وأخذناهم بالنواصي ، وفرقناهم في الداني والقاصى ، ولم يبق شئ يطلق عليه اسم العصيان إلا النهر ، فلو استطاع لما سمى بالعاصي ، وقد أجرى دموعه ندما ، وكان يذرفها عبرة صافية ، فهو أجراها بما سفكناه فيه دما ».
« وكتابنا هذا يتضمن البشرى لك بما وهبك اللَّه من السلامة وطول العمر ، بكونك لم تكن لك في أنطاكية في هذه المدة إقامة ، وكونك ما كنت بها فتكون إما قتيلا ، وإما أسيرا ، وإما جريحا ، وإما كسيرا . وسلامة النفس هي التي يفرح بها الحي ، إذا شاهد الأموات ، ولعل اللَّه ما أخرك إلا لأن تستدرك من الطاعة والخدمة ما فات . ولما لم يسلم أحد يخبرك بما جرى خبّرناك ، ولما لم يقدر أحد يباشرك بالبشرى بسلامة نفسك وهلاك ما سواها باشرناك بهذه المفاوضة وبشّرناك ، لتتحقق الأمر على ما جرى . وبعد هذه المكاتبة لا ينبغي لك أن تكذب لنا خبرا ، كما أن بعد هذه المخاطبة يجب أن لا تسأل غيرها مخبرا »
هذه الرسالة ليس فيها مبالغة فقد اجمعت عليها المصادر.
التسامح الكبير مع الصليبيين جرى زمن عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين.
فلما جاء سلاطين المماليك وعلى رأسهم بيبرس وجدوا أن تلك السياسة لا تنفع مع الصليبيين الذين كانوا لايتركون مسلما حيا في حالة انتصارهم بل قتلوا حتى الحيوانات العائدة للمسلمين بما فيها القطط والكلاب مثلما حدث في القدس.
عندئذ عاملهم بيبرس بنفس سياستهم. والبادئ اظلم.
والظاهر بيبرس كان أمامه خيار قرأني هو قول الله تعالى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ) النحل : اية ١٢٦ .
وقد اختار الظاهر بيبرس الخيار الأول في الآية الكريمة بهدف أن يردع الغرب الصليبي عن تنظيم حملة صليبية كبيرة وإرسالها الى الشام. وقد نجح في تحقيق هذا الهدف فلم يجرؤ الغرب على تنظيم وإرسال حملة صليبية جديدة طوال العصر المملوكي كله رغم مناشدات وخطط المئات من البابوات والدعاة النصارى ورجال الدين المهووسين بالحروب الصليبية للسلطات الحاكمة في الغرب لتنظيم هذه الحملة.
بيبرس_والباطنية_الإسماعيلية قال عز الدين بن شداد من مآثر بيبرس: (مافعله بالإسماعيلية، فإنه قهرهم وقسرهم واستعبدهم ، حتى صار يبعثهم لقتل من عاداه وناوأه، ممن بعُد وقرُب) ومن أمثلة ذلك تنفيذ أمره لهم بقتل أمير صور الصليبي فيليب دي مونتفرات سنة ٦٦٧ هجرية. تاريخ الملك الظاهر/ص ٣١٣
التسامح الكبير مع الصليبيين جرى زمن عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين.
فلما جاء سلاطين المماليك وعلى رأسهم بيبرس وجدوا أن تلك السياسة لا تنفع مع الصليبيين الذين كانوا لايتركون مسلما حيا في حالة انتصارهم بل قتلوا حتى الحيوانات العائدة للمسلمين بما فيها القطط والكلاب مثلما حدث في القدس.
عندئذ عاملهم بيبرس بنفس سياستهم. والبادئ اظلم.
والظاهر بيبرس كان أمامه خيار قرأني هو قول الله تعالى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ) النحل : اية ١٢٦ .
وقد اختار الظاهر بيبرس الخيار الأول في الآية الكريمة بهدف أن يردع الغرب الصليبي عن تنظيم حملة صليبية كبيرة وإرسالها الى الشام. وقد نجح في تحقيق هذا الهدف فلم يجرؤ الغرب على تنظيم وإرسال حملة صليبية جديدة طوال العصر المملوكي كله رغم مناشدات وخطط المئات من البابوات والدعاة النصارى ورجال الدين المهووسين بالحروب الصليبية للسلطات الحاكمة في الغرب لتنظيم هذه الحملة.
بيبرس_والباطنية_الإسماعيلية قال عز الدين بن شداد من مآثر بيبرس: (مافعله بالإسماعيلية، فإنه قهرهم وقسرهم واستعبدهم ، حتى صار يبعثهم لقتل من عاداه وناوأه، ممن بعُد وقرُب) ومن أمثلة ذلك تنفيذ أمره لهم بقتل أمير صور الصليبي فيليب دي مونتفرات سنة ٦٦٧ هجرية. تاريخ الملك الظاهر/ص ٣١٣
علي_والخلفاء_د_بشار_عواد_ط2_مكتبة_الإمام_البخاري_1431هـ_2009م.pdf
9.1 MB
علي والخلفاء د. بشار عواد ط2 مكتبة الإمام البخاري 1431هـ - 2009م.pdf
ليو الطرابلسي ، ويُنطق اسمه أيضاً لاون وليون ، وهو غلام زرافة ، وزرافة كان حاجباً للخليفة العباسي المتوكل.
والراجح أن ليو الطرابلسي وقع في ايدي المسلمين حين كان صغيراً خلال غارة شنها الفضل بن قارن على ميناء أنطالية البيزنطي الواقع في جنوب آسيا الصغرى سنة ٢٤٦ هجرية ، واصبح ليو الطرابلسي من نصيب زرافة حاجب المتوكل ، فنشأ نشأة إسلامية ، ولكن الرواية البيزنطية تذكر انه نبذ النصرانية واعتنق الإسلام حين كان شاباً ، واستقر في طرابلس في الشام ولذلك عُرِفَ بالطرابلسي ، ولذلك تصفه المصادر البيزنطية وسائر الدراسات الغربية الحديثة عن الدولة البيزنطية بالمرتد ، وذلك من وجهة نظرهم الدينية الباطلة ، والحقيقة أنه باعتناقه الإسلام خرج من الظلمات إلى النور.
واصبح ليو ضمن المجاهدين في البحر ضد البيزنطيين ( الروم) ، وبخاصة من اهل طرسوس وطرابلس وكريت وغيرها.
وشن ليو الطرابلسي عدداً من الغزوات البحرية على سواحل آسيا الصغرى الجنوبية وفي عمق دولة الروم ، وشارك وقاد عدد من المعارك البحرية التي تصدت لغزوات بحرية قام بها الروم ضد إمارة كريت الإسلامية وغيرها . وقبل ان نتحدث عن أبرز غزواته ينبغي أن نشير ان تلك الغزوات كانت بجهوده الشخصية وبجهود من كان ينضم إليه من أهل طرسوس ومن مسلمي كريت ومن بعض موانئ الشام ومصر ، ولم يكن للخلافة العباسية أي دور في دعم غزواته لأنها كانت مشغولة حينذاك بفتن القرامطة وخطرهم وغاراتهم المتواصلة على بلاد الشام ، إضافة إلى أن مصر كانت قد انفصلت عن الخلافة زمن الدولة الطولونية التي دخلت بدورها في عصر الضعف والاضمحلال. وبهذا يمكن تقدير الغزوات الجريئة التي قادها ليو الطرابلسي ضد الدولة البيزنطية.
وسنعرض هنا أهم غزوتين قام بها ليو الطرابلسي ضد الدولة البيزنطية في سنة واحدة ، وأحرز فيهما انتصارين باهرين وكانت الغزوتان ضربتين موجعتين للدولة البيزنطية.
وحدثت الغزوة الاولى سنة ٢٩١ هجرية/٩٠٤م حيث انطلق ليو الطرابلسي من عروس الثغور الشامية مدينة ” طرسوس ” ومعه بعض المجاهدين الذين تمرسوا في الغزو في البحر واتجه في ساحل آسيا الصغرى غرباً وانقض على أكبر موانئ الروم على هذا الساحل وهو ميناء ” أنطالية ” ، وهي مسقط رأسه ، واقتحمها بالسيف عنوة وقتل من الروم نحو خمسة آلاف رجل وأسر نحواً من ذلك ، كما انقذ أربعة ألآف من الأسرى المسلمين الذين كانوا مسجونين في أنطالية. وتمكن من الإستيلاء على القاعدة البحرية البيزنطية في انطالية وغنم منها ستين مركباً ، فشحنها بكل ما غنمه من الذهب والفضة والمتاع والرقيق. واجمعت المصادر على انه قُدِّر نصيب كل رجل من اصحاب ليو الطرابلسي الذين شاركوا معه في هذه الغزوة بألف دينار ذهباً.
واستبشر المسلمون بهذا الفتح ، ووصلت الأخبار بهذا النصر المبين إلى بغداد في رمضان سنة ٢٩١ هجرية/ ٩٠٤م.
أما الغزوة الثانية وهي الأقوى والأخطر على الدولة البيزنطية (دولة الروم) فكانت في سنة ٢٩١ هجرية ، بعد الهجوم على أنطالية مباشرة. وهي غزوة سالونيك ، وكان الهدف من تلك الغزوة الانتقام من الدولة البيزنطية التي دأبت طوال نحو خمسين سنة سبقت الغزوة على شن غزوات بحرية عنيفة على إمارة كريت الإسلامية وعلى الولايات الإسلامية في صقلية وجنوب إيطاليا فضلا عن غاراتها البحرية على سواحل مصر والشام .
وكانت سالونيك في ذلك الحين قاعدة للأسطول البيزنطي ، وفيها ترسانة بحرية لصناعة السفن وإصلاحها ، وتلي سالونيك القسطنطينية في الأهمية ، وهي عاصمة إقليم مقدونيا ، وتُعتبر ملتقى طرق عديدة واهمها الطريق القديم الذي كان يربط بين روما العاصمة الرومانية القديمة وبين القسطنطينية وبلاد الشرق وتقع على راس خليج يمتد بعمق من بحر إيجه إلى داخل بلاد اليونان. وقد بُنيت سنة ٣١٥ ق.م ، وسُميت بإسم سالونيكي ابنة موحد بلاد الاغريق فيليب المقدوني ، وشقيقة ابنه الأسكندر الأكبر.
ولسالونيك أهمية دينية فقد ورد ذِكْرُها في الكتاب المقدس عند النصارى ، فقد وجَّه بولس الذي يسميه النصارى بالرسول رسالتين إلى أهل تسالونيكي ، الأولى : تقع في خمس اصحاحات وتستغرق خمس صفحات ، والثانية : تقع في ثلاث اصحاحات وتستغرق ثلاث صفحات. إضافة إلى أن ضريح المدعو ” القديس ديمتريوس ” يقع داخل هذه المدينة ، وكان الروم وبخاصة اهل تسالونيك يقدسونه إلى درجة العبادة له من دون الله ويلجأون إليه في الملمات والشدائد لينقذهم منها طبقاً لعقائدهم الباطلة. وكل هذا يشير إلى أهميتها الدينية في الوجدان الرومي ( البيزنطي ). كما كانت سالونيك مركزاً فكرياً وثقافياً وفنياً يضاهي العاصمة القسطنطينية.
ويمكن اعتبار سالونيك في ذلك الحين بمثابة العاصمة الاقتصادية للدولة البيزنطية ، فقد نمت فيها تجارة الاستيراد والتصدير بشكل كبير وأصبحت من أشهر الحواضر التجارية في الدولة البيزنطية وفي اوربا العصور الوسطى فكانت السفن التجارية تقصدها من كل مكان محملة بمنتجات الأقطار القادمة منها ، ويتم فيها تبادل السلع فتعود كل سفينة بسلع اخرى الى
والراجح أن ليو الطرابلسي وقع في ايدي المسلمين حين كان صغيراً خلال غارة شنها الفضل بن قارن على ميناء أنطالية البيزنطي الواقع في جنوب آسيا الصغرى سنة ٢٤٦ هجرية ، واصبح ليو الطرابلسي من نصيب زرافة حاجب المتوكل ، فنشأ نشأة إسلامية ، ولكن الرواية البيزنطية تذكر انه نبذ النصرانية واعتنق الإسلام حين كان شاباً ، واستقر في طرابلس في الشام ولذلك عُرِفَ بالطرابلسي ، ولذلك تصفه المصادر البيزنطية وسائر الدراسات الغربية الحديثة عن الدولة البيزنطية بالمرتد ، وذلك من وجهة نظرهم الدينية الباطلة ، والحقيقة أنه باعتناقه الإسلام خرج من الظلمات إلى النور.
واصبح ليو ضمن المجاهدين في البحر ضد البيزنطيين ( الروم) ، وبخاصة من اهل طرسوس وطرابلس وكريت وغيرها.
وشن ليو الطرابلسي عدداً من الغزوات البحرية على سواحل آسيا الصغرى الجنوبية وفي عمق دولة الروم ، وشارك وقاد عدد من المعارك البحرية التي تصدت لغزوات بحرية قام بها الروم ضد إمارة كريت الإسلامية وغيرها . وقبل ان نتحدث عن أبرز غزواته ينبغي أن نشير ان تلك الغزوات كانت بجهوده الشخصية وبجهود من كان ينضم إليه من أهل طرسوس ومن مسلمي كريت ومن بعض موانئ الشام ومصر ، ولم يكن للخلافة العباسية أي دور في دعم غزواته لأنها كانت مشغولة حينذاك بفتن القرامطة وخطرهم وغاراتهم المتواصلة على بلاد الشام ، إضافة إلى أن مصر كانت قد انفصلت عن الخلافة زمن الدولة الطولونية التي دخلت بدورها في عصر الضعف والاضمحلال. وبهذا يمكن تقدير الغزوات الجريئة التي قادها ليو الطرابلسي ضد الدولة البيزنطية.
وسنعرض هنا أهم غزوتين قام بها ليو الطرابلسي ضد الدولة البيزنطية في سنة واحدة ، وأحرز فيهما انتصارين باهرين وكانت الغزوتان ضربتين موجعتين للدولة البيزنطية.
وحدثت الغزوة الاولى سنة ٢٩١ هجرية/٩٠٤م حيث انطلق ليو الطرابلسي من عروس الثغور الشامية مدينة ” طرسوس ” ومعه بعض المجاهدين الذين تمرسوا في الغزو في البحر واتجه في ساحل آسيا الصغرى غرباً وانقض على أكبر موانئ الروم على هذا الساحل وهو ميناء ” أنطالية ” ، وهي مسقط رأسه ، واقتحمها بالسيف عنوة وقتل من الروم نحو خمسة آلاف رجل وأسر نحواً من ذلك ، كما انقذ أربعة ألآف من الأسرى المسلمين الذين كانوا مسجونين في أنطالية. وتمكن من الإستيلاء على القاعدة البحرية البيزنطية في انطالية وغنم منها ستين مركباً ، فشحنها بكل ما غنمه من الذهب والفضة والمتاع والرقيق. واجمعت المصادر على انه قُدِّر نصيب كل رجل من اصحاب ليو الطرابلسي الذين شاركوا معه في هذه الغزوة بألف دينار ذهباً.
واستبشر المسلمون بهذا الفتح ، ووصلت الأخبار بهذا النصر المبين إلى بغداد في رمضان سنة ٢٩١ هجرية/ ٩٠٤م.
أما الغزوة الثانية وهي الأقوى والأخطر على الدولة البيزنطية (دولة الروم) فكانت في سنة ٢٩١ هجرية ، بعد الهجوم على أنطالية مباشرة. وهي غزوة سالونيك ، وكان الهدف من تلك الغزوة الانتقام من الدولة البيزنطية التي دأبت طوال نحو خمسين سنة سبقت الغزوة على شن غزوات بحرية عنيفة على إمارة كريت الإسلامية وعلى الولايات الإسلامية في صقلية وجنوب إيطاليا فضلا عن غاراتها البحرية على سواحل مصر والشام .
وكانت سالونيك في ذلك الحين قاعدة للأسطول البيزنطي ، وفيها ترسانة بحرية لصناعة السفن وإصلاحها ، وتلي سالونيك القسطنطينية في الأهمية ، وهي عاصمة إقليم مقدونيا ، وتُعتبر ملتقى طرق عديدة واهمها الطريق القديم الذي كان يربط بين روما العاصمة الرومانية القديمة وبين القسطنطينية وبلاد الشرق وتقع على راس خليج يمتد بعمق من بحر إيجه إلى داخل بلاد اليونان. وقد بُنيت سنة ٣١٥ ق.م ، وسُميت بإسم سالونيكي ابنة موحد بلاد الاغريق فيليب المقدوني ، وشقيقة ابنه الأسكندر الأكبر.
ولسالونيك أهمية دينية فقد ورد ذِكْرُها في الكتاب المقدس عند النصارى ، فقد وجَّه بولس الذي يسميه النصارى بالرسول رسالتين إلى أهل تسالونيكي ، الأولى : تقع في خمس اصحاحات وتستغرق خمس صفحات ، والثانية : تقع في ثلاث اصحاحات وتستغرق ثلاث صفحات. إضافة إلى أن ضريح المدعو ” القديس ديمتريوس ” يقع داخل هذه المدينة ، وكان الروم وبخاصة اهل تسالونيك يقدسونه إلى درجة العبادة له من دون الله ويلجأون إليه في الملمات والشدائد لينقذهم منها طبقاً لعقائدهم الباطلة. وكل هذا يشير إلى أهميتها الدينية في الوجدان الرومي ( البيزنطي ). كما كانت سالونيك مركزاً فكرياً وثقافياً وفنياً يضاهي العاصمة القسطنطينية.
ويمكن اعتبار سالونيك في ذلك الحين بمثابة العاصمة الاقتصادية للدولة البيزنطية ، فقد نمت فيها تجارة الاستيراد والتصدير بشكل كبير وأصبحت من أشهر الحواضر التجارية في الدولة البيزنطية وفي اوربا العصور الوسطى فكانت السفن التجارية تقصدها من كل مكان محملة بمنتجات الأقطار القادمة منها ، ويتم فيها تبادل السلع فتعود كل سفينة بسلع اخرى الى
بلدانها غير تلك التي جاءت بها. وكان بها سوق سنوي كبير يستمر أسبوعاً ويقصده التجار من سائر ارجاء العالم يسمونه ” سوق القديس ديمتريوس ” حيث تزدحم سالونيك بالوافدين إلى ذلك السوق. وأصبحت تنافس وتضاهي العاصمة القسطنطينية في المكانة والسمعة. ومما ساعد سالونيك على الازدهار الاقتصادي انها لم تتعرض لتهديد مباشر خلال قرنين من الزمان قبل غزوة وليم الطرابلسي.
وقد خرج ليو الطرابلسي من طرسوس بعدد من السفن المحملة بالمجاهدين وانضم إليه عدد آخر من سفن إمارة كريت المسلمة أضافة الى سفن من موانئ الشام ومصر بحيث اصبح تحت إمرة ليو الطرابلسي اربعاً وخمسين سفينة تجمعت في كريت وأبحرت شمالاً صوب بحر إيجه.
وتذكر بعض المراجع الغربية ان الهدف الذي انتوى ليو الطرابلسي ان يتجه إليه هو العاصمة القسطنطينية ، لكن من الصعب التسليم بهذا الرأي ، إذا يبدو أن هؤلاء المؤرخين توهموا هذا الهدف من خط سير ليو الذي اقترب من القسطنطينية وهاجم بعض المناطق في بحر مرمرة كنوع من التضليل والتمويه على هدفه الحقيقي وهو سالونيك ، إضافة إلى أن القائد ليو الطرابلسي متمرس في الحروب البحرية ضد البيزنطيين ويعرف حصانة القسططنطينية وموقعها الفريد ، وأنه لا يمكنه ان يغزوها وينتصر عليها إلا بقوات بحرية وبرية كبيرة جداً ، وهذا غير متوفر له فليس تحت يده سوى أربع وخمسين سفينة برجالها لذلك فإن هدفه كان منذ البداية مدينة سالونيك الضعيفة التحصين والتي لا يحيط بها إلا أسوار ضعيفة وبعض أجزاء الاسوار منخفضة يسهل اقتحام المدينة منها.
وسار ليو الطرابلسي بسفنه في بحر إيجه ثم اتجه نحو مضيق الدردنيل، وأغار على مدينة أبيدوس الواقعة شرقي المضيق ، ونجح ليو الطرابلسي في خداع الروم فقد توهم الامبراطور البيزنطي ليو السادس ، المُلَقَّب بالحكيم ، أن هدف الطرابلسي هو القسطنطينية ، فامر قائد الاسطول البيزنطي إيستاثيوس Eustathius بالتصدي للطرابلسي ومنعه من الوصول للقسطنطينية، وأخذ القائد البيزنطي يراقب تحركات الطرابلسي الذي عبر الدردنيل وحاصر مدينة باريوم في جنوب بحر مرمرة ، ثم انسحب عنها وعاد أدراجه عبر مضيق الدردنيل واتجه في بحر إيجه صوب شبه جزيرة خلقدونية ، ودار حولها متجهاً إلى سالونيك ، وارتكب القائد البيزنطي خطأً فادحاً ، ولم يواجه الطرابلسي وعاد إلى القسطنطينية باسطوله ليخبر الإمبراطور بهدف الطرابلس الحقيقي. ويبدو أن الامبراطور غضب على قائده ، فعزله وأسند قيادة الأسطول لوزيره الاول هيميريوس Himerius ، لكن هيميريوس ادرك ان الطرابلسي قد فاته فعاد إلى القسطنطينية.
وحاول الامبراطور ، بعد ان ادرك ضعف تحصينات سالونيك ، تقوية تحصيناتها ، وقام بإرسال دفعات من القوات إلى سالونيك ، وعلى رأس كل دفعة قائد جديد ، فوقع الأضطراب بين أولئك القادة ، و أصبح كل قائد يضع خططه الخاصة بالدفاع ، ثم ياتي القائد الذي بعده فينقضها ويضع خطة جديدة ، وكان أولهم بتروناس Petronas الذي عدل عن تقوية الاسوار ، وأمر بإلقاء أحجار كبيرة حول رصيف الميناء لتعوق سفن المسلمين من الدخول ، وجاءت دفعة ثانية من القوات بقيادة قائد يُدعى ليون ، فامر بوقف إلقاء الأحجار في المياه المحيطة برصيف الميناء ، وشرع في ترميم الأسوار وتحصينها ، وجاءت الدفعة الثالثة من القوات بقيادة قائد يدعى نيقتاس Niketas فانضم إلى ليون وأثنا تفقدهما لأسوار سالونيك سقط ليون عن ظهر فرسه وأصيب بجروج شديدة ، فعمد نيقتاس الى تكوين جيش جديد من سكان المدينة غير المُدربين ، كما استقدم بعض الجنود الصقالبة من المناطق القريبة من سالونيك.
اما معظم سكان سالونيك فقد لاذوا بكنائسهم وبضريح ” قديسهم ديمتريوس ” يستغيثون به ويتضرعون إليه ان يحميهم من غزو المسلمين لمدينتهم.
وتقدّم ليو الطرابلسي برجاله وسفنه نحو سالونيك فوصلها يوم الاحد الثاني عشر من رمضان سنة ٢٩١ هجرية/الموافق ٢٩ يوليو ٩٠٤م. فساد الخوف والذعر بين أهالي سالونيك وانغمسوا في شركهم داخل كنائسهم يتضرعو ويستنجدون بقديسهم ديمتريوس.
وتقدم ليو الطرابلسي بقواته وشن هجمات سريعة بهدف اختبار قوة التحصينات عن سالونيك وقدرة المدافعين عنها. وفي الثالث عشر من رمضان ٢٩١ هجرية/ ٣٠ يوليو ٩٠٤م هاجم المسلمون أسوار سالونيك واستخدموا المنجنيقات والسهام وتمكن بعضهم من الوصول إلى الجزء الشرقي من الأسوار وهاجموا بوابة تُسمى بوابة روما ، وأسندوا بعض السلالم على السور للصعود إلى أعلى السور ، ولكن المدافعين تمكنوا من صد هذه المحاولة. وطبق المسلمون في آخر اليوم خطة جديدة تتمثل في ملء قوارب صغيرة بالنفط والكبريت والحطب ونقلوها إلى جوار بوابة روما وبوابة أخرى قريبة منها وأضرموا النيران في القوارب ، فاحترقت بوابة روما والبوابة القريبة منها ، وحين انهارت البوابتان اتضح ان خلفهما بوابتان من الحجارة القوية.
وقد خرج ليو الطرابلسي من طرسوس بعدد من السفن المحملة بالمجاهدين وانضم إليه عدد آخر من سفن إمارة كريت المسلمة أضافة الى سفن من موانئ الشام ومصر بحيث اصبح تحت إمرة ليو الطرابلسي اربعاً وخمسين سفينة تجمعت في كريت وأبحرت شمالاً صوب بحر إيجه.
وتذكر بعض المراجع الغربية ان الهدف الذي انتوى ليو الطرابلسي ان يتجه إليه هو العاصمة القسطنطينية ، لكن من الصعب التسليم بهذا الرأي ، إذا يبدو أن هؤلاء المؤرخين توهموا هذا الهدف من خط سير ليو الذي اقترب من القسطنطينية وهاجم بعض المناطق في بحر مرمرة كنوع من التضليل والتمويه على هدفه الحقيقي وهو سالونيك ، إضافة إلى أن القائد ليو الطرابلسي متمرس في الحروب البحرية ضد البيزنطيين ويعرف حصانة القسططنطينية وموقعها الفريد ، وأنه لا يمكنه ان يغزوها وينتصر عليها إلا بقوات بحرية وبرية كبيرة جداً ، وهذا غير متوفر له فليس تحت يده سوى أربع وخمسين سفينة برجالها لذلك فإن هدفه كان منذ البداية مدينة سالونيك الضعيفة التحصين والتي لا يحيط بها إلا أسوار ضعيفة وبعض أجزاء الاسوار منخفضة يسهل اقتحام المدينة منها.
وسار ليو الطرابلسي بسفنه في بحر إيجه ثم اتجه نحو مضيق الدردنيل، وأغار على مدينة أبيدوس الواقعة شرقي المضيق ، ونجح ليو الطرابلسي في خداع الروم فقد توهم الامبراطور البيزنطي ليو السادس ، المُلَقَّب بالحكيم ، أن هدف الطرابلسي هو القسطنطينية ، فامر قائد الاسطول البيزنطي إيستاثيوس Eustathius بالتصدي للطرابلسي ومنعه من الوصول للقسطنطينية، وأخذ القائد البيزنطي يراقب تحركات الطرابلسي الذي عبر الدردنيل وحاصر مدينة باريوم في جنوب بحر مرمرة ، ثم انسحب عنها وعاد أدراجه عبر مضيق الدردنيل واتجه في بحر إيجه صوب شبه جزيرة خلقدونية ، ودار حولها متجهاً إلى سالونيك ، وارتكب القائد البيزنطي خطأً فادحاً ، ولم يواجه الطرابلسي وعاد إلى القسطنطينية باسطوله ليخبر الإمبراطور بهدف الطرابلس الحقيقي. ويبدو أن الامبراطور غضب على قائده ، فعزله وأسند قيادة الأسطول لوزيره الاول هيميريوس Himerius ، لكن هيميريوس ادرك ان الطرابلسي قد فاته فعاد إلى القسطنطينية.
وحاول الامبراطور ، بعد ان ادرك ضعف تحصينات سالونيك ، تقوية تحصيناتها ، وقام بإرسال دفعات من القوات إلى سالونيك ، وعلى رأس كل دفعة قائد جديد ، فوقع الأضطراب بين أولئك القادة ، و أصبح كل قائد يضع خططه الخاصة بالدفاع ، ثم ياتي القائد الذي بعده فينقضها ويضع خطة جديدة ، وكان أولهم بتروناس Petronas الذي عدل عن تقوية الاسوار ، وأمر بإلقاء أحجار كبيرة حول رصيف الميناء لتعوق سفن المسلمين من الدخول ، وجاءت دفعة ثانية من القوات بقيادة قائد يُدعى ليون ، فامر بوقف إلقاء الأحجار في المياه المحيطة برصيف الميناء ، وشرع في ترميم الأسوار وتحصينها ، وجاءت الدفعة الثالثة من القوات بقيادة قائد يدعى نيقتاس Niketas فانضم إلى ليون وأثنا تفقدهما لأسوار سالونيك سقط ليون عن ظهر فرسه وأصيب بجروج شديدة ، فعمد نيقتاس الى تكوين جيش جديد من سكان المدينة غير المُدربين ، كما استقدم بعض الجنود الصقالبة من المناطق القريبة من سالونيك.
اما معظم سكان سالونيك فقد لاذوا بكنائسهم وبضريح ” قديسهم ديمتريوس ” يستغيثون به ويتضرعون إليه ان يحميهم من غزو المسلمين لمدينتهم.
وتقدّم ليو الطرابلسي برجاله وسفنه نحو سالونيك فوصلها يوم الاحد الثاني عشر من رمضان سنة ٢٩١ هجرية/الموافق ٢٩ يوليو ٩٠٤م. فساد الخوف والذعر بين أهالي سالونيك وانغمسوا في شركهم داخل كنائسهم يتضرعو ويستنجدون بقديسهم ديمتريوس.
وتقدم ليو الطرابلسي بقواته وشن هجمات سريعة بهدف اختبار قوة التحصينات عن سالونيك وقدرة المدافعين عنها. وفي الثالث عشر من رمضان ٢٩١ هجرية/ ٣٠ يوليو ٩٠٤م هاجم المسلمون أسوار سالونيك واستخدموا المنجنيقات والسهام وتمكن بعضهم من الوصول إلى الجزء الشرقي من الأسوار وهاجموا بوابة تُسمى بوابة روما ، وأسندوا بعض السلالم على السور للصعود إلى أعلى السور ، ولكن المدافعين تمكنوا من صد هذه المحاولة. وطبق المسلمون في آخر اليوم خطة جديدة تتمثل في ملء قوارب صغيرة بالنفط والكبريت والحطب ونقلوها إلى جوار بوابة روما وبوابة أخرى قريبة منها وأضرموا النيران في القوارب ، فاحترقت بوابة روما والبوابة القريبة منها ، وحين انهارت البوابتان اتضح ان خلفهما بوابتان من الحجارة القوية.
وامضى المسلمون ليلتهم في الاستعداد للهجوم النهائي على سالونيك. وفي صبيحة الرابع عشر من رمضان ٢٩١ هجرية/٣١ يوليو شن المسلمون هجوماً عزوماً بالسهام والرماح وقوارير النفط الحارقة ، على المدافعين عن الأسوار فلم يستطع المدافعون الصمود فتقهقروا وهرب بعضهم ، فاندفع الابطال المسلمون وتسلقوا الأسوار ونزلوا إلى داخل سالونيك وفتحوا بقية البوابات ، ودارت معارك حامية الوطيس في شوارع سالونيك وأزقتها ، وتمكن المسلمون من القضاء على كل جيوب المقاومة وأحرزوا انتصاراً ساحقاً ، واصبحت سالونيك بكل ما فيها غنيمة سائغة لهم.
وقد مكث ليو الطرابلسي ورجاله في سالونيك عشرة أيام جمعوا فيها من الغنائم كل ما غلا ثمنه وسَهُل حمله في سفنهم وفي المراكب التي غنموها من ميناء سالونيك ، وأسروا من سالونيك اثنين وعشرين ألف أسير يشكلون عُشر سكان المدينة وكان ضمن الأسرى يوحنا كامينياتي الذي أرَخ تاريخ هذه الغزوة بالتفصيل ، ويمكن أن نستنتج من روايته – أنهم يشكلون عُشر سكان المدينة – ان المسلمين اختاروا اسراهم بعناية فلم يأخذوا إلا كل من يمكن مبادلته بأسرى مسلمين في ايدي الروم ، أو يمكن بيعه بسهولة في أسواق الرقيق.
ولم يكن هدف ليو الطرابلسي – منذ البداية – الفتح الدائم لسالونيك ، لأنه كان يُدرك أنه يصعب الاحتفاظ بهذه المدينة في قلب دولة الروم التي لن تسكت على ضياعها وسوف تحشد كل امكاناتها لاستعادتها ، وكان الهدف الرئيس لليو الطرابلسي تسديد ضربة موجعة للدولة البيزنطية رداً على غزواتها المتلاحقة على إمارة كريت الإسلامية وغيرها من بلاد المسلمين.
ثم أمر ليو الطرابلسي قواته بالرحيل بكل ما حازوه من غنائم وأسرى ، وأرسل الامبراطور ليو السادس بعض قطع الاسطول لمطاردة ليو ورجاله ، واستطاع ليو ان يتجنب الاشتباك مع السفن البيزنطية حفاظاً على الغنائم والاسرى التي بحوزته ، وتوقف للراحة في بعض جزائر بحر أيجه التي تخضع لإمارة كريت الإسلامية ، واخيراً وصل ليو ورجاله بغنائمهم وأسراهم الى مدينة الخندق عاصمة كريت الإسلامية فجرى لهم استقبال حافل من مسلمي كريت ، وجرى إرسال الغنائم والأسرى إلى طرسوس وبعض موانئ مصر والشام واستبقى أهل كريت جزءأً من تلك الغنائم والأسرى.
وقد اعتبر المؤرخون الغربيون غزوة سالونيك من أكبر الكوارث التي حلَّت بالدولة البيزنطية عبر تاريخها الطويل ، وقد أسقطت هيبتها في نظر جيرانها الآخرين مثل البلغار والروس وغيرهم وطمعوا في ممتلكاتها وحققوا بعض أطماعهم فيها.
كتبه. أ . د/ علي بن محمد عودة الغامدي.
وقد مكث ليو الطرابلسي ورجاله في سالونيك عشرة أيام جمعوا فيها من الغنائم كل ما غلا ثمنه وسَهُل حمله في سفنهم وفي المراكب التي غنموها من ميناء سالونيك ، وأسروا من سالونيك اثنين وعشرين ألف أسير يشكلون عُشر سكان المدينة وكان ضمن الأسرى يوحنا كامينياتي الذي أرَخ تاريخ هذه الغزوة بالتفصيل ، ويمكن أن نستنتج من روايته – أنهم يشكلون عُشر سكان المدينة – ان المسلمين اختاروا اسراهم بعناية فلم يأخذوا إلا كل من يمكن مبادلته بأسرى مسلمين في ايدي الروم ، أو يمكن بيعه بسهولة في أسواق الرقيق.
ولم يكن هدف ليو الطرابلسي – منذ البداية – الفتح الدائم لسالونيك ، لأنه كان يُدرك أنه يصعب الاحتفاظ بهذه المدينة في قلب دولة الروم التي لن تسكت على ضياعها وسوف تحشد كل امكاناتها لاستعادتها ، وكان الهدف الرئيس لليو الطرابلسي تسديد ضربة موجعة للدولة البيزنطية رداً على غزواتها المتلاحقة على إمارة كريت الإسلامية وغيرها من بلاد المسلمين.
ثم أمر ليو الطرابلسي قواته بالرحيل بكل ما حازوه من غنائم وأسرى ، وأرسل الامبراطور ليو السادس بعض قطع الاسطول لمطاردة ليو ورجاله ، واستطاع ليو ان يتجنب الاشتباك مع السفن البيزنطية حفاظاً على الغنائم والاسرى التي بحوزته ، وتوقف للراحة في بعض جزائر بحر أيجه التي تخضع لإمارة كريت الإسلامية ، واخيراً وصل ليو ورجاله بغنائمهم وأسراهم الى مدينة الخندق عاصمة كريت الإسلامية فجرى لهم استقبال حافل من مسلمي كريت ، وجرى إرسال الغنائم والأسرى إلى طرسوس وبعض موانئ مصر والشام واستبقى أهل كريت جزءأً من تلك الغنائم والأسرى.
وقد اعتبر المؤرخون الغربيون غزوة سالونيك من أكبر الكوارث التي حلَّت بالدولة البيزنطية عبر تاريخها الطويل ، وقد أسقطت هيبتها في نظر جيرانها الآخرين مثل البلغار والروس وغيرهم وطمعوا في ممتلكاتها وحققوا بعض أطماعهم فيها.
كتبه. أ . د/ علي بن محمد عودة الغامدي.
اَللَّهُمّ كَمَا أَكْرَمَتْنَا بِبُلُوغ رَمَضَان أَكْرَمْنَا بِبُلُوغ تَمَامَه وَارزقنا القُبُول والعتق مِن النِيرَان اَللَّهُمّ إنا نَسْأَلُك قبول الصِّيَام وَالقِيَام وَلَا تَجْعَلُنَا مِن الخَاسِرَيْن اَللَّهُمّ تَقبل مِنّا واغفر لنا وَأعْتِق رِقَابِنَا وَرِقَاب آبَائِنَا وامهاتنا مِن النَّار يَأْرَب العَالَمِينَ اَللَّهُمّ اِجْعَل سَعْيِنَا فِي رَمَضَان مشكورًا وَذَنَّبْنَا فِيه مَغْفُورًا وَعَملْنَا فِيه متقبَّلا يَارَبّ العَالَمِينَ اَللَّهُمّ إنا نَسْأَلُك الجَنَّة وماقرَب إِلَيْهَا مِن قَوْل أَوعَمَلٍ اَللَّهُمّ اِغْفِر لِأَحِبَّة سَبَقُونَا إِلَى الآخِرَةِ وَكَانُوا يَتَمَنَّوْن إدراك شهر رَمَضَانِ اَللَّهُمّ أَفْسِح لَهُم فِي قُبُورِهُم وَاِجْعَل الجِنَان مَسَاكِنَهُمْ اَللَّهُمّ لَا تَخَرَّجْنَا مِن رَمَضَان إِلَا وَقَد أَصْلَحْت حَالِنَا وَحَال أَحِبَّتِنَا وَبِلادنا وغَفَرْت ذَنَبِنَا وَتَقَبَّلْت طاعتنا رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنا إنَّكَ أَنْتَ السَّميع العليم وَاغْفِرْ لَنَا إنَّك أنت الغَفور الرحيم اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنْ أُمَّةِ حَبِيبِكَ مُحَمَّد صَلَّى اللُه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُل مَكَانٍ الْمِحَنَ وَالبَلايَا وَالفِتَنَ وَالرَّزَايَا اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الغَلَاءَ وَالوَباءَ رَبُّنا أَنزِلْ رَحْمَةً مِن رَحمَتِكَ وَشِفَاءً مِن شِفَائِكَ عَلَی مَرْضانا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلَّم و بَارِك عَلَی سَيِّدِنَا و نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَی آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً
#معركة_حارم
#أسبابها_وحوادثها_ونتائجها
أكبر وأضخم نصر حققه نور الدين محمود زنكي في رمضان سنة 559 هجرية ضد الحلف الصليبي الرومي الأرمني. فلولا هذا النصر العظيم الذي قدّره الله تعالى على يد نور الدين محمود لما قامت الجبهة الاسلامية المتحدة ولما تم القضاء على الدولة العبيدية وعقائدها الباطلة في مصر والشام.
وهذا النصر العظيم وقع في منتصف رمضان 559 في معركة حارم التي حدثت في وقت عصيب ، ففي ذلك العام تدخل نور الدين في مصر بعد ان استخار الله شهرا .
فقد حدث النزاع بين شاور وضرغام داخل الدولة العبيدية على السلطة وهرب شاور بعد هزيمته الى نور الدين في الشام وطلب مساعدته لاسترداد السلطة !!! .
ولكن نور الدين خشي ان تقع مصر بيد الصليبيين خصوصا وانهم يسيطرون على فلسطين كلها ويفصلونه عنها وهم الأقرب اليها منه ، واطماعهم في احتلالها مشهورة. وقد وعد شاور نور الدين ان يعطيه ثلث خراج مصر اذا ساعده وان يمنح عساكره ممتلكات واراض في مصر ولكن نور الدين تردد وظل يقدم رجلاً ويؤخر اخرى.
وازاء هذه الحيرة لجأ نورالدين الى الله ومكث يقرأ القران ويستخير ربه شهرا كاملا كما تقول المصادر.
فعقد الله له العزم على التدخل في مصر.
واختار نور الدين خيرة عساكره وارسلها الى مصر بقيادة قائده الكردي المحنك اسد الدين شيركوه الذي كان معه في تلك الحملة ابن اخيه الشاب صلاح الدين .
وصل جيش نور الدين الى مصر وساعد شاور في القضاء على ضرغام .
ولما سيطر شاور على مصر تنكّر لعهده لنور الدين وطلب من اسد الدين شيركوه مغادرة مصر , ورفض شيركوة الانسحاب وطالب شاور بتنفيذ وعده لنور الدين واستولى اسد الدين شيركوه على بلبيس شمال شرق القاهرة كي يضغط على شاور لتنفيذ وعوده .
وهنا لم يتورع شاور عن الخيانة فارسل يستنجد بملك مملكة القدس الصليبي عموري الاول ضد جيش نور الدين فجاء عموري وحاصر شيركوه وجيشه في بلبيس.
واستشعر نور الدين الخطر على جيشه المحصور في بلبيس فبدأ يضغط على الصليبيين في الشام وارسل يستنجد بالحكام المسلمين في الموصل وحصن كيفا وغيرها.
وكان يحكم حصن كيفا في اعالي نهر دجلة فخر الدين قرا أرسلان الارتقي الذي قال لما قرأ رسالة نور الدين قولا يعتبر شهادة بالتقوى والعبادة لنور الدين قال:-لقد تحشف نور الدين من كثرة الصوم والصلاة فاصبح يرمي بنفسه في المعارك دون خوف. واخبر اصحابه انه لن ينجد نور الدين وسيبقي في بلاده بعيدا.
وفي صبيحة اليوم التالي سمع اصحابه مناديه ينادي بالخروج للجهاد مع نور الدين فجاؤا اليه وقالو:ماعداممابدا تركناك على حال بالامس نرى الان ضدها.
فقال ان نور الدين استعمل معي طريقا ان لم انجده خرجت البلاد من يدي فقد ارسل الى العلماء والعباد يحثهم على الدعوة للجهاد فاصبحوا يدعون عليّ وتلقى نور الدين النجدات من هذا الامير ومن الموصل ومن دياربكر وغيرها من مناطق الجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات .
اما الصليبيون فتحالفوا مع الروم والارمن وشكلوا جيشا نصرانيا متحدا يزيد عن 30 ألف مقاتل وكان من أشهر قادة التحالف النصراني الامراء بوهمند الثالث أمير انطاكية, وريموند الثالث أمير طرابلس, والدوك قسطنطين كولومان قائد الروم في جنوب جبال طوروس وجوسلين 3,وثوروس الارمني وغيرهم
وتمكن نور الدين بفضل الخطة الرائعة التي وضعها من تطويق الجيوش النصرانية عند حارم في منتصف رمضان سنة 559 هجرية وانزل بها هزيمة ساحقة ماحقة وكان عدد قتلى النصارى يزيد عن 10 ألاف قتيل ووقع من بقي حيا في اسر المسلمين بما فيهم اميري أنطاكية وطرابلس وقائد الروم وجوسلين الثالث .
ولم ينج الا القليل من الفارين ومنهم الامير ثوروس الارمني الذي فر الى جبال قيليقة وغنم المسلمون بقيادة نور الدين كل ماكان مع العدو من اسلحة ومؤن واستغل نور الدين النصر على الفور وسار بقواته الى الجولان واسترد عاصمتها بانياس في اواخر رمضان سنة559هجرية وتعتبر بانياس مفتاح القدس.
ولما سمع عموري ملك بيت المقدس بهزيمة قومه امام نور الدين اتصل بشيركوه داخل بلبيس واتفق معه على فك الحصارعنه على ان ينسحب الجانبان عن مصر وعاد عموري الى الشام لترميم ما اصاب الصليبيين من دمار وافتداء الاسرى الذين وقعوا في اسر نور الدين. اما مصر فسوف يفوز بها نور الدين بعد 4 سنوات
ولم يطلق نورالدين الامراء الصليبيين وحلفائهم الا مقابل فدية ضخمة بلغت 600 ألف دينار ذهب. وكان نور الدين قد أبطل الضرائب التي تبلغ مليون درهم وكان ذلك الابطال قبل معركة حارم بسنوات وذلك خوفا من الله وورعا .فعوضه باضعاف تلك الضرائب الملغاة بهذا المبلغ الكبير الذي استغله على احسن وجه فقد بنى به عشرات المدارس في بلاده لتعليم النشئ العقيدة الصحيحة والقضاء على عقائد الرفض التي عمت بلاد الشام زمن العبيديين وعين المدرسين في تلك المدارس على المذاهب السنية الاربعة: الشافعية والحنبلية والحنفية والمالكية وهذا النصر الذي حققه نور الدين في رمضان هو أكبر انتصاراته.
كتبه. أ . د .علي بن محمد عودة الغامدي.
#أسبابها_وحوادثها_ونتائجها
أكبر وأضخم نصر حققه نور الدين محمود زنكي في رمضان سنة 559 هجرية ضد الحلف الصليبي الرومي الأرمني. فلولا هذا النصر العظيم الذي قدّره الله تعالى على يد نور الدين محمود لما قامت الجبهة الاسلامية المتحدة ولما تم القضاء على الدولة العبيدية وعقائدها الباطلة في مصر والشام.
وهذا النصر العظيم وقع في منتصف رمضان 559 في معركة حارم التي حدثت في وقت عصيب ، ففي ذلك العام تدخل نور الدين في مصر بعد ان استخار الله شهرا .
فقد حدث النزاع بين شاور وضرغام داخل الدولة العبيدية على السلطة وهرب شاور بعد هزيمته الى نور الدين في الشام وطلب مساعدته لاسترداد السلطة !!! .
ولكن نور الدين خشي ان تقع مصر بيد الصليبيين خصوصا وانهم يسيطرون على فلسطين كلها ويفصلونه عنها وهم الأقرب اليها منه ، واطماعهم في احتلالها مشهورة. وقد وعد شاور نور الدين ان يعطيه ثلث خراج مصر اذا ساعده وان يمنح عساكره ممتلكات واراض في مصر ولكن نور الدين تردد وظل يقدم رجلاً ويؤخر اخرى.
وازاء هذه الحيرة لجأ نورالدين الى الله ومكث يقرأ القران ويستخير ربه شهرا كاملا كما تقول المصادر.
فعقد الله له العزم على التدخل في مصر.
واختار نور الدين خيرة عساكره وارسلها الى مصر بقيادة قائده الكردي المحنك اسد الدين شيركوه الذي كان معه في تلك الحملة ابن اخيه الشاب صلاح الدين .
وصل جيش نور الدين الى مصر وساعد شاور في القضاء على ضرغام .
ولما سيطر شاور على مصر تنكّر لعهده لنور الدين وطلب من اسد الدين شيركوه مغادرة مصر , ورفض شيركوة الانسحاب وطالب شاور بتنفيذ وعده لنور الدين واستولى اسد الدين شيركوه على بلبيس شمال شرق القاهرة كي يضغط على شاور لتنفيذ وعوده .
وهنا لم يتورع شاور عن الخيانة فارسل يستنجد بملك مملكة القدس الصليبي عموري الاول ضد جيش نور الدين فجاء عموري وحاصر شيركوه وجيشه في بلبيس.
واستشعر نور الدين الخطر على جيشه المحصور في بلبيس فبدأ يضغط على الصليبيين في الشام وارسل يستنجد بالحكام المسلمين في الموصل وحصن كيفا وغيرها.
وكان يحكم حصن كيفا في اعالي نهر دجلة فخر الدين قرا أرسلان الارتقي الذي قال لما قرأ رسالة نور الدين قولا يعتبر شهادة بالتقوى والعبادة لنور الدين قال:-لقد تحشف نور الدين من كثرة الصوم والصلاة فاصبح يرمي بنفسه في المعارك دون خوف. واخبر اصحابه انه لن ينجد نور الدين وسيبقي في بلاده بعيدا.
وفي صبيحة اليوم التالي سمع اصحابه مناديه ينادي بالخروج للجهاد مع نور الدين فجاؤا اليه وقالو:ماعداممابدا تركناك على حال بالامس نرى الان ضدها.
فقال ان نور الدين استعمل معي طريقا ان لم انجده خرجت البلاد من يدي فقد ارسل الى العلماء والعباد يحثهم على الدعوة للجهاد فاصبحوا يدعون عليّ وتلقى نور الدين النجدات من هذا الامير ومن الموصل ومن دياربكر وغيرها من مناطق الجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات .
اما الصليبيون فتحالفوا مع الروم والارمن وشكلوا جيشا نصرانيا متحدا يزيد عن 30 ألف مقاتل وكان من أشهر قادة التحالف النصراني الامراء بوهمند الثالث أمير انطاكية, وريموند الثالث أمير طرابلس, والدوك قسطنطين كولومان قائد الروم في جنوب جبال طوروس وجوسلين 3,وثوروس الارمني وغيرهم
وتمكن نور الدين بفضل الخطة الرائعة التي وضعها من تطويق الجيوش النصرانية عند حارم في منتصف رمضان سنة 559 هجرية وانزل بها هزيمة ساحقة ماحقة وكان عدد قتلى النصارى يزيد عن 10 ألاف قتيل ووقع من بقي حيا في اسر المسلمين بما فيهم اميري أنطاكية وطرابلس وقائد الروم وجوسلين الثالث .
ولم ينج الا القليل من الفارين ومنهم الامير ثوروس الارمني الذي فر الى جبال قيليقة وغنم المسلمون بقيادة نور الدين كل ماكان مع العدو من اسلحة ومؤن واستغل نور الدين النصر على الفور وسار بقواته الى الجولان واسترد عاصمتها بانياس في اواخر رمضان سنة559هجرية وتعتبر بانياس مفتاح القدس.
ولما سمع عموري ملك بيت المقدس بهزيمة قومه امام نور الدين اتصل بشيركوه داخل بلبيس واتفق معه على فك الحصارعنه على ان ينسحب الجانبان عن مصر وعاد عموري الى الشام لترميم ما اصاب الصليبيين من دمار وافتداء الاسرى الذين وقعوا في اسر نور الدين. اما مصر فسوف يفوز بها نور الدين بعد 4 سنوات
ولم يطلق نورالدين الامراء الصليبيين وحلفائهم الا مقابل فدية ضخمة بلغت 600 ألف دينار ذهب. وكان نور الدين قد أبطل الضرائب التي تبلغ مليون درهم وكان ذلك الابطال قبل معركة حارم بسنوات وذلك خوفا من الله وورعا .فعوضه باضعاف تلك الضرائب الملغاة بهذا المبلغ الكبير الذي استغله على احسن وجه فقد بنى به عشرات المدارس في بلاده لتعليم النشئ العقيدة الصحيحة والقضاء على عقائد الرفض التي عمت بلاد الشام زمن العبيديين وعين المدرسين في تلك المدارس على المذاهب السنية الاربعة: الشافعية والحنبلية والحنفية والمالكية وهذا النصر الذي حققه نور الدين في رمضان هو أكبر انتصاراته.
كتبه. أ . د .علي بن محمد عودة الغامدي.