tgoop.com/Alghamddiprof2/5808
Last Update:
⚓تحديُّ اليهوديةِ وعصمةُ النبيِّ: برهانٌ ساطعٌ:
عندما قدمتِ اليهوديةُ الشاةَ المسمومةَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم في خيبرَ، قالتْ له: “إنْ كنتَ نبياً لمْ يضركَ”. وهذا القولُ يحملُ في طياتِه تحدياً واضحاً، وإقراراً ضمنياً بأنَّ النبيَّ الحقَّ لا يمكنُ أن يتأثرَ بالسمِّ إذا كانَ اللهُ قد عصمَه.
فلو ماتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالسمِّ، لكانَ ذلكَ حجةً لليهودِ على بطلانِ نبوتِه، وهذا ما لا يمكنُ قبولُه بحالٍ من الأحوالِ، ويتنافى معَ حفظِ اللهِ لنبيِّه ورسالتِه. 🌴إنَّ اللهَ تعالى قد عصمَ نبيَّه من كيدِ الأعداءِ، وحفظَه من القتلِ، وأتمَّ به الرسالةَ، فكانتْ وفاتُه صلى الله عليه وسلم طبيعيةً بعدَ أن أدى الأمانةَ وبلغَ الرسالةَ، ولمْ يُمكنْ لأحدٍ أن يُنهيَ حياتَه إلا بإذنِ اللهِ وفي أجلِه المحتومِ.
🏹غيابُ أعراضِ التسميمِ المزمنِ: دليلٌ آخرُ:
لمْ تذكرِ الرواياتُ الصحيحةُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عانى من أعراضِ تسميمٍ مزمنةٍ على مدى السنواتِ الثلاثِ التي تلتْ حادثةَ خيبرَ.
بل كانتْ حياتُه مليئةً بالجهادِ والدعوةِ، ولمْ يظهرْ عليه ما يدلُّ على تأثيرِ سمٍّ بطيءٍ.
وإنما كانتْ شكواهُ في مرضِه الأخيرِ هي الحمى والصداعُ، وهي أعراضٌ تتفقُ معَ الأمراضِ الطبيعيةِ التي تُصيبُ البشرَ، ولا تدلُّ بالضرورةِ على تسميمٍ.
👓إنَّ ربطَ مرضِه الأخيرِ بالسمِّ الذي أُكلَ بخيبرَ هو اجتهادٌ من بعضِ الرواةِ، لا يثبتُ أمامَ النقدِ العلميِّ والتاريخيِّ الدقيقِ، ويُخالفُ ما استقرَّ عليه العلمُ والواقعُ.
⚡الخاتمة: حقيقةٌ ساطعةٌ وشهادةٌ خالدةٌ:
وبعدَ هذا السبرِ العميقِ في ثنايا الرواياتِ، والتحليلِ الدقيقِ للأسانيدِ والمتونِ، والمقارنةِ بمحكمِ التنزيلِ، وصحيحِ السنةِ، ومقتضياتِ العقلِ، ومسلماتِ العلمِ الحديثِ، يتجلى لنا الحقُّ ساطعاً كالشمسِ في رابعةِ النهارِ، وتتأكدُ الحقيقةُ جليةً لا يطالها شكٌّ ولا ريبٌ.
لقد أظهرتْ هذه الدراسةُ، بما لا يدعُ مجالاً للبسِ أو الجدلِ، أنَّ نظريةَ وفاةِ النبيِّ محمدٍ صلى الله عليه وسلم مسموماً، هي نظريةٌ واهيةٌ، لا تستندُ إلى أساسٍ متينٍ من الأدلةِ الصحيحةِ، بل هي روايةٌ ضعيفةٌ شاذةٌ، لا تصمدُ أمامَ النقدِ العلميِّ الرصينِ، والتحليلِ الدقيقِ.
💫لقد تبينَ لنا بوضوحٍ، أنَّ الأحاديثَ التي تُتخذُ عُمدةً لهذه الدعوى، هي أحاديثُ معلولةٌ، ضعيفةُ الأسانيدِ، لا ترقى إلى مستوى الاحتجاجِ في قضايا بهذه الخطورةِ، تمسُّ مقامَ النبوةِ وعصمةَ الرسالةِ.
🖊️ كما أنَّ هذه الرواياتِ تتناقضُ تناقضاً صريحاً معَ آيةِ العصمةِ القرآنيةِ الكريمةِ، التي وعدَ اللهُ فيها نبيَّه بالحفظِ من الناسِ، ومعَ الأحاديثِ الصحيحةِ التي تُثبتُ أنَّ اللهَ قد عصمَه من القتلِ، وأنَّ السمَّ لمْ يؤثرْ فيه الأثرَ القاتلَ المباشرَ.
🕯️وفوقَ ذلكَ، فإنَّ هذه النظريةَ تتصادمُ معَ الحقائقِ العلميةِ والطبيةِ الثابتةِ، التي تُؤكدُ استحالةَ بقاءِ سمٍّ قاتلٍ كامناً لسنواتٍ ليُحدثَ موتاً مفاجئاً، كما تُبينُ أنَّ “انقطاعَ الأبهرِ” هو حدثٌ فوريٌّ قاتلٌ، لا يمكنُ العيشُ بعدَه لسنواتٍ.
🎯إنَّ السياقَ التاريخيَّ لوفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بما فيه من هدوءٍ وسكينةٍ، وكلماتٍ تُشيرُ إلى شوقٍ للقاءِ اللهِ، لا إلى ألمٍ مفاجئٍ، يُؤكدُ أنَّ وفاتَه كانتْ طبيعيةً، اختارها اللهُ له، لتكونَ خاتمةً لمسيرةٍ مباركةٍ، وشهادةً على كمالِ الرسالةِ، وتمامِ النعمةِ.
👑 فلقد أدى الأمانةَ، وبلغَ الرسالةَ، ونصحَ الأمةَ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِه، حتى أتاهُ اليقينُ. ووفاتُه صلى الله عليه وسلم كانتْ كوفاةِ الأنبياءِ من قبلِه، طبيعيةً، بعدَ أن أتموا رسالاتِهم، لا اغتيالاً ولا تسميماً.
🌴إنَّ الأخذَ بهذهِ النظريةِ الضعيفةِ، يفتحُ البابَ للطعنِ في عصمةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ونبوتِه، ويُشككُ في وعدِ اللهِ بحفظِه، وهو ما لا يليقُ بمقامِ سيدِ البشرِ. فالأولى بنا، بل الواجبُ علينا، أن نتمسكَ بما ثبتَ في الرواياتِ الصحيحةِ من أنَّ وفاةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كانتْ وفاةً طبيعيةً، بعدَ أن أتمَّ اللهُ به الدينَ، وأكملَ به النعمةَ، واختارَه لجوارهِ في الرفيقِ الأعلى. فسلامٌ عليه يومَ وُلدَ، ويومَ بُعثَ، ويومَ ماتَ، ويومَ يُبعثُ حياً. وصدقَ اللهُ العظيمُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5808