tgoop.com/Alghamddiprof2/5807
Last Update:
💡التناقضُ معَ المعطياتِ العلميةِ والطبيةِ الحديثةِ: حقيقةُ الأبهرِ وتأثيرُ السمومِ
إنَّ نظريةَ وفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مسموماً، لا تقتصرُ إشكالياتُها على الجانبِ النقليِّ والحديثيِّ فحسبُ، بل تتجاوزُ ذلكَ لتصطدمَ بحقائقَ علميةٍ وطبيةٍ راسخةٍ، تُثبتُ بطلانَ هذه الدعوى من منظورٍ علميٍّ بحتٍ.
☂️فالعلمُ الحديثُ، بما توصلَ إليه من فهمٍ دقيقٍ لجسمِ الإنسانِ وتأثيرِ الموادِّ عليه، يُقدمُ أدلةً دامغةً تُفندُ هذه الروايةَ، وتُظهرُ عدمَ انسجامِها معَ المنطقِ العلميِّ.
⚡طبيعةُ الأبهرِ: حقيقةٌ لا تقبلُ التأويلَ
إنَّ الحديثَ الذي يُستدلُّ به على نظريةِ التسميمِ يذكرُ “انقطاعَ الأبهرِ”.
والأبهرُ في علمِ التشريحِ الحديثِ هو الشريانُ الأورطيُّ (Aorta)، وهو أعظمُ شريانٍ في جسمِ الإنسانِ، ينبثقُ من القلبِ ليُغذيَ سائرَ الأعضاءِ والأنسجةِ بالدمِ المؤكسدِ. إنَّ انقطاعَ هذا الشريانِ أو تمزقَه (Aortic Dissection or Rupture) يُعدُّ حالةً طبيةً طارئةً وقاتلةً، تؤدي إلى نزيفٍ داخليٍّ حادٍّ ومفاجئٍ، وينتجُ عنه صدمةٌ نزفيةٌ تُفضي إلى الوفاةِ الفوريةِ أو خلالَ دقائقَ معدودةٍ على الأكثرِ. فالمريضُ الذي يُصابُ بانقطاعِ الأبهرِ لا يمكنُه البقاءُ على قيدِ الحياةِ لسنواتٍ، أو حتى لأيامٍ قليلةٍ، بعدَ هذا الحدثِ الجللِ.
🏵️ فالقولُ بأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عاشَ ثلاثَ سنواتٍ بعدَ “انقطاعِ أبهرهِ” هو قولٌ لا يستقيمُ علمياً وطبياً بأيِّ حالٍ من الأحوالِ، ويتعارضُ معَ أبسطِ مبادئِ علمِ وظائفِ الأعضاءِ والطبِّ الطارئِ.
🏹 إنَّ هذا التوصيفَ، إنْ صحَّ، لا يمكنُ أن يُعزى إلى سمٍّ قديمٍ، بل إلى حدثٍ حادٍّ ومباشرٍ يُنهي الحياةَ في لحظاتٍ..
📌تأثيرُ السمومِ: علمٌ لا يعرفُ التأخيرَ
من الناحيةِ السموميةِ (Toxicology)، لا يوجدُ في علمِ السمومِ الحديثِ ما يُعرفُ بسمٍّ يبدأُ تأثيرُه القاتلُ بعدَ ثلاثِ سنواتٍ من تناولِه.
فالسمومُ، بطبيعتِها، تُصنفُ إلى نوعينِ رئيسيينِ:
• السمومُ الحادةُ التأثيرِ (Acute Toxins): وهي التي تُسببُ أعراضاً فوريةً أو خلالَ فترةٍ قصيرةٍ جداً (ساعاتٍ أو أيامٍ) بعدَ التعرضِ لها، وتؤدي إلى الوفاةِ السريعةِ إذا كانتِ الجرعةُ قاتلةً.
وتُعرفُ هذه السمومُ بسرعةِ فعلِها، وعدمِ تأخرِ تأثيرِها.
• السمومُ المزمنةُ التأثيرِ (Chronic Toxins): وهي التي تتراكمُ في الجسمِ على مدى فترةٍ طويلةٍ (شهورٍ أو سنواتٍ) وتُسببُ أمراضاً مزمنةً أو تلفاً للأعضاءِ، ولكنها نادراً ما تؤدي إلى الموتِ المفاجئِ بعدَ فترةٍ طويلةٍ من التعرضِ الأوليِّ. بل تظهرُ آثارُها تدريجياً، وتُسببُ تدهوراً صحياً مستمراً.
إنَّ فكرةَ أنَّ سماً تناولَ قبلَ ثلاثِ سنواتٍ يمكنُ أن يظلَّ كامناً ثم يُسببَ “انقطاعَ الأبهرِ” وموتاً مفاجئاً بعدَ هذه المدةِ الطويلةِ، هي فكرةٌ لا تتوافقُ معَ أيِّ مبدأٍ من مبادئِ علمِ السمومِ الحديثِ.
🕯️ فالسمومُ التي تُسببُ تلفاً للأوعيةِ الدمويةِ أو القلبِ يكونُ تأثيرُها سريعاً ومباشراً، ولا يمكنُ أن تتأخرَ كلُّ هذه المدةِ دونَ ظهورِ أعراضٍ خطيرةٍ ومستمرةٍ. 🖊️وهذا يؤكدُ أنَّ الرواياتِ التي تتحدثُ عن تأثيرِ السمِّ بعدَ سنواتٍ طويلةٍ لا أساسَ لها من الصحةِ العلميةِ، وتُعدُّ خرقاً لقوانينِ الطبيعةِ التي أودعها اللهُ في خلقِه.
🎯النقدُ التاريخيُّ والسياقيُّ: شهادةُ الواقعِ على الوفاةِ الطبيعيةِ:
إنَّ سياقَ الأحداثِ التي سبقتْ وفاةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كما صورتْها المصادرُ التاريخيةُ الموثوقةُ، يُقدمُ دليلاً إضافياً على أنَّ وفاتَه كانتْ طبيعيةً، لا علاقةَ لها بالسمِّ المزعومِ. فالتاريخُ، بوقائعِه الثابتةِ، يُعدُّ شاهداً أميناً على حقيقةِ ما جرى، ويُفندُ كلَّ دعوى لا تستندُ إلى برهانٍ.
📍هدوءُ النبيِّ وسكينتُه: إشراقةُ الوداعِ:
تصفُ الرواياتُ الصحيحةُ الأيامَ الأخيرةَ في حياةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالهدوءِ والسكينةِ، رغمَ شدةِ المرضِ الذي ألمَّ به.
فقد خرجَ صلى الله عليه وسلم إلى صلاةِ الفجرِ في آخرِ أيامهِ، وتبسمَ للمسلمينَ، مما يدلُّ على طمأنينتِه ورضاهُ بقضاءِ اللهِ وقدرِه. هذا المشهدُ البهيُّ، الذي يُشبهُ إشراقةَ شمسِ الوداعِ، لا يتناسبُ أبداً معَ فكرةِ الموتِ المفاجئِ أو التسميمِ. بل هو صورةٌ لموتٍ كريمٍ، اختارهُ اللهُ له، ليكونَ خاتمةً لمسيرةٍ مباركةٍ، وشهادةً على كمالِ الرسالةِ، وتمامِ النعمةِ. وكانتْ آخرُ كلماتِه: “اللهمَّ الرفيقَ الأعلى”، وهي كلماتٌ تُشيرُ إلى شوقٍ للقاءِ اللهِ، لا إلى ألمٍ مفاجئٍ أو تأثيرِ سمٍّ. 💡إنَّ هذا السياقَ يُؤكدُ أنَّ وفاتَه كانتْ طبيعيةً، معَ علمٍ إلهيٍّ مسبقٍ بقربِ الأجلِ، وهو ما يتفقُ معَ ما جاءَ في القرآنِ الكريمِ من أنَّ لكلِّ أجلٍ كتاباً، وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بشرٌ كسائرِ البشرِ يأتيهِ الموتُ، ولكنهُ موتٌ كريمٌ يختارهُ اللهُ له.
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5807