tgoop.com/Alghamddiprof2/5753
Last Update:
تُفْرَض عليه عقوبة عادلة.
وظل الامبراطور متمسكاً بعقيدته التي قدَّمها في كتابيه : وهي أن الله رب السموات والأرض خالق كل شيء ، هو نفسه ألذي يوصف في الإسلام بأنه الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، وهو نفسه الرب الذي يعبده النصارى ويصفونه بإلأب ، ولذلك يجب شطب ذلك اللعن المقيت المكتوب في الكتب والمخطوطات الدينية البيزنطية ، ومعاقبة كل من يشتم الرب الصمد ، لأن ذلك تجديف وسب للإله الحق.
أما أسقف ثيسالونيكي ومن كان على شاكلته ، فكانوا يعتقدون أن الرب الذي يعبدونه هو الرب الحق ، بينما يعبد المسلمون رباً آخر ليس هو - بزعمهم الباطل - الذي خلق الارض والسماء وخلق كل شيء. ولا يجدون حرجاً في شتمه بأقذر الشتائم.
وقد ذهب بطريرك القسطنطينية لمقابلة الإمبراطور ، وابدى ليونة في مخاطبته ، واعتذر له عما بدر من رئيس اساقفة ثيسالونيكي ، ووافق الامبراطور على اعتذار البطريرك ، وحمَّله رسالة لذلك الباغي ، يأمره فيها بأن يكون مُتَبصِّراً في عواقب الأمور ، وأن ينبذ بذاءة اللسان ، وأن لايعود إلى استخدام عبارات وقحة على نحو متطرف.
واخيراً وبعد ان استمع الاساقفة من البطريرك لنص كتاب الإمبراطور الذي يتضمن شطب ذلك اللعن المقيت وافقوا على مضمون الاقتراح ، فجاء أمر الامبراطور لهم بالانصراف على أن يجتمعوا في مقر البطريركية في القسطنطينية ليكتبوا القرار الذي يرضي الإمبرطور.
وفي اليوم التالي اجتمع الأساقفة في المقر البطريركي للتوقيع على نص الاتفاق ، وقد جاء الموظفون الأمبراطوريون إلى المقر منذ وقت الفجر مما يدل على حرص الامبراطور على توقيع الاتفاق.
وما أن انعقد المجمع وقُرِئ نص القرار الذي صاغه الإمبرطور حتى هز الأساقفة رؤوسهم بالرفض مجادلين أن النص مايزال مشتملاً على الكلمات المستحقة للشجب ، ويجب أن تُسْتَبَدْل بكلمات أخرى لا تُعْطي إساءة للعقيدة المسيحية الصحيحة.
وقد اغتاظ الأمبراطور من هذا الموقف للأساقفة ، وحمل بشدة على تقلُّبهم وتلوّنهم ، واتهمهم بأنهم مجردين من كل عقل.
وبعد تأخير وجدل طويل وافق الاساقفة بالكاد على ان يزيلوا اللعنة لرب Moamet موعمت ( محمد صلى الله عليه وسلم ) من الكتب الخاصة بالتعليم بطريقة السؤال والجواب ، ويكتبونها في لعن موعمت ( محمد صلى الله عليه وسلم ) وجميع تعاليمه. وأكدوا وأعلنوا موافقتهم على هذه العقيدة المقيته. ووصلت تلك الاجتماعات والمجامع الدينية نهايتها.
وهكذا نجح أُولئك الأساقفة المتعصبون في تحقيق هدفهم الحقود في إبقاء ذلك اللعن المقيت في كل كتب التعليم الديني داخل الدولة البيزنطية ، وخدعوا الإمبراطور مانويل كومنين بنقل ذلك اللعن المقيت لرب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلى لعنه هو وجميع تعاليمه!!!
ومن أعظم وأسمى تعاليمه التي بُعِثَ بها : أن الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد. وبذلك أبقوا ضمناً ذلك اللعن الباغي الظالم. ولم يفطن الإمبراطور مانويل لهذا الخداع ، خاصة وقد اشتد به المرض وبلغ نهايته المحتومة.
هذا المقال ملخص من كتاب كتبته وموثق بمصادره ويقع في نحو ٢٠٠ صفحة. وعنوانه ( العدوان الفكري الرومي " البيزنطي " على الإسلام ). اسأل الله أن يمكنني من طبعه قريباً.
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5753