ALGHAMDDIPROF2 Telegram 5752
وقد أثار هذا اللعن الباغي الطاغي الامبراطور مانويل كومنين Manuel Komnenos ( الذي حكم من سنة ٥٣٤ حتى سنة ٥٧٣ هجرية / ١١٤٣ - ١١٨٠ م ).
والمعروف أن أباطرة الدولة البيزنطية ، يسيطرون على كنيسة بلادهم الأرثوذكسية ويفرضون عليها أراءهم ومقترحاتهم في كثير من الأحيان.
وكان الامبراطور مانويل كومنين على قدر عالٍ من الثقافة والمعرفة والفهم ، واعتبر هذا اللعن موجهاً بشكل مباشر للأب الذي يعبده الروم وغيرهم من النصارى ( لأنهم يعبدون ثلاثة أقانيم هي : الأب والإبن والروح القدس ).
وقال : بأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - يعبد الأب الذي نعبده نحن المسيحيون ، فكيف يجوز لنا أن نلعنه؟؟؟!!!!
ويتضح من رسائل الامبراطور مانويل وحججه التي ساقها أنه فهم حقيقة العقيدة الإسلامية أكثر بكثير من رجال الدين المتعصبين داخل امبراطوريته ، لذلك صنّف رسالتين شرح فيهما نظريته ودافع عنها.
ولذلك اعتزم مانويل شطب هذا اللعن المقيت من الكتب الدينية الرومية ، فاستدعى البطريرك الأكبر للقسطنطينة ثيودوسيوس بوراد يوتيس Theodosios Boradiotes وكبار القادة الدينيين بالمدينة ، وعرض عليهم اقتراحه ، فهزوا رؤسهم جميعاً بالرفض ، معارضين حتى أن يستمعوا لتفاصيل اقتراحه. وأصروا على أن المقصود باللعن ليس الأب خالق السموات والارض ، وإنما المقصود الرب الصمد المُخْتَرَع من جانب موعمت Moamet...الذي يصفه بأنه الصمد الذي لم يلد ولم يولد. وأن الأب الرب الذي يؤمن به المسيحيون هو الوالد الذي انبثق منه المسيح.
وقد ترك الامبراطور مانويل المعارضة لاقتراحه تخمد ، وكتب كتاباً مسهباً يشرح فيه اقتراحه وعزمه على شطب ذلك اللعن المقيت ، وتلقى المساعدة من بعض رجال الدين الذين يعملون في البلاط الامبرطوري ، والذين وصفهم المعترضون بالانتهازيين. وقد أورد مانويل في كتابه نصوصاً إسلامية تؤكد أن الرب الذي يعبده محمد صلى الله عليه وسلم هو خالق الأرض والسماء وخالق كل شيء.
وقد تضمن كتاب مانويل إدانة ضمنية للأباطرة السابقين ، ورجال الهيئة الكهنوتية السابقين الذين غضوا الطرف عن هذا اللعن المقيت " وتركوا الرب الصادق - الأب - بأن يوضع تحت اللعنة ".
وهذا يثبت ان هذا الامبراطور عرف حقائق الإسلام الصحيحة. وقد قام الامبراطور مانويل بالترويج لكتابه ، ووزعه على المقر البطريركي البيزنطي وبقية الهيئة الكهنوتية ، كما وزعه على مجلس السناتو ومجلس الشيوخ ، والنبلاء العلماء ، فوافق بعضهم على محتويات الكتاب ، وقبول مقترح الامبراطور. ثم كتب الأمبراطور كتاباً ثانياً يدعم فيه اقتراحه ، ويُفصِّل وجهة نظره.
وكان الامبراطور مانويل يعاني في ذلك الحين من مرض عضال ، فانتقل من قصره إلى مكان هادئ على ضفاف البسفور ، بهدف الراحة ، والتفرغ للعناية الكاملة من جانب ألأطباء.
ومن هناك أصدر مانويل أمراً بقدوم الأساقفة وعلماء اللاهوت إلى ذلك المكان لعقد مجمع ديني لمناقشة اقتراحه الذي فصَّله في كتابه الثاني. وأبحر الأساقفة إلى ذلك المكان الذي يقيم فيه الأمبراطور مانويل ، وعندما نزلوا من المراكب استقبلهم أحد المقربين من الأمبراطور ، وأخبرهم انه لن يكون - في مقدورهم في الوقت الحالي - أن يروا الأمبراطور ، لأنه كان مريضاً وحدث له تدهور في صحته ، وأمرهم ان يقرأوا الوثائق والحجج التي وضعها بين ايديهم في كتابه الثاني.
ويبدو أن الأمبراطور امتنع عن مقابلتهم في ذلك الوقت بهدف الضغط عليهم ، وأن يوافقوا على مقترحه بدون مناقشة.
ولزيادة الضغط عليهم اخبرهم ، على لسان مندوبه ، أنه قد يتشاور مع البابا في روما حول اقتراحه!!!
وكان هذا التهديد كفيل بإثارة الرعب والفزع في نفوسهم ، لأنه من المعروف أن العلاقات بين بابوية روما الكاثوليكية وكنيسة القسطنطينية الأرثوذكسية ظلت تتدهور عبر القرون حتى وصلت إلى مرحلة ما يسمى ب " الانشقاق الديني العظيم " بين الجانبين سنة ٤٤٦ هجرية الموافق ١٠٥٤م. وأصبحت الكنيسة الأرثوذكسية في الدولة البيزنطية لا تقبل ان تتدخل بابوية روما في أمورها الدينية.
وقد أثار هذا التهديد رئيس اساقفة ثيسالونيكي Thessaloiki يوستاثيوس Eustathios فامتلأ صدره بالغضب والسخط ، وعبّر عن حقده الدفين إزاء دين الإسلام بعبارات نابية قل نظيرها في التاريخ ، فوصف رب محمد صلى الله عليه وسلم بأنه لايمت بصلة لرب المسيحيين الذي هو خالق الأرض والسماء وخالق كل شيء ، وبغى وطغى بوصف الله جل وعلا بإنه إله لوطي. وانه أستاذ ومعلم لكل شيء بغيض ، وكان هذا الباغي يصرخ بكلماته لدرجة ان بقية الأساقفة ، صُعِقوا بكلماته وأصيبوا بالخرس ، فلم يعقب أحد منهم بشيء على أقواله.
وقد صُعِقَ قارئ وثيقة الامبراطور من هذا الكلام المقيت وعاد إلى الامبراطور ، وأخبره بما حدث ، وقد تألم مانويل من ذلك الكلام السافل ، ولكنه تذرع بالصبر ، وظل يدافع عن اقتراحه ببراعة ، وأعتبر نفسه من نخبة مستقيمي العقيدة بين جميع المسيحيين ، وأعتبر ما قاله رئيس اساقفة سالونيكي تشويه للإيمان الصحيح ، وانه ينبغي أن



tgoop.com/Alghamddiprof2/5752
Create:
Last Update:

وقد أثار هذا اللعن الباغي الطاغي الامبراطور مانويل كومنين Manuel Komnenos ( الذي حكم من سنة ٥٣٤ حتى سنة ٥٧٣ هجرية / ١١٤٣ - ١١٨٠ م ).
والمعروف أن أباطرة الدولة البيزنطية ، يسيطرون على كنيسة بلادهم الأرثوذكسية ويفرضون عليها أراءهم ومقترحاتهم في كثير من الأحيان.
وكان الامبراطور مانويل كومنين على قدر عالٍ من الثقافة والمعرفة والفهم ، واعتبر هذا اللعن موجهاً بشكل مباشر للأب الذي يعبده الروم وغيرهم من النصارى ( لأنهم يعبدون ثلاثة أقانيم هي : الأب والإبن والروح القدس ).
وقال : بأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - يعبد الأب الذي نعبده نحن المسيحيون ، فكيف يجوز لنا أن نلعنه؟؟؟!!!!
ويتضح من رسائل الامبراطور مانويل وحججه التي ساقها أنه فهم حقيقة العقيدة الإسلامية أكثر بكثير من رجال الدين المتعصبين داخل امبراطوريته ، لذلك صنّف رسالتين شرح فيهما نظريته ودافع عنها.
ولذلك اعتزم مانويل شطب هذا اللعن المقيت من الكتب الدينية الرومية ، فاستدعى البطريرك الأكبر للقسطنطينة ثيودوسيوس بوراد يوتيس Theodosios Boradiotes وكبار القادة الدينيين بالمدينة ، وعرض عليهم اقتراحه ، فهزوا رؤسهم جميعاً بالرفض ، معارضين حتى أن يستمعوا لتفاصيل اقتراحه. وأصروا على أن المقصود باللعن ليس الأب خالق السموات والارض ، وإنما المقصود الرب الصمد المُخْتَرَع من جانب موعمت Moamet...الذي يصفه بأنه الصمد الذي لم يلد ولم يولد. وأن الأب الرب الذي يؤمن به المسيحيون هو الوالد الذي انبثق منه المسيح.
وقد ترك الامبراطور مانويل المعارضة لاقتراحه تخمد ، وكتب كتاباً مسهباً يشرح فيه اقتراحه وعزمه على شطب ذلك اللعن المقيت ، وتلقى المساعدة من بعض رجال الدين الذين يعملون في البلاط الامبرطوري ، والذين وصفهم المعترضون بالانتهازيين. وقد أورد مانويل في كتابه نصوصاً إسلامية تؤكد أن الرب الذي يعبده محمد صلى الله عليه وسلم هو خالق الأرض والسماء وخالق كل شيء.
وقد تضمن كتاب مانويل إدانة ضمنية للأباطرة السابقين ، ورجال الهيئة الكهنوتية السابقين الذين غضوا الطرف عن هذا اللعن المقيت " وتركوا الرب الصادق - الأب - بأن يوضع تحت اللعنة ".
وهذا يثبت ان هذا الامبراطور عرف حقائق الإسلام الصحيحة. وقد قام الامبراطور مانويل بالترويج لكتابه ، ووزعه على المقر البطريركي البيزنطي وبقية الهيئة الكهنوتية ، كما وزعه على مجلس السناتو ومجلس الشيوخ ، والنبلاء العلماء ، فوافق بعضهم على محتويات الكتاب ، وقبول مقترح الامبراطور. ثم كتب الأمبراطور كتاباً ثانياً يدعم فيه اقتراحه ، ويُفصِّل وجهة نظره.
وكان الامبراطور مانويل يعاني في ذلك الحين من مرض عضال ، فانتقل من قصره إلى مكان هادئ على ضفاف البسفور ، بهدف الراحة ، والتفرغ للعناية الكاملة من جانب ألأطباء.
ومن هناك أصدر مانويل أمراً بقدوم الأساقفة وعلماء اللاهوت إلى ذلك المكان لعقد مجمع ديني لمناقشة اقتراحه الذي فصَّله في كتابه الثاني. وأبحر الأساقفة إلى ذلك المكان الذي يقيم فيه الأمبراطور مانويل ، وعندما نزلوا من المراكب استقبلهم أحد المقربين من الأمبراطور ، وأخبرهم انه لن يكون - في مقدورهم في الوقت الحالي - أن يروا الأمبراطور ، لأنه كان مريضاً وحدث له تدهور في صحته ، وأمرهم ان يقرأوا الوثائق والحجج التي وضعها بين ايديهم في كتابه الثاني.
ويبدو أن الأمبراطور امتنع عن مقابلتهم في ذلك الوقت بهدف الضغط عليهم ، وأن يوافقوا على مقترحه بدون مناقشة.
ولزيادة الضغط عليهم اخبرهم ، على لسان مندوبه ، أنه قد يتشاور مع البابا في روما حول اقتراحه!!!
وكان هذا التهديد كفيل بإثارة الرعب والفزع في نفوسهم ، لأنه من المعروف أن العلاقات بين بابوية روما الكاثوليكية وكنيسة القسطنطينية الأرثوذكسية ظلت تتدهور عبر القرون حتى وصلت إلى مرحلة ما يسمى ب " الانشقاق الديني العظيم " بين الجانبين سنة ٤٤٦ هجرية الموافق ١٠٥٤م. وأصبحت الكنيسة الأرثوذكسية في الدولة البيزنطية لا تقبل ان تتدخل بابوية روما في أمورها الدينية.
وقد أثار هذا التهديد رئيس اساقفة ثيسالونيكي Thessaloiki يوستاثيوس Eustathios فامتلأ صدره بالغضب والسخط ، وعبّر عن حقده الدفين إزاء دين الإسلام بعبارات نابية قل نظيرها في التاريخ ، فوصف رب محمد صلى الله عليه وسلم بأنه لايمت بصلة لرب المسيحيين الذي هو خالق الأرض والسماء وخالق كل شيء ، وبغى وطغى بوصف الله جل وعلا بإنه إله لوطي. وانه أستاذ ومعلم لكل شيء بغيض ، وكان هذا الباغي يصرخ بكلماته لدرجة ان بقية الأساقفة ، صُعِقوا بكلماته وأصيبوا بالخرس ، فلم يعقب أحد منهم بشيء على أقواله.
وقد صُعِقَ قارئ وثيقة الامبراطور من هذا الكلام المقيت وعاد إلى الامبراطور ، وأخبره بما حدث ، وقد تألم مانويل من ذلك الكلام السافل ، ولكنه تذرع بالصبر ، وظل يدافع عن اقتراحه ببراعة ، وأعتبر نفسه من نخبة مستقيمي العقيدة بين جميع المسيحيين ، وأعتبر ما قاله رئيس اساقفة سالونيكي تشويه للإيمان الصحيح ، وانه ينبغي أن

BY قناة حركة التاريخ


Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5752

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The main design elements of your Telegram channel include a name, bio (brief description), and avatar. Your bio should be: A Hong Kong protester with a petrol bomb. File photo: Dylan Hollingsworth/HKFP. Telegram Android app: Open the chats list, click the menu icon and select “New Channel.” 1What is Telegram Channels? Hui said the messages, which included urging the disruption of airport operations, were attempts to incite followers to make use of poisonous, corrosive or flammable substances to vandalize police vehicles, and also called on others to make weapons to harm police.
from us


Telegram قناة حركة التاريخ
FROM American