ALGHAMDDIPROF2 Telegram 5749
ومهما يكن من أمر فإن نيقتاس البيزنطي - الذي عاش على الأرجح في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي - قدِّم للروم أبشع وأعتى عدوان فكري باغي على الإسلام وعلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن جدل نيقتاس مبني على الحقد والضغينة ، وبخاصة ان دولة الروم في القرن الثالث الهجري تكبدت خسائر ثقيلة على أيدي المسلمين الذين انتزعوا منها أهم وأكبر جزيرتين تملكهما في البحر المتوسط وهما جزيرتي صقلية وكريت بالإضافة الى جزائر أخرى عديدة في خاصرة الدولة البيزنطية وتوغل المسلمون في غزواتهم في هذا القرن حتى اقتحموا سالونيك " العاصمة الاقتصادية للروم بقيادة البطل المسلم ليو الطرابلسي" وهددوا القسطنطينية ذاتها. وسيطر المسلمون في هذا القرن على البحر المتوسط من جبال طوروس شرقاً حتى جبال الألب والبرانس غرباً.
ولهذا يمكن لنا أن نعتبر جدل نيقتاس وهذره الطاغي مجرد دعاية سفيهة ورخيصة ضد عقيدة عدو قادر ومتفوق أصبح - في نظرهم - يهدد بيزنطة بالفناء ، وهذه الدعاية الرخيصة موجهة أساساً لرعايا الدولة البيزنطية من النصارى بهدف تقوية إيمانهم بدينهم ومنعهم من التأثر بعقائد عدوهم الذي أصبح خطره على الأبواب.
ويمكن اعتبار نيقتاس المجادل البيزنطي العدواني الرئيس على الإسلام . وجدله يُمثل العمود الفقري للعدوان الفكري البيزنطي ضد الإسلام وضد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وفي جدله البائس أبدى نيقتاس من ضروب البغض والكره والحقد على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن الكريم ما لم يضارعه فيه كاتب بيزنطي آخر.
وجدل نيقتاس يتكون من قسم رئيس زعم انه " دحض للكتاب المزور - بزعمه الباطل - من جانب موعمت Moamet - هكذا يلفظ اسم محمد صلى الله عليه وسلم - . وقد استعرض نيقتاس في جدله سور القرآن الكريم بحيث يقف عند بعض الآيات ويقدم معانيها لقرائه بصورة مشوهة ومحرفة ومغرضة بل ومقلوبة أحياناً ، ثم يحاكمها وفقاً لفهمه السقيم للكتاب المقدس عند أهل الكتاب وعلى ضوء عقيدة الثالوث الباطلة التي يعتنقها نيقتاس وقومه.
وقد كرر نيقتاس في جدله أن المسلمين ( الذين يسميهم الهاجريين ، نسبة إلى هاجر أم إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ) يعبدون الشيطان المرتد. وزعم - كذباً وزراً - أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك شيء من المصداقية ، وهو يهدف بهذا الزعم الكذوب أن يصرف قومه عن البحث عن سيرة نبي الإسلام ، أو الاستماع الى شيء مما جاء به.
وقد وصف القرآن - زوراً وبهتاناً - بأقبح الأوصاف مثل قوله : " الكتاب البغيض الملفق الممتلئ بالكذب لموعمت العربي... وبقوة الروح القدس نريد أن نسقطه من أساسه ، فهذا الكتاب مخالف للمنطق إلى اقصى حد لأنه بالكامل فاسد ، ومن السهل أن يُرمى إلى الأسفل لأنه بُنِيَ على أساس رديء ، وبيت نخر بدون أي جدارة بالثقة ، وبدون سند ، وقد بُنِيَ على نحو سيء من مادة رخيصة ".
بغيٌ ما بعده بغي وطغيان ما بعده طغيان.
وهنا نراه يُقَدِّم لقرائه أوصافاً معاكسة تماماً لأوصاف القرآن التي اتصف بها.
وسوف أضرب هنا بعض الأمثلة القليلة على تشويه نيقتاس وتحريفه ، إذا لا يتسع المجال هنا - في هذا الملخص - لعرض ألأمثلة الكثيرة التي ستظهر إن شاء الله في الكتاب الذي سيُطبع قريباً بإذن الله تعالى عن العدوان الفكري البيزنطي على الإسلام.
فعلى سبيل المثال بدأ نيقتاس بالحديث عن سورة البقرة ووقف أمام الآيات السبع الاولى من السورة وهذا نصها :
ألٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (3) وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (5) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (6) خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ (7).
فالأيات الخمس الأولى تبين أسس الإيمان التي تمثل صفات المؤمنين الصادقين سيما أصحاب النبي صلى الله عليه من المهاجرين والأنصار. أما الآيتين التاليتين فتصف عُتاة الكفار الذين وقفوا ضد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وعقاب الله لهم في الدنيا ، وعذابه الذي ينتظرهم في الآخرة.
ويقدم نيقتاس معاني محرفة ومقلوبة ومضطربة لهذه الآيات العظيمة طبقاً لهواه وبما يخدم غرضه فيقول : ( السورة الأولى : محاولة من موعمت - يقصد النبي محمداً صلى الله عليه وسلم - ليقنع أتباعه بأن يقبلوا بالمصداقية لكتابه المقدس بدون أي تردد ، ولكي يحقق موعمت هذا يقبل الكتب المقدسة السابقة ، ثم يجعل القبول بالقرآن هو المعيار للإيمان والكفر بالله ، الذي يهدي إلى الإيمان الذين يؤمنون بهذا الكتاب المقدس ، ويحرم من



tgoop.com/Alghamddiprof2/5749
Create:
Last Update:

ومهما يكن من أمر فإن نيقتاس البيزنطي - الذي عاش على الأرجح في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي - قدِّم للروم أبشع وأعتى عدوان فكري باغي على الإسلام وعلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن جدل نيقتاس مبني على الحقد والضغينة ، وبخاصة ان دولة الروم في القرن الثالث الهجري تكبدت خسائر ثقيلة على أيدي المسلمين الذين انتزعوا منها أهم وأكبر جزيرتين تملكهما في البحر المتوسط وهما جزيرتي صقلية وكريت بالإضافة الى جزائر أخرى عديدة في خاصرة الدولة البيزنطية وتوغل المسلمون في غزواتهم في هذا القرن حتى اقتحموا سالونيك " العاصمة الاقتصادية للروم بقيادة البطل المسلم ليو الطرابلسي" وهددوا القسطنطينية ذاتها. وسيطر المسلمون في هذا القرن على البحر المتوسط من جبال طوروس شرقاً حتى جبال الألب والبرانس غرباً.
ولهذا يمكن لنا أن نعتبر جدل نيقتاس وهذره الطاغي مجرد دعاية سفيهة ورخيصة ضد عقيدة عدو قادر ومتفوق أصبح - في نظرهم - يهدد بيزنطة بالفناء ، وهذه الدعاية الرخيصة موجهة أساساً لرعايا الدولة البيزنطية من النصارى بهدف تقوية إيمانهم بدينهم ومنعهم من التأثر بعقائد عدوهم الذي أصبح خطره على الأبواب.
ويمكن اعتبار نيقتاس المجادل البيزنطي العدواني الرئيس على الإسلام . وجدله يُمثل العمود الفقري للعدوان الفكري البيزنطي ضد الإسلام وضد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وفي جدله البائس أبدى نيقتاس من ضروب البغض والكره والحقد على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن الكريم ما لم يضارعه فيه كاتب بيزنطي آخر.
وجدل نيقتاس يتكون من قسم رئيس زعم انه " دحض للكتاب المزور - بزعمه الباطل - من جانب موعمت Moamet - هكذا يلفظ اسم محمد صلى الله عليه وسلم - . وقد استعرض نيقتاس في جدله سور القرآن الكريم بحيث يقف عند بعض الآيات ويقدم معانيها لقرائه بصورة مشوهة ومحرفة ومغرضة بل ومقلوبة أحياناً ، ثم يحاكمها وفقاً لفهمه السقيم للكتاب المقدس عند أهل الكتاب وعلى ضوء عقيدة الثالوث الباطلة التي يعتنقها نيقتاس وقومه.
وقد كرر نيقتاس في جدله أن المسلمين ( الذين يسميهم الهاجريين ، نسبة إلى هاجر أم إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ) يعبدون الشيطان المرتد. وزعم - كذباً وزراً - أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك شيء من المصداقية ، وهو يهدف بهذا الزعم الكذوب أن يصرف قومه عن البحث عن سيرة نبي الإسلام ، أو الاستماع الى شيء مما جاء به.
وقد وصف القرآن - زوراً وبهتاناً - بأقبح الأوصاف مثل قوله : " الكتاب البغيض الملفق الممتلئ بالكذب لموعمت العربي... وبقوة الروح القدس نريد أن نسقطه من أساسه ، فهذا الكتاب مخالف للمنطق إلى اقصى حد لأنه بالكامل فاسد ، ومن السهل أن يُرمى إلى الأسفل لأنه بُنِيَ على أساس رديء ، وبيت نخر بدون أي جدارة بالثقة ، وبدون سند ، وقد بُنِيَ على نحو سيء من مادة رخيصة ".
بغيٌ ما بعده بغي وطغيان ما بعده طغيان.
وهنا نراه يُقَدِّم لقرائه أوصافاً معاكسة تماماً لأوصاف القرآن التي اتصف بها.
وسوف أضرب هنا بعض الأمثلة القليلة على تشويه نيقتاس وتحريفه ، إذا لا يتسع المجال هنا - في هذا الملخص - لعرض ألأمثلة الكثيرة التي ستظهر إن شاء الله في الكتاب الذي سيُطبع قريباً بإذن الله تعالى عن العدوان الفكري البيزنطي على الإسلام.
فعلى سبيل المثال بدأ نيقتاس بالحديث عن سورة البقرة ووقف أمام الآيات السبع الاولى من السورة وهذا نصها :
ألٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (3) وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (5) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (6) خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ (7).
فالأيات الخمس الأولى تبين أسس الإيمان التي تمثل صفات المؤمنين الصادقين سيما أصحاب النبي صلى الله عليه من المهاجرين والأنصار. أما الآيتين التاليتين فتصف عُتاة الكفار الذين وقفوا ضد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وعقاب الله لهم في الدنيا ، وعذابه الذي ينتظرهم في الآخرة.
ويقدم نيقتاس معاني محرفة ومقلوبة ومضطربة لهذه الآيات العظيمة طبقاً لهواه وبما يخدم غرضه فيقول : ( السورة الأولى : محاولة من موعمت - يقصد النبي محمداً صلى الله عليه وسلم - ليقنع أتباعه بأن يقبلوا بالمصداقية لكتابه المقدس بدون أي تردد ، ولكي يحقق موعمت هذا يقبل الكتب المقدسة السابقة ، ثم يجعل القبول بالقرآن هو المعيار للإيمان والكفر بالله ، الذي يهدي إلى الإيمان الذين يؤمنون بهذا الكتاب المقدس ، ويحرم من

BY قناة حركة التاريخ


Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5749

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Judge Hui described Ng as inciting others to “commit a massacre” with three posts teaching people to make “toxic chlorine gas bombs,” target police stations, police quarters and the city’s metro stations. This offence was “rather serious,” the court said. A vandalised bank during the 2019 protest. File photo: May James/HKFP. Commenting about the court's concerns about the spread of false information related to the elections, Minister Fachin noted Brazil is "facing circumstances that could put Brazil's democracy at risk." During the meeting, the information technology secretary at the TSE, Julio Valente, put forward a list of requests the court believes will disinformation. Polls Matt Hussey, editorial director of NEAR Protocol (and former editor-in-chief of Decrypt) responded to the news of the Telegram group with “#meIRL.”
from us


Telegram قناة حركة التاريخ
FROM American