tgoop.com/Alghamddiprof2/5733
Last Update:
#الظاهر_بيبرس
#ومعاقبة_الأرمن
ترتب على فتح السلطان السلجوقي ألب أرسلان هضبة أرمينية سنة 456 هجرية ، أن هاجرت أعداد كبيرة من الأرمن من موطنها الاصلي في أرمينية إلى منطقة قيصرية في جنوب الأناضول وإلى جنوب جبال طوروس وشمال بلاد الشام في قيليقية وأعالي نهر الفرات ، وأقاموا لهم إمارات أرمنية في هذه المناطق وبخاصة في ملطية ، والرها ، وسيس ، وأذنة ، وعين زربة ، والمصيصة وغيرها.
وعندما جاء الصليبيون بحملتهم الصليبية الأولى ، ومروا بهذه المناطق ، وجدوا شعباً نصرانياً يرحب بهم ، ويُقَدِّم لهم المؤن والمساعدات وهم الأرمن.
وهكذا استغل الأرمن الغزوات الصليبية التي بدأت على بلاد الشام سنة 490 هجرية فتحالفوا مع الصليبيين وخدموا في جيوشهم وصاهروهم وتمكنوا من إنشاء مملكة أرمنية جديدة تمتد من جبال طوروس جنوبا إلى حدود حلب وأنطاكية. وعرفت تلك المملكة باسم ( مملكةأرمينية الصغرى ). ومارس الأرمن دوراً صليبياً معادياً للمسلمين ، فكان لهم الدور الحاسم في إحتلال الرها وأنطاكية ، وإقامة إمارتين صليبيتين في هاتين المدينتين المقدستين عند النصارى ، وأصبحوا يشكلون العمود الفقري لجيش إمارة ألرها الصليبية ، وقد حصل ملك الأرمن في هذه المناطق على التاج من ملك المانيا فردريك بربروسا بوصفه ملكاً على مملكة أرمينية النصرانية ( المنخرطة في الحروب الصليبية ضد المسلمين ). وقدذهب ملك الأرمن هيثوم إلى قراقورم عاصمة المغول وقدَّم لخان المغول فروض الطاعة والتبعية والولاء ، وكان هو المحرٍّض الأول لقيام حملة هولاكو المشهورة ، التي اجتاحت بغداد وغيرها من بلاد المسلمين ، وشارك هيثوم المغول بجيشه في اقتحام بغداد ، واشترك الأرمن في المذبحة التي أنزلها المغول بأهل بغداد ، كما شارك هيثوم المغول بحيشه في اقتحام حلب وتدميرها. ، وأحرق هيثوم بيديه الآثمتين جامع حلب الكبير. ورافق بجيشه قائد المغول كتبغا في دخول دمشق سنة 658 هجرية.
وبعد هزيمة المغول في عين جالوت سنة 658 ذهب هيثوم إلى منغوليا لتحريض المغول على إرسال حملة جديدة لتنتقم من المسلمين .
وكان الظاهر بيبرس قد انتهج نهجاً صارماً في معاملة أعداء المسلمين من مغول وصليبيين وأرمن وباطنية ، وهو معاملتهم بنفس الطريقة القاسية التي عاملوا المسلمين بها.
فأرسل بيبرس في سنة 664 هجرية الجيش الإسلامي إلى مملكة أرمينية الصغري أثناء غيبة هيثوم في منغوليا. واقتحم الجيش المسلم مملكة الأرمن وأنزل بها الدمار والخراب وأحرق سيس عاصمة الأرمن وعاد الجيش إلى الشام ومصر ومعه أربعين ألف أسير من الأرمن ، ومئات الألوف من الماشية وغنائم أخرى لاتحصى .
وكان لهيثوم إبنان ، قتل الجيش المسلم أحدهما وأخذ الأخر أسيراً.
ولماعاد هيثوم إلى مملكته وجدها قاعاً صفصفاً. وأصيب بصدمة نفسية رهيبة ، وراسل بيبرس متذللاً وعرض عليه أن يدفع له الجزية صاغراً ، وأن يعتزل الحكم ويترهب في أحد الأديرة وأن يسلم المملكة لابنه الأسير لدى بيبرس الذي يصبح خاضعاً للسلطان البطل بيبرس ، فأجابه بيبرس إلى طلبه وأطلق سراح ابنه الذي أضحي تابعا لسيده بيبرس.
كتبه .أ.د/علي بن محمد عودة الغامدي.
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5733