tgoop.com/Alghamddiprof2/5689
Last Update:
وبسقوط المدن الكبرى الثلاث في ايدي المغول( بغداد وحلب ودمشق) بدت خسارة الاسلام فادحة , فأعلن النصارى من سكان دمشق الفرح واستظهروا على المسلمين , واقام النصارى في دمشق الاحتفالات لهزيمة المسلمين ورفعوا الصلبان واجبروا المسلمين على الوقوف احتراما لها ، وتعرضوا للمسلمين بالشتم والاهانة .
وتظاهر النصارى في دمشق بشرب الخمر علنا في نهار رمضان ورشوه على ثياب المسلمين في الطرقات وصبوه على ابواب المساجد بمافيها الجامع الاموي.
واخذ نصارى دمشق يرددون قائلين الان ظهر الدين الصحيح دين المسيح ولما شكى المسلمون لكتبغا ذلك ضربهم وأهانهم واخذ يزور الكنائس ويعظم كل النصارى.
واستقبل سلطان المماليك قطز رسل من المغول سلموه رسالة من هولاكو ملؤها التهديد والوعيد فعقد مجلس مشورة ضم كبار امراء المماليك للرد على الرسالة.
واستقر الرأى على ضرب اعناق رسل المغول وجرى تعليقها على باب زويلة،أحد ابواب القاهرة وكانت نيفا واربعين رأسا واعلن قطز النفير العام في كل مصر , وامكن حشد 40 ألف مقاتل وتم جمع الاموال لتموين الجيش الخارج لصد المغول بناء على فتوى الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام وتم جمع 600 ألف دينار .
وسار الجيش نحو بلاد الشام ووصلت طليعته الى غزة بقيادة بيبرس واستردها من القائد المغولي بايدر بعد ان دمر قواته فكان ذلك فالا حسنا بانتصار المسلمين , وتقدمت قوات المسلمين نحو عين جالوت قرب نابلس واخفى قطز قواته خلف التلال القريبة من ساحة المعركة وتقدمت طليعة الجيش بقيادة بيبرس للقاء العدو .
وفي يوم 25 رمضان سنة 658 هجرية التقت قوات المسلمين بجيش المغول الذي تسانده عساكر ارمنية وجورجية وحمل كتبغا على طليعة المسلمين ظانا انها الجيش كله وتظاهرت الطليعة بالهزيمة وطاردها كتبغا ثم خرجت عليه كمائن المسلمين بقيادة قطز من خلف التلال وطوقت قواته ودارت معركة حامية من الفجر الى الظهر.
وابلى قطز في المعركة بلاء حسنا وصاح بأعلى صوته وا إسلاماه يالله انصر عبدك قطز على التتار وحلت الهزيمة الساحقة بالمغول وحلفائهم النصارى وأبيد معظمهم وقتل المسلمون قائد المغول النصراني كتبغا واستعادوا كل المدن والبلاد التي احتلها المغول في بلاد الشام وردوا خطرهم الى ماوراء نهر الفرات .
ولقد ترتب على معركة عين جالوت نتائج بعيدة المدى أهمها القضاء على خرافة الجيش الذي لايقهر فقد حلت بالمغول هزيمة لاتنجبر ابدا حسب قول بعض المؤرخين.
ونتج عن معركة عين جالوت وقف الزحف المغولي وانقاذ ماتبقى من تراث الحضارة الاسلامية وإعادة الوحدة بين مصر والشام وهو ما أدى الى القضاء على الصليبيين كما نتج عن معركة عين جالوت انتقال مركز القوة الاسلامية الى دولة المماليك لاكثر من قرنين من الزمان واكتسب المماليك بنصرهم الصبغة الشرعية لحكمهم.
وبعد هذا الاستعراض الموجز للغزو المغولي ومعركة عين جالوت ونتائجها .نقدم لكم الدروس والعبر المستفادة وما قرأناه وراء سطور ذلك الغزو. وهو:-
اولا:- ان الله تعالى لايقدر شرا محضا على الامة فالمماليك الذين هزموا المغول هم الايتام الذين فقدوا اسرهم في غزوات جنكيز خان وواخذهم تجار الرقيق وباعوهم في موانئ البحر الاسود واشترى السلطان الايوبي الصالح ايوب الالاف منهم ورباهم تربية عسكري ونشأهم تنشئة اسلامية ولما ضعفت الدولة الايوبية استولوا على الحكم وهزموا المغول في عين جالوت وفي معركة البستان سنة 675 وقصموا ظهر المغول في معركة حمص سنة 680 هجرية.
وهؤلاء المماليك الايتام الهاربين من سيوف المغول هم الذين هزموهم في نهاية المطاف وهم ايضا الذين ازالوا الامارات الصليبية من الشام ليس هذا فقط بل لقد هرب من المغول اعداد لاحصر لها من الترك الوثنين ولجأوا الى اسيا الصغرى فتلقفهم شيوخ مسلمون فأدخلوهم في الاسلام ولما قامت الدولة العثمانية في اواخر القرن السابع وجدت في هؤلاء الاتراك المسلمين الجدد المادة البشرية فجندتهم في جيشها وحمت الاسلام عدة قرون.
ثانيا:– اهمية الوحدة والتضامن بين المسلمين فلم يكن بمقدور المغول ولا النصارى التوغل في بلاد المسلمين و الانتصار عليهم لو انهم واجهوا امة متحدة , فقد ركن المسلمون الى الترف وفرقوا دينهم شيعا وانغمسوا في منازعات داخلية لاتنتهي الامر الذي جهز التربة الخصبة لنجاح عدوان الصليبيين والمغول .
ثالثا:- كلما طبق المسلمون الاسلام في واقع حياتهم على الوجه الصحيح واقاموا فريضة الجهاد تحقق لهم النصر على اعدائهم ونالوا العزة والكرامة والمجد , وكلما تقاعسوا عن تطبيق منهج الاسلام وتركوا الجهاد حلت بهم الهزيمة وطمع فيهم عدوهم وأنزل الله بهم الذل على أيدي اعدائهم حتى يعودوا الى دينهم .
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5689