tgoop.com/Alghamddiprof2/5678
Last Update:
« وكتابنا هذا يتضمن البشرى لك بما وهبك اللَّه من السلامة وطول العمر ، بكونك لم تكن لك في أنطاكية في هذه المدة إقامة ، وكونك ما كنت بها فتكون إما قتيلا ، وإما أسيرا ، وإما جريحا ، وإما كسيرا . وسلامة النفس هي التي يفرح بها الحي ، إذا شاهد الأموات ، ولعل اللَّه ما أخرك إلا لأن تستدرك من الطاعة والخدمة ما فات . ولما لم يسلم أحد يخبرك بما جرى خبّرناك ، ولما لم يقدر أحد يباشرك بالبشرى بسلامة نفسك وهلاك ما سواها باشرناك بهذه المفاوضة وبشّرناك ، لتتحقق الأمر على ما جرى . وبعد هذه المكاتبة لا ينبغي لك أن تكذب لنا خبرا ، كما أن بعد هذه المخاطبة يجب أن لا تسأل غيرها مخبرا »
هذه الرسالة ليس فيها مبالغة فقد اجمعت عليها المصادر.
التسامح الكبير مع الصليبيين جرى زمن عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين.
فلما جاء سلاطين المماليك وعلى رأسهم بيبرس وجدوا أن تلك السياسة لا تنفع مع الصليبيين الذين كانوا لايتركون مسلما حيا في حالة انتصارهم بل قتلوا حتى الحيوانات العائدة للمسلمين بما فيها القطط والكلاب مثلما حدث في القدس.
عندئذ عاملهم بيبرس بنفس سياستهم. والبادئ اظلم.
والظاهر بيبرس كان أمامه خيار قرأني هو قول الله تعالى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ) النحل : اية ١٢٦ .
وقد اختار الظاهر بيبرس الخيار الأول في الآية الكريمة بهدف أن يردع الغرب الصليبي عن تنظيم حملة صليبية كبيرة وإرسالها الى الشام. وقد نجح في تحقيق هذا الهدف فلم يجرؤ الغرب على تنظيم وإرسال حملة صليبية جديدة طوال العصر المملوكي كله رغم مناشدات وخطط المئات من البابوات والدعاة النصارى ورجال الدين المهووسين بالحروب الصليبية للسلطات الحاكمة في الغرب لتنظيم هذه الحملة
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5678