tgoop.com/Alghamddiprof2/5665
Last Update:
واستشار صلاح الدين أصحابه فأشاروا عليه أن تستسلم بيت المقدس مثل ما أقسم وكأنها وقعت عنوة ( لأن أحكام البلدان التي يدخلها المسلمون عنوة غير التي يدخلونها صلحاً ) فيصبح الصليبيون وكأنهم رقيق ويشترون أنفسهم من المسلمين بأن يدفع الرجل عشرة دنانير مقابل تحرير نفسه والمرأة خمسة دنانير مقابل ذلك والطفل دينار واحد ، ومن مر عليه أربعون يوماً ولم يستطع الدفع يصبح عبداً يُباع في أسواق الرقيق.
فوافق صلاح الدين على هذا الاقتراح ووافق عليه أيضاً باليان دي إبلين وتعهد أن يدفع مبلغ ثلاثين الف دينار عن سبعة آلاف من فقراء ومعدمي الصليبيين .
وفي يوم الجمعة ٢٧ رجب سنة ٥٨٣ هجرية الموافق ٢ أكتوبر ١١٨٧م دخل المسلمون بقيادة صلاح الدين بيت المقدس ، في ذكرى ليلة إلاسراء والمعراج ، التي رجحت بعض الروايات أنها كانت في السابع والعشرين من رجب.
وابدى صلاح الدين كرماً جماً تسامحاً فريداً في معاملة الصليبيين ، فرفض اقتراح بعض ألمسلمين بهدم كنيسة القيامة ، واطلق سراح الفقراء من اليتامى والارامل والشيوخ بدون فداء ، بل وتصدق عليهم من ماله الخاص ، وقد أهدى لاخيه العادل وبقية أخوته واصحابه آلاف الأسرى ، فاعتقوهم لوجه الله تعالى ، وقد اسهبت المصادر الصليبية والإسلامية في الحديث عن تسامح صلاح الدين وكرمه. حتى أن ستيفن رنسيمان علَّق على ذلك التسامح والكرم بقوله : " لقد لقًّن صلاح الدين الفرنج درساً في التسامح وأظهر لهم كيف يحتفل الرجل الشريف بانتصاره ".
ثم شرع صلاح الدين في إزالة ما اقامه الصليبيون من صور ونقوش داخل المسجد الاقصى وقبة الصخرة ومحراب الأقصى. وبعد إزالة تلك الصور ، أمر صلاح الدين بغسل المسجد الأقصى وقبة الصخرة بماء الورد.
وأُقيمت أول خطبة جمعة ، في المسجد الأقصى بعد تحريره من براثن الصليبيين في الرابع من شعبان سنة ٥٨٣ هجرية وقد أمر صلاح الدين القاضي محي الدين بن زكي الدين بإلقاء تلك الخطبة وحضرها بنفسه مع جيشه ، وهي خطبة مؤثرة ، كلما أقرأها لا أتمالك نفسي من البكاء ، وتجدونها في محاضراتي هذه بعد الصفحة ١٠٦ نقلاً عن كتاب مفرج الكروب لإبن واصل :
https://alghamdiprof.com/ali/%d9%85%d8%ad%d8%a7%d8%b6%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b2%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d9%8a%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84/
كتبها . أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5665