ALGHAMDDIPROF2 Telegram 5632
((نداء لتشكيل تحالف)) دولي لمكافحة الصهيونية
بقلم عبد الواحد الجصاني
2/11/2023
معركتنا ضد الصهيونية العالمية هي معركة شاملة، وجميع أبناء الأمة قادرون على المشاركة فيها، كُلّ حسب طاقته: من الجهاد بالنفس الى الجهاد بالفكر الى جهاد المال والقول والقلب. وعلى مثقفي الأمة وإعلاميها ان يعطوا حيزا من جهاد القول للجانب الفكري يوازي ما يقدموه للتعبئة الجماهيرية.
هزيمة جيش الاحتلال الصهيوني المنكرة على يد كتائب القسام، وصبر وصمود أهل غزة الذي فاق الوصف كان موضع احترام العالم أجمع، وكان كالشرارة التي أطلقت غضبا مكبوتا لدى شعوب الأرض ضد الهيمنة والغطرسة والمعايير المزدوجة الغربية والصهيونية، وأصبح شعار "الحرية لفلسطين" هو القاسم المشترك بين دعاة الحرية والإنسانية والعدل من ماليزيا الى بوليفيا مرورا بعواصم الغرب ومدنه. وكان لليهود المنصفين حصة ملحوظة في هذا الغضب، ولديهم سبب إضافي في ذلك، وهو أن الصهيونية العالمية اختطفت دينهم وترتكب جرائمها باسمهم وتسيء لقيمهم. وكان خروجهم بأعداد كبيرة لنصرة فلسطين رسالة واضحة قالوا فيها ان الصهيونية لا تمثلهم، وإن الصهيونية تسيء الى قيم الشعب اليهودي والى الطبيعة المسالمة للتعاليم اليهودية، وذهب بعضهم الى وصف الصهيونية بالنازية الجديدة.
إن نزع غطاء الدين عن الصهيونية هي احدى المهمات العاجلة لتسريع السقوط الفكري والسياسي لهذه النظرية التي جعلت من "يهودية الدولة" ركيزة أساسية في مشروعها لإنشاء الدولة “العبرية". أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب البروفيسور شلومو ساند يقول إن الصهيونية سرقت المصطلح الديني "أرض إسرائيل" وحولته إلى مصطلح جيو – سياسي. وفي كتابه (متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي) فنّد الأساطير المؤسسة للصهيونية وإسرائيل، كما نفى وجود حق تاريخي لليهود في فلسطين.
.
الصهاينة، من جانبهم، استنفروا كل قواهم وأدواتهم، ورأوا في الطعن بيهودية الصهيونية تهديم لركائز فكرهم وسلبهم المشروعية التاريخية والقانونية في أرض فلسطين، ولذلك لجأوا الى سلاحهم التقليدي هو اتهام من يعادي الصهيونية بمعاداة السامية.
وكان من بين الأصوات التي دعت الى اعتبار معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية المرشحة عن الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية "نيكي هالي" التي وعدت خلال حملتها الانتخابية الحالية أنها إذا انتخبت رئيسة للولايات المتحدة فسوف تغيّر التعريف الفيدرالي الأمريكي لمعاداة السامية ليشمل معاداة الصهيونية، وأنها لن تمنح المدارس التي لا تحارب معاداة السامية بكل مظاهرها أي إعفاء ضريبي.
الكاتب اليهودي الأمريكي "ديف زيرين- Dave Zirin " نشر في مجلة "الأمة – The Nation" الامريكية يوم الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 مقالا بعنوان " معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية" (الرابط موجود في آخر المقال) رد فيه على تصريح "نيكي هالي" ، وقال ان معاداة الصهيونية هي غير معاداة السامية مهما حاول الغوغاء إثبات العكس ، فاليهودية دين وثقافة معتبرتان وأنا فخور بالانتماء لهما، بينما الصهيونية فلسفة سياسية عمرها (125) سنة وتدور حول فكرة أن اليهود بحاجة الى وطن قومي ، وإسرائيل قامت منذ (75) سنة فقط ولي أقارب أعمارهم أكبر من عمر إسرائيل ، وإسرائيل ، كما وصفها الرئيس الأمريكي الأسبق ، هي دولة فصل عنصري (أبارتهايد) بنيت على الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، والصحافة الإسرائيلية في نقاش متواصل حول كيف يمكن أن نبرر قيام دولة يهودية إذا كانت قد بنيت على أساس الفصل العنصري.
وقال الكاتب زيرين إن الربط بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية لن يحمي اليهود، بل هو وسيلة عزل وتحقير وتدمير لليهود الذين يعارضون حروب إسرائيل، ووسيلة لتثبيط الناشطين الفاعلين اليهود ضد العنصرية والفصل العنصري، وهو ضد المنطق، وإن الربط بين الصهيونية واليهودية يفرض على اليهود، بدون رغبتهم، أن يكونوا صهاينة داعمين لحرب الإبادة في غزة، وهذا أمر خطير ومعادي للساميّة.، بل إنه يعمل على تأجيج معاداة الساميّة.
وأضاف: لم نشهد رفع أية شعارات معادية للساميّة خلال المظاهرات التي خرجت في العالم ضد الحرب على غزة، فلا مكان لمعاداة الساميّة لدى الحركات الداعية الى حرية فلسطين، وإن هناك اليوم جيلاً كاملاً من الشباب اليهود يشعر بأن عليه الاختيار بين مبادئه التقدمية ودعم حرب إسرائيل الشاملة، وهم يختارون مبادئهم ويرفضون بوضوح انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان.

الخلاصة
في مقالي السابق وعنوانه "لا تترددوا في وصف اسرائيل بالكيان الصهيوني" قلت إن نزع صفة تمثيل اليهود عن الصهيونية يقوض أيديولوجية "الدولة اليهودية" ويسرّع في عودة فلسطين لأهلها.



tgoop.com/Alghamddiprof2/5632
Create:
Last Update:

((نداء لتشكيل تحالف)) دولي لمكافحة الصهيونية
بقلم عبد الواحد الجصاني
2/11/2023
معركتنا ضد الصهيونية العالمية هي معركة شاملة، وجميع أبناء الأمة قادرون على المشاركة فيها، كُلّ حسب طاقته: من الجهاد بالنفس الى الجهاد بالفكر الى جهاد المال والقول والقلب. وعلى مثقفي الأمة وإعلاميها ان يعطوا حيزا من جهاد القول للجانب الفكري يوازي ما يقدموه للتعبئة الجماهيرية.
هزيمة جيش الاحتلال الصهيوني المنكرة على يد كتائب القسام، وصبر وصمود أهل غزة الذي فاق الوصف كان موضع احترام العالم أجمع، وكان كالشرارة التي أطلقت غضبا مكبوتا لدى شعوب الأرض ضد الهيمنة والغطرسة والمعايير المزدوجة الغربية والصهيونية، وأصبح شعار "الحرية لفلسطين" هو القاسم المشترك بين دعاة الحرية والإنسانية والعدل من ماليزيا الى بوليفيا مرورا بعواصم الغرب ومدنه. وكان لليهود المنصفين حصة ملحوظة في هذا الغضب، ولديهم سبب إضافي في ذلك، وهو أن الصهيونية العالمية اختطفت دينهم وترتكب جرائمها باسمهم وتسيء لقيمهم. وكان خروجهم بأعداد كبيرة لنصرة فلسطين رسالة واضحة قالوا فيها ان الصهيونية لا تمثلهم، وإن الصهيونية تسيء الى قيم الشعب اليهودي والى الطبيعة المسالمة للتعاليم اليهودية، وذهب بعضهم الى وصف الصهيونية بالنازية الجديدة.
إن نزع غطاء الدين عن الصهيونية هي احدى المهمات العاجلة لتسريع السقوط الفكري والسياسي لهذه النظرية التي جعلت من "يهودية الدولة" ركيزة أساسية في مشروعها لإنشاء الدولة “العبرية". أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب البروفيسور شلومو ساند يقول إن الصهيونية سرقت المصطلح الديني "أرض إسرائيل" وحولته إلى مصطلح جيو – سياسي. وفي كتابه (متى وكيف تم اختراع الشعب اليهودي) فنّد الأساطير المؤسسة للصهيونية وإسرائيل، كما نفى وجود حق تاريخي لليهود في فلسطين.
.
الصهاينة، من جانبهم، استنفروا كل قواهم وأدواتهم، ورأوا في الطعن بيهودية الصهيونية تهديم لركائز فكرهم وسلبهم المشروعية التاريخية والقانونية في أرض فلسطين، ولذلك لجأوا الى سلاحهم التقليدي هو اتهام من يعادي الصهيونية بمعاداة السامية.
وكان من بين الأصوات التي دعت الى اعتبار معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية المرشحة عن الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية "نيكي هالي" التي وعدت خلال حملتها الانتخابية الحالية أنها إذا انتخبت رئيسة للولايات المتحدة فسوف تغيّر التعريف الفيدرالي الأمريكي لمعاداة السامية ليشمل معاداة الصهيونية، وأنها لن تمنح المدارس التي لا تحارب معاداة السامية بكل مظاهرها أي إعفاء ضريبي.
الكاتب اليهودي الأمريكي "ديف زيرين- Dave Zirin " نشر في مجلة "الأمة – The Nation" الامريكية يوم الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 مقالا بعنوان " معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية" (الرابط موجود في آخر المقال) رد فيه على تصريح "نيكي هالي" ، وقال ان معاداة الصهيونية هي غير معاداة السامية مهما حاول الغوغاء إثبات العكس ، فاليهودية دين وثقافة معتبرتان وأنا فخور بالانتماء لهما، بينما الصهيونية فلسفة سياسية عمرها (125) سنة وتدور حول فكرة أن اليهود بحاجة الى وطن قومي ، وإسرائيل قامت منذ (75) سنة فقط ولي أقارب أعمارهم أكبر من عمر إسرائيل ، وإسرائيل ، كما وصفها الرئيس الأمريكي الأسبق ، هي دولة فصل عنصري (أبارتهايد) بنيت على الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، والصحافة الإسرائيلية في نقاش متواصل حول كيف يمكن أن نبرر قيام دولة يهودية إذا كانت قد بنيت على أساس الفصل العنصري.
وقال الكاتب زيرين إن الربط بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية لن يحمي اليهود، بل هو وسيلة عزل وتحقير وتدمير لليهود الذين يعارضون حروب إسرائيل، ووسيلة لتثبيط الناشطين الفاعلين اليهود ضد العنصرية والفصل العنصري، وهو ضد المنطق، وإن الربط بين الصهيونية واليهودية يفرض على اليهود، بدون رغبتهم، أن يكونوا صهاينة داعمين لحرب الإبادة في غزة، وهذا أمر خطير ومعادي للساميّة.، بل إنه يعمل على تأجيج معاداة الساميّة.
وأضاف: لم نشهد رفع أية شعارات معادية للساميّة خلال المظاهرات التي خرجت في العالم ضد الحرب على غزة، فلا مكان لمعاداة الساميّة لدى الحركات الداعية الى حرية فلسطين، وإن هناك اليوم جيلاً كاملاً من الشباب اليهود يشعر بأن عليه الاختيار بين مبادئه التقدمية ودعم حرب إسرائيل الشاملة، وهم يختارون مبادئهم ويرفضون بوضوح انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان.

الخلاصة
في مقالي السابق وعنوانه "لا تترددوا في وصف اسرائيل بالكيان الصهيوني" قلت إن نزع صفة تمثيل اليهود عن الصهيونية يقوض أيديولوجية "الدولة اليهودية" ويسرّع في عودة فلسطين لأهلها.

BY قناة حركة التاريخ


Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5632

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

The group’s featured image is of a Pepe frog yelling, often referred to as the “REEEEEEE” meme. Pepe the Frog was created back in 2005 by Matt Furie and has since become an internet symbol for meme culture and “degen” culture. So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Write your hashtags in the language of your target audience. The visual aspect of channels is very critical. In fact, design is the first thing that a potential subscriber pays attention to, even though unconsciously.
from us


Telegram قناة حركة التاريخ
FROM American