ALGHAMDDIPROF2 Telegram 5494
✍🏻


‏قصة للعبرة :

*إن الذي أبغضتني له قد صرفني عنك*

‏لما تولى الحَكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل الحُكم في الاندلس

‏حدث خلاف مع الفقهاء
‏وكان أحد العلماء المطلوبين لسيف السلطان الإمام الفقيه
‏“طالوت بن عبدالجبار تلميذ الإمام مالك ، وهو من ( أكابر الفقهاء ) وقد هرب من بطش (الحَكم )
واستخفى عند جارٍ له يهوديّ مدة عام كامل
‏واليهودي في كل يوم يقوم بخدمته ويُكرمه أشد الكرم ، فلما مضى ( عام ) طال على الإمام “طالوت” الاختفاء ، فاستدعى اليهودي
‏وشكره على إحسانه إليه ، وقال له :
‏( قد عزمت غدًا على الخروج وسأذهب إلى الوزير ((أبي البسام )) فقد قرأ علي القرآن وعلمته ولي عليه حق التعليم وحق العشرة وله جاهٌ عند ( الحَكم ) فعسى أن يشفع لي عنده فيؤمّنني ويتركني )
‏فقال اليهودي :
‏( يا مولاي لا تفعل .. إنى أخاف عليك من بطش الحَكم بك

‏فأبى “طالوت” إلا الخروج ،
‏فخرج فى الخفاء ( بالليل ) حتى أتى دار الوزير فاستأذن عليه ، فأذِن الوزير له فلما دخل عليه رحّب به وأدنى مجلسه وسأله أين كان في هذه المدة فقص عليه قصته مع اليهودي

‏ثم قال الإمام “طالوت” للوزير أبي البسام :
‏اشفع لي عند ( الحَكم ) حتى يؤمنني فوعده الوزير بذلك ، ثم خرج الوزير من فوره إلى الأمير ” الحكم ووكل بـ طالوت ” من يحرسه فلما دخل الوزير ” أبو البسّام ” على الأمير ( الحَكم ) قال له لقد جئتك بهدية ( جئتك بطالوت رأس المنافقين ، قد ظفرت به!
‏فقال الحَكم :
‏( قم فعجّل لنا به )
‏فلم يلبث أن أُدخل الإمام طالوت على الأمير ، وكان الأمير يتوقد ويشتعل غيظًا منه فلما رآه جعل يقول :
‏(طالوت ؟
الحمد الله الذي أظفرني بك ، ويْحك والله لأقتلنك شر قِتله كيف استبحت حرمتي؟

‏فقال له الإمام طالوت :
‏ما أجد لي في هذا الوقت مقالاً إلا أن أقول لك والله ما أبغضتك إلا لله وحده حين وجدتك انحرفت عن الحق وما فعلت معك إلا ما أمرني الله به ، فسكن غيظ الحَكم !
ثم قال :
‏يا طالوت والله لقد أحضرتك وما في الدنيا عذاب إلا وقد أعددته لك وقد حيل بيني وبينك ، فأنا أُخبرك أن الذي أبغضتني له قد صرفني عنك ، اذهب قد عفوت عنك

‏ثم سأله الحَكم يا إمام :
‏كيف ظفر بك الوزير أبو البسام ؟
فقال : أنا أظفرته بنفسي عن ثقة ، فأنا لي فضل عليه فقد علمته القرآن
واستأذنته أن يشفع لي عندك ، فكان منه ما رأيت
‏فقال له : فأين كنت قبل أن تذهب إليه ؟
‏فأخبره ” طالوت بخبر اليهودي

‏فأطرق الأمير رأسه ، ثم نادى على وزيره أبي البسام وقال له :
‏يالك من رجل سوء قاتلك الله أيها المشؤوم أكرمه يهودي ، وسترَ عليه لمكانة العلم والدين ، وخاطرَ بنفسه من أجله
وغدرت به أنت ياصاحب الدين حين قصدك!
‏أيها المشؤوم ألا أديت له حق تعليمه لك ؟

‏اخرج عني قبّحك الله
‏لا أرانا الله في القيامة وجهك هذا إن رأينا لك وجها ، ولا أريد أن أراك بعد اليوم أيها المشؤوم
‏ثم طرده من الوزارة وضيّق أرزاقه
‏ثم مضت سنوات فرأى الناس هذا الوزير في فاقةٍ وذُلّ وكتب ( الحَكم ) لليهودي كتابا بالجزية فيما ملك ، وزاد في إحسانه ، فلما رأى اليهودي ذلك ، أسلم .
‏وأما ” طالوت ” فلم يزل مبرورًا عند الأمير إلى أن توفي ، فحضر ” الحَكم ” جنازته وأثنى عليه بصدقه وإخلاصه وعلمه .

‏-- أوردَ هذه القصة الذهبي في السِّيَر ،
‏والقاضي عياض في ترتيب المدارك.



tgoop.com/Alghamddiprof2/5494
Create:
Last Update:

✍🏻


‏قصة للعبرة :

*إن الذي أبغضتني له قد صرفني عنك*

‏لما تولى الحَكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل الحُكم في الاندلس

‏حدث خلاف مع الفقهاء
‏وكان أحد العلماء المطلوبين لسيف السلطان الإمام الفقيه
‏“طالوت بن عبدالجبار تلميذ الإمام مالك ، وهو من ( أكابر الفقهاء ) وقد هرب من بطش (الحَكم )
واستخفى عند جارٍ له يهوديّ مدة عام كامل
‏واليهودي في كل يوم يقوم بخدمته ويُكرمه أشد الكرم ، فلما مضى ( عام ) طال على الإمام “طالوت” الاختفاء ، فاستدعى اليهودي
‏وشكره على إحسانه إليه ، وقال له :
‏( قد عزمت غدًا على الخروج وسأذهب إلى الوزير ((أبي البسام )) فقد قرأ علي القرآن وعلمته ولي عليه حق التعليم وحق العشرة وله جاهٌ عند ( الحَكم ) فعسى أن يشفع لي عنده فيؤمّنني ويتركني )
‏فقال اليهودي :
‏( يا مولاي لا تفعل .. إنى أخاف عليك من بطش الحَكم بك

‏فأبى “طالوت” إلا الخروج ،
‏فخرج فى الخفاء ( بالليل ) حتى أتى دار الوزير فاستأذن عليه ، فأذِن الوزير له فلما دخل عليه رحّب به وأدنى مجلسه وسأله أين كان في هذه المدة فقص عليه قصته مع اليهودي

‏ثم قال الإمام “طالوت” للوزير أبي البسام :
‏اشفع لي عند ( الحَكم ) حتى يؤمنني فوعده الوزير بذلك ، ثم خرج الوزير من فوره إلى الأمير ” الحكم ووكل بـ طالوت ” من يحرسه فلما دخل الوزير ” أبو البسّام ” على الأمير ( الحَكم ) قال له لقد جئتك بهدية ( جئتك بطالوت رأس المنافقين ، قد ظفرت به!
‏فقال الحَكم :
‏( قم فعجّل لنا به )
‏فلم يلبث أن أُدخل الإمام طالوت على الأمير ، وكان الأمير يتوقد ويشتعل غيظًا منه فلما رآه جعل يقول :
‏(طالوت ؟
الحمد الله الذي أظفرني بك ، ويْحك والله لأقتلنك شر قِتله كيف استبحت حرمتي؟

‏فقال له الإمام طالوت :
‏ما أجد لي في هذا الوقت مقالاً إلا أن أقول لك والله ما أبغضتك إلا لله وحده حين وجدتك انحرفت عن الحق وما فعلت معك إلا ما أمرني الله به ، فسكن غيظ الحَكم !
ثم قال :
‏يا طالوت والله لقد أحضرتك وما في الدنيا عذاب إلا وقد أعددته لك وقد حيل بيني وبينك ، فأنا أُخبرك أن الذي أبغضتني له قد صرفني عنك ، اذهب قد عفوت عنك

‏ثم سأله الحَكم يا إمام :
‏كيف ظفر بك الوزير أبو البسام ؟
فقال : أنا أظفرته بنفسي عن ثقة ، فأنا لي فضل عليه فقد علمته القرآن
واستأذنته أن يشفع لي عندك ، فكان منه ما رأيت
‏فقال له : فأين كنت قبل أن تذهب إليه ؟
‏فأخبره ” طالوت بخبر اليهودي

‏فأطرق الأمير رأسه ، ثم نادى على وزيره أبي البسام وقال له :
‏يالك من رجل سوء قاتلك الله أيها المشؤوم أكرمه يهودي ، وسترَ عليه لمكانة العلم والدين ، وخاطرَ بنفسه من أجله
وغدرت به أنت ياصاحب الدين حين قصدك!
‏أيها المشؤوم ألا أديت له حق تعليمه لك ؟

‏اخرج عني قبّحك الله
‏لا أرانا الله في القيامة وجهك هذا إن رأينا لك وجها ، ولا أريد أن أراك بعد اليوم أيها المشؤوم
‏ثم طرده من الوزارة وضيّق أرزاقه
‏ثم مضت سنوات فرأى الناس هذا الوزير في فاقةٍ وذُلّ وكتب ( الحَكم ) لليهودي كتابا بالجزية فيما ملك ، وزاد في إحسانه ، فلما رأى اليهودي ذلك ، أسلم .
‏وأما ” طالوت ” فلم يزل مبرورًا عند الأمير إلى أن توفي ، فحضر ” الحَكم ” جنازته وأثنى عليه بصدقه وإخلاصه وعلمه .

‏-- أوردَ هذه القصة الذهبي في السِّيَر ،
‏والقاضي عياض في ترتيب المدارك.

BY قناة حركة التاريخ


Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5494

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

In the next window, choose the type of your channel. If you want your channel to be public, you need to develop a link for it. In the screenshot below, it’s ”/catmarketing.” If your selected link is unavailable, you’ll need to suggest another option. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Concise To view your bio, click the Menu icon and select “View channel info.”
from us


Telegram قناة حركة التاريخ
FROM American