tgoop.com/Alghamddiprof2/5478
Last Update:
ولم يكن هناك أى رابط بين قضيتها وحادث مصرع جمال حمدان قبلها بحوالى عشرة شهور، ربما الروابط الأخرى لم تلفت انتباهى، فهناك تطابق فى تخصص الدكتورة سلوى كأستاذة جغرافيا والجغرافيا هى التى عشق حمدان من المهد إلى اللحد.. ثمة شيء آخر.. فكلاهما يعيش وحيدا مع فارق ثراء الدكتورة، هل من رابط آخر؟!
النيل؟!
دعك مما قيل عن أن كتابا أعده حمدان عن إسرائيل كتوسعة كبرى لكتابه الشهير الذى ألفه فى الستينيات «اليهود إنثربولوجيا» والذى تتبع فيه أصول إسرائيل الحالية وفند مزاعم انتمائها إلى نسل يعقوب عليه السلام أو أى نسب بنى إسرائيل التاريخيين ورغم أن فكرة إسرائيل قائمة أساسا على مثل هذا الزعم، إلا أن مسألة انتماء اليهود الإشكناز لشعب الخزر ودخولهم اليهودية فى القرن الثامن الميلادى، قد شاعت فضلا عن أن إسرائيل الآن تحاول تقديم نفسها كدولة مدنية.
أما عن كتابه عن «العالم الإسلامى» الذى وسع فيه دراساته -على غرار تطوير كتاب شخصية مصر- إلى عمل موسوعى وكان النواة للعمل الجديد كتابه الذى حمل العنوان نفسه وصدر سنة 1972، فيمكن أن يكون أكثر خطورة، ففى الكتاب السابق شدد النكير على التطلعات التركية التوسعية والبحث عن الزعامة العالمية فى العالم الإسلامى
ووسم الخلافة العثمانية بالاحتلال واتهم سلاطين الأتراك بأنهم يستخدمون الإسلام فقط لأغراض سياسية وأنهم شوهوا رسالة الإسلام وتاريخه وهم سبب تخلف المسلمين
وهي وجهة نظره التي ينبغي تحترم والواقع يثبت بعضا منها
وهو ينظر بعين العالم المستقرأ لأحوال الدول والحضارات
وأخطر ما قرره فى الكتاب هو استحالة خضوع جميع الدول الإسلامية لسلطة واحدة تحت زعم الخلافة وأن ذلك لم يحدث فى التاريخ على وجه الحقيقة إلا فى الخلافة الراشدة ولظروف التأسيس،
فرأى حمدان فى شجاعة علمية ومنهجية جبارة، أن تنوع المجتمعات الإسلامية فى طول وعرض العالم الإسلامى هو أفضل ملامح الإسلام وثروته الحقيقية فالانتماء العقدى لا يعنى الوحدة السياسية والذى يتصادم مع حقائق التاريخ والجغرافيا
وما قرره حمدان
ينسف مشروع تركيا - الذى لم يكن أعلن بعد- كما أنه يدمر الفكرة الرئيسية لجماعات الإسلام السياسى والتى تتحالف الآن مع تركيا لتحقيق هذا المشروع الذى حكم التاريخ والجغرافيا على لسان حمدان بفشله!.
لكن الرابط الأكيد الذى جعل مفتش بمباحث مديرية الأمن بالجيزة، يربط جنائيا بين مقتل سلوى لبيب بعد فترة وجيزة من «مقتل» جمال حمدان، هو النيل!.
وقال بالحرف: «الدكتور جمال والدكتورة سلوى، تعرضا للمشروعات التى يقال إن إسرائيل تعد لها سرا فى هضبة الحبشة وكلاهما مات بجريمة كاملة»!.
ففى ذلك الوقت لم يثر شيء عن هذا الأمر ولكن كان هناك تحركات مريبة فيما بين الثلاثى «إثيوبيا- إسرائيل- تركيا» هذه التحركات تنبهت لها مصر ولكنها لم تثر على المستويات الإعلامية أو يعلن عنها بأى وسائل، لكن هذه القضية كان جمال حمدان سبق أن سخر من محاولة تغيير مجرى النيل الأزرق إلى البحر الأحمر إبان الغزو الأوروبى الصليبى لفلسطين والشام لتعطيش مصر وقتلها جوعا، كما وصف محاولة القائد البرتغالى «البوكيرك» فى القرن الخامس عشر بأنها «حلم فاوستى» فاشل سخرت منه الجغرافيا، كذلك تنبأ فى موضع آخر بأن الخطر القادم لمصر سيأتى من الجنوب بالإشارة إلى إثيوبيا وكان هذا فى فترة مبكرة جدا وقيل إنه أزمع إصدار دراسة عن هذا الأمر بالتفصيل من شأنها كشف المخطط!.
هناك معلومات أن شخصين أجنبيين -أحدهما على الأقل يحمل الجنسية التركية- راقبا حمدان بعد استئجار شقة بالقرب منه وتمكنا من جمع معلومات عنه واختفيا عقب الحادث.
أما عن سلوى لبيب، فقد كانت مبررات قتلها أكثر وضوحا كالجريمة نفسها، فقد سبق أن زارت إثيوبيا حوالى عشرين مرة وأعدت دراسات وافية عن المناطق التى يمكن إنشاء سدود عليها فى وقت لم يعلن فيه عن أى نية ولها كتاب بعنوان «التغلغل الصهيونى فى إفريقيا» وعن مشروعات إسرائيل فى دول أعالى النيل فى إثيوبيا وكينيا وجنوب السودان!.
ولكن شخصا تركيا كان قد سجل نفسه عند دخوله مصر كصحفى يعمل فى إحدى القنوات يدعى إبراهيم أكابابا قد اتصل بالدكتورة سلوى لعمل برنامج معها بصفتها عالمة جغرافيا ولكنه فى هذا الشأن لم يخطر هيئة الاستعلامات المصرية، كما تقتضى الإجراءات، وبالفعل ذهب بناء على موعد مسبق وقام بتصوير الشقة لاستخدام مشاهد منها بالبرنامج لاسيما أنها ترى النيل ولكن فجأة عثر على الدكتورة سلوى مذبوحة واختفى أكابابا التركى وبعدها ثبت أنه سافر خارج البلاد!.
تطابقت وجهة النظر هذه مع الزميل الكاتب صحفى حمادة إمام الذى تابع القضيتين وضمنهما فى كتابه «الموساد واغتيل زعماء وعلماء»
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5478