tgoop.com/Alghamddiprof2/5391
Last Update:
قال عبدالله : ( فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأني قال : " أفلح الوجه " قلت : قتلته يارسول الله ، قال : صدقت ، ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته فأعطاني عصا ، فقال : أمسك هذه عندك يا عبدالله بن أنيس ، قال : فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا؟؟؟ قال : قلت : أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمرني أن أمسكها ، قالوا : أو لا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله عن ذلك ، قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : آية بيني وبينك يوم القيامة ، إن أقل الناس المختصرون يوم القيامة. ” والمخصرة هي ما يختصره الإنسان بيده من عصا أو قضيب أو عكازه ونحوها “. فقرنها عبدالله بن أنيس بسيفه فلم تزل معه حتى حضرته الوفاة فأمر بها أن تُضم معه في كفنه ، ودُفِنا معاً ).
ولعبدالله بن أنيس رضي الله عنه أبيات شعر جميلة صاغها بعد إنجاز مهمته.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ فِي ذَلِكَ :
تَرَكْتُ ابْنَ ثَوْرٍ كَالْحُوَارِ وَحَوْلَهُ … نَوَائِحُ تَفْرِي كُلَّ جَيْبٍ مُقَدَّدِ
تَنَاوَلْتُهُ وَالظُّعْنُ خَلْفِي وَخَلْفَهُ … بِأَبْيَضَ مِنْ مَاءِ الْحَدِيدِ مُهَنَّدِ
عَجُومٍ لِهَامِ الدَّارِعِينَ كَأَنَّهُ … شِهَابٌ غَضًى مِنْ مُلْهَبٍ مُتَوَقِّدِ
أَقُولُ لَهُ وَالسَّيْفُ يَعْجُمُ رَأْسَهُ … أَنَا ابْنُ أُنَيْسٍ فَارِسًا غَيْرَ قُعْدُدِ
أَنَا ابْنُ الَّذِي لَمْ يُنْزِلْ الدَّهَرُ قِدْرَهُ … رَحِيبُ فِنَاءِ الدَّارِ غَيْرُ مُزَنَّدِ
وَقُلْتُ لَهُ خُذْهَا بِضَرْبَةِ مَاجِدٍ … حَنِيفٍ عَلَى دِينِ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
وَكُنْتُ إذَا هَمَّ النَّبِيُّ بِكَافِرٍ … سَبَقْتُ إلَيْهِ بِاللِّسَانِ وَبِالْيَدِ.
هذه قصة مهمة عبدالله بن أنيس باختصار كما جاءت بأسانيد صحيحة.
أما ما قاله بعض المشايخ غفر الله لهم من أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبدالله بن أنيس رضي الله عنه أن يأتيه برأس خالد بن سفيان بن نبيح ، وانه احتز رأسه وعاد به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهي رواية ضعيفة جداً معضلة جاءت عن طريق الواقدي وقد وصفه علماء مصطلح الحديث بالكذب.
ومما يدل على كذبها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر البتة بقطع رأس قتيل مشرك وأخذها للتشفي منه في كل حروبه وغزواته وسراياه . والمثال على ذلك أبو جهل وعقبة بن أبي معيط وغيرهما حيث آذوا النبي صلى الله عليه وسلم في مكة فضربوه وخنقوه وذروا التراب على رأسه ووضعوا سلا الجزور على ظهره عند الكعبة وهو ساجد وبقيت جثثهم يوم في بدر في أماكن مصرعهم دون احتزاز رأس أحد منهم ، ناهيك عن عفوه عن قريش يوم الفتح الأعظم وفيهم من آذاه أشد الإيذاء ، ومع ذلك قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء.
ومثل هذه الرواية يستغلها أعداء الإسلام لوصفه بالإرهاب واتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أمر بقطع الرؤوس.
ويجب أن أُشير هنا إلى أنني ناقشت رسالة ماجستير لأخي وصديقي الدكتور بريك محمد بريك أبو مايلة العمري سنة ١٤١٢ هجرية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعنوان ( السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة ؛ دراسة نقدية تحليلية. وقد أشرف عليها الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري.
وقد طبعتها دار ابن الجوزي سنة ١٤١٧ هجرية. وهي موجودة بالنت يمكن قراءتها وتحميلها. وقصة عبدالله بن أنيس رضي الله عنه موجودة بها من ص ١٥٣ حتى ص ١٦١ بحواشيها وأسانيدها وليس فيها البتة حز رأس خالد بن سفيان بن نبيح حيث استبعد الدكتور بريك كل الروايات الضعيفة ولم يُثبت إلا الصحيح منها.
مصادر ومراجع أخرى.
— مسند الإمام أحمد.
— سيرة ابن اسحاق
–سيرة ابن هشام
— الهيثمي : مجمع الزوائد.
— البيهقي : دلائل النبوة.
–محمد الصوياني : السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة.
كتبه: أ.د.علي بن محمدعودة الغامدي.
BY قناة حركة التاريخ
Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5391