ALGHAMDDIPROF2 Telegram 5390
مهمة حربية خطيرة!!!
عبدالله بن أنيس رضي الله عنه أحد رجال المهمات الصعبة عند النبي صلى الله عليه وسلم.
والمهمة التي قام بها عبدالله بن أنيس مهمة بالغة الصعوبة وشبه مستحيلة ، لا تستطيع حتى أقوى الجيوش في العصر الحديث القيام بمثلها إلا بتكاليف كبيرة ودراسات علمية صائبة للعملية وجُهد استخباراتي طويل ودقيق ، وكتيبة من الجنود المُدربين تدريباً عالياً مع توفير الطعام وكل وسائل النقل لهم من طائرات وطوافات وأجهزة وأسلحة متقدمة!!!
فكيف استطاع رجل واحد من رجال النبي محمد صلى الله عليه القيام بها بمفرده؟؟؟
فبعد خسارة المسلمين في أحد طمع الكثير من الأعراب في المسلمين وظن بعض عتاة المشركين أن المسلمين في المدينة أصبحوا لقمة سائغة يمكن التهامها بسهولة!!!
وعَلِمَ النبي صلى الله عليه وسلم أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي ، وهو أحد زعماء الأعراب وشياطينهم ، أخذ يجمع الجموع من الأعراب والأحابيش حول مكة ليباغت النبي عليه الصلاة والسلام
بالهجوم عليه في المدينة وأنه قد أظهر العدواة للنبي صلى الله عليه وسلم بهجائه وشتمه وتوعد بقتله.
والإنتظار حتى يهاجم هذا الأعرابي المدينة قد يكلف المسلمين خسائر ثقيلة ودماء غزيرة ، وخير وسائل الدفاع وأنجعها هو تدمير خطط هذا الأعرابي في مهدها.
فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم أحد الأبطال المغاوير من الصحابة ، وهو عبدالله بن أنيس الجهني – حليف بني سلمة من الأنصار – الذي كان لا يعرف شيئاً من الخوف ابداً مثلما وصف نفسه في سياق هذه القصة بأنه : ” لا يهاب الرجال ولا فَرِقَ من شيء قط ” وهذه الصفة من الصفات النادرة في الرجال ، ويتمنى كل قائد عسكري أن تتوفر في بعض رجال المهمات الصعبة عنده.
قال عبدالله بن أُنيس : ( دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ” إنه قد بلغني أن خالد بن بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة ، فأته فاقتله ، قلت : يارسول الله أنعته لي -أي صفه لي – حتى أعرفه قال : ” إذا رأيته وجدت له قشعريرة “.
ولكم أن تتصورون صعوبة المهمة : فالمسافة بين المدينة ووادي عرنة تزيد عن 500 كم بكثير. فالطريق ليست مرصوفة وبخط مستقيم بين المكانين ،إذ يلزم هذا البطل أن يسلك طرقاً وعرة نزولاً وصعوداً في أودية عميقة وهضاب مرتفعة ويتجنب الجبال العالية والحِرَار (جمع حرَّة) ذات الحجارة الحادة التي تنتشر بين مكة والمدينة . إضافة إلى الوحوش المفترسة التي كانت تكثُر في ذلك العصر.
ولم يحدثنا البطل عبد الله بن أنيس عن الصعوبات والأخطار التي واجهته في الطريق، وما عاناه من عطش وجوع، فهي لا تُشكِّلُ في نظره شيئاً ، ولا غرابة في هذا ، لأنه أرتقي في إيمانه حتى بلغ مرحلة اليقين!!! فلا يعنيه إلا تنفيذ الأمر النبوي والوصول إلى ذلك الشيطان “خالد بن سفيان بن نبيح ” الذي عزم على البغي والطغيان والعدوان على الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله : ( فخرجت متوشحاً بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن ” الظعن جمع ظعينة وهو الهودج فيه امرأة ” يرتاد لهن منزلاً ، وحين كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه. فقلت : إني أخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أُؤخر الصلاة ،فانطلقت أمشي ، وأنا أُصلي أُومئ إيماءً نحوه ، فلما دنوت منه ، قال لي : من أنت؟ قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل – يقصد النبي صلى الله عليه وسلم – فجئتك في ذاك. قال : إني لفي ذاك. فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد – يقصد مات – ثم خرجت وتركت ظعائنه مُكبات عليه ).
لقد صاغ الإسلام عبدالله بن أنيس صياغة غير مسبوقة ، فحين رأى خالد بن سفيان بن نبيح أخذته القشعريرة كما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه له بهذا الوصف الدال على نبوته وصدقه ، ولم يُنْسِه هول الموقف وطبيعة المهمة الخطيرة التي ينبغي عليه أن ينفذها عن أداء صلاة العصر التي حان وقتها وهو يتجه نحو ابن نبيح ، ولكنه لم يتوقف لأداء الصلاة كما يؤديها المسلمون لأن هذا سيكشفه لابن نبيح من ناحية وقد يفوته اللحاق به من ناحية أخرى.
وقد اجتهد في هذا الموقف العصيب فأدَّى صلاة العصر إيماءً وهو يتجه نحو ابن نبيح ، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فعله (وتُسمى صلاة الإيماء هذه بصلاة الطالب وهي باب في الفقه ناقشه العلماء ، وليس هنا مكان عرضه).
عاد البطل عبدالله بن أنيس إلى المدينة بعد أن نفَّذ المهمة التي كلفه بها النبي صلى الله عليه وسلم ولينال منه الجائزة الفريدة التي لم ينالها أحد من البشر لا قبله ولا بعده.



tgoop.com/Alghamddiprof2/5390
Create:
Last Update:

مهمة حربية خطيرة!!!
عبدالله بن أنيس رضي الله عنه أحد رجال المهمات الصعبة عند النبي صلى الله عليه وسلم.
والمهمة التي قام بها عبدالله بن أنيس مهمة بالغة الصعوبة وشبه مستحيلة ، لا تستطيع حتى أقوى الجيوش في العصر الحديث القيام بمثلها إلا بتكاليف كبيرة ودراسات علمية صائبة للعملية وجُهد استخباراتي طويل ودقيق ، وكتيبة من الجنود المُدربين تدريباً عالياً مع توفير الطعام وكل وسائل النقل لهم من طائرات وطوافات وأجهزة وأسلحة متقدمة!!!
فكيف استطاع رجل واحد من رجال النبي محمد صلى الله عليه القيام بها بمفرده؟؟؟
فبعد خسارة المسلمين في أحد طمع الكثير من الأعراب في المسلمين وظن بعض عتاة المشركين أن المسلمين في المدينة أصبحوا لقمة سائغة يمكن التهامها بسهولة!!!
وعَلِمَ النبي صلى الله عليه وسلم أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي ، وهو أحد زعماء الأعراب وشياطينهم ، أخذ يجمع الجموع من الأعراب والأحابيش حول مكة ليباغت النبي عليه الصلاة والسلام
بالهجوم عليه في المدينة وأنه قد أظهر العدواة للنبي صلى الله عليه وسلم بهجائه وشتمه وتوعد بقتله.
والإنتظار حتى يهاجم هذا الأعرابي المدينة قد يكلف المسلمين خسائر ثقيلة ودماء غزيرة ، وخير وسائل الدفاع وأنجعها هو تدمير خطط هذا الأعرابي في مهدها.
فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم أحد الأبطال المغاوير من الصحابة ، وهو عبدالله بن أنيس الجهني – حليف بني سلمة من الأنصار – الذي كان لا يعرف شيئاً من الخوف ابداً مثلما وصف نفسه في سياق هذه القصة بأنه : ” لا يهاب الرجال ولا فَرِقَ من شيء قط ” وهذه الصفة من الصفات النادرة في الرجال ، ويتمنى كل قائد عسكري أن تتوفر في بعض رجال المهمات الصعبة عنده.
قال عبدالله بن أُنيس : ( دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ” إنه قد بلغني أن خالد بن بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة ، فأته فاقتله ، قلت : يارسول الله أنعته لي -أي صفه لي – حتى أعرفه قال : ” إذا رأيته وجدت له قشعريرة “.
ولكم أن تتصورون صعوبة المهمة : فالمسافة بين المدينة ووادي عرنة تزيد عن 500 كم بكثير. فالطريق ليست مرصوفة وبخط مستقيم بين المكانين ،إذ يلزم هذا البطل أن يسلك طرقاً وعرة نزولاً وصعوداً في أودية عميقة وهضاب مرتفعة ويتجنب الجبال العالية والحِرَار (جمع حرَّة) ذات الحجارة الحادة التي تنتشر بين مكة والمدينة . إضافة إلى الوحوش المفترسة التي كانت تكثُر في ذلك العصر.
ولم يحدثنا البطل عبد الله بن أنيس عن الصعوبات والأخطار التي واجهته في الطريق، وما عاناه من عطش وجوع، فهي لا تُشكِّلُ في نظره شيئاً ، ولا غرابة في هذا ، لأنه أرتقي في إيمانه حتى بلغ مرحلة اليقين!!! فلا يعنيه إلا تنفيذ الأمر النبوي والوصول إلى ذلك الشيطان “خالد بن سفيان بن نبيح ” الذي عزم على البغي والطغيان والعدوان على الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله : ( فخرجت متوشحاً بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن ” الظعن جمع ظعينة وهو الهودج فيه امرأة ” يرتاد لهن منزلاً ، وحين كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه. فقلت : إني أخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أُؤخر الصلاة ،فانطلقت أمشي ، وأنا أُصلي أُومئ إيماءً نحوه ، فلما دنوت منه ، قال لي : من أنت؟ قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل – يقصد النبي صلى الله عليه وسلم – فجئتك في ذاك. قال : إني لفي ذاك. فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد – يقصد مات – ثم خرجت وتركت ظعائنه مُكبات عليه ).
لقد صاغ الإسلام عبدالله بن أنيس صياغة غير مسبوقة ، فحين رأى خالد بن سفيان بن نبيح أخذته القشعريرة كما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه له بهذا الوصف الدال على نبوته وصدقه ، ولم يُنْسِه هول الموقف وطبيعة المهمة الخطيرة التي ينبغي عليه أن ينفذها عن أداء صلاة العصر التي حان وقتها وهو يتجه نحو ابن نبيح ، ولكنه لم يتوقف لأداء الصلاة كما يؤديها المسلمون لأن هذا سيكشفه لابن نبيح من ناحية وقد يفوته اللحاق به من ناحية أخرى.
وقد اجتهد في هذا الموقف العصيب فأدَّى صلاة العصر إيماءً وهو يتجه نحو ابن نبيح ، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فعله (وتُسمى صلاة الإيماء هذه بصلاة الطالب وهي باب في الفقه ناقشه العلماء ، وليس هنا مكان عرضه).
عاد البطل عبدالله بن أنيس إلى المدينة بعد أن نفَّذ المهمة التي كلفه بها النبي صلى الله عليه وسلم ولينال منه الجائزة الفريدة التي لم ينالها أحد من البشر لا قبله ولا بعده.

BY قناة حركة التاريخ


Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5390

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Clear Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). As five out of seven counts were serious, Hui sentenced Ng to six years and six months in jail. But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered."
from us


Telegram قناة حركة التاريخ
FROM American