ALGHAMDDIPROF2 Telegram 5358
قناة حركة التاريخ.
قصة عحيبة.
قصة عجيبة حدثت لأحد أئمة الحديث، وهو القاضي محمد بن عبد الباقي الأنصاري البزار، المشهور بقاضي المارستان، الحافظ المتوفي عام 535 للهجرة.
وقعت له قصة عجيبة فيها أيما عبرة.
فقد حكى أنه كان بمكة في موسم حج، وكان مفلساً لا يملك شيئاً من حطام الدنيا ..
وقد اشتد به الجوع ذات يومٍ، فخرج يبحث عن كِسرة خبزٍ أو أي شيءٍ يسد به رمقه ..
فإذا به يجد صرةً من الحرير الأحمر ملقاة على الأرض، ففتحها فوجد بداخلها عقداً ثميناً من اللؤلؤ، تقدر قيمته بخمسين ألف دينار.
فأخذه وقفل راجعاً، فبينا هو في طريقه، إذا برجلٍ ينشد العقد، وينادي في الناس؛ يقول أنه افتقد صرة من حرير، فمن وجدها فله خمسون ديناراً!!
فسأله: وماذا يوجد بداخل الصرة؟
قال: بداخلها عقد لؤلؤٍ ثمين!
فسأله عن علامة العقد!
فلما أخبره بها، دفع إليه الصرة على الفور.
فأخرج له خمسين ديناراً وناولها له.
فأبى أن يأخذها؛ قائلاً: ما ينبغي لي أن آخذ مقابلاً على لقطةٍ وجدتها وأعدتها لصاحبها ..
فإني ما أعدت لك هذا العقد طمعاً في الجائزة، بل طمعاً في رضا ربي.
فرفض أخذ المال، وهو حينها يتضور جوعاً، ولا يجد كِسرة خبز يابسة، يسد بها رمقه.
فدعا له ذلك الرجل بخير، ومضى لحال سبيله.
مكث هذا القاضي المحدِّث بمكة أياماً، ثم قرر أن يركب البحر، لعله يصيب شيئاً يتموَّل به.
فبينما هم في عرض البحر، إذ هبت عاصفة هوجاء، لم تزل تتلاعب بسفينتهم، حتى حطمتها وأغرقتها.
فتعلق القاضي بلوحٍ من حطام السفينة، وما زال متشبثاً بذلك اللوح، والموج يتقاذفه على مدى أيام، حتى ألقى به على الشاطئ، وقد بلغ به الجهد والإعياء مبلغاً عظيماً.
فاستجمع قواه، وجر نفسه حتى وصل إلى أقرب مسجد، فارتمى في داخله، وهو لا يدري شيئاً عن هذه المحلة، ولا يعرف أحداً من أهلها.
ثم لم يلبث أن دخل ذلك المسجد رجل، فلما رآه، سأله عن حاله!
فلما قص عليه قصته؛ أتى له بطعامٍ وشرابٍ وثوبٍ يستدفئ به، وقال له أنهم يبحثون عن رجلٍ يستأجرونه ليؤمهم في الصلاة في ذلك المسجد.
فلما أخبره أنه يحفظ كتاب الله تعالى، سارعوا باستئجاره إماماً للمسجد.
فلما علموا أنه يجيد الكتابة، استأجروه ليُعلم لهم أبناءهم.
قال: فتموَّلت، وأصبحت بخير حال. فجاءوني يوماً وقالوا لي:
إن لدينا فتاةً يتيمة، نريد أن نزوِّجك بها، وألحُّوا عليَّ في ذلك، فوافقت!
فلمَّا أدخلوني عليها، رأيت على صدرها عقداً من اللؤلؤ، فلم أتمالك نفسي من إمعان النظر في ذلك العقد، وأنا في حالٍ من الذهول والعجب، إذ أنه هو ذات العقد، الذي وجدته بمكة ..
فبينما أنا أنظر في العقد؛ إذا بالفتاة تخرج باكيةً منتحبة، وهي تقول:
إنه لا يريد أن ينظر إلى وجهي، فهو لا يرفع بصره عن العقد الذي على صدري.
فلما صليت بهم صلاة الفجر، ذكروا لي ذلك، فأخبرتهم أنني قد وجدت هذا العقد قبل كذا وكذا ملقىً على الأرض في صرة من حرير ببيت الله الحرام، وقد أعدته لصاحبه ..
فكبَّروا جميعاً، حتى ارتجَّ المسجد بتكبيرهم.
ثم أخبروني أن صاحب العقد هو والد هذه اليتيمة، وليس لديه سواها، وقد كان يؤمهم في الصلاة بهذا المسجد، وأنه توفي قبل مدة ..
ولكنه منذ أن عاد من الحج، لم يفتأ يدعو بهذا الدعاء، ونحن نؤمِّن من خلفه:
(اللهمَّ إني لن أجد أحداً مثل صاحب العقد؛ اللهم لقني به حتى أزوِّجه وحيدتي).
وها قد استجاب الله تعالى لدعائه، فجاء بك وزوَّجك من ابنته، ولو بعد موته!!!!
وهذا جزاء الأمانة وعفة النفس!!!
---------------------------------------
(مرآة الزمان في تاريخ الأعيان)
واختصرها الذهبيُّ.
📚 📕 قال الحافظ ابن رجب:
هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في "معجمه".
ذيل طبقات الحنابلة 1/434
سير أعلام النبلاء 20/23
شذرات الذهب 4/108



tgoop.com/Alghamddiprof2/5358
Create:
Last Update:

قناة حركة التاريخ.
قصة عحيبة.
قصة عجيبة حدثت لأحد أئمة الحديث، وهو القاضي محمد بن عبد الباقي الأنصاري البزار، المشهور بقاضي المارستان، الحافظ المتوفي عام 535 للهجرة.
وقعت له قصة عجيبة فيها أيما عبرة.
فقد حكى أنه كان بمكة في موسم حج، وكان مفلساً لا يملك شيئاً من حطام الدنيا ..
وقد اشتد به الجوع ذات يومٍ، فخرج يبحث عن كِسرة خبزٍ أو أي شيءٍ يسد به رمقه ..
فإذا به يجد صرةً من الحرير الأحمر ملقاة على الأرض، ففتحها فوجد بداخلها عقداً ثميناً من اللؤلؤ، تقدر قيمته بخمسين ألف دينار.
فأخذه وقفل راجعاً، فبينا هو في طريقه، إذا برجلٍ ينشد العقد، وينادي في الناس؛ يقول أنه افتقد صرة من حرير، فمن وجدها فله خمسون ديناراً!!
فسأله: وماذا يوجد بداخل الصرة؟
قال: بداخلها عقد لؤلؤٍ ثمين!
فسأله عن علامة العقد!
فلما أخبره بها، دفع إليه الصرة على الفور.
فأخرج له خمسين ديناراً وناولها له.
فأبى أن يأخذها؛ قائلاً: ما ينبغي لي أن آخذ مقابلاً على لقطةٍ وجدتها وأعدتها لصاحبها ..
فإني ما أعدت لك هذا العقد طمعاً في الجائزة، بل طمعاً في رضا ربي.
فرفض أخذ المال، وهو حينها يتضور جوعاً، ولا يجد كِسرة خبز يابسة، يسد بها رمقه.
فدعا له ذلك الرجل بخير، ومضى لحال سبيله.
مكث هذا القاضي المحدِّث بمكة أياماً، ثم قرر أن يركب البحر، لعله يصيب شيئاً يتموَّل به.
فبينما هم في عرض البحر، إذ هبت عاصفة هوجاء، لم تزل تتلاعب بسفينتهم، حتى حطمتها وأغرقتها.
فتعلق القاضي بلوحٍ من حطام السفينة، وما زال متشبثاً بذلك اللوح، والموج يتقاذفه على مدى أيام، حتى ألقى به على الشاطئ، وقد بلغ به الجهد والإعياء مبلغاً عظيماً.
فاستجمع قواه، وجر نفسه حتى وصل إلى أقرب مسجد، فارتمى في داخله، وهو لا يدري شيئاً عن هذه المحلة، ولا يعرف أحداً من أهلها.
ثم لم يلبث أن دخل ذلك المسجد رجل، فلما رآه، سأله عن حاله!
فلما قص عليه قصته؛ أتى له بطعامٍ وشرابٍ وثوبٍ يستدفئ به، وقال له أنهم يبحثون عن رجلٍ يستأجرونه ليؤمهم في الصلاة في ذلك المسجد.
فلما أخبره أنه يحفظ كتاب الله تعالى، سارعوا باستئجاره إماماً للمسجد.
فلما علموا أنه يجيد الكتابة، استأجروه ليُعلم لهم أبناءهم.
قال: فتموَّلت، وأصبحت بخير حال. فجاءوني يوماً وقالوا لي:
إن لدينا فتاةً يتيمة، نريد أن نزوِّجك بها، وألحُّوا عليَّ في ذلك، فوافقت!
فلمَّا أدخلوني عليها، رأيت على صدرها عقداً من اللؤلؤ، فلم أتمالك نفسي من إمعان النظر في ذلك العقد، وأنا في حالٍ من الذهول والعجب، إذ أنه هو ذات العقد، الذي وجدته بمكة ..
فبينما أنا أنظر في العقد؛ إذا بالفتاة تخرج باكيةً منتحبة، وهي تقول:
إنه لا يريد أن ينظر إلى وجهي، فهو لا يرفع بصره عن العقد الذي على صدري.
فلما صليت بهم صلاة الفجر، ذكروا لي ذلك، فأخبرتهم أنني قد وجدت هذا العقد قبل كذا وكذا ملقىً على الأرض في صرة من حرير ببيت الله الحرام، وقد أعدته لصاحبه ..
فكبَّروا جميعاً، حتى ارتجَّ المسجد بتكبيرهم.
ثم أخبروني أن صاحب العقد هو والد هذه اليتيمة، وليس لديه سواها، وقد كان يؤمهم في الصلاة بهذا المسجد، وأنه توفي قبل مدة ..
ولكنه منذ أن عاد من الحج، لم يفتأ يدعو بهذا الدعاء، ونحن نؤمِّن من خلفه:
(اللهمَّ إني لن أجد أحداً مثل صاحب العقد؛ اللهم لقني به حتى أزوِّجه وحيدتي).
وها قد استجاب الله تعالى لدعائه، فجاء بك وزوَّجك من ابنته، ولو بعد موته!!!!
وهذا جزاء الأمانة وعفة النفس!!!
---------------------------------------
(مرآة الزمان في تاريخ الأعيان)
واختصرها الذهبيُّ.
📚 📕 قال الحافظ ابن رجب:
هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في "معجمه".
ذيل طبقات الحنابلة 1/434
سير أعلام النبلاء 20/23
شذرات الذهب 4/108

BY قناة حركة التاريخ


Share with your friend now:
tgoop.com/Alghamddiprof2/5358

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Hui said the messages, which included urging the disruption of airport operations, were attempts to incite followers to make use of poisonous, corrosive or flammable substances to vandalize police vehicles, and also called on others to make weapons to harm police. According to media reports, the privacy watchdog was considering “blacklisting” some online platforms that have repeatedly posted doxxing information, with sources saying most messages were shared on Telegram. A new window will come up. Enter your channel name and bio. (See the character limits above.) Click “Create.” Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. How to create a business channel on Telegram? (Tutorial)
from us


Telegram قناة حركة التاريخ
FROM American