عبد الله الشيباني

لأول وهلة حين يسمع البعض عبارة #تجار_الدين يظنها اصطلاحا حادثا وتهمة معاصرة كالاتهام بالتطرف والإرهاب
لكن مع تأمل هذه العبارة نجدها واقعية لأبعد الحدود وقد ذكرها سبحانه وتعالى في أكثر من آية، ورسوله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث
قال تبارك اسمه: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا...}
تجارة واضحة، بيع وشراء، بيع لعهد الله وميثاقه، وشراء للدنيا
استبدال الأدنى بالذي هو خير واسترزاق بالدين، مقابل ثمن بخس قليل ولو كان الثمن الدنيا بأكملها
ومع بالغ الوعيد {...أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
إلا أن النفوس مولعة بحب العاجل {كلا بل تحبون العاجلة}

ومما بينه سبحانه وتعالى من صفات هؤلاء التجار: كتمان الحق وترك بيانه للناس، ترك العمل بالعلم، الاستهانة بما عند الله عز وجل، البغي والحسد
هذه الخلال جمعها سبحانه في قولِه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}
وقولِه: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ}

وبينت السنة معيارا دقيقا يدركه من دخل الإيمان قلبه:
«بَشِّرْ هذه الأمةَ بالسناءِ والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب»...
فقد تتشابه وتختلط على الناس في الدنيا صور تجار الدين بالعاملين من أجل الدين، ولكنه ليس كذلك في الآخرة، (وَلعَذابُ الآخِرةِ أخزَى وهم لا يُنصَرون).

https://www.tgoop.com/Al_Shibany

Telegram

عبد الله الشيباني

(إنْ أريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعتُ)

www.tgoop.com/Al_Shibany/1414

1.9K viewsMar 21 at 16:54

لأول وهلة حين يسمع البعض عبارة #تجار_الدين يظنها اصطلاحا حادثا وتهمة معاصرة كالاتهام بالتطرف والإرهاب
لكن مع تأمل هذه العبارة نجدها واقعية لأبعد الحدود وقد ذكرها سبحانه وتعالى في أكثر من آية، ورسوله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث
قال تبارك اسمه: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا...}
تجارة واضحة، بيع وشراء، بيع لعهد الله وميثاقه، وشراء للدنيا
استبدال الأدنى بالذي هو خير واسترزاق بالدين، مقابل ثمن بخس قليل ولو كان الثمن الدنيا بأكملها
ومع بالغ الوعيد {...أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
إلا أن النفوس مولعة بحب العاجل {كلا بل تحبون العاجلة}

ومما بينه سبحانه وتعالى من صفات هؤلاء التجار: كتمان الحق وترك بيانه للناس، ترك العمل بالعلم، الاستهانة بما عند الله عز وجل، البغي والحسد
هذه الخلال جمعها سبحانه في قولِه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}
وقولِه: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ}

وبينت السنة معيارا دقيقا يدركه من دخل الإيمان قلبه:
«بَشِّرْ هذه الأمةَ بالسناءِ والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب»...
فقد تتشابه وتختلط على الناس في الدنيا صور تجار الدين بالعاملين من أجل الدين، ولكنه ليس كذلك في الآخرة، (وَلعَذابُ الآخِرةِ أخزَى وهم لا يُنصَرون).

https://www.tgoop.com/Al_Shibany

BY عبد الله الشيباني