Telegram Web
(كُتب هذا المقال بتاريخ (٢٠٢٢/٧/٢٣) بعد تهديد شاب مؤمن لأنه وقف بوجه دعوات العرفان الباطلة)

197- العارف والعرفان.

الكاتب:
#Ailia_Emame
__________

هذه جبهة لم أرد يوماً فتحها ..

وأسأل الله تعالى أن لا يضطرني يوماً لفتحها .. مراعاة لقلوب الشباب والبنات الطيبة والمتعلقة بالله .. والتي لا تتخيل كيف يعمل المستأكلون بسم الله.


لكن أحياناً السكوت يغري الجاهل بجهله ويدفع الناس لتصديقه .. لذا سأذكر نقطتين باختصار :

١) في الصفحات أعلاه يتكلم سماحة آية الله ( الفقيه ) و ( المجتهد ) و ( المتشرع ) الشيخ محمد تقي بهجت طاب ثراه .. عن معنى العرفان وأنه يأتي بعد مرحلة متأخرة جداً لمن أتقن مفاهيم العقيدة وأدى واجبات الشريعة.

وأما لقب ( العارف بالله ) الذي ناله سماحته قدس سره بجدارة واستحقاق .. فما هو إلا قطرة من بحر الشريعة والفقه .. وشعاع بسيط من شمس طلب العلوم الدينية في الحوزة ..

وإني أشهد أمام الله أن وصفه ( المجتهد ) يدخل السرور على قلبه أكثر من قولك ألف مرة ( العارف بالله ) لأن طريق الاجتهاد خالص لروايات أل محمد عليهم السلام .. وطريق العرفان النظري مختلط بكلام غيرهم .. وأين الخالص من الخليط ؟

زرته مرة في مشهد المقدسة أثناء فترة التعطيل الصيفي للحوزة العلمية وطلبت منه الدعاء وكان وجهه مقابلاً لحرم الأمام الرضا عليه السلام .. فنظر إلي ثم أشار إلى الإمام بكل احترام .. وفهمت أنه يقول أطلب حوائجك من الإمام وأنت في محضره.

هذه مدرسة بهجت .. لا مدرسة الأذكار المجهولة التي تعطى لشباب مساكين وبسطاء لا يعرفون حتى كيفية ضبط صلاتهم !! ويظنون أن ( ياهو ) سبعين مرة أقرب إلى الله من مفاتيح الجنان !!

إلى متى المتاجرة بالعرفان والعرفان أبعد ما يكون عن المتاجرة ؟

وإذا كان بعض الانتهازيين يصور نفسه قريباً من مدرسة العرفان وفكر الشيخ قدست نفسه .. فما أكثر الصامتين عن ذلك لأنهم لا يريدون المتاجرة بما لديهم من القرب والتواصل.

حدثني أحد أشهر خطباء العراق اليوم _ ولعله أشهرهم _ قال : كنت لخمس سنوات متتالية لا أفارق صلاة الشيخ بهجت جماعة في أوقاتها الثلاثة .. وكنت أراقبه في كلامه وحركاته وسكناته .. ولكني والله ما تكلمت عن هذا الأمر على المنبر ولا مرة في حياتي .. لكي لا يحسب ادعاءً للقرب والناس في غنى عن ذلك .. وليس تكليفي إلا طرح علوم آل محمد صلوات الله عليهم .. أفلا يستحي المتاجرون به قدس سره وهم ما عرفوه إلا أمس !!

٢) لا ينقضي عجبي من شخص يدعي العرفان .. وهو يلاحق كل منتقديه بالاتصالات والرسائل وتحريك الأتباع ليبرر موقفه ويهدد إذا لزم الأمر !!

أليس الله يدافع عن الذين آمنوا ؟
أليس لو كان ولياً لله لاكتفى بـ ( من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة ) ؟

منذ متى والمؤمن يترك مشروعه وينشغل بالدفاع عن نفسه ؟
منذ متى وسالك طريق العرفان يلاحق كل منتقديه ؟

أين ( قل الله ثم ذرهم ) ؟

لا أعلم ..!!

ولقد أصبحنا في زمن كنود صار الدين فيه تجارة للسياسيين والمتزهدين والمتقمصين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

* أرجو أن تكون هذه رسالة تدعو المعني بها للمراجعة والتأمل وتذكر زوال الدنيا والحساب العسير لمن كان همه جمع الاتباع .. وحسبه ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ).

* وأرجو أن لا أضطر لفتح هذا الملف مرة أخرى .. لأنه لن يكون خيرا.

و لأن كان قول المعصوم ( كل مصدور ينفث ) فإن في الصدر الكثير الكثير وأعوذ بالله وبالصبر أن أنفثه أمام هذا التلاعب بمشاعر عباد الله من الشباب والبنات العطشى لقرب الله تبارك وتعالى.

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتب هذا المقال بتاريخ (٢٠٢٢/٨/١٧) حول الهويات المتصارعة في أغلب المجتمع العراقي)

198- الأربعة المتصارعة.

الكاتب:
#Ailia_Emame
__________

* في نهاية حربنا العظيمة مع داعش .. أصبحت لشيعة العراق مهابة في النفوس .. وارتفع منسوب الثقة والاعتزاز إلى أعلى مستوياته..

> سواء في الداخل وبين أبناء الوطن .. حيث أيقن المتشككون بصدق ووفاء العراقيين وعلموا أنهم أهل ثبات في نصرة العقيدة وطاعة للمرجعية ..

> أو في الخارج حيث شاهد العالم إنسانية الشيعة وحبهم لبقية المكونات ودفاعهم عنهم .. ولم تستطع ألف راية إعلامية شيطانية أن تشوه حقيقة الدم الذي بذله الشيعة دفاعاً عن السني والمسيحي والايزيدي.

* بعد ذلك حصلت أربعة أمور غيرت شكل الأوضاع وأفقدتنا الكثير من مكتسباتنا .. وأعلم أني لو ذكرت كلمة هوية لن تتفاعل معها .. ولو قلت أن الأمر كله صراع هويات لاستغربت كلامي ..

* لكن إليك الأمور الأربعة التي غيرت تلك المهابة وضيعتنا :

أولاً : #هوية_الحشد

لم تستطع _ حتى اليوم _ أي جهة استغلال الحشد كافراد وقوات وتوجه معنوي .. لكن قراره السياسي والإعلامي كان منذ التأسيس رهيناً لأحزاب السلطة والمتحالفين معها .. فلا موقف سياسي ولا إعلامي يصدر .. إلا وهم يمسكون بخناقه ولا يسمحون له بالانفصال عنهم ..

ولم يستطع الشهيد المهندس تخليصه من قبضة هؤلاء "الأصدقاء" .. وجعل هويته كما أراد فعلاً .. هوية حيادية محضة وأبوية خالصة على الطريقة السيستانية.

* لقد كان لاستغلال الحشد سياسياً أثر سلبي عظيم وشعور عميق بالانكسار المعنوي لدى كل الشيعة الذين قدموا أولادهم في هذا الطريق .. كما أظهر أن الأحزاب السياسية وبعد كل هذه الدماء التي نزفت .. لم تتغير طريقة تفكيرهم الانتهازية التي لاتتورع عن استخدام أي مقدس !

* كان هذا أوضح مؤشر على نية الأحزاب تجاهل توصيات المرجعية وعدم الخضوع لها مادام هناك جمهور يمكن اللعب على وتره العاطفي ..

* وخلاصة هذه المرحلة كانت حقيقة مركبة من ثلاث ركائز :

١) أدى التأسيس إلى بقاء الحشد وما يحمله من زخم معنوي أسيراً لهم .
٢) أدى ذلك إلى شعورهم بالقوة وعدم الحاجة للمرجع الأعلى.
٣) أدى ذلك إلى تجاهل رأيه رغم شدة وضوحه وصراحته في منع استغلال الحشد سياسياً وأنه سيؤدي إلى خسارة كل شيء .. السلطة .. ومنعة الحشد .. ودعمه الجماهيري.

ثانيا : #هوية_تشرين

* كنت وما زلت أقول أن الاحتجاجات كانت ( حق ) ولا يمكن أن أندم يوماً على دعمي لتظاهرات عام 2019 .. فقد كانت مطالبها مشروعة ومن نزل فيها وهتف في الساحات كان أصحاب المواكب والشهداء قبل العلمانيين والمتأمركين.

* وجدت أمريكا أن هذا النصر المبارك لرجال الفتوى تم تصنيفه كنصر لإيران الحليف الأبرز للعراق في تلك الحرب .. وليس لأمريكا التي تسوق نفسها مخلصاً للعراقيين .. وخشي الأمريكان أن يتم الاستيلاء على المؤسسة الأمنية العراقية من قبل الإيرانيين وعبر نافذة الحشد .. ولذا رمت واشنطن بثقلها في التظاهرات لتكون موجهة ضد إيران في المقام الأول .. وليس لتحسين أوضاع العراقيين.

*وهكذا برزت لدينا هوية جديدة على الساحة وهي ( تشرين ) زادت من انقسام الشارع أكثر مما هو فيه ( وأجدني مضطراً للتكرار أن التظاهرات حق لا ريب فيه وستعود .. لكن الحديث عن هوية سياسية جديدة بوصفها الليبرالي المتطرف ضد الخط الديني ).
* وكانت هذه الهوية التشرينية إفرازاً لثلاثة أمور أساسية .. لو قارنتها بالركائز الثلاثة التي ذكرتها في النقطة الأولى ستجدها متطابقة من حيث المقدمة والنتيجة :

١) حاولت أحزاب السلطة الاحتماء بالحشد واستخدام جمهوره في صد ورد التظاهرات إعلامياً واجتماعياً .. ليشتبك الإخوة والأهل فيما بينهم بدون أي مبرر لذلك سوى حماية السلطة.
عد إلى الركيزة الاولى في أولاً ستجد سبب ذلك الاستحواذ على قرار الحشد .. وإلا فمتى كان الحشد ( الشعبي ) ضد الشعب ومدافعاً عن السلطة ؟!!

٢) تطرف أحزاب السلطة في قمع التظاهرات واتهامها بأبشع التهم منذ بدايتها وقبل أن يتضح دور المتأمركين والمندسين .. ولم تكن هناك أدنى رغبة في التفاهم معهم وكلهم أولادنا.
عد إلى الركيزة الثانية ستجد أن سبب هذا القمع كان الشعور بالقوة.

٣) مع انسحاب الخط الديني من التظاهرات بسبب صراع أمريكا والأحزاب المتحالفة مع إيران .. والتجاهل التام لتوصيات المرجعية في احتواء المتظاهرين ووصفهم بالأحبة .. لم يبق في الساحة إلا خط ليبرالي متطرف استطاع احتواء الشباب المحبط لتكون لدينا هوية جديدة تزيد من عمق الانقسام.

ثالثاً : #هوية_التيار

* عرف التيار الصدري منذ تأسيسه هوية واحدة وهي ( مقاومة المحتل ) .. وبعد نهاية هذه المرحلة شهد التيار تحولات كبيرة كان خلالها باحثاً عن هويته الخاصة وسط هذه الامواج .. ولأنه _ حتى اليوم _ لم يعثر على هوية واضحة فقد كان الولاء لزعيمه والسمع والطاعة هو المعيار الأساسي في رسم دائرته الاجتماعية.

* وهذا البحث عن الهوية واضح في حقيقة بسيطة أضعها بين قوسين وهي (( التيار لا يمر بخط من الخطوط ويختلط معه لفترة إلا ويفقد بعض عناصره لصالح هذا الخط )).

* مثلاً كان التيار في بداية تأسيسه تحت جناح إيران .. وعندما قرر الخروج عنها ترك خلفه مجموعة من قياداته وأفراده الذين رفضوا مغادرة الجناح الإيراني ..

* وكذلك .. عندما تحالف التيار مع جهات علمانية وليبرالية لفترة من الزمن .. ثم قرر الانفصال عنها .. ترك خلفه أيضاً مجموعة من قياداته وأفراده الذين راقهم البقاء مع التيار المدني .. وبعضهم ترك عمامته.

* ولك أن تتخيل حجم التحولات خلال أربعة أشهر فقط من عمر التيار .. حيث كان قبل تشرين 2019 جزء من السلطة ( الأحزاب الإسلامية ) .. وعندما لم يشعر بالاندماج معها _ سواء في الأيديولوجية أو المصالح _ تحول في تشرين 2019 لصالح التظاهرات .. ثم لم يجد فيها ما يحقق استقراره .. فعاد وتركها لوحدها .. حتى قرر أنه لن يكون جزءاً من مشروع أحد وسيكتفي بنفسه وجمهوره .. فشارك في الانتخابات لوحده .. وأراد تشكيل الحكومة لوحده _ شيعياً _ وانسحب لوحده .. ونزل إلى الشارع لوحده.

* وهو اليوم إذ يعتصم في الخضراء .. فإنه يعتمد على نفسه رغم علمه بصعوبة ذلك .. ورغم طلبه الصريح باكثر من طريقة بأن ينضم الآخرون إليه سواء خط ديني أو ليبرالي .. لكن هذه المرة .. هو صاحب المشروع الذي يطلب من الآخرين اتباعه .. فلا يعقل أن يكون للآخرين هوياتهم .. ويبقى هو في مهب التغيرات.

* هذا الأمر عقد المشهد وجعل إقناع التيار بالحوار صعباً للغاية .. ولست أدري سيستقر على أي حال.

رابعاً : #ماهي_هويتنا

* لاشك أن الهويات الثلاث التي ذكرتها تضم غالبيتها أفرداً جيدين ومؤمنين بوطنهم .. ولكن المشكلة أن كلاً منهم يريد الوطن بشرط هويته ولا يفكر بالتنازل عنها.

* وما دام هناك حلم أسود تعيشه كل هوية بأنها ستبتلع الأخرى .. فسيبقون يتصارعون إلى ماشاء الله.

* وما دمنا لم نعثر على هويتنا الوطنية التي تجمعنا _ وطالما ركز المرجع الأعلى على أن هذا مفتاح الحل _ فلا نتوقع صعود دماء جديدة وانتهاء هذا الصراع .. وسنبقى عاجزين متفرجين لأننا ببساطة لانعرف .. سنتحرك من أجل ماذا ؟.

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتب هذا المقال بتاريخ (٢٠٢٢/٨/٢٩) بعد إعلان السيد الحائري إيقاف شؤون مرجعيته)

199- توضيحات حول اعتزال السيد الحائري

الكاتب:
#Ailia_Emame
___________

توضيحات حول اعتزال السيد الحائري :

* أعلن المرجع السيد كاظم الحائري صباح اليوم توقفه عن القيام بمهام المرجعية واعتزالها نظراً لظرفه الصحي .. وهنا من المناسب بيان بعض النقاط .. بما أن حالة ( أعتزال المرجعية ) أمر جديد على هذا الجيل ولم يعهدوه من قبل :

١) قبل كل شيء يجب التفريق بين أمرين :

الأول : اجتهاد المجتهد .. بمعنى وجود ملكة الاستنباط والقدرة على استخراج الحكم الشرعي من مصادره .. حيث يكون المعيار في اختياره للتقليد هو تفوقه في قدراته العلمية على أقرانه .. وهو المعبر عنه بالأعلمية.

وهذا الأمر غير قابل للنزع والترك حيث لا يمكن للمجتهد أن يفقد _ باختياره _ملكته وقابليته العلمية متى ما أراد .. ولا يمكن للمقلد _ بعد ثبوت أعلمية مرجعه لديه _ أن يغير قناعته بدون إثبات آخر.

الثاني : مسؤوليات المرجعية .. بمعنى التصدي للأمور العامة من إصدار الأحكام وتنصيب الوكلاء واستلام الحقوق الشرعية وصرفها على مصالح الدين وحاجات المؤمنين .. وفض النزاعات وإبداء وجهات النظر_ وربما التحرك _ في الشأن السياسي .. إلى غير ذلك من المهام الثقيلة.

وهذا الأمر يمكن التخلي عنه متى ما وجد المجتهد من نفسه العجز عن النهوض بمسؤوليته.

* إذاً فسماحة السيد الحائري انسحب من الأمر الثاني .. وأما الأول فهو على حاله .. وسيبقى مقلدوه على تقليده ويرجعون في المستحدثات لمن يرونه الأعلم من بعده.

* بعبارة أخرى أن الحالة التي اختارها السيد الحائري هي حالة المرجع المتوفى .. حيث تنفسخ جميع وكالاته ولا تصل الحقوق الشرعية إلى مكتبه ولا توجد لديه مستحدثات في المسائل .. لكن فتاواه السابقة على حالها ويجب تقليده فيها .. مالم تثبت أعلمية اللاحق.

٢) قد يظن بعض الشباب الذين اعتادوا على النظر للأمور بطريقة سياسية .. أن السيد مجبر على هذا البيان .. ولكن من يعرف تاريخ المرجعية سيرى أن الأصل لدى العلماء هو التخلي عن المنصب والزهد فيه إذا حصل أي طارئ يدعو لذلك .. وهذا الأمر يدل على ورع وتقوى من الناحية الشخصية تربى عليها طلبة العلم منذ سنواتهم الأولى .. وينقل عن أعلام مثل الوحيد البهبهاني والشيخ رضا الهمداني والشيخ مرتضى الأنصاري ( الأخيران يصرح المرجع الأعلى دام ظله بأنهما قدوة أخلاقية له ) أنهم حاولوا التخلص من المرجعية ومسؤولياتها في وقت ما .. نظراً لاعتقادهم بعدم إمكانية تحملها.

٣) عندما قرأت بيان السيد الحائري للمرة الأولى .. وفيه دعم واضح للسيد الخامنئي وتحذير للمؤمنين في العراق ( وبالذات الصدريين ) .. كانت أول خاطرة خطرت في ذهني أن من يريد رفض البيان سيقول: أنه مجبر على كتابته من قبل الدولة الإيرانية لأغراض سياسية .. بل ربما يقال أنه مكتوب بيد غيره ومختوم بختمه بدون علمه ( كما كان يقال عن المرجع الأعلى في كل موقف لا يعجب المتلقي ).

*وبالفعل قيل هذا .. وكان هو أول ردة فعل رافضة تصدر منهم .. بدون التفكير في مدى حجية كلامه عند الله تعالى.

*ولكن الحق والإنصاف أن من يتابع بيانات السيد الحائري منذ سقوط صدام وحتى اليوم يجد أن مواقفه متطابقه مع موقف اليوم .. وهو عبر عن قناعته التامة التي طالما صرح بها في عدة مناسبات.

* بل على العكس .. لو كان البيان مكتوباً بيد تتقن الحبك السياسي لوجدتم فيه الكثير من الإشارات التلميحات .. ولكن الصراحة والوضوح الذي جاء به البيان .. هي طريقة السيد التي نعرفها.

٤) الخلاصة أن المؤمن مصدق في قوله فكيف لو كان فقيها محترماً .. وانا شخصياً منذ سنوات سمعت منه أكثر من مرة شكواه من المرض وعجزه عن القيام بمهامه .. فكان إخلاء المسؤولية أمراً طبيعياً لشخص يخاف الآخرة ويحذر مساءلة يوم القيامة.

* أما فائدة البيان ووقعه على المجتمع .. وهل يؤثر في الفئات الموجه لها .. وهل له أثر على الواقع الاجتماعي .. فهذه كلها أمور غير مهمة وهي من عالم آخر .. مختلف عن إبراء الذمة .. وسواء حصلت أو لم تحصل .. تبقى خارج المنظور.

نسأل الله تعالى أن يخفف عن رقابنا أعباء يوم القيامة .. ويخلص نوايانا .. ويحفظ أعلامنا المتقين .. اللهم آمين.

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتب بتاريخ (٢٠٢٢/٩/١) حول أهمية سيرة العلماء)

200- قصص العلماء

الكاتب:
#Ailia_Emame
_____________

هل شاهد أحدكم عالم سيد الخواتم ؟
أو هاري بوتر ؟
أو حرب النجوم ؟

لنفترض أنكم تحبون هذه السلاسل من الأفلام .. فماذا لو عشتموها على أرض الواقع ؟!

هذا ما حصل معي ..

يوم كان عمري 15 سنة ولم يكن للأنترنيت والفضائيات وجود ..كان كل همي القراءة ولايشغلني عنها شيء.

ولقد وجدت أن أحلى عالم .. وأجمل شعور .. وأروع قصص يعيشها الانسان هي ( قصص العلماء ).

لا تتخيلون مدى الراحة النفسية التي يعيشها الإنسان وهو يتصفح حياة هذه النفوس المطمئنة !

وعندما تشرفت بمعرفة الكثير من العلماء وجالستهم .. رأيت أن القصص ليست حبيسة الكتب ورهينة الماضي .. بل لا زالت أجيال العلماء على نفس النهج وبذات الروعة .. ويشهد الله أن كمية اللذة والأنس بالنجف .. مما لايصفه لسان .. وهي تدرك ولا توصف.

واليوم .. عندما أرى بعض الشباب ممن كانوا بعمري .. غير مهتمين بهذا العالم .. يصيبني الأسف .. وأنا أعذرهم أيضاً لأن الحاجز النفسي الذي تم رصفه بين المجتمع ورجل الحوزة ليس سهلاً ..

ثقافة الأجيال تتغير بصعوبة

إذا تكونت مفاهيم الناس حول موضوع معين فمن الصعوبة تغييرها

تخيلوا أن أصعب عقبة تقف في طريق الإمام الحجة أرواحنا فداه إذا ظهر هي ( الجهل والمفاهيم المغلوطة ) .. وذلك بحسب رواية الإمام الصادق عليه السلام.

لماذا ؟ لأنه من الصعوبة جداً جداً إزالة التراكمات التي حصلت للمجتمع ونشأ عليها .. حتى أن الرواية التي تصف ظهوره المبارك تقول بأنه يأتي بدين جديد !! هكذا يتصوره المجتمع الذي لم ينشأ على الحقيقة.

مثلاً بحكم قربي من طلبة العلوم الحوزوية أعطيكم ثلاثة مفاهيم:

١) طالب الحوزة مابعد صدام حالته المادية جيدة.

٢) طالب الحوزة مشبع بالخرافات والكرامات وبعيد عن المنطق.

٣) الحوزة هي مأوى الفاشلين أكاديمياً حيث يقصدونها بعد فشلهم في الدراسة الأكاديمية.

الذي سبب وجود هذه المفاهيم المغلوطة بشكل أساس أمران :

١) وجود ضخ إعلامي ناعم لا تشعر به الأغلبية .. حيث يظهر على شكل تعليقات وشتائم ( للمعممين ) عند الأزمات .. التي يفترضون أن العمامة مسؤولة عنها.

٢) وجود نماذج سيئة تصدرت المشهد واضعة لفائف القماش على رأسها.

بالنسبة للثاني ظهرت منه نماذج مؤسفة في السنوات الأخيرة .. وتكلمت عنها في مقالات متعددة حتى تعبنا من الكتابة .. كمن يتعب من غسيل الثوب الأبيض والأوساخ مستمرة بالتساقط.!

لذا واختصاراً للوقت سأعود بكم إلى صورة مبسطة من العالم الذي عشته _ ولا زلت _ ولعله يوصل بعض مافي نفسي.

الرابط أدناه لصفحة متخصصة في قصص العلماء .. تصفحوا منها ما تشاؤون من القصص .. أو اجعلوا لكل يوم قصة .. وأنا أجزم أنها بعد مدة .. ستجعلكم تشعرون بالفرق بين عمائم الدرس الحوزوي .. وعمائم السخافة على مواقع التواصل.

إيليا إمامي / جنة النجف.

https://www.facebook.com/riad.alolama

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتبت بتاريخ (٢٠٢٢/٩/١٤) وهي قصة مرتبطة بعزاء الإمام الحسين -عليه السلام-)

201- قصة من قصص العزاء الحسيني

الكاتب:
#Ailia_Emame
___________
قبل عشرين سنة .. نقل لي أحد أفاضل أساتذتنا حادثة سمعها عن المرحوم آية الله العظمى الشيخ جواد التبريزي رضوان الله عليه .. قال :

قبل أكثر من خمسين سنة ( يمضي عليها الآن أكثر من سبعين سنة ) كان أحد كبار تجار طهران يقود سيارته متجهاً إلى مدينة أخرى لغرض إتمام بعض الصفقات.

وكان هذا التاجر بعيداً كل البعد عن الدين ومستخفاً بعزاء الحسين عليه السلام .. وشعائره .. ويبدو أنه كان متأثراً بالموجة الشيوعية التي اجتاحت البلاد الإسلامية في ذلك الوقت.

المشكلة في هؤلاء المتأثرين أنهم لا يتعاملون بتوازن ..

فمن جهة يتلقون كل معلوماتهم وأفكارهم من خصوم الدين .. وبالمقابل لا يجالسون العلماء طيلة حياتهم .. ولا يسمعون منهم مباشرة .. وهم باختصار يعيشون في عالم منفصل لا يقتربون فيه من الممارسات الدينية .. لذا من الطبيعي أن تميل الكفة لصالح الأذن المفتوحة .. على حساب الصماء.

على كل حال فقد بدأ الثلج ينزل .. والبرد يشتد .. وعندما يجتمع البرد والثلج تصبح القضية أصعب .. وطرق إيران لم تكن معبدة جيداً .. وهكذا تعطلت سيارة التاجر .. وبقي حائراً وسط الطريق المنقطع من المارة .. يراقب الشمس وهي تغيب خلف الجبال.

كان التعب أخذ منه الكثير .. ثم الخوف على نفسه وما يحمله من أموال التجارة .. وما أسهل أن يكون لقمة سائغة لقطاع الطريق.

وبينما هو واقف ومتحير .. لاحت له من بعيد قبة مرقد أحد السادة العلويين ( إمام زاده ) على سفح أحد الجبال الصغيرة المحيطة بالطريق ( وما أكثر المراقد الصغيرة على جبال إيران ).. ولاحظ وجود الضوء وحركة الناس .. فقرر أن يصعد إلى هناك طلباً لبعض الدفء والأمان .. وربما المساعدة.

وصل التاجر إلى المزار بشق الأنفس .. فوجد أهالي القرية مشغولين بالعزاء .. والخطيب فوق المنبر يقرأ لهم مصيبة الحسين عليه السلام ويلقي مواعظه الأخلاقية .. وبعضهم يصنع الشاي .. والآخر يرتب الفراش .. وهكذا.

أخذ التاجر الطهراني زاوية من المكان ومدد رجليه ليستريح .. وهو ممتعض لأنه الرجل الواقعي والناجح في حياته .. اضطر إلى الجلوس وسط هؤلاء ( المتخلفين البعيدين عن التنوير والحياة الواقعية ).

حتى ذلك الحين .. لم يكن التاجر قد جلس في مجلس حسيني ولا مرة .. ولكنه بمرور الوقت شعر بالانجذاب التدريجي لما يقوله الخطيب .. وأخذت كلماته تسيطر على قلب التاجر .. ومفاهيم الدين تتناغم مع عقله .. وكأنه يذوق للمرة الأولى طعماً مختلفاً للمشاعر .. ويدخل عالماً جديداً كانت نفسه وفطرته متعطشة له .. وتبحث عنه بكل شغف وهي لاتعلم .. وفهم في تلك اللحظة .. أنه اكتشف طريقه إلى السعادة الروحية.

بعد تلك الليلة .. كان ذلك التاجر سبباً للبركة .. ومن أشد الداعمين مادياً لشعائر الحسين عليه السلام .. ومن أصحاب الأوقاف والخيريات في هذا المجال .. وتوطدت علاقته بذلك الخطيب الذي أنار له الطريق بكلماته .. وكان مصداقاً لقول ( ماخرج من القلب وقع في القلب ).

أما ذلك الخطيب الحسيني .. فقد كان سماحة آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله الشريف .. عندما كان شاباً في العشرينات .. قبل سبعين سنة من الآن.

وقد بلغ العمر الشريف لسماحته حتى وقت تدوين هذه القصة 101 سنة .. حيث أنه من مواليد 1921 .. نسأل الله بحق الحسين عليه السلام أن يبارك بأيامه وينفعنا به ويحشرنا معه.

كتبها في السابع عشر من صفر المظفر 1444 هـ
عبد سادته إيليا إمامي
النجف الأشرف.

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتب بتاريخ (٢٠٢٢/٩/١٧) حول ما يُنشر سنوياً من استهزاء بالزيارة والزوار)

202- ما موقفك من الاستهزاء بالزيارة؟

الكاتب:
#Ailia_Emame
___________

إلى كل مستهزء بالزوار والزيارة..

بحمد الله كلما زاد استخفافكم زاد عدد الزوار .. هذه السنة أتعبتم انفسكم بالاستهزاء فارتفع عدد الزوار خمسة ملايين عن العام الماضي !

لكن هذا ليس موضوعنا .. بل موضوعنا أنت.

شنو إحساسك إذا عرفت حضرتك مذكور بكلام أهل البيت عليهم السلام قبل مئات السنين ؟

شنو شعورك إذا عرفت معزة ومكانة هذا الخادم والزاير الي تستهزء بي .. عند الإمام الصادق ( أستاذ الفقهاء ) ؟!

شنو رأيك إذا شفت سيناريو كامل يصف كلامك واستهزاءك قبل مئات السنين ؟

لا أقول هذا دليل على أحقية وعلم أهل البيت .. بس أقول إذا قريت هاي الرواية وما صارتلك عبرة .. يعني المشكلة بطينتك.

في كتاب كامل الزيارات المؤلف من قبل 1000 سنة .. وروح راجع المخطوطات وتأكد من عمر الورق..

شخص عراقي إسمه عبد الله بن حماد البصري، دخل على الإمام الصادق عليه السلام، فقال له الإمام:

إن عندكم لفضيلة ما أوتي أحد مثلها، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وإن لها لأهلاً خاصة قد سموا لها، وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة، الا ما كان من صنع الله لهم وسعادة حباهم الله بها ورحمة ورأفة وتقدم.

قلت: جعلت فداك وما هذا الذي وصفت ولم تسمه، قال: زيارة جدي الحسين بن علي (عليهما السلام)

الى أن قال : هل تدري ما فضل من أتاه وما له عندنا من جزيل الخير؟

فقلت: لا.

فقال: أما الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأما ما له عندنا فالترحم عليه كل صباح ومساء.

ثم قال: بلغني أن قوماً يأتونه من نواحي الكوفة وناساً من غيرهم، ونسأ يندبنه، وذلك في النصف من شعبان، فمن بين قارئ يقرأ، وقاص يقص، ونادب يندب، وقائل يقول المراثي.

فقلت له: نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف.

فقال: الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا وغيرهم ويهدرونهم ويقبحون ما يصنعون.

المؤسف أن الطعن والتقبيح مرات يأتي من ( قرابتنا ) ومع ذلك يصنفهم الإمام بأنهم ( عدونا )

فاختر لنفسك أي صنف أنت .. والسلام.

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتب بتاريخ (٢٠٢٢/٩/٢٥) بذكرى شهادة الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله-)

203- نسميها وفاة أم استشهاد؟

الكاتب:
#Ailia_Emame
___________

السلام عليكم ورحمة الله
أعظم الله لكم الأجر بوفاة النبي صلى الله عليه وآله.

في العام الماضي كتبت تعزية بوفاة النبي صلى الله عليه وآله .. فجاءت الاسئلة من كل صوب .. لماذا تكتب ( وفاة النبي ) ولا تكتب ( شهادة النبي ) ؟!

بعضهم قال : ربما هذا الكاتب لا يؤمن بأن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله مات مسموما.

بعضهم قال : إنما هي مجاملة للسنة وخوف من قول الحقيقة ( وكأني جالس في جامع أم الطبول أو هيئة الأمر بالمعروف ) !!

وبعضهم تفضل مشكوراً بالسؤال فأجبته.

واليوم تكرر نفس الموضوع .. وبنفس التأويلات والتفسيرات والأسئلة.

لذا من باب التوضيح ( وللسنة الأخيرة ) أرجو منكم ملاحظة النقاط التالية :

أولاً : من لا يعرف استخدامات اللغة العربية الأفضل أن يسأل قبل أن يعترض أو يتهجم .. لأن هناك فرقاً بين أربعة مصطلحات :

١) كلمة ( شهادة ) ولم ترد في القرآن مطلقاً الشهادة إلا بمعنى الشهادة على الناس ( ويكون الرسول عليكم شهيدا ) .. وإنما ورد القتل في سبيل الله ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله ... ).
ولكن في الموروث الروائي وردت كلمة الشهيد بمعنى القتل في سبيل الله لذلك صرنا نسميه شهيدا .. وصلى الله عليك ياسيد الشهداء.

٢) كلمة ( وفاة ) ومنها قوله تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) وقوله ( الذين تتوفاهم الملائكة ) بمعنى أخذ الروح واستلامها أو قبضها واستيفائها.

٣) كلمة ( موت ) وتعني خروج الروح من الجسد بشكل عام سواء بطريقة طبيعية أو بالقتل.

٤) كلمة ( قتل ) وتعني خروج الروح من الجسد بسبب معين وهو إزهاق النفس من الآخرين.

القرآن يعبر عن موت النبي صلى الله عليه بقوله ( مات أو قتل ) ولم يحدد هل هو موت عام طبيعي أم من خلال القتل .. ويترك القضية مفتوحة للاحتمالين.

وهنا يأتي دور الروايات الشريفة .. ففي تفسير العياشي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (( تدرون مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو قتل؟ إن الله يقول: " أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " فسم قبل الموت، إنهما سمتاه! فقلنا إنهما وأبويهما شر من خلق الله )).

فإذا ثبت أنه روحي فداه قتل قتلاً .. وقد عرفنا معاني المفردات أعلاه .. ( الشهادة /الوفاة / الموت / القتل ) ..

فهل نقول ( ذكرى شهادة رسول الله ) ؟
أم ( ذكرى وفاة رسول الله ) ؟
أم ( ذكرى موت رسول الله ) ؟
أم ( ذكرى قتل رسول الله ) ؟

هناك يأتي دور الموروث الروائي الشيعي ليجيب على هذا السؤال.


ثانياً :
لو أردت أن أحصي عدد النصوص التي وردت عن أهل البيت ثم أصحابهم ثم علماء الشيعة .. وهي تصف رحيل النبي صلى الله عليه وآله بأنه ( وفاة ) لبلغت الآلاف.

ولا تظن بأنها كانت من باب التقية .. بل في موارد كثيرة يكون الإمام أو أحد أصحابه أو أحد العلماء يتكلم بصراحة عن جرائم الشيخين وابنتيهما ومع ذلك يقول ( وفاة النبي ) فالأمر متعلق بأدبيات الخطاب وأسلوبه الأمثل .. وليس بالتقية.

فهل تتوقع التقية لمثل العلامة المجلسي ؟ بل كان أبعد الناس عنها .. ومع ذلك لم يترك مصطلح وفاة النبي ولا مرة في مؤلفاته.

بل قد ورد مصطلح ( وفاة النبي ) عن النبي نفسه !!

وساذكر لك عشرة نصوص .. من أصل آلاف النصوص .. ليتضح لك الأمر .. وتعلم أننا ملتزمون بأسلوب أهل البيت عليهم السلام .. وأسلوب علمائنا .. في وصف رحيل النبي .. وهم الأعرف بالكلمات اللائقة أمام سيد الوجود.

نعم .. ما تقدم أعلاه لا ينفي حقك في استخدام مصطلح ( شهادة النبي ) للتأكيد على كونه مات مسموما .. لكنه لا يعطيك الحق بأن تمنع استخدام مصطلح ( وفاة النبي ) لمن أراد الالتزام بمفردات أهل البيت عليهم السلام .. لأنه قد يقول لك في المقابل أن مصطلح ( شهادة النبي ) لم يرد بنفس الوضوح ولا حتى القريب من الوضوح .. على لسان الأئمة وأصحابهم والأعلام.

وهذه عشرة نصوص أتركك معها .. والسلام ختام.

١) في البحار .. جاء في الحديث القدسي عن الله تعالى مخاطباً نبيه :

( ونجا من تولى علياً وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك )

٢) في روضة الواعظين وعنه البحار .. برواية جابر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله .. عندما حكى له ولادة أمير المؤمنين :

( فقالت : يا أبا طالب إنه ولد طاهراً مطهرا، لا يذيقه حر الحديد في الدنيا إلا على يد رجل يبغضه الله ورسوله وملائكته والسماوات والأرض والبحار وتشتاق إليه النار، فقلت : من هذا الرجل؟ فقلن: ابن ملجم المرادي لعنه الله، وهو قاتله في الكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد صلى الله عليه وآله ).
٣) في البحار عن علي عليه السلام في مناظرته مع اليهودي :

( يا أخا اليهود إن الله عز وجل امتحنني بعد وفاة نبيه صلى الله عليه وآله في سبعة مواطن فوجدني فيهن - من غير تزكية لنفسي - بمنه ونعمته صبورا )

٤) وفيها أيضاً ( فنزل بي من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به ).

٥) في البحار عن أمير المؤمنين مخاطباً النبي عليهما السلام :

( يا رسول الله قد نعيت إلي نفسك فياليت نفسي المتوفاة قبل نفسك.
فقال النبي : أبى الله في علمه إلا ما يريد.
قال علي : فادع الله لي بدعوات يصينني بعد وفاتك.
فقال النبي: يا علي أدع لنفسك بما تحب وترضى حتى أؤمن، فإن تأميني لك لا يرد.
قال: فدعا أمير المؤمنين عليه السلام : اللهم ثبت مودتي في قلوب المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: آمين ).

٦) في البحار .. قال علي للزهراء عليهما السلام :

( قد عز علي مفارقتك وتفقدك، إلا أنه أمر لابد منه، والله جددت علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد عظمت وفاتك وفقدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون ).

٧) في أمالي الصدوق: عن الإمام علي بن الحسين عليهم السلام قال :

( لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بثلاثة أيام هبط عليه الوحي ...)

٨) في بحار الأنوار قال حذيفة بن اليمان :

( ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل إلى بيت أم سلمة ورجعت عنه وأنا شاك في أمر الشيخ حتى ترأس بعد وفاة النبي ...).

٩) في البحار قال البراء بن عازب:

( فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله تخوفت أن يتظاهر قريش على إخراج هذا الامر من بني هاشم، فلما صنع الناس ما صنعوا من بيعة أبي بكر، أخذني ما يأخذ الواله الثكول، مع ما بي من الحزن لوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ... ).

١٠) في مناقب ابن شهرآشوب قال ضرار لهشام بن الحكم:

( ألا دعا علي الناس عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله ...).

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتب بتاريخ (٢٠٢٢/٩/٢٦)، ويتضمن نص فيلم وثائقي)

204- النص الأولي لفيلم وثائقي عنوانه (مفاجآت السيستاني).

الكاتب:
#Ailia_Emame
__________

المقطع أدناه هو جزء من سكربت فيلم وثائقي كتبته بانتظار مؤسسة انتاجية تقوم بتنفيذه وللأسف لم ير النور حتى الآن.

لذا قمت بنشره على القناة لفائدة العباد بدل بقائه أسير الأيباد.

وعسى أن يتفضل مخرج أو جهة إنتاجية بتبني العمل.

ملاحظة : حذفت الوصف الفني ( الأكشن ) الخاص بكل مشهد .. لعدم فائدته بالنسبة للقارئ غير المخرج .. لذا قد تجد بعض الفقرات غير مترابطة بسبب حذف المشاهد التصويرية الرابطة بينها.


(( صوت المقدم : يقال أن قصص الكثير من الناس .. تنتهي هنا في النجف .. ولكن قصصاً أخرى .. تبدأ من هنا أيضاً .. حيث يدفن الأفراد .. وتبعث الأمم.
وها قد جئت الى هنا .. لأخرج من عنق التخمينات والظنون حول أي قناعة أتبناها .. وفي مدينة ذي الفقار .. سأقطع الشك باليقين.

يقول المتنبي :

وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ
بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ

والفتى قد يكون شيخاً في عمره .. ولكنه فتي في الرأي ومواكبة الأحداث .. كما يقول صاحب هذا المقام الشامخ _ أمير المؤمنين عليه السلام _ ( أعرف الناس بالزمان من لم يتعجب من أحداثه )

صوت المقدم :
كان منظر الزي العسكري .. المرمي على الطرقات .. وأنباء الإنسحاب السريع لقطعات الجيش والقوات الأمنية من مدينة الموصل .. أمراً يثير الغضب والألم في نفوس العراقيين .
أربع فرق من الجيش .. أكثر من خمسين ألف عنصر أمني .. خمسمائة ألف قطعة سلاح .. أسلحة بعشرات المليارات .. أكثر من ألف سيارة مصفحة وناقلة جند ودبابة .. و أربعمائة واربعون مليون دولار .. كل هذا ترك في الموصل .. ثاني أكبر المدن العراقية .. وتقهقر جيش العراق .. في ساعات معدودة ..
هل افتقد الجيش روحه القتالية .. أم مزقه الفساد وسوء الإدارة .. أم أنه طعن في ظهره .. تلك الليلة الظلماء ؟
أسئلة لن تنام مع الشهداء في قبورهم .. ويجب أن لاتنام .
وبين شعور الإحباط .. وشماتة العدو .. كان سور الوطن بحاجة لدعامة تعينه على نكبة الموصل .. وتعيد له الثقة بنفسه لينهض من جديد .. في أداء واجبه .. وجاء الصوت .. في وقته المناسب .

صوت المقدم : سجن بوكا .. هناك جمع الإحتلال الأمريكي معتقلين من البعثيين وضباط الجيش العراقي السابق .. وهناك أيضاً جيئ ببعض المعتقلين من عناصر ماكان يسمى جيش أهل السنة والجماعة كان أحدهم إبراهيم بن عواد البدري .. الذي أصبح لاحقاً أبو بكر البغدادي .
كانت العشرة أشهر من العام ٢٠٠٤التي قضاها البغدادي في بوكا كافية ليتعرف على نزلاء السجن الآخرين بشكل قريب .
هذه هي البداية الأولى التي نعرفها عن تنسيق البعثيين وضباط الجيش السابق .. مع السلفية الجهادية .. والذي أنتج مايسمى دولة العراق الإسلامية حيث أصبح البغدادي أميرها في العام ٢٠١٠ .. قبل أن يحولها الى ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) المعروفة إختصاراً ب ( داعش ).


صوت المقدم :
تلك اللحظات .. مابعدها .. لم يعد كالذي قبلها .. وما كان مألوفاً كل جمعة .. المتكلم والزمان والمكان .. حمل ذلك اليوم .. المفاجأة التي لم تكن بالحسبان .. رجل السلام ونبذ العنف .. يدعو لحمل السلاح .. في وجه تنظيم داعش .. فهل كانت مفاجأة بالنسبة لعامة الناس فقط .. أم وصل أرتدادها الى غرف القرار .. وقادة التنظيم ومموليه .. وهل كان احتمال تدخل النجف .. مأخوذاً بعين الإعتبار .. أم أن نبرتها الهادئة دوماً .. قد أوقعت العقل المدبر في .. خطأ الحسابات .

صوت المقدم : يقول عالم الاجتماع السياسي وكبير الباحثين في مجال الدراسات الديموقراطية في جامعة ستانفورد الأمريكية لاري دايموند في كتابه (سكوانترد ڤيكتيري) .
صوت المعلق : من الواضح أنهم _ أي بريمر وفريقه _ لم يكونوا يعرفون من هو الشخص الذي يتعاملون معه ، ولا ماهو الشيئ الذي هم بصدده ، ومن المؤسف أو المضحك متابعة عبثية سلطة الإئتلاف ومستشاريها حول حدسهم كيف يفكر السيد السيستاني .

صوت المقدم : تقول المراسلة السابقة لوكالة يونايتد برس إنترناشيونال باميلا هيس نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاگون .
صوت المعلق : إن تقييمات الإستخبارات الأمريكية حول نوايا السيستاني تتقلب بشكل يومي .. إنه صديق ؟ إنه خارج لجدول أجنداته الخاصة ؟ إنه مشكلة محتملة ؟ إنه حليف ؟ وقال المسؤول أن هذا كثيراً ما يعتمد على الموشور الذي ينظر إليه من خلاله .
صوت المقدم : ويكتب جريمي بريسمان الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية جامعة كانكتكت الأمريكية في مقالة نشرها مركز ( ماثيو بي ريجوي ) يقول فيها :
صوت المعلق :
* كانت أبرز مقاومة سياسية لخطة الولايات المتحدة من رجل الدين الشيعي آية الله علي السيستاني .. الذي يحظى بإحترام واسع .
* أدرك بول بريمر مخطئاً أنه كان بوسعه التغلب على معارضة السيستاني من خلال الحصول على الدعم من رجال دين شيعة آخرين لخطة سلطة التحالف .. أو بتغيير رأي السيستاني .
* ومن المرجح أن يتغير رأيه على أساس معلومات جديدة وليس مجرد ضغوطات سياسية .

صوت المقدم : يقول جريمي بريسمان .
صوت المعلق : ورأى أحد المستشارين الأمريكيين دور الأمم المتحدة كدليل على تأثير السيستاني قائلاً : "لقد فعل آية الله السيستاني ما لم يستطع توني بلير فعله فقد أحضر الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سعياً إلى مشاركتها في بناء الأمة في العراق )


أصبحت الآن أفهم السبب الذي جعل بريمر يدعي أن له علاقة وتعاون مع مرجعية النجف .. قادة أمريكا ليسوا من النوع الذي إذا ضربته على خده الأيمن يدير لك الخد الأيسر .. وأي كلام عن خطأ الحسابات الأمريكية أو الضغط على أمريكا وإحراجها لايجب أن يقال .. لأنه يضر بهيبة الدولة الأقوى في العالم .. ولذلك لجأ بريمر الى حفظ ماء وجهه بدعوى وجود علاقة وتعاون وآراء مشتركة بينه وبين آية الله .. وأن كل شيئ حصل تحت السيطرة والموافقة الامريكية .

في مذكراته ( my year in lraq ) أو عامي في العراق .. أو ( عام قضيته في العراق ).
* يقول بول بريمر في صفحة (٢١٤) : أن السيد السيستاني أرسل إليه من يقول له _ من هو لانعلم _ يقول له : بأنه يفقد مصداقيته في أوساط المؤمنين أذا تعاون علناً من سلطة الإئتلاف .
* ويقول في صفحة ( ٣٣٩) قال : في رسالة وجهها لي قال السيستاني أنه يريد أن تأتي لجنة …)

هل كان صادقاً ودقيقاً فيما قال ؟ .. ومن الذي يفند مزاعم بريمر .. في الحقيقة أن الذي ينسف هذه الأحلام هو بريمر بنفسه !
يقول في نفس الكتاب :
* في صفحة ( ٢١٥) : غير أن السيستاني لم يتزحزح عن موقفه .. وسيؤدي موقفه المتصلب الى إبطال خطتنا الأولى للعملية السياسية .

* في صفحة (٣١٠) يعرض نسخة من رسالته الى زوجته خلال وجوده في العراق والتي جاء فيها : ياله من يوم مريع .. ربما تتطور هذه الأزمة لتنهي عملي لأني أستطيع أن أتصور الآن أن الإدارة ستخلص الى أنها لاتستطيع تحقيق أهدافها معي .. إذا لم أتمكن من تنفيذ أي من خطتيّ .. رغم أن ذلك بسبب السيستاني في كلا الحالتين .. لذا فقد وصلنا الى نهاية اللعبة .. وحان وقت استبدال الرامي .. ويجدر بالرامي الجديد أن يكون متخصصاً .
* في الصفحة (٣٥٦) يقول : قلت للأخضر الإبراهيمي .. وعلينا أن نظهر أن آية الله السيستاني لايرهبنا.

* في الصفحة (٣٥٨) يقول : أملت أن ينقل الحكيم الى السيستاني بأن قادة أمريكا لايرهبون بسهولة .
مضمون الحوار مع الضيف :
* حول تكرر نفس الإدعاءات من مس بيل في ( فصول من تاريخ العراق القريب ) عن علاقة خاصة وتعاون مع السيد اليزدي .
* رغم أن ذلك يتجاهل الرسائل الموجهة الى السيد اليزدي من قبل قادة الإنگليز والتي تكشف مدى التوتر بين الطرفين .

صوت المقدم : يقول جريمي بريسمان الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية جامعة كانكتكت الأمريكية في مقالة نشرها مركز ماثيو بي ريجوي :

صوت المعلق : في 11 كانون الثاني / يناير ، دعا السيستاني مرة أخرى إلى إجراء انتخابات وطنية وأكد على أن غياب الانتخابات الوطنية قد يؤدي إلى العنف. في اليوم التالي ، كرّر بريمر في الصحافة التزامه بمقاربة المجموعة الحزبية ،
ورأى أحد المستشارين الأمريكيين دور الأمم المتحدة كدليل على تأثير السيستاني: "لقد فعل آية الله السيستاني ما لم يستطع توني بلير فعله: فقد أحضر الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة ، في يده ، سعياً إلى مشاركته في بناء الأمة في العراق".

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتب هذا الجواب بتاريخ (٢٠٢٢/٩/٢٦)، وفيه أهم خمس خطوات لتعزيز بلاغة المتكلّم)

205- كيف تُعزّز بلاغتك؟

الكاتب:
#Ailia_Emame
_________

🔷 السلام عليكم
ارجو من جنابكم الكريم التفضل علينا بكتاب يُعزز بلاغة المتكلم وقدرتهِ على التكلم في جميع المواضيع بأسلوب مقنع
حيث ما اعانيه هو انّي اتلكئ في الكلام والتزم الصمت في المواقف وحتى عند الضرورة للكلام .
هذا واسئل الله لي ولكم حسن الختام.

🔶 عليكم السلام ورحمة الله

ركز على خمس خطوات بعد الاستعانة بالله والتوسل بالعترة :

١) توسعة وتزويد بنك مفرداتك بأكبر قدر ممكن من الكلمات المترادفة والمتضادة .. بحيث يكون لديك دائماً كلمة أو جملة بديلة في حال شردت عن ذهنك الأخرى.

٢) حاول أن تتدرب على كتابة ما تريد قوله قدر المستطاع قبل الكلام وتقرأ ما كتبت بصوت مرتفع لتسمعه .. كرر ذلك في المواقف والمناسبات المهمة التي تعلم أنك ستشارك فيها .. كالأعراس والفواتح والمحاضرات والجلسات الاجتماعية .. جهز دائماً جمل أساسية مكتوبة وتدرب على حفظها.

أعرف أن الأمر يبدو مستحيلاً .. لكنك ستحتاجه في البدايات فقط.. لذا ركز عليه وأتقنه.

٣) عند الحديث تصور نفسك وأنت تقرأ ما كتبت أي تصور نفسك تنظر للورقة وتتكلم .. ودرب خيالك وذاكرتك أن تسبق لسانك في اختيار المطلوب .. وتكون مستعدة للألفاظ المناسبة.

٤) ساعد نفسك واسمح للآخرين بمساعدتك .. بمعنى : مثلاً لو توقفت في مفردة معينة قل بصراحة ساعدوني ماهي برأيكم المفردة المناسبة.. أو قل أني أبحث عن المفردة المناسبة.

أنا شخصياً أحياناً أتكلم وأتوقف

مثلاً أقول ( يجب أن يكون تفكيرنا بمستوى الحدث .. فنحن أمام هذا الحدث الفلاني بحاجة إلى .... ساعدوني جاي أدور كلمة مناسبة .. مواكبة ؟ .. مسايرة .. اللحاق .. بهذا الحدث والاستفادة منه )

لاحظ أني بمنتهى الصراحة .. بحثت أمام السامع عن المفردة المناسبة في قائمة المفردات التي تصلح للجملة .. وهذا ليس محرجاً .. بالعكس يدل أنك دقيق وتحاول انتقاء أنسب المفردات.

٥) حاول أن تساهم من الآخرين في كلامهم بحيث تعطيهم مفردات تكمل جملهم .. إن وافقوها فجيد .. وإن خالفوها سيقولون كلا نقصد كذا .. المهم أنت كسرت الحاجز وأصبحت أكثر مشاركة وتفاعل مع محيطك.

هذه أهم خمس نقاط عملياً ونفسياً تعزز قدرتك الحوارية وهي ( من جيب الصفحة ) بحسب تجربتي .. فلا تطالبني بمصدر لأن مامش.

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
(كُتب بتاريخ (٢٠٢٢/١٢/١٣) وفيه ذكرى)

206- كم سنة نحتاج لنقول سقط صدام؟

الكاتب:
#Ailia_Emame
__________

في مثل هذا اليوم 13 / 12 لسنة 2003 كنت أسير في ساعة متأخرة من الليل في شارع المدينة في مدينة النجف الأشرف متجهاً إلى المدينة القديمة .. وفجأة سمعت أصوات إطلاق النار أشعلت الجو في كل النجف .. والرصاص المذنب يتصاعد من كل مكان.

وتصورت أن المواجهة قد بدأت بالفعل بين جيش المهدي من جهة والأمريكان والحرس الوطني من جهة أخرى ( وقد كانت بوادرها واضحة منذ ذلك التاريخ قبل أن تبدأ فعلاً في العام التالي ).

ولكن أصوات الزغاريد ( الهلاهل ) جعلتني أستبعد هذا الاحتمال .. لأرى عاملاً في أفران معجنات يخرج من محله إلى الشارع وهو يرقص ويصيح لزموه .. وعلمت منه حينها أن الرئيس الطاغية صدام قد تم إلقاء القبض عليه.

لم أتمالك دموعي .. وكانت أول صورة تبادرت إلى ذهني هي صورة العلوية بنت الهدى .. ربما لأن إعدام النساء كان أقبح درجات الخسة .. وشكرت الله في نفسي وقلت أرجو من الله أن يذله ويحرق قلوب محبيه كما أحرق قلوبنا لعقود من الزمن.

في اليوم التالي كنت بخدمة أحد المشايخ الفضلاء في الحوزة العلمية وتطرقنا إلى موضوع القبض على صدام .. فذكر ثلاث نقاط ما زلت أحفظها .. لأنه لم يمر يوم بعد ذلك إلا وأرى مصداق كلامه الدقيق ماثلاً أمامي.

والنقاط هي :

١) أن الأمريكان مهما حاولوا تحسين صورتهم وتصدير أنفسهم للعراقيين كمنقذين ومحررين .. فإنه سرعان ما سيكرههم الناس .. لأن منطقهم ليس منطق بناء حقيقي للبلدان بل تدمير مبطن وربما صريح.

٢) إن المبالغة في الفرح لأن الله أذل الطاغية صدام أمر مشروع للجميع .. ونحن نشكر الله على هذه النعمة حيث أرانا هوان من أهان عقيدتنا وشعائرنا وزيارتنا.

لكن العراقيين معروفون بالتقلب الحاد للمزاج .. فإذا لم يلمسوا تغييرات حقيقية وعدالة اجتماعية .. سيعتبرون احتفالاتهم هذه نوعاً من الحماقة والاستعجال .. والعراقي يأبى أن يرى نفسه بصورة الأحمق.

٣) أرجو أن يأخذ أي حاكم جديد العبرة من عاقبة صدام .. لأنه أمام طريقين .. إما أن يعتبر فنتقدم .. أو يسقط بالوهم مثل صدام ونبقى نعاني في مكاننا .. حتى ينتهي وقته ويأتي غيره.

ثم ختم بعبارة ( لا أعرف كم سنة قادمة نحتاج .. حتى يمكننا القول باطمئنان : سقط نظام صدام .. وسقطت ثقافته ).

هذه كانت صورة من ذاكرتي حول هذا اليوم .. ونسأل الله تعالى أن يسددنا.

https://www.tgoop.com/AiliaEmame1185
📚 فهرس المقالات 📚
1- في مرات كثيرة
2- جواب شديد اللهجة من الإمام علي
3- إذا وصلت أرض النجف الطاهرة
4- كياسة وحكمة السيد السيستاني
5- دعت المرجعية الدينية شباب هذا البلد
6- لنا الأهم
7- قصة واقعية حدثت في مكتب السيد السيستاني
8- أوجه التشابه بين معركتنا ومعركة الطف
9- كيف يطبخ القرار لدى المرجعية الشيعية (ثلاث حلقات)
10- السيستاني رسالة مهدوية عاجلة(تسع مقاربات)
11- بالحديث عن الهجرة
12- لحظة من فضلكم إخوتي
13- أرقام من حياة السيد الإمام السيستاني
14- الشيخ الشهيد نمر النمر
15- لماذا لا تحرم المرجعية كذا
16- تذهيب القباب المشرفة للأئمة الأطهار
17- سؤال وردنا (جزآن)
18- الرجل الفقير الذي يرعى الأغنام
19- أحكامنا وفقه أئمتنا .. مادة للفكاهة
20- هكذا تسير الأمور
21- السيد السيستاني يُفشل المخطط الإمريكي
22- إلى فئة الشباب خاصة(هل لا زال الله في إجازة ؟)
23- لماذا النجف ؟؟ (جزآن)
24- رسالة من الإمام الحسين
25- نقاش مع أحد أساتذة الحوزة
26- ماذا يريد السيستاني بالضبط ؟
27- نحن والمرجعية في سؤال وجواب (حلقتان)
28- نحن .. ضد نحن
29- بعد الإصفهاني .. هل سيكررها السيستاني
30- رسالة مفتوحة إلى ياسر الحبيب
31- أهل الحوزة والعمايم
32- السيستاني رسالة علوية مفادها
33- عشرة أسابيع انتخابية
34- العگروگ .. والحرية الشخصية
35- هل نجح صاحب الفتوى في إدارة المعركة ؟
36- أين وصل الاستنساخ ؟
37- لستُ أخرساً
38- من مذكرات طالب علم في النجف
39- ماذا لو عرف الآخرون السيستاني .. ذلك التلميذ القرآني ؟
40- لو سمحت .. ركّز معي فيما أقول
41- أنا كاتب هذه السطور
42- لماذا لا تحرجون السيستاني ؟!
43- نصيحة الأستاذ
44- قسماً .. ستكون النهايات كما نريدها
45- تواضع النجف
46- زواج النور من النور وسقوط الأوسكار
47- وهجُ الشهادةِ
48- جولة .. في رأس مسعود
49- اسمح لي أن أبوح بخواطري
50- لماذا هذه المرة .. ينحاز السيستاني ؟
51- عندما يرحل عنا هذا الرجل
52- على ماذا نلطم ؟!
53- سليم الحسني .. اقتلوني والموسوي والصافي
54- أقلام رخيصة .. تخدم المرجعية
55- شبابنا الأعزاء من مواليد 2000
56- اشربوا الخمر .. والعنوني
57- بين مؤمن الطاق .. وسليم الحسني
58- من الذي يدير كل هذا الهجوم المنظم على السيد السيستاني ؟
59- عمائم الديكور .. والعوران
60- خطبة اليوم .. بداية الوعي
61- في عام 2005 … هل كنتُ أحمقاً ؟!
62- اقرأ بالمقلوب
63- الحيرة عند الغيرة
64- شيخوخة الفساد
65- هجمة مرتدة .. على السيستاني
66- الگاع عوجه
67- هجوم بالگورنيت على السيستاني
68- الفرصة الأخيرة
69- السادة خطباء المنبر .. لقد بدأ عاشوراء
70- لماذا يهتف الجزائريون ضد العراق
71- بالتأكيد لن يفتي السيد السيستاني بحرمتها
72- كنفشيوس القمقمي
73- الصرخي .. من النصرة الإلكترونية إلى الراب المهدوي
74- عندما تسقط النجف
75- يا أجلاف الصحراء .. علي بن أبي طالب ليس من كوريا
76- كن على نهج السيستاني .. وأبشر بالعصابات
77- الكلاب تنبح .. و ركضة طويريج تسير
78- السيستاني .. لن يمنحك المخدرات
79- دعك من الأسف على السيستاني .. ولتبكِ عليا
80- نصيحة متطفل .. لأصحاب الشأن في العملية التربوية
81- ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري
82- باچر .. السيد السيستاني شيكتب ؟
83- نصُّ الخطابِ الجماهيري
84- الجولات الخمس لمعركة الإصلاح (جزآن) 85- عندما يمدحك السيستاني أو يذمك !!
86- كم بقي من عمر السيستاني للعراق ؟
87- لماذا عاشوراء .. ربيع التوحيد ؟
88- ماذا تعرف عن عدوك ؟
89- عن العراق ومجتمعه .. والسيستاني ..
90- الجرح أعمق من الكلمات .. ماذا يقول السيستاني ؟
91- العراق يتجه نحو الأفضل .. بشرط فهم سياسة( ذيل الكلب )
92- ولدي .. انظر إلى باب بيت هذا السيد
93- متى ينتصر النزيه في هذا البلد ؟
94- قصة الشعرة .. معي منذ 23 سنة
95- عندما يتكلم السيستاني عن مظاهرات سلمية .. هل يتكلم عن وهم ؟
96- دماء المهندس .. واسم السيستاني .. ليست للمتاجرة
97- هل يعتمد إعلام المرجعية على المصادر غير الرسمية ؟
98- ثلاث رصاصات .. في رأس التظاهرات
99- السيستاني : لا تطيحون ويعضكم الرفش
100- خطبة المرجعية .. بين ثلاثة جماهير
101- عندما تشتهر الرويبضة
102- المتدين لا يعض .. ولكنه للأسف يُستفز بسهولة
103- حلاوة بجدر مزروف
104- صعوبة الدراسة الحوزوية
105- موضوع حول اللاموضوع
106- الفوضى العملية لاستهداف الحوزة .. من أين ستبدأ ؟
107- التشيّع في مواجهة خطر انقراض الوسطية
108- صديقي العزيز
109- تهنئة
110- أواخر سنة 2005
111- تصريح المستشارة الألمانية ميركل
112- رد على وهّابي
113- إضاءة
114- السيستاني .. دامت مظلاته
115- تنويه سريع
116- تعزية
117- أربعة أوجه للتشابه
118- تصحيح
119- ترد أم تسكت ؟
120- رواية (الجائحة) وبعض التوضيحات
121- فضفضة
122- نصيحة صغيرة
123- خارطة متكاملة
124- وصايا ابن طاووس
125- انتظار المهدي -عليه السلام- .. أمر بين أمرين . (ثلاث حلقات)
126- سؤال وجواب .. وذكريات كتاب
127- أسئلة حول الطب النبوي
128- رسالة السيستاني إلى گطوف .. موقف قديم ومعروف
129- ليث أحمد الصافي .. وسياسة معاوية 130- الجماعة مشور بيهم
131- لماذا لن ينفعكم جدال مواقع التواصل ؟
132- قبل ساعة
133- شباب المرجعية
134- الصبر ثم الفرج
135- رد الصافي
136- صورة وشقشقة
137- هل نحن بصليون أم عسليون ؟
138- كن خارج الصراع وانظر للمشهد
139- مداولة فكرية
140- الملف العراقي الإيراني (من الألف إلى الياء)
141- نصيحة للقارئ الشاب
142- الشعائر الحسينية .. والعصفور (كش) ( ثلاثة أجزاء )
143- إقامة الحدود
144- عندما كُنّا نقلّد (الخوعي)
145- عشاء الزوار
146- نصيحة للشباب المتأثرين بالجيوش الإلكترونية
147- الأحزاب السياسية الشيعية .. إلى أين ؟
148- سؤال حول التوسل بالإمام
149- مراجعة بختم السيستاني
150- الشك بالدين .. كيف يكون صحيحاً ؟
151- رسالة إلى أحبتي وأصدقائي
152- نسمة من رائحة الطفولة
153- ولو بألف ختم من السيستاني
154- لا مفر لنا ولا مهرب من العزاء الحسيني
155- توضيح حول ما ذكره الحائك هاشم العقابي
156- وانتصر سليم الحسني!!
157- ماذا بقي من بضاعة المرندي ؟؟ وماذا بقي لنا ؟؟
158- تنبيه مهم
159- إلى متى ستقاوم ؟!
160- من الأرشيف
161- من هم جماعة السيستاني ؟
162- الانتخابات المبكرة .. ولادة سيستانية أم إسقاط حزبي ؟
163- رسالة من زنجيل إلى ليبرالي
164- أنا عبد من عبيد محمد
165- ما هو الفيلم ؟
166- إيران .. بين الشيطنة والملائكية ! (ثلاثة مقاطع)
167- سرقات بينغ .. وسرقات سنبة !!
168- ثلاثة أشهر حكيمية
169- تنويه حول مجسم الكعبة
170- ملف زيارة البابا إلى العراق
171- صداميون من حيث لا يعلمون
172- وجدته وهابياً !!
173- تضييع الهوية
174- شيعة أفغانستان .. بين المطرقة والطالبان (ثلاثة أجزاء)
175- المرجع الحكيم .. رحيل تأريخ
176- قصة فيها عِبرة وعَبرة
177- تبصرة إعلامية للشباب
178- عزاء الحسين في تايلند .. بصوت السيد الحكيم
179- دعوة ونصيحة إلى الفائزين بالانتخابات
180- المرجعية الدينية .. وراثة في الشرع أم عمل خلف الكواليس؟
181- بابل .. بوابة الإله أم بوابة الشيطان؟!
182- إدارة .. وإدارة.
183- طالب الحوزة تعريفه الوحيد
184- سؤال للمتابعين
185- دوائر الاختلاف لدى شيعة العراق
186- عندما نزف قلب المرجع الأعلى لثلاث مرات
187- عودة القيصر
188- العلاج الأنفع لمن خدعته الحركات المنحرفة
189- وفاة الإمام .. تعطيل أم دوام ؟
190- الإسراء و المعراج .. المبعث النبوي .. نزول القرآن في ليلة القدر
191- سبعة أمور تهدد العملية السياسية في العراق
192- ملاحظة
193- الشعائر الحسينية حزامنا الأخضر
194- تعامل الحوزة مع الحالات الشاذة
195- رسالة للمتابعين
196- الدورات الصيفية، بنت المواكب، وأم فتوى الجهاد
197- العارف والعرفان
198- الأربعة المتصارعة
199- توضيحات حول اعتزال السيد الحائري
200- قصص العلماء
201- قصة من قصص العزاء الحسيني
202- ما موقفك من الاستهزاء بالزيارة؟
203- نسميها وفاة أم استشهاد؟
204- النص الأولي لفيلم وثائقي عنوانه (مفاجآت السيستاني)
205- كيف تُعزّز بلاغتك؟
206- كم سنة نحتاج لنقول سقط صدام؟
☑️🙏🙏 شكراً لصبركم ..
‏انتهت فهرسة سنة 2022 وسنقدم لكم فهرسة سنة 2023 ليلة الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى.
Ailia Emame pinned «📚 فهرس المقالات 📚 1- في مرات كثيرة 2- جواب شديد اللهجة من الإمام علي 3- إذا وصلت أرض النجف الطاهرة 4- كياسة وحكمة السيد السيستاني 5- دعت المرجعية الدينية شباب هذا البلد 6- لنا الأهم 7- قصة واقعية حدثت في مكتب السيد السيستاني 8- أوجه التشابه…»
2024/04/26 00:18:54
Back to Top
HTML Embed Code:


Fatal error: Uncaught Error: Call to undefined function pop() in /var/www/tgoop/chat.php:243 Stack trace: #0 /var/www/tgoop/route.php(43): include_once() #1 {main} thrown in /var/www/tgoop/chat.php on line 243