tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21779
Last Update:
في النار ثم دخل الجنة أخيرًا، فإنه لا ينال الخمر ولا يشربه في الآخرة مع أنه حلال في الجنة، لكن قد خُصِم حقه في الدنيا واستمتع به، ولو جرعة واحدة، فإنه يُحرم منها، وقل مثل ذلك من استمتع بحرام الدنيا أيًا كان كزنا وغيره فإنها تُخصم عليه مما لديه في الجنة لو دخلها.
نسأل الله أن يدخلنا الفردوس الأعلى من الجنة، ويباعدنا عن النار….
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
*الــخـــطــبة الثانــــية:* ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:
- إن العبد المؤمن الذي تحدثنا عنه في الخطبة الأولى الذي اكتمل الإيمان في قلبه، يرى الدنيا على حقيقتها، ويراها ليست شيئًا كما خلقها الله عز وجل، إن ذلك العبد حتى ولو أُوتي من الدنيا ما أُوتي، فإنه يُسَخِّرها لله، يُسَخِّرها لربه، ولا يعني عندما نتحدث عن العبد المؤمن أن الدنيا يراها حقيرة بأنها مُحَرَّمة عليه لا، بل قال الله عز وجل: ﴿قُل مَن حَرَّمَ زينَةَ اللَّهِ الَّتي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هِيَ لِلَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ﴾، فهي له في الدنيا، وهي خالصة له في الآخرة، فلا يمكن أن يُحَرَّم ذلك الحلال، ولكن هو يراها على حقيقتها، وبالتالي إن جُمعت وأتت له فإنه لا يمكن أن تغره عن عبادة ولا عن طاعة ولا عن صلاة ولا عن ذكر ولا عن أي شيء من ذلك أبدًا، بل يُسَخِّر هذه الدنيا بما فيها لله عز وجل، فتراه مُنفقًا وتراه عابدًا، وتراه وإن كان في الدنيا، لكنه لله ذاكرًا شاكرًا يبني بما آتاه الله جنته في الآخرة…
- وانظروا إلى حال عثمان رضي الله عنه كنموذج للصحابة الكرام الذي أُوتي من الدنيا الكثير، وكان ملياردير الصحابة رضي الله عنه، كم كان يُنفق! حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام في تبوك، وكانت كما سماها الله ووصفها بأنها غزوة العسرة، من شدتها وعظيم خطرها على الصحابة وثقلها على نفوسهم لبعد مسافتها وللعدو الذي سيلاقونه لأول مرة ولا يعلمون ما الذي سيواجهونه هناك، وأيضًا لأنها في وقت شدة وحر شديد، وأيضًا وقت الثمار التي اشتغلوا وعملوا عليها لسنة كاملة ثم يتركونها هكذا، ومع ذلك فعثمان رضي الله عنه رأى أن ما عنده من الدنيا ليس إلا لله عز وجل، كما أُعطيها، فجهز ثلث الجيش كما جاء في الحديث الصحيح، فقال النبي عليه الصلاة والسلام وهو يُقلِّب عشرة آلاف دينار، تساوي اليوم ملايين الملايين من الدولارات، والدينار الواحد يساوي اليوم أربعة جرامات وربع الجرام من الذهب الخالص، هكذا أنفقها عثمان عشرة آلاف دينار يعني مئات من الجنيهات الذهب اليوم، وليس فقط الدينار، بل وثلاثمئة من البعير، وأيضًا خمسين فرسًا، الذي هو أفضل أموال العرب، فأعطاها عثمان للنبي عليه الصلاة والسلام طيبة بها نفسه، فقلَّبها النبي بين يديه وهو يقول: "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم"، فهكذا رآى الدنيا رضي الله عنه.
- وقل عن غيره من الأغنياء الصالحين والصحابة رضوان الله عليهم كعبد الرحمن بن عوف الذي كفل نساء النبي عليه الصلاة والسلام، وأطعم أعل المدينة جميعا في وقت حاجتهم، وهكذا الزبير بن العوام، وهكذا من أُعطي الدنيا، فإنه عبرها فقط، وأنفقها وسخرها لله، وجعلها مقدمة له بين يديه في قبره لأجل رضا الله عز وجل، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في البخاري ومسلم: "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، كسليمان عليه السلام وكداود عليه السلام.
- فالمقصود أيها الإخوة عندما نتحدث عن المؤمن على أنه يرى الدنيا بحقارتها، فإنه لا يعني أنه لا يجمع من الدنيا وأنها محرمة علينا، بل هي أيضًا له ولا إشكال فيها، لكن لا تغره ولا تمنعه من عبادة ولا من طاعة، ولقد رجل عن الزبير بن العوام: من إن نظرت إليه وهو في ماله وعمله قلت إن هذا رجل لا يريد الآخرة طرفة عين، لكن إذا رأيته في أحوال الآخرة وفي المسجد وفي الصلاة وفي العبادة وفي الطاعة قلت: "هذا رجل لا يريد الدنيا طرفة عين"، بل قيل لم يسهُ في صلاته أبدًا كما قال عن نفسه، ويُقال غيره هو الذي قال: "على أن الدنيا يضعها باب المسجد كما يضع حذاءه"، فترى أولئك الدنيا انطوت في كفه، ليس منها درهم في قلبه. رأى أن الدنيا ليست إلا زائلة ذاهبة عابرة كظل زائل، فجعلها في يده لا في قلبه…
- واليوم يملك الواحد منا فتات الدنيا كعامل براتب متواضع، أو بأجرة يومية كحمال منهك متعب تحت حرارة الشمس، وفي أشد عمل يمكن يعمله ومع ذلك يترك صلاته بحجة عمله وانشغاله فيه، وتحصيله قوت أولاده كما يدعي بينما ينسى آخرته تماما، أما السابقون فلو ملكوا الدنيا لما جعلوها في قلوبهم بل في أيديهم لينزعوها متى شاؤوا ويتحكمون فيها ولا تتحكم فيهم: ﴿رِجالٌ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ وَإِقامِ
BY قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
Share with your friend now:
tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21779