ALSOTY1438ABDULLAHRAFIK Telegram 21778
- فلو عمَّر العبد مئة سنة كاملة في هذه الدنيا، فإنها لا تساوي من أيام الآخرة يومًا واحدًا، وليست ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾، أو ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾، أو ﴿خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ﴾، بل يوم واحد من أيام الآخرة مقابل لو تعمَّر عبد مئة سنة فلا تساوي هذه المئة السنة مقابل يوم واحد من أيام الآخر غير دقيقتين ونصف الدقيقة!.

- ثم تخيل معي لو أن عبدًا أُوتي الدنيا بحذافيرها، بملكها وبمالها وبكل شيء فيها، وتمتع كل التمتع، فلا مرض ولا ألم ولا فقر ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أي شيء يعتريه، ثم أتى إلى الآخرة فقيرًا حسيرًا من كل عمل صالح لم يعمل خيرًا، فإن الله تبارك وتعالى يضعه في النار غمسة واحدة لمدة ثانية واحدة فقط، كما جاء في الحديث الصحيح، ثم يخرجه من النار، ثم يسائله الجبار: "عبدي هل رأيت نعيمًا قط؟ هل أكلت؟ هل شربت؟ هل اغتنيت؟ هل تنعمت؟ هل سكنت؟ هل وجدت الراحة؟ هل وجدت الصحة؟ هل وجدت النعمة؟" كل ذلك يُنسَى لديه، فيقول: "لا يا ربي، لم أرَ خيرًا قط"، نسي كل شيء أوتيه في الدنيا بغمسة واحدة في نار جهنم، فكيف ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾، و ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾، و ﴿خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ﴾، كيف بـ ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾، كيف بقول الله ﴿كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾، كيف بهذا كله؟ وما أُوتي منها وما جمع منها؟ كيف بذلك وهي غمسة واحدة؟ ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ هكذا يقول الله تعجبًا: "ما أصبرهم على النار!"…

- لا يكاد يصبر أحدنا على لحظة واحدة ليضع أصبعه في نار يسيرة ليست مشتعلة، وهي نار الدنيا وقد أُدخلت نار الآخرة في سبعين بحرًا حتى خُفِّفت هذه النار التي نراها، أما نار جهنم فقد أُوقد عليها ألف عام حتى احمرت، وألف عام حتى ابيضت، ثم ألف عام حتى اسودت، فآلاف السنين وهي يُوقَد عليها حتى تتغير ألوانها. ومع ذلك يدخل هذا العبد فيها: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ﴾، ولن يدخل بجسده هذا، بل هو بأعظم من ذلك، كما أخبر عليه الصلاة والسلام: "مسيرة ثلاثة أيام من كتفه حتى شحمة أذنه" هكذا يقول ﷺ. لأجل أن يذوق العذاب. وإن ضرسه كجبل أُحُد كما جاء في الحديث الصحيح، حتى يذوق العذاب ويزداد عذابه، ومع هذا ﴿كُلَّما نَضِجَت جُلودُهُم بَدَّلناهُم جُلودًا غَيرَها لِيَذوقُوا العَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزيزًا حَكيمًا﴾، ﴿كُلَّما خَبَت زِدناهُم سَعيرًا﴾، ﴿إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ نارًا أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا﴾، ﴿كَمَن هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَسُقوا ماءً حَميمًا فَقَطَّعَ أَمعاءَهُم﴾ .

- ولهذا أيها الإخوة الكرام رأى الصحابة أن هذه الدنيا عندما يؤتاها العبد فإن عليه الحساب في أقل الأحوال إن لم يكن عليه عقاب كما هو في الغالب للأسف الشديد، وكلما اجتمعت لديه كلما ذهب يمينًا وشمالًا لأجل أن ينال أكثر مما في يديه، وكلما زادت عنده كلما طمع أكثر وأكثر، بل ذلك الذي يؤتى القليل تكفيه أما من أوتي الكثير فإنه يزداد ويزداد منها: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾، فكلما جمع منها شيئًا، أحب أن يجمع ثانيًا وثالثًا ورابعًا ولا يقنعه إلا التراب كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.

- فلما علم الصحابة أن الدنيا عندما تزداد عند العبد، فإنها في أقل أحوالها حساب تؤخره عن دخول جنة، هذا إذا كانت حلالًا زلالًا، فقد سعوا للتقليل منها جدًّا، ولهذا، عندما ذهب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، زعيم الشام آنذاك وزعيم الجيوش الإسلامية الجرارة فيها، ووجده في جوع أكثر منه في شبع، ووجد أن بيته عبارة عن كوخ ليس فيه أي شيء يمكن أن يرد بصره ليشاهده، فعمر رضي الله عنه تذكر الآية الكريمة لما قدمت له مائدة: ﴿أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا﴾، وهي مائدة واحدة قُدِّم له الجند من موائد الشام الجميلة، مائدة واحدة فقط، لأنه لم يألفها ولم يرها، وكان أبو عبيدة رضي الله عنه يعزف عنها وعن هذه الموائد بكلها ولا يدخلها بيته تعبُّدًا وتعفّفًا رضي الله عنهم جميعًا، وعلى هذه الصحابة رضي الله عنهم كانوا؛ لأنهم عرفوا حقيقة الدنيا.

- وهذا الصديق رضي الله عنه لما قُرِّب إليه الماء البارد، بكى. فتذكر قول الله جل وعلا: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾، كل ما اشتهاه في الدنيا من حرام ووجده فلن يراه في الآخرة، وهكذا جاء في الأحاديث الصحيحة أن من استمتع بالحرام في الدنيا لا يناله في الآخرة إن دخل الجنة فرضًا، كمن شرب الخمر كما جاء في الأحاديث الصحيحة، من شرب الخمر في الدنيا وتاب منها ثم دخل الجنة بعد ذلك، أو عُذِّب



tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21778
Create:
Last Update:

- فلو عمَّر العبد مئة سنة كاملة في هذه الدنيا، فإنها لا تساوي من أيام الآخرة يومًا واحدًا، وليست ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾، أو ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾، أو ﴿خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ﴾، بل يوم واحد من أيام الآخرة مقابل لو تعمَّر عبد مئة سنة فلا تساوي هذه المئة السنة مقابل يوم واحد من أيام الآخر غير دقيقتين ونصف الدقيقة!.

- ثم تخيل معي لو أن عبدًا أُوتي الدنيا بحذافيرها، بملكها وبمالها وبكل شيء فيها، وتمتع كل التمتع، فلا مرض ولا ألم ولا فقر ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أي شيء يعتريه، ثم أتى إلى الآخرة فقيرًا حسيرًا من كل عمل صالح لم يعمل خيرًا، فإن الله تبارك وتعالى يضعه في النار غمسة واحدة لمدة ثانية واحدة فقط، كما جاء في الحديث الصحيح، ثم يخرجه من النار، ثم يسائله الجبار: "عبدي هل رأيت نعيمًا قط؟ هل أكلت؟ هل شربت؟ هل اغتنيت؟ هل تنعمت؟ هل سكنت؟ هل وجدت الراحة؟ هل وجدت الصحة؟ هل وجدت النعمة؟" كل ذلك يُنسَى لديه، فيقول: "لا يا ربي، لم أرَ خيرًا قط"، نسي كل شيء أوتيه في الدنيا بغمسة واحدة في نار جهنم، فكيف ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا﴾، و ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾، و ﴿خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ﴾، كيف بـ ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾، كيف بقول الله ﴿كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾، كيف بهذا كله؟ وما أُوتي منها وما جمع منها؟ كيف بذلك وهي غمسة واحدة؟ ﴿فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ هكذا يقول الله تعجبًا: "ما أصبرهم على النار!"…

- لا يكاد يصبر أحدنا على لحظة واحدة ليضع أصبعه في نار يسيرة ليست مشتعلة، وهي نار الدنيا وقد أُدخلت نار الآخرة في سبعين بحرًا حتى خُفِّفت هذه النار التي نراها، أما نار جهنم فقد أُوقد عليها ألف عام حتى احمرت، وألف عام حتى ابيضت، ثم ألف عام حتى اسودت، فآلاف السنين وهي يُوقَد عليها حتى تتغير ألوانها. ومع ذلك يدخل هذا العبد فيها: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ﴾، ولن يدخل بجسده هذا، بل هو بأعظم من ذلك، كما أخبر عليه الصلاة والسلام: "مسيرة ثلاثة أيام من كتفه حتى شحمة أذنه" هكذا يقول ﷺ. لأجل أن يذوق العذاب. وإن ضرسه كجبل أُحُد كما جاء في الحديث الصحيح، حتى يذوق العذاب ويزداد عذابه، ومع هذا ﴿كُلَّما نَضِجَت جُلودُهُم بَدَّلناهُم جُلودًا غَيرَها لِيَذوقُوا العَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزيزًا حَكيمًا﴾، ﴿كُلَّما خَبَت زِدناهُم سَعيرًا﴾، ﴿إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ نارًا أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا﴾، ﴿كَمَن هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَسُقوا ماءً حَميمًا فَقَطَّعَ أَمعاءَهُم﴾ .

- ولهذا أيها الإخوة الكرام رأى الصحابة أن هذه الدنيا عندما يؤتاها العبد فإن عليه الحساب في أقل الأحوال إن لم يكن عليه عقاب كما هو في الغالب للأسف الشديد، وكلما اجتمعت لديه كلما ذهب يمينًا وشمالًا لأجل أن ينال أكثر مما في يديه، وكلما زادت عنده كلما طمع أكثر وأكثر، بل ذلك الذي يؤتى القليل تكفيه أما من أوتي الكثير فإنه يزداد ويزداد منها: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾، فكلما جمع منها شيئًا، أحب أن يجمع ثانيًا وثالثًا ورابعًا ولا يقنعه إلا التراب كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.

- فلما علم الصحابة أن الدنيا عندما تزداد عند العبد، فإنها في أقل أحوالها حساب تؤخره عن دخول جنة، هذا إذا كانت حلالًا زلالًا، فقد سعوا للتقليل منها جدًّا، ولهذا، عندما ذهب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، زعيم الشام آنذاك وزعيم الجيوش الإسلامية الجرارة فيها، ووجده في جوع أكثر منه في شبع، ووجد أن بيته عبارة عن كوخ ليس فيه أي شيء يمكن أن يرد بصره ليشاهده، فعمر رضي الله عنه تذكر الآية الكريمة لما قدمت له مائدة: ﴿أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا﴾، وهي مائدة واحدة قُدِّم له الجند من موائد الشام الجميلة، مائدة واحدة فقط، لأنه لم يألفها ولم يرها، وكان أبو عبيدة رضي الله عنه يعزف عنها وعن هذه الموائد بكلها ولا يدخلها بيته تعبُّدًا وتعفّفًا رضي الله عنهم جميعًا، وعلى هذه الصحابة رضي الله عنهم كانوا؛ لأنهم عرفوا حقيقة الدنيا.

- وهذا الصديق رضي الله عنه لما قُرِّب إليه الماء البارد، بكى. فتذكر قول الله جل وعلا: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾، كل ما اشتهاه في الدنيا من حرام ووجده فلن يراه في الآخرة، وهكذا جاء في الأحاديث الصحيحة أن من استمتع بالحرام في الدنيا لا يناله في الآخرة إن دخل الجنة فرضًا، كمن شرب الخمر كما جاء في الأحاديث الصحيحة، من شرب الخمر في الدنيا وتاب منها ثم دخل الجنة بعد ذلك، أو عُذِّب

BY قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.


Share with your friend now:
tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21778

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Private channels are only accessible to subscribers and don’t appear in public searches. To join a private channel, you need to receive a link from the owner (administrator). A private channel is an excellent solution for companies and teams. You can also use this type of channel to write down personal notes, reflections, etc. By the way, you can make your private channel public at any moment. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. Other crimes that the SUCK Channel incited under Ng’s watch included using corrosive chemicals to make explosives and causing grievous bodily harm with intent. The court also found Ng responsible for calling on people to assist protesters who clashed violently with police at several universities in November 2019. Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. In handing down the sentence yesterday, deputy judge Peter Hui Shiu-keung of the district court said that even if Ng did not post the messages, he cannot shirk responsibility as the owner and administrator of such a big group for allowing these messages that incite illegal behaviors to exist.
from us


Telegram قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
FROM American