tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21653
Last Update:
- إن كل ما يمكن أن يؤثر في العدو، وأن يحدث نكاية فيه، وأن يؤذيه، فهو مطلوب من المسلم ككل، كما قال الله تبارك وتعالى: {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ}، فكل نيل، وكل كلمة، كل عمل، كل شيء بدون استثناء، ما دام وأنه يحدث في العدو نكاية، يحدث فيه أي تأثير، يحدث فيه شيئًا ما، فإن ذلك مطلوب من المسلم أن يفعله بحدود استطاعته، وكل أحد منا له استطاعة خاصة به، أو يشترك معه غيره لكن هذه الاستطاعة واجبة على المسلم، وكل أحد يعلم ما الذي يستطيعه، فما يستطيعه لا يحل له أن يسكت عنش بنص القرآن الكريم، ومن ذلك قضية المال، فهذا يستطيع بالشيء اليسير، وذاك بالشيء الكبير، وهذا بالمتوسط، وكل أحد بما يستطيع لا يتخلى عنه، ما دام وأنه يستطيعه ولو باليسير حتى بدرهم وقد قال صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مائة ألف درهم"، ولهذا قال تعالى: ﴿الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرونَ مِنهُم سَخِرَ اللَّهُ مِنهُم وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، وكل أحد بما يستطيع، حتى بالشيء اليسير جدًا، وذاك بالشيء الذي لا يستطيع أن يحمله لكثرته، فذلك مطلوب من المسلم، حتى ولو كان مثقال ذرة، ولو كان أبسط من ذلك، ما دام وأن المسلم أراد به الله والدار الآخرة، فإنه ينال الخير: ﴿فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ﴾.
- أين نحن من قول ربنا تعالى حين استنفرنا جميعًا دون استثناء: ﴿انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُمُ انفِروا في سَبيلِ اللَّهِ اثّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ يَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ وَأُخرى تُحِبّونَها نَصرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتحٌ قَريبٌ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ﴾، والآيات لا تحصى في كتابه التي تحث على الجهاد عامة وعلى جهاد المال خاصة، ودائمًا الجهاد بالمال مقدمًا على الجهاد بالنفس في القرآن، وإخواننا بحاجة للمال أكثر من حاجتهم للرجال فأين نحث من واجب النصرة وقد استنصرونا وربنا يقول: ﴿وَإِنِ استَنصَروكُم فِي الدّينِ فَعَلَيكُمُ النَّصرُ﴾.
- من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة". والحديث أخرجه أبو داود وابن ماجه، فضلاً عن قوله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا"، ومن لم يستطع يدعم من ماله فيدل غيره عليه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مةل أجر فاعله".
- وانظروا إلى أولئك الذين قدموا فقط الدموع، نعم بكوا ودمعوا؛ لأنهم لم يجدوا ما ينفقون لكن الله سجل ذلك في كتابه الكريم وعظمه وحسنه؛ لأنهم لم يجدوا إلا البكاء، لم يجدوا إلا الدموع على أنهم لم يستطيعوا الذهاب للجهاد:﴿وَلا عَلَى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم قُلتَ لا أَجِدُ ما أَحمِلُكُم عَلَيهِ تَوَلَّوا وَأَعيُنُهُم تَفيضُ مِنَ الدَّمعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدوا ما يُنفِقونَ﴾، فلما فعلوا ذلك صدقًا من قلوبهم جعل الله أجر القاعدين كأجر الذاهبين، دون أن ينقص من أجر الذاهبين شيء، كما قال عليه الصلاة والسلام بعد ذهابهم لتبوك، التي وصفها الصحابة بأنها الأشد والأمر، بل القرآن الكريم سماها العسرة، "ساعة العسرة"، وقت اشتداد الحر، وبُعد المسافة التي حصلت على المسلمين جميعًا، والإرهاق والعطش حتى من شدة الظمأ الذي نزل بهم كان الرجل ينزل عن راحلته فينحرها، لا يريد لحمها، لا يريد إلا أن يعتصر فرثها فيشربه لشدة الظمأ، وعاد النبي عليه الصلاة والسلام، ولما كان قريبًا من المدينة، قال: "إن بالمدينة لرجالًا ما قطعتم واديًا ولا سرتم مسيرًا إلا كانوا معكم"، قالوا: يا رسول الله، وهم في المدينة؟ قال: "وهم في المدينة حبسهم العذر".
BY قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
Share with your friend now:
tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21653