tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21652
Last Update:
واجبه لا ريب.
- وهناك محددات بينة واضحة لا يحل للمسلم أن يتثاقلها، أو أن ينأ بنفسه عنها، أو أن يتبرأ من واحدة منها فهو واجبٌ حتمي عليه فلا يتهرب عنه وذلك كواجب الكلمة التي يستطيعها كل أحد، فينطق بها أو يكتب عنها، فهذا واجب لا شك ولا ريب، هو واجب الكل، فكل أحد بما يستطيع، وكل أحد بما يمكنه ويستطيعه وكل أحد تختلف استطاعته عن غيره فهذا بكتابته، وهذا بلسانه، وهذا في مجلسه، وهذا في هاتفه، وهذا في قناته، وهذا في حسابه، وهذا عند أصحابه وأصدقائه، وذلك عند أسرته.
- فهؤلاء كلهم إذا تكاتفوا وتآخوا وتوحدوا وتناصروا واتحدوا على كلمة واحدة ليقولوها، فإنها تحدث ضجة، وتتكون رسالة، ويحدث لها صوت مسموع من الأول للآخر، أما إذا لم يكن ذلك، وتشتت القضية، وأصبح كل أحد يتحدث عن قضايا نفسه، وقضايا بيته، وقضايا ماله، فإنها كارثة لا شك ولا ريب.
- إذن أيها الإخوة الكرام، واجب الكلمة أولًا، مع الدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء سرًا وجهرًا، وفرادى وجماعة، ثم واجب الإعلام ثانيًا، ولا يمكن أن يبتعد كثيرًا عن واجب الكلمة، وقول ما يجب قوله، فكما أنه يتحدث في مجلسه وفي بيته وفي أي مكان كان فيه، فكذلك إذا كان له أي مصدر إعلامي، يستطيع أن يتحدث فيه فلا يتردد البتة، لا في قضية واحدة كقضية غزة وفلسطين المركزية التي تعني للأمة كل شيء، بل في أي قضية من قضايا الأمة وهي كثيرة، وما يجمعهم أكثر مما يفرقهم عامة.
- وواجب المسلم مع ذلك أن يصلح نفسه، وأتحدث عن واجبات فردية لتكون أمة واحدة متكاملة مستوية غير معوجة، يجب إصلاح المسلم لنفسه ولأهله ولمن حوله، فـقد شرط ربنا لتغير حالنا تغير أفرادنا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ}، وكل واحد من أفراد الأمة يصدق عليه أنه من القوم المطالبين بالتغيير كجزء ولبنة من لبنات التغيير في هذه الأمة.
- فالتغيير إذن شرط لما يأتي من قادم الخير من رب العالمين سبحانه وتعالى؛ لأنه قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، إذن فالمطلوب من كل فرد أن يغير نفسه ليتغير الحال الذي عنده، وفي أسرته، وقبيلته، وقريته، وقومه، ودولته، والحال الذي في أمته، والذي في أي مكان هو فيه، فالتغيير شرط رباني قرآني واضح وصريح، يجمع عليه ليس فقط المسلمون بل حتى غير المسلمين، فهو شرط لازم لا بد منه في عملية التغيير الجذري برمته.
- يجب أن يحيي القضية بين أولاده وأهله ويجب أن نربي أطفالنا على القيم والأخوة والرجولة لا على الجوال واللعبة والشاشة والكرة والتفاهة!.
- ثم كذلك يجب أن نفهم وأن نفقه وأن نعرف جيداً تلك القضية التي نتحدث عنها أيًا كانت، فاقرأ واطلع واسأل وابحث… عن تلك القضية التي نتحدث عنها أيًا كانت وإن كانت قضية فلسطين وقضية غزة هي خير ما يسقط عليه ذلك، فإذا علم المسلم أن فلسطين تعني له كل شيء، وأنها مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، وأنها القبلة الأولى، وأنها أرض الإسراء والمعراج، وأنها الأرض المباركة، وأنها العهدة العمرية، وأنها أوقاف المسلمين، وأنها مقدسات العظمى للمسلمين، وأن عزها عز للمسلمين، وذلها ذل للمسلمين جميعًا، وإضافة إلى ما يجري في أرضها من نهب وقتل وتدمير وبطش وظلم وتجويع ومآس شتى لا تعد ولا تحصى، إذا علم ذلك، فإنه لا شك ولا ريب سيتحرك وينطلق، أما إذا لم يعلم، فإنه لن يفعل شيئًا.
- وما يجري في فلسطين وغزة هو امتحان إيماني لأمة بأكملها خاصة وقد اجتمع العدو الصهيوني الغاشم ومن ورائه القوى الكبرى، وأهل فلسطين وغزة في ثبات عجيب لا زالوا يدافعون عن أسرانا ومسرى نبينا وقبلتنا الأولى ومقدساتنا وأرضنا وأعراصنا ويحمون ثغرنا وأمتنا
عز فلسطين عزنا…
- فيجب على كل مسلم أن يعلم بأن الله تعالى سائله عن فلسطين؛ فيجب عليه أن يدافع عن مسرى نبيه ﷺ وأن يعمل على تخليصه من أيدي اليهود والصليبيين، وأن يتضامن مع أهل فلسطين بكل ما يستطيع.
- وبالتالي فالعلم بالقضية التي تريد تتحرك لنصرتها أو الدفاع عنها ونحوه شرط لا بد منه: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}، فلا يأتي العمل إلا بعد العلم، فمن علم عمل، ومن جهل لن يعمل، وإن عمل سيذهب شمالًا لا يمينًا، ويحيد عن الطريق السوي، والعامل بلا علم كالذاهب لغير طريق، فالواجب على المسلم أن يفهم تلك القضية وماهيتها، ويتحدث عنها عند من لا يعلم، وخاصة في أسرته وفي بيته، وعند من ولاه الله تعالى عليهم من الأمانة الكبرى: أمانة البيت والأسرة، وهذه التي سيسأل عنها كل مسلم بلا استثناء.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
*الــخـــطــبة الثانــــية:* ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:
BY قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
Share with your friend now:
tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21652