ALSOTY1438ABDULLAHRAFIK Telegram 21407
- فما هو دور شبابنا؟ وما هو دورنا؟ وكيف حياتنا؟ وكيف نعيش في أوقاتنا؟ وما هي أهدافنا؟ وما هي آمالنا؟ وما هي طموحاتنا؟
وماذا فعلنا؟ ماذا قدمنا؟ ماذا صنعنا؟ أين ما أنتجنا؟ وأين تاريخ نصنعه لأنفسنا ولأمتنا؟
أين ذاك كله؟ أين نحن الآن، وأين نريد أن نكون…؟ ما هي خططنا؟، وأين غيرنا من الغرب وشبابه الذين لا يتنافسون على تفاهة ورياضة وفن، بل على وسائل كبرى وحديثة، عن صناعات، عن أمجاد، عن دراسات، عن علم، عن ثقافة، عن خبرة؟، عن هذا كله وغيره، بينما غُزينا بأدوات اللهو كلها، وضاع شباب الأمة فيما لا يحل لهم أن يضيعوا أنفسهم فيه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

*الــخـــطــبة الثانــــية:* ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:

- إن حديثي الذي سبق في الخطبة الأولى هو حديث عن الشباب، وإلى الشباب، عن الأمل، وعن جوهرة العمر، عن هذه المرحلة الكبرى والعظمى، والمهمة، غاية الأهمية التي نبينا عليه الصلاة والسلام حدث عنها، وأوصانا جميعًا باستغلالها؛ لأنها أهم ما أودع الله فينا من أعمارنا كلها، ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، ولا أصح ولا أفرغ من الشباب، فالصحة هي أعظم ما تكون في الشباب، لا في الصغار، ولا في الكبار ممن ينكسهم الله في العمر، ولا في الصغار الذين لا زالوا ينشئون في ما هم فيه من صحة وقوة ومناعة وبنية، أما الشباب فقد استكملوا ذلك كله، فهم في مرحلة التعمير، والأهداف، وصناعة الأمجاد، واستغلال الأوقات، وقيادة الأمم، ونهضة الحضارات.

- وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عندما تحدث عن الصراط الذي لا يجاوزه أحد حتى يُسأل عن أربع، وذكر وعن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم؟".

- وأوصى صلى الله عليه وسلم وصية جامعة باستغلال وقت الشباب وصحة الشباب… "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"، وهذه كلها في الشباب فهل عملنا بوصية نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الشباب، وماذا وكم عملنا منها يا ترى، ومتى نعمل بها!.


- فأين شبابنا من استغلال هذه المرحلة الصافية، النقية، الزكية، هذه المرحلة هبة من رب البرية، أين شباب الأمة من استغلال هذه المرحلة العظيمة؟
ومتى سيكون لهم الموقف الأعظم في نهضة الأمة، ومتى سيكون لهم الدور، وتكون لهم العظمة، واسترداد أمجاد الأمة، كل واحد بما يستطيع، لقد قال الله تبارك وتعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم".

وهذا الإمام أحمد رحمه الله يقول عن مرحلة الشباب وسرعان زوالها وفقدنا لها: (ما شبَّهت الشباب إلا بشيء كان في كُمي فذهب)، وعن حفصة بنت سيرين قالت: (يا معشر الشباب، اعملوا فإني رأيت العمل في الشباب).

- إن شباب أمتنا إما أن يكون مصدر أمل أو أمل، إما قادة عز أو ذل، إما أن يكونوا قادة أمم أو رعاة غنم، إما مشغولون بالرياضة أو بالعلم والثقافة، إما مشغولون بالفن والتفاهة أو بالعمل وصنع الحضارة… فاختاروا لأنفسكم يا شباب الأمة!.

- وإن أدل دليل على ذلك ولتكن الأخيرة هي قصة الجاسوس الصليبي في الأندلس تلك القصة التي ذاعت في كتب التاريخ بقوة ومختصرها أن الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في أراضي المسلمين إذا به يرى شابًا من شباب المسلمين في الأندلس يبكي وآخر بجواره يطيب من خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي، لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة، فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: (لن تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم، ولا تفكروا باحتلال الأندلس-أسبانيا حاليا المحتلة-)، ومرت الأعوام، وتغيرت الأحوال، وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه: إنه يبكي لأن فتاته التي يحبها قد هجرته إلى غيره، فأرسل الجاسوس إلى قومه: (أن اغزوهم الآن؛ فإنهم مهزومون)، وفعلا تم الغزو للأندلس ووقع فيها ما وقع من أبشع مجازر التاريخ محاكم التفتيش، وضاعت الأندلس من بين أيدي المسلمين حتى اللحظة وأصبحت اليوم أسبانيا النصرانية، وكان من أسباب سقوطها بعد أن كانت للمسلمين لقرون طويلة أن شبابها اشتغلوا بالترف واللهو واللعب والضياع والتفاهة كما ذكرت لكم في قصة الشباب والجاسوس….!.



tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21407
Create:
Last Update:

- فما هو دور شبابنا؟ وما هو دورنا؟ وكيف حياتنا؟ وكيف نعيش في أوقاتنا؟ وما هي أهدافنا؟ وما هي آمالنا؟ وما هي طموحاتنا؟
وماذا فعلنا؟ ماذا قدمنا؟ ماذا صنعنا؟ أين ما أنتجنا؟ وأين تاريخ نصنعه لأنفسنا ولأمتنا؟
أين ذاك كله؟ أين نحن الآن، وأين نريد أن نكون…؟ ما هي خططنا؟، وأين غيرنا من الغرب وشبابه الذين لا يتنافسون على تفاهة ورياضة وفن، بل على وسائل كبرى وحديثة، عن صناعات، عن أمجاد، عن دراسات، عن علم، عن ثقافة، عن خبرة؟، عن هذا كله وغيره، بينما غُزينا بأدوات اللهو كلها، وضاع شباب الأمة فيما لا يحل لهم أن يضيعوا أنفسهم فيه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

*الــخـــطــبة الثانــــية:* ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:

- إن حديثي الذي سبق في الخطبة الأولى هو حديث عن الشباب، وإلى الشباب، عن الأمل، وعن جوهرة العمر، عن هذه المرحلة الكبرى والعظمى، والمهمة، غاية الأهمية التي نبينا عليه الصلاة والسلام حدث عنها، وأوصانا جميعًا باستغلالها؛ لأنها أهم ما أودع الله فينا من أعمارنا كلها، ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، ولا أصح ولا أفرغ من الشباب، فالصحة هي أعظم ما تكون في الشباب، لا في الصغار، ولا في الكبار ممن ينكسهم الله في العمر، ولا في الصغار الذين لا زالوا ينشئون في ما هم فيه من صحة وقوة ومناعة وبنية، أما الشباب فقد استكملوا ذلك كله، فهم في مرحلة التعمير، والأهداف، وصناعة الأمجاد، واستغلال الأوقات، وقيادة الأمم، ونهضة الحضارات.

- وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عندما تحدث عن الصراط الذي لا يجاوزه أحد حتى يُسأل عن أربع، وذكر وعن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم؟".

- وأوصى صلى الله عليه وسلم وصية جامعة باستغلال وقت الشباب وصحة الشباب… "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"، وهذه كلها في الشباب فهل عملنا بوصية نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الشباب، وماذا وكم عملنا منها يا ترى، ومتى نعمل بها!.


- فأين شبابنا من استغلال هذه المرحلة الصافية، النقية، الزكية، هذه المرحلة هبة من رب البرية، أين شباب الأمة من استغلال هذه المرحلة العظيمة؟
ومتى سيكون لهم الموقف الأعظم في نهضة الأمة، ومتى سيكون لهم الدور، وتكون لهم العظمة، واسترداد أمجاد الأمة، كل واحد بما يستطيع، لقد قال الله تبارك وتعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم".

وهذا الإمام أحمد رحمه الله يقول عن مرحلة الشباب وسرعان زوالها وفقدنا لها: (ما شبَّهت الشباب إلا بشيء كان في كُمي فذهب)، وعن حفصة بنت سيرين قالت: (يا معشر الشباب، اعملوا فإني رأيت العمل في الشباب).

- إن شباب أمتنا إما أن يكون مصدر أمل أو أمل، إما قادة عز أو ذل، إما أن يكونوا قادة أمم أو رعاة غنم، إما مشغولون بالرياضة أو بالعلم والثقافة، إما مشغولون بالفن والتفاهة أو بالعمل وصنع الحضارة… فاختاروا لأنفسكم يا شباب الأمة!.

- وإن أدل دليل على ذلك ولتكن الأخيرة هي قصة الجاسوس الصليبي في الأندلس تلك القصة التي ذاعت في كتب التاريخ بقوة ومختصرها أن الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في أراضي المسلمين إذا به يرى شابًا من شباب المسلمين في الأندلس يبكي وآخر بجواره يطيب من خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي، لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة، فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: (لن تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم، ولا تفكروا باحتلال الأندلس-أسبانيا حاليا المحتلة-)، ومرت الأعوام، وتغيرت الأحوال، وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه: إنه يبكي لأن فتاته التي يحبها قد هجرته إلى غيره، فأرسل الجاسوس إلى قومه: (أن اغزوهم الآن؛ فإنهم مهزومون)، وفعلا تم الغزو للأندلس ووقع فيها ما وقع من أبشع مجازر التاريخ محاكم التفتيش، وضاعت الأندلس من بين أيدي المسلمين حتى اللحظة وأصبحت اليوم أسبانيا النصرانية، وكان من أسباب سقوطها بعد أن كانت للمسلمين لقرون طويلة أن شبابها اشتغلوا بالترف واللهو واللعب والضياع والتفاهة كما ذكرت لكم في قصة الشباب والجاسوس….!.

BY قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.


Share with your friend now:
tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21407

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. Find your optimal posting schedule and stick to it. The peak posting times include 8 am, 6 pm, and 8 pm on social media. Try to publish serious stuff in the morning and leave less demanding content later in the day. Among the requests, the Brazilian electoral Court wanted to know if they could obtain data on the origins of malicious content posted on the platform. According to the TSE, this would enable the authorities to track false content and identify the user responsible for publishing it in the first place. best-secure-messaging-apps-shutterstock-1892950018.jpg
from us


Telegram قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
FROM American