tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21406
Last Update:
- إنهم الشباب الذين امتدحهم النبي، وولاهم، ووثق بهم، وأعطاهم، ومنحهم وقودهم، وجعلهم سادة لأقوامهم؛ فنجد ذلك الصغير الذي لم يتجاوز آنذاك الثامنة عشرة من عمره كأسامة بن زيد رضي الله عنه الذي جعله النبي عليه الصلاة والسلام قائدًا لجيش المسلمين وفيهم أبو بكر وعمر وقادة الصحابة وكبارهم، وقل عن سفير الإسلام مصعب بن عمير رضي الله عنه، وقل عن معاذ بن جبل، أعلم وأفقه الصحابة، ومن جعله النبي عليه الصلاة والسلام رسولًا إلى بلد بعيد، وإلى أشد أعدائه من أهل الكتاب اليهود والنصارى عامة: "إنك تأتي قوماً أهل كتاب"، وجعله أفقه الأمة، وعلى العلماء يوم القيامة يحشر برتوة أي بمرتفع على علماء الأمة فضلاً عن عوامها، وقل عن سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرج الرحمن، وقل عن كثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود، ومرورًا ببلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، وزيد بن ثابت كاتب الوحي وترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيس بن شماس، وكعب بن مالك خطباء وشعراء النبي عليه الصلاة والسلام، وقل عن كل هؤلاء جميعًا، وعن من لم يُذكروا أصلاً، ولا يمكن أن تُعدّ حتى عن أولئك القادة والعظماء والشرفاء، بدءًا بهم وانتهاءً بآخر شاب عظيم في الأمة من شبابها الذين قادوا حضارتها ومجدها وصنعوا ما فيها.
- فعن شباب الأمة العظماء القادة الكبار أتحدث وبكل فخر، عن أولئك العظماء الذين كانوا ولا زالوا على ذلك، أصحاب همة وعزيمة وليست حياة بهيمية، ليست حياة أكل وشرب، ليست حياة متعة وشهوة، ليست حياة تسكع وضياع أوقات، ولهو، ولعب، وتفاهة، ورياضة، وفن، ومتابعات ساقطة، ليست كذلك، بل هي حياة القادة العظماء الذين عرفهم تاريخ الأمة، وعرفهم وشهد لهم تاريخ الأمم عامة.
- فهؤلاء العظماء أمثال من يترى، وأعطيك نموذجًا واحدًا منهم أو نموذجين إنهم أمثال من اصطفهم النبي عليه الصلاة والسلام في يوم أحد، وكان من شروط الجيش في كل معاركه عليه الصلاة والسلام ألا يكون بين الجيش من صغار السن، ولما علم أمثال سمرة بن جندب ورافع من خديج رضي الله عنهما وكانا دون البلوغ إذا بهما يختبئان ويتخفّيان حتى لا يراهما النبي عليه الصلاة والسلام، لكنه رأهما ورحمهما ورثى لحالهما، ولم يأذن لهما بقتال؛ لأنهم سيقدمون على جيش عرمر كجيش مكة، يمكن أن يهلك هؤلاء الصغار حتى بفرسانهم فضلًا عن سيوفهم، فردهم النبي عليه الصلاة والسلام، فيبكيان، ثم يحدثه الصحابة ويراجعونه على أن رافع بن خديج رضي الله عنه يحسن الرماية، وعلى أنه رام مغوار لا يمكن أن يرد مثله، فرده النبي عليه الصلاة والسلام ليقاتل، ولما علم سمرة بن جندب بهذا الاصطفاء والفوز لرافع قال: "يا رسول الله، تأذن لرافع ولا تأذن لي، وإن شئت لصرعته فتصارعا، فصرع سمرةُ رافعًا رضي الله عنهما فأذن لهما النبي عليه الصلاة والسلام بالجهاد!.
- نعم يا ترى على ماذا يتنافسون؟ ولماذا يظهرون مواهبهم؟، لا لمسابقات رياضية، ولا فنية، ولا بهلوانية، ولا ألعاب تافهة، ولا أي شيء من ذلك البتة، بل إنهم يريدون الجهاد، والاستشهاد، والموت في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فهل في أمتنا المعاصرة مثلهم يا ترى وكم هم مثلا!.
- ليس هذا وحسب، بل حدث عن عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال سعد عن أخيه في يوم بدر كان يختبئ أخي خلف الجيش حتى لا يراه النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يبلغ الخامسة عشرة، فقال: "يا عمير ما شأنك تختبئ خلف الجيش؟"، قال: "يا أخي إني أخشى أن يراني رسول الله فيردني"، فرآه النبي عليه الصلاة والسلام وهو يستعرض الجيش أمامه ويصفهم، فرده النبي فبكى عمير، ثم رثى لحاله، فأذن له، فقال: "دعني يا رسول الله، لعل الله أن يرزقني الشهادة"، فكان سعد يحمل طرف السيف لطوله وصغر أخيه، وفعلًا رزقه الله الشهادة، ومات شهيدًا في بدر رضي الله عنه.
هؤلاء نماذج، ولم تنحصر النماذج، بل حدث عن معاذ ومعوذ رضي الله عنهما، الذين قتل فرعون الأمة أبي جهل، وحدث عن غيرهم، وهم كثير جد كثير، لا من الصحابة وفقط بل من بعدهم كمحمد بن يوسف الثقفي فاتح السند، ومحمد الفاتح، وقتيبة بن مسلم، ومحمد مسلمة، وطارق بن زياد، وسيف الدين قطز قاهر التتار، وصلاح الدين الأيوبي محرر الأقصى وغيرهم لا يحصى كلهم من فئة الشباب….
- بل حدّث عن أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام الذي قال ابن عباس عنهم: "لم يبعث الله نبيًا إلا شابًا فتيًا قويًا"، فحدث عن إبراهيم عليه السلام الفتى المغوار، ﴿قالوا سَمِعنا فَتًى يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ إِبراهيمُ﴾، ثم كان أمة ﴿إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ﴾، نعم أمة بأكملها وهو رجل واحد أو شاب واحد لكنه أمثال إبراهيم عليه السلام، وحدث عن موسى عليه السلام، حدث عن عيسى، حدث عن زكريا، حدث عن يوسف، حدث عن هؤلاء جميعًا الذين كانوا على ما كانوا من عظمة، ومن همة، ومن صنع أمجاد أمم كاملة، ومن قادة للعظائم والمهام الكبيرة.
BY قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.
Share with your friend now:
tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/21406