قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

📖 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

🔖- *عنوان الفتوى: حكم الشفاعة لإسقاط حد القتل بعد أن صدر في حقه حكم المحكمة*

📚 - #فتوى رقم( 3153 00).

⚫➖ *الــسـؤال:*

●- فضيلة الشيخ/ هل يجوز دفع دية لأولياء المقتول من الناس بعد أن صدر حكم القاضي، بل أصبح في ساحة الإعدام، خاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي التي تشتهر حالة إعدام لشخص ما وتصبح قضية رأي عام فيتم جمع دية لأولياء الدم على أن يتنازلوا عن القضية ويتم العفو عن الجاني؟.

✍🏻➖ *الإجـابـة:*

✾- لا أرى جواز الشفاعة في الحدود بعد أن بلغت السلطان (المحكمة)، بل قد يكون هؤلاء الذين يتعاطفون مع الجاني شركاء في جريمته؛ لأنه تشجيع له ولأمثاله على جرمه، والأصل السعي لإقامة الحدود لا إسقاطها؛ إذ الحدود ليس القصد منها إزهاق روح الجاني، بل ردع غيره أن يفعلوا كفعله، ولهذا وصف الله القصاص بأنه حياة مع أنه موت للجاني لكن لما كان فيه الردع والزجر لغير تكون حياة المجتمع برمته من المجرمين الذين يمكن أن يفعلوا كفعله ما لو فلت من العقاب: ﴿وَلَكُم فِي القِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الأَلبابِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [البقرة: ١٧٩].

❁- ولو تأملنا في نصوص الشريعة لوجدناها حريصة جد حرص على تطبيق الحدود دون محاباة ما دام قد بلغت السلطان أو القضاء أو الشرطة ونحو ذلك من أجهزة الدولة المخولة بالأمر، ولهذا صح عنه ﷺ قوله: "لحد يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحًا"، وصححه الألباني وغيره، بل نهى ﷺ نهيًا قاطعًا عن الشفاعة في الحدود بعد أن تبلغ السلطان: "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره"، والحديث رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني، فمن بجرؤ أن يضاد الله في أمره!.

❏- بل في قصة المخزومية التي سرقت غضب ﷺ أشد الغضب على أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه، وخرج في الناس خطيبًا يبين فظاعة الشفاعة لإسقاط حد بلغ السلطان ففي البخاري ومسلم: عن عائشة رضي الله عنها: (أن قريشًا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله ﷺ؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتشفع في حد من حدود الله تعالى؟!"، ثم قام فاختطب، ثم قال: "إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها")، متفق عليه.

❃- بل لو عفا صاحب الحق بعد أن رفع للسلطان فعفوه باطل في الشرع؛ فقد صح عنه ﷺ في قصة صفوان بن أمية وسرقة الرجل لردائه: (أنه نام في المسجد وتوسد رداءه، فأُخذ من تحت رأسه، فجاء بسارقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقطع، فقال صفوان: يا رسول الله لم أرد هذا ردائي عليه صدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهلا قبل أن تأتيني به")، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد، وحتى لا نطيل فقد قال ﷺ: "تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب"، رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه.

❍- ولهذا كله وغيره فقد نقل ابن عبدالبر رحمه الله إجماع العلماء على وجوب إقامة الحد إذا بلغت الإمام.

❈- ثم أين هؤلاء أصحاب القلوب الرحيمة والتعاطف مع القاتل لم يتعاطفوا مع المقتول حين عبث به القاتل، وزهق روحه، وأين هم حين تكبر وتجبر عليه، وأين هم حين يتم أطفاله، ورمل زوجته، وأحرق قلب والديه، وأهله، وأحبابه، أين هم حين قال أحد المجني عليهم: (أنا بوجهك لا تقتلني أمام أبي وأمي وعيالي وزوجتي)، لكنه قتله بكل برودة دم، وهذه قضية وهناك مئات أفظع منها!.

❖ - وأخيرًا: فأصحح معلومة عند كثير من العامة أنهم يعتبرون المساهمة في دفع الدية تحرير رقبة، وهذا باطل بإجماع علماء الأمة؛ فرقبة الجاني رقبة حر وليس بعبد أصلًا حتى يتم تحريرها من رق العبودية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🌍- *#لمتابعة قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي "تليجرام" اشترك👇:*
https://www.tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik
🌐- *#ويمكنك استفتائه على حسابه "تليجرام"👇:*
https://www.tgoop.com/alsoty

Telegram

قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

فتاوى شرعية، ومنشورات دعوية...

www.tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik/20447

410 viewsApr 27 at 20:22

📖 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

🔖- *عنوان الفتوى: حكم الشفاعة لإسقاط حد القتل بعد أن صدر في حقه حكم المحكمة*

📚 - #فتوى رقم( 3153 00).

⚫➖ *الــسـؤال:*

●- فضيلة الشيخ/ هل يجوز دفع دية لأولياء المقتول من الناس بعد أن صدر حكم القاضي، بل أصبح في ساحة الإعدام، خاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي التي تشتهر حالة إعدام لشخص ما وتصبح قضية رأي عام فيتم جمع دية لأولياء الدم على أن يتنازلوا عن القضية ويتم العفو عن الجاني؟.

✍🏻➖ *الإجـابـة:*

✾- لا أرى جواز الشفاعة في الحدود بعد أن بلغت السلطان (المحكمة)، بل قد يكون هؤلاء الذين يتعاطفون مع الجاني شركاء في جريمته؛ لأنه تشجيع له ولأمثاله على جرمه، والأصل السعي لإقامة الحدود لا إسقاطها؛ إذ الحدود ليس القصد منها إزهاق روح الجاني، بل ردع غيره أن يفعلوا كفعله، ولهذا وصف الله القصاص بأنه حياة مع أنه موت للجاني لكن لما كان فيه الردع والزجر لغير تكون حياة المجتمع برمته من المجرمين الذين يمكن أن يفعلوا كفعله ما لو فلت من العقاب: ﴿وَلَكُم فِي القِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الأَلبابِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [البقرة: ١٧٩].

❁- ولو تأملنا في نصوص الشريعة لوجدناها حريصة جد حرص على تطبيق الحدود دون محاباة ما دام قد بلغت السلطان أو القضاء أو الشرطة ونحو ذلك من أجهزة الدولة المخولة بالأمر، ولهذا صح عنه ﷺ قوله: "لحد يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا ثلاثين صباحًا"، وصححه الألباني وغيره، بل نهى ﷺ نهيًا قاطعًا عن الشفاعة في الحدود بعد أن تبلغ السلطان: "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره"، والحديث رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني، فمن بجرؤ أن يضاد الله في أمره!.

❏- بل في قصة المخزومية التي سرقت غضب ﷺ أشد الغضب على أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه، وخرج في الناس خطيبًا يبين فظاعة الشفاعة لإسقاط حد بلغ السلطان ففي البخاري ومسلم: عن عائشة رضي الله عنها: (أن قريشًا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله ﷺ؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتشفع في حد من حدود الله تعالى؟!"، ثم قام فاختطب، ثم قال: "إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها")، متفق عليه.

❃- بل لو عفا صاحب الحق بعد أن رفع للسلطان فعفوه باطل في الشرع؛ فقد صح عنه ﷺ في قصة صفوان بن أمية وسرقة الرجل لردائه: (أنه نام في المسجد وتوسد رداءه، فأُخذ من تحت رأسه، فجاء بسارقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقطع، فقال صفوان: يا رسول الله لم أرد هذا ردائي عليه صدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهلا قبل أن تأتيني به")، رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد، وحتى لا نطيل فقد قال ﷺ: "تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب"، رواه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه.

❍- ولهذا كله وغيره فقد نقل ابن عبدالبر رحمه الله إجماع العلماء على وجوب إقامة الحد إذا بلغت الإمام.

❈- ثم أين هؤلاء أصحاب القلوب الرحيمة والتعاطف مع القاتل لم يتعاطفوا مع المقتول حين عبث به القاتل، وزهق روحه، وأين هم حين تكبر وتجبر عليه، وأين هم حين يتم أطفاله، ورمل زوجته، وأحرق قلب والديه، وأهله، وأحبابه، أين هم حين قال أحد المجني عليهم: (أنا بوجهك لا تقتلني أمام أبي وأمي وعيالي وزوجتي)، لكنه قتله بكل برودة دم، وهذه قضية وهناك مئات أفظع منها!.

❖ - وأخيرًا: فأصحح معلومة عند كثير من العامة أنهم يعتبرون المساهمة في دفع الدية تحرير رقبة، وهذا باطل بإجماع علماء الأمة؛ فرقبة الجاني رقبة حر وليس بعبد أصلًا حتى يتم تحريرها من رق العبودية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🌍- *#لمتابعة قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي "تليجرام" اشترك👇:*
https://www.tgoop.com/ALSoty1438AbdullahRafik
🌐- *#ويمكنك استفتائه على حسابه "تليجرام"👇:*
https://www.tgoop.com/alsoty

BY قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.